فنون

القطيعة أم التراكم .. للبحث عن هوية المسرح الليبي

هند التواتي

دعوة‭ ‬وجهها‭ ‬الكاتب‭ ‬المسرحي‭ ‬علي‭ ‬الفلاح‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬والتفكير‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬المسرح‭ ‬الليبي،‭ ‬وتوجيهه‭ ‬نحو‭ ‬آفاق‭ ‬أرحب،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طرحه‭ ‬لأسئلة‭ ‬جوهرية‭ ‬حول‭ ‬ماهية‭ ‬المسرح‭ ‬و‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وعن‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬المسرحية‭  ‬المختلفة‭…‬‮ ‬‭ ‬

الفلاح‭ ‬كتب‭ ‬تساؤلات‭ ‬عبر‭ ‬حسابه‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬‮«‬الفيس‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬بالدعوة‭ ‬لكل‭ ‬المسرحيين‭ ‬لفتح‭ ‬حوار‭ ‬جاد‭ ‬ومعمق‭ ‬والإجابة‭ ‬عن‭ ‬السؤالين‭ ‬الأزليين‭.. ‬

‭ ‬ماذا‭ ‬نريد‭ ‬من‭ ‬المسرح‭ ‬؟

‭ ‬وماذا‭ ‬يريد‭ ‬المسرح‭ ‬منا‭ ‬؟

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه‭ ‬نشر‭ ‬الفلاح‭ ‬تحليلاً‭ ‬نقديًا‭ ‬معمقًا‭ ‬للواقع‭ ‬المسرحي‭ ‬الليبي؛‭ ‬فكتب‭ ‬عن‭ ‬مزامير‭ ‬وهم‭ ‬القطيعة‭ ..‬

أسئلة‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬الليبي‭ .. ‬قائلاً‭.. ‬

إذا‭ ‬سلمنا‭ ‬جدلاً‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جيلاً‭ ‬مسرحيًا‭ ‬ليبيا‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يفرز‭ ‬تجربته‭ ‬زاعمًا‭ ‬قطيعته‭ ‬المسرحية،‭ ‬مع‭ ‬أسلافه‭ ‬

‭) ‬أشار‭ ‬صديقي‭ ‬البارحة‭ ‬أن‭ ‬القطيعة‭ ‬المسرحية‭ ‬تحتاج‭ ‬لوعي‭ ‬خاص‭ ‬وأدوات‭ ‬ممارسة‭( .‬

وقد‭ ‬صدق‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬مما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه،‭ ‬فالقطيعة‭ ‬موقف‭ ‬وليست‭ ‬مجرد‭ ‬وهم‭ ‬وتخيلات‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬عجز‭.‬

القطيعة‭ ‬منجز‭ ‬لضرورة‭ ‬تفرض‭ ‬التجاوز‭ ‬الحدي‭ ..‬

القطيعة‭ ‬المسرحية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وهم‭ ‬وشطح‭ ‬فيسبوكي‭ ‬وقص‭ ‬ولصق‭ ‬تستلزم‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الأرصدة‭ ‬المتراكمة‭ ‬المنتجة‭ ‬للمسرح‭ ‬الليبي‭ .‬

إنها‭ ‬موقف‭ ‬فكري‭ ‬ينسف‭ ‬جميع‭ ‬العلاقات‭ ‬والعناصر‭ ‬المادية‭ ‬واللا‭ ‬مادية‭ ‬المساهمة‭ ‬والمحيطة‭ ‬بالمنتج‭ ‬المسرحي‭ ‬الليبي،‭ ‬إنها‭ ‬تجفيف‭ ‬لكل‭ ‬مشارب‭ ‬رصيد‭ ‬التجربة‭ ‬المسرحية‭ ‬الليبية،‭ ‬وهنا‭ ‬تبرز‭ ‬مجموعة‭ ‬أسئلة‭ ‬أبرزها‭ ‬؟

ما‭ ‬هي‭ ‬ماهية‭ ‬رصيدنا‭ ‬المسرحي‭ ‬؟

ما‭ ‬هي‭ ‬أزماته‭ ‬؟

هل‭ ‬استنفد‭ ‬أدواته‭ ‬وفعاليته‭ ‬؟

هل‭ ‬القطيعة‭ ‬ضرورة‭ ‬؟

ما‭ ‬هي‭ ‬مقومات‭ ‬هذه‭ ‬القطيعة‭ ‬؟

ما‭ ‬هي‭ ‬الموارد‭ ‬البديلة‭ ‬لها‭ ‬؟

وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ..‬

ما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬تصبح‭ ‬القطيعة‭ ‬مع‭ ‬الرصيد‭ ‬والتراكم‭ ‬المسرحي‭ ‬الليبي‭ ‬مجرد‭ ‬شعوذة‭ ‬وقص‭ ‬لصق‭ ‬من‭ ‬قوقل،‭ ‬وتلبيس‭ ‬لتجارب‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لمشترك‭ ‬واحد‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬تجربة‭ ‬مسرحنا،‭ ‬وتصدير‭ ‬وهم‭ ‬ثقافي‭ ‬خاوٍ‭ ‬وهش‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬شروطًا‭ ‬ولا‭ ‬رؤيا،‭ ‬ويترجم‭ ‬عجزًا‭ ‬وخلطًا‭ ‬معرفيًا‭ ‬لا‭ ‬ينتج‭ ‬إلا‭ ‬أنيميا‭ ‬مسرحية‭ ‬نظريًا‭ ‬وعمليًا‭ ‬مردها‭ ‬الحالة‭ ‬الصفرية‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ .‬

والدليل‭ ‬واقع‭ ‬المنتج‭ ‬المسرحي‭ ‬الآن‭ ‬وبالذات‭ ‬لدعاة‭ ‬القطيعة‭ ‬القوقلية‭ .‬

ختامًا‭ .. )‬وبدورنا‭ ‬نقول‭ ‬ونؤيد‭ ‬إن‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬الكاتب‭ ‬علي‭ ‬الفلاح‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬المسرح‭ ‬الليبي‭ ‬هي‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬مهمة‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬الحوار‭ ‬المستمر‭ ‬والجاد،‭ ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الغني‭ ‬للمسرح‭ ‬الليبي،‭ ‬يمكنَّنا‭ ‬أن‭ ‬نطور‭ ‬مسرحًا‭ ‬معاصرًا‭ ‬يعكس‭ ‬هوية‭ ‬مجتمعنا‭. ‬من‭ ‬جهتنا‭ ‬نجدَّد‭ ‬الدعوة‭ ‬لكل‭ ‬المسرحيين‭ ‬والنقاد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المجتمعية‭ ‬و‭ ‬الإعلاميين،‭ ‬لدعم‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني،‭ ‬وتوفير‭ ‬الموارد‭ ‬اللازمة‭ ‬لبناء‭ ‬مسرح‭ ‬ليبي‭ ‬قوي‭ ‬ومستدام‭(.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى