حقيقة التسول وصدمة استهانة« فاقة-املاق-شدة-احتياج-فقر-بؤوس-مهنة »مفردات تتجبر وتجبر من تجرع وعاش ويلاتها طرق كل أبواب النجاة والخلاص من عذابها المتصارعة مع كرامة وعزة نفس سئمت انتظار اجابة أبواب ابت الاجابة فما كان عليها إلا اللجوء إلى عنوان استطلاعنا الذي اكتشفنا فيه حقيقة من ضاقت بهم فتسول وحقيقة نفوس يملأها الطمع والجشع اتخذت من التسول مهنة يقوم أربابها باستغلال الأطفال والنساء وتعليمهم وتدربهم فنون التسول بإختلاف أنواعه وأشكاله وايضا اختلاف نواياه وطرقه المتطورة سواء أكانت بالتسول المباشر في الشوارع والأسواق وامام المساجد وعند الاشارات الضوئية المرورية التي يدهشك ويؤسفك فيها ويزعجك المنظر المشين للمتسولين بقناع تقديم خدمات مياه الشرب والمناديل وتقديم الورود أيضًا كما هناك التسول الإلكتروني وذلك بفتح صفحات وهمية تمارس التسول باستعطاف النَّاس واقناع بطرق واساليب اوقعت الكثير في عمليات نصب واحتيال..
وإليكم رأي الشارع فيما ذكرنا.
تأجير الجواز والكتيب الليبي
وليد الشاني/صاحب تاكسي
أشد ما يؤلمني في ظاهرة التسول وخاصة أثناء عملي ليس فقط مجموعات الأطفال المتسارعة في هجوم عليك بالماء، والمناديل حتى يأتيك بعدها بائع الورد لامتصاص غضبك وأمامها يستشيط غضبك اقبال امرأة مختمرة تمامًا تحمل في يداها هوية ليبية رسمية بجواز السفر وكتيب العائلة؛ فعندها يعجز اللسان عن التعبير وتجد نفسك لا إراديًا تدفعك غيرة الوطن فورًا لتلبية حاجاتها دون أدنى تفكير، وتأتي الصدمة عند سماعك لصوت بلهجة غير ليبية أثارت دهشتي وفضولي فتعمدتُ اطالة الحوار معها حتى تبين ليّ انها متسولة مصرية تسكن مع زميلاتها وبالنسبة لحصولها على المستندات الليبية فكان بسبب تواطؤ بعض ارباب الأسر مع المتسولين وذلك بتأجير الجوازت والكتيبات لهم مقابل مبالغ مالية.
قسوة الظروف تتيح التسول
أحمد البوليفي
في حالة انعدام السيولة في المصارف مع غلاء الأسعار زد على ذلك عندما لا تجد من يقرضك المال وأنت تعول اسرة بمرتب بسيط لا تتماشى ومتطلبات الحياة الصعبة التي فرضت على المواطن خوض أكثر من معركة للحصول على مصدر للدخل لتوفير الحياة المعيشية الكريمة.
وبالنسبة لظاهرة التسول في ليبيا حقيقة شهدتها بأم عيني وكلى اسف وحسرة لم آلت اليه الاوضاع وارغمتهم ظروف الفقر والاحتياج لولا الله ثم أصحاب الخير «الفزاعة» لماتوا جوًعا ومرضًا، ومع ذلك كله نحن الليبيين مقارنة بالدول المجاورة الأكثر عطفًا ورحمة فيما بيننا خاصة في الظروف العصيبة،لكن للاسف هناك من يستغل هذه الطيبة والكرم بالتظاهر بالعوز، والعجز والمرض باستخدام طرق وأساليب لا يوجد لها مسمى إلا التسول.
من خلال صحيفتكم اتوجه بالنصيحة إلى مراعاة ظروف اخواننا وأن نكونوا رحماء بهم لأنه يوجد الكثير من الليبيين محتاجين لابسط الاساسيات ولكن عزة النفس تمنعهم من مد اليد.
متسولون بجانب دوريات الأمن
عاطف الحراري
في منظر مشين للذوق العام اعتادت عليه شوارع العاصمة وضواحيها ينتشر الكثير من المتسولين من النساء والاطفال كلٌ حسب موقعه ونوع وطريقة أسلوبه في التسول غير المباشر فمنهم من يعرض عليك شراء الماء، والمناديل الورقية يستدر عطف المستهدف وقبول العرض دون تردد ليفرض عليك مساعدته بالمال ولا تستغرب عند رفضك الحديث معه وتنفيذ أوامره ملاحقته لك في محاولة فنية متدرب عليها لجلب العطف لوقف السائق الذي ليس أمامه إلا الدفع مقابل مواصلة المسير والغريب في الأمر هنا أن كل هذه الاعداد منهم على مرأى ومسمع الاجهزة الامنية وخاصة تلك التي تكون مراكز دورياتها في الاشارات الضوئية حيث يستغل المتسولون الفرص اثناء توقف السيارات في الاشارة الضوئية الحمراء وهنا نطالب الجهات الامنية المختصة التدخل لانهاء هذه الظاهرة السلبية المزعجة التي تشوه الذوق العام.
مساعدة المتسول ليس بتقديم المال فقط
أسامة المرادي
إنّ الشعب الليبي معروف باصالته وعاداته وتقاليده على الوقوف وتقديم المساعدة لمن يحتاجها حتى وإن لم يكونوا ذوى قربى لا يقف الامر عند هذا الحد بل يقوم الحكماء والخيرون وبكل فطنة وحكمه بالاختبارات لمعرفة المحتاجين وتلبية احتياجتهم دون علم المحتاج مراعاة للحياء الذي كله كرامة وعزة نفس تسكن ارواح الفقراء المحتاجين.
وهذا ما نفتقره في المجتمع الليبي ونحتاج اليه في هذه الاوقات العصبية واقصد هنا ان نرتقي لثقافة كيف نقضي على التسول وهنا اخص تسول الليبيين ويأتى ذلك عندما نحرص على مساعدة المتسول الليبي ليس بتقديم المال فقط بل ومؤازرته وتشجيعه بالدعم المعنوي والبحث بكل الوسائل والطرق لتعليمه حرفة أو السعى معه في ايجاد وظيفة يتقاضى من خلالها معاشًا ينجيه من شبح التسول، وطبعًا هذا ينطبق على المحتاج الذي تسمح ظروفه الصحية بممارسة العمل أما المحتاجون العاجزون والمرضى اقترح أن تتكفل بهم المناطق التي يسكنون فيها؛ فكل مدينة أو قرية يتوجب عليها احصاء العاجزين فيها وتقديم اسمائهم لأصحاب الخير والجمعيات الخيرية التي لا يزال فيها الخير.
أجبرتني الظروف على التسول
أرملة ليبية :
والله يا أخي الكريم لم افكر، أو أتوقع ولو حتى في الحلم أن يأتي يوم أحتاج فيه لأي أحد في توفير الخبز والدواء لي ولأسرتي المتكونة من ستة أطفال محتاجين للملابس والأحذية وأدوات الدراسة، وليس لدي إلا معاش زوجي الضماني المتوفي الذي لا يكاد يغطي قيمة إيجار المنزل المقيمة فيه.
من هنا أجبرتني الظروف على البحث عن الشغل في أي مكان، أقوم بتنظيف البيوت واشتغل حضانة للأطفال ولكن مشكلتي التي زادت من معاناتي هي اطفالي الذين لم أوفق بين الشغل وتربيتهم والاهمال للكثير من حقوقهم الأمر الذي دفعني وأنا كارهة له طلب المساعدة من الآخرين لأنه وبكل صدق وصراحة لم تعد لي القدرة على مقاومة وتوفير متطلبات الحياة لاطفالي في ظل هذا الارتفاع الرهيب في أسعار المواد الغذائية واللحوم وكل ما يلزم لتوفيره ولو بالحد الأدنى من الحياة المعيشية البسيطة جداً، ولا أطمع بأكثر من ذلك وأقسم بالله لو تحصلت على وظيفة تضمن توفير ما أطلبه لن أعود لطلب المساعدة من أحد، لأن الوضع ليس كما يتصوره الكثير ممن لم يطالهم العوز والحاجة بل بالعكس تماماً؛ فالشعور الذي أعيشه وانا محتاجة يدفعني للذل والمهانة لاطفالي وهم يشاهدون ما اتعرض له من بعض المارة من استهزاء وسخرية تجعلني أتمنى الموت.
أساليب وطرق تقنن التسول
إنَّ السبب الرئيس من وجهة نظري في تزايد عدد المتسولين الهائل في ليبيا هو عدم ضبط وإحكام السيطرة على المنافذ الحدودة للبلاد حيث توفرت في ظل هذا التسيب البيئة والمناخ الملائمين لضعاف النفوس وعباد المال من عصابات ومنظمات الأعمال غير الشرعية التي عاثت فسادًا في الأرض دون حسيب ولا رقيب، حيث تقوم هذه المجموعات بجلب أعداد كبيرة من خارج الوطن من جميع الجنسيات التي ضاقت بها سبل الحياة وفي بلدانهم نتيجة الفقر والجهل والحروب.
وإدخالهم بطرق غير شرعية؛ فماذا تتوقع ممن جاء إلينا من البرك الفاسدة وأمراضها ومن عقليات جاهلة لم تتلقَ التعليم، وتعاني الفقر المدقع وفجأة وجدت نفسها في بلد شعبه كريم وخيراته كثيرة ويقدم العون لكل سائل دون التفكير في السائل وهويته وهل هو فعلاً بحاجة للمساعدة أو لا، ونحن الشعب الليبي بطبعنا الكرم والجود وتقديم المساعدة والعون لمن يحتاجهما دون تردد، ولكن أصبحنا في وقت يجب فيه علينا التفكير بالعقل قبل أن تدفعنا العاطفة، لأنه ومع هذا التزايد الرهيب للمتسولين التركيز في الطرق والأساليب المتطورة في التسول، وكيفية إتقانها بل والتنافس فيها فمنهم من تراه عاجزًا وهو ليس بعاجز، ومنْ يدعي أنه أخرس وهو ليس كذلك الشيء الذي يؤكد ينطبق علي الكثير منهم وهو الحل البسيط والسريع وغير المكلف امتهان التسول.
منظمات الاتجار بالبشر في ليبيا
عماد الجواشي
لم يعد التسولُ كما نعرفه من قبل الآن في مرحلة تطور ووسيلة لكسب المال لا تتطلب رأس مال أو البحث عن مكان أو محل للإيجار لإقامة نشاط تجاري أيًا كان نوعه بل أصبح له مدارس لتدريب وتعليم فنون النصب والاحتيال وكيفية التمثيل بالعجز والبكاء والاستجداء والمراوغة لجذب انتباه الناس واستعطافهم.
ويؤسفني جدًا أن أقول إنه هنالك العديد من المنظمات الإجرامية الخفية منها منظمات الاتجار بالبشر وغيرها لا نعلمها ولا نعلم أهداف ولمن تعود تبعيتها تستغل الأطفال والنساء الذين تم استقطابهم من الأعداد المتدفقة من الهجرة غير الشرعية ومن ثم توفير المأوى والغذاء لهم وتنظيمهم في مجموعات لكسب ولائهم وطاعتهم في القيام بما يأمرون به من أعمال تسول ونصب واحتيال وعندما يتم ضبطهم يكون الأطفال وحدهم الضحية وقبل أن أنسى أريد تقديم النصيحة لمن أراد أن يتصدق بنية خالصة أن يتحرى قدر الإمكان وصول مساعدته إلى من يستحقها لأنه قد نكون سببًا دون علمنا في إنعاش التجارة الظلامية.
التدخلات الخارجية سبب رئيس
محمد البادية
يعد التسول مؤشرًا خطيرًا على تدهور الأوضاع الاقتصادية لكل بلد ينتشر فيه ودلالة واضحة للفقر والعوز اللذان هما أهم أسباب بدايته وفي رأي الشخصي أن جميع التجارب والدراسات في الانهيارات الاقتصادية هي الحروب والتدخلات الخارجية للدول الاستعمارية التي دائمًا محاولاتها نهب خيرات الدول التي قامت فيها الحروب فهم من يختلقون الحجج والذرائع المزيفة بهدف احتلالها واستعمارها وخلق الفوضى بين أبناء الشعب الواحد.
وهذا طبعًا بمساعدة وتواطؤ اصحاب الأرض أنفسهم .
الانقسام السياسي زاد الطين بلة
جمال العاروري
إن ظاهرة التسول في ليبيا أصبحت واسعة الانتشار وكثيرة في أنواعها متقننة في أساليبها ومختلفة نواياها وتتعدد الأسباب والعوامل المساعدة في انتشارها منها الاقتصادية والاجتماعية واخلاقية وللسياسة النصيب الأكبر من المعضلة من حيث احتواء الصراعات التي أدت إلى الانقسام السياسي المدمر للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والخلافية في المجتمع وهذا كله ألقى بثقله ومعاناته على كاهل المواطن البسيط وكل أحلامه في العيش حياة كريمة له ولأبنائه من هنا تأتي الحاجة الإجبارية للعديد من المواطنين أصحاب الأسرة الكبيرة لمحدودي الدخل إلى طلب المساعدة لرعايتهم على تدبر أمورهم المعيشية.