إستطلاعات

الكتيب وجواز السفر : التسول بأوراق رســمية !!

علي عريبي

حقيقة‭ ‬التسول‭ ‬وصدمة‭ ‬استهانة‮«‬‭ ‬فاقة‭-‬املاق‭-‬شدة‭-‬احتياج‭-‬فقر‭-‬بؤوس‭-‬مهنة‭ ‬‮»‬مفردات‭ ‬تتجبر‭ ‬وتجبر‭ ‬من‭ ‬تجرع‭ ‬وعاش‭ ‬ويلاتها‭ ‬طرق‭ ‬كل‭ ‬أبواب‭ ‬النجاة‭ ‬والخلاص‭ ‬من‭ ‬عذابها‭ ‬المتصارعة‭ ‬مع‭ ‬كرامة‭ ‬وعزة‭ ‬نفس‭ ‬سئمت‭ ‬انتظار‭ ‬اجابة‭ ‬أبواب‭ ‬ابت‭ ‬الاجابة‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬عليها‭ ‬إلا‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬عنوان‭ ‬استطلاعنا‭ ‬الذي‭ ‬اكتشفنا‭ ‬فيه‭ ‬حقيقة‭ ‬من‭ ‬ضاقت‭ ‬بهم‭ ‬فتسول‭ ‬وحقيقة‭ ‬نفوس‭ ‬يملأها‭ ‬الطمع‭ ‬والجشع‭ ‬اتخذت‭ ‬من‭ ‬التسول‭ ‬مهنة‭ ‬يقوم‭ ‬أربابها‭ ‬باستغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬وتعليمهم‭ ‬وتدربهم‭ ‬فنون‭ ‬التسول‭ ‬بإختلاف‭ ‬أنواعه‭ ‬وأشكاله‭ ‬وايضا‭ ‬اختلاف‭ ‬نواياه‭ ‬وطرقه‭ ‬المتطورة‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬بالتسول‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والأسواق‭ ‬وامام‭ ‬المساجد‭ ‬وعند‭ ‬الاشارات‭ ‬الضوئية‭ ‬المرورية‭ ‬التي‭ ‬يدهشك‭ ‬ويؤسفك‭ ‬فيها‭ ‬ويزعجك‭ ‬المنظر‭ ‬المشين‭ ‬للمتسولين‭ ‬بقناع‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬والمناديل‭ ‬وتقديم‭ ‬الورود‭ ‬أيضًا‭ ‬كما‭ ‬هناك‭ ‬التسول‭ ‬الإلكتروني‭ ‬وذلك‭ ‬بفتح‭ ‬صفحات‭ ‬وهمية‭ ‬تمارس‭ ‬التسول‭ ‬باستعطاف‭ ‬النَّاس‭ ‬واقناع‭ ‬بطرق‭ ‬واساليب‭ ‬اوقعت‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬نصب‭ ‬واحتيال‭..‬

وإليكم‭ ‬رأي‭ ‬الشارع‭ ‬فيما‭ ‬ذكرنا‭.‬

تأجير‭ ‬الجواز‭ ‬والكتيب‭ ‬الليبي

وليد‭ ‬الشاني‭/‬صاحب‭ ‬تاكسي

أشد‭ ‬ما‭ ‬يؤلمني‭ ‬في‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول‭ ‬وخاصة‭ ‬أثناء‭ ‬عملي‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬مجموعات‭ ‬الأطفال‭ ‬المتسارعة‭ ‬في‭ ‬هجوم‭ ‬عليك‭ ‬بالماء،‭ ‬والمناديل‭ ‬حتى‭ ‬يأتيك‭ ‬بعدها‭ ‬بائع‭ ‬الورد‭ ‬لامتصاص‭ ‬غضبك‭ ‬وأمامها‭ ‬يستشيط‭ ‬غضبك‭ ‬اقبال‭ ‬امرأة‭ ‬مختمرة‭ ‬تمامًا‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬يداها‭ ‬هوية‭ ‬ليبية‭ ‬رسمية‭ ‬بجواز‭ ‬السفر‭ ‬وكتيب‭ ‬العائلة؛‭ ‬فعندها‭ ‬يعجز‭ ‬اللسان‭ ‬عن‭ ‬التعبير‭ ‬وتجد‭ ‬نفسك‭ ‬لا‭ ‬إراديًا‭ ‬تدفعك‭ ‬غيرة‭ ‬الوطن‭ ‬فورًا‭ ‬لتلبية‭ ‬حاجاتها‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬تفكير،‭ ‬وتأتي‭ ‬الصدمة‭ ‬عند‭ ‬سماعك‭ ‬لصوت‭ ‬بلهجة‭ ‬غير‭ ‬ليبية‭ ‬أثارت‭ ‬دهشتي‭ ‬وفضولي‭ ‬فتعمدتُ‭ ‬اطالة‭ ‬الحوار‭ ‬معها‭ ‬حتى‭ ‬تبين‭ ‬ليّ‭ ‬انها‭ ‬متسولة‭ ‬مصرية‭ ‬تسكن‭ ‬مع‭ ‬زميلاتها‭ ‬وبالنسبة‭ ‬لحصولها‭ ‬على‭ ‬المستندات‭ ‬الليبية‭ ‬فكان‭ ‬بسبب‭ ‬تواطؤ‭ ‬بعض‭ ‬ارباب‭ ‬الأسر‭ ‬مع‭ ‬المتسولين‭ ‬وذلك‭ ‬بتأجير‭ ‬الجوازت‭ ‬والكتيبات‭ ‬لهم‭ ‬مقابل‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭.‬

قسوة‭ ‬الظروف‭ ‬تتيح‭ ‬التسول

أحمد‭ ‬البوليفي

في‭ ‬حالة‭ ‬انعدام‭ ‬السيولة‭ ‬في‭ ‬المصارف‭ ‬مع‭ ‬غلاء‭ ‬الأسعار‭ ‬زد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬يقرضك‭ ‬المال‭ ‬وأنت‭ ‬تعول‭ ‬اسرة‭ ‬بمرتب‭ ‬بسيط‭ ‬لا‭ ‬تتماشى‭ ‬ومتطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬خوض‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬معركة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مصدر‭ ‬للدخل‭ ‬لتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬المعيشية‭ ‬الكريمة‭.‬

وبالنسبة‭ ‬لظاهرة‭ ‬التسول‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬حقيقة‭ ‬شهدتها‭ ‬بأم‭ ‬عيني‭ ‬وكلى‭ ‬اسف‭ ‬وحسرة‭ ‬لم‭ ‬آلت‭ ‬اليه‭ ‬الاوضاع‭ ‬وارغمتهم‭ ‬ظروف‭ ‬الفقر‭ ‬والاحتياج‭ ‬لولا‭ ‬الله‭ ‬ثم‭ ‬أصحاب‭ ‬الخير‭ ‬‮«‬الفزاعة‮»‬‭ ‬لماتوا‭ ‬جوًعا‭ ‬ومرضًا،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬نحن‭ ‬الليبيين‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدول‭ ‬المجاورة‭ ‬الأكثر‭ ‬عطفًا‭ ‬ورحمة‭ ‬فيما‭ ‬بيننا‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬العصيبة،لكن‭ ‬للاسف‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يستغل‭ ‬هذه‭ ‬الطيبة‭ ‬والكرم‭ ‬بالتظاهر‭ ‬بالعوز،‭ ‬والعجز‭ ‬والمرض‭ ‬باستخدام‭ ‬طرق‭ ‬وأساليب‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لها‭ ‬مسمى‭ ‬إلا‭ ‬التسول‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬صحيفتكم‭ ‬اتوجه‭ ‬بالنصيحة‭ ‬إلى‭ ‬مراعاة‭ ‬ظروف‭ ‬اخواننا‭ ‬وأن‭ ‬نكونوا‭ ‬رحماء‭ ‬بهم‭ ‬لأنه‭ ‬يوجد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الليبيين‭ ‬محتاجين‭ ‬لابسط‭ ‬الاساسيات‭ ‬ولكن‭ ‬عزة‭ ‬النفس‭ ‬تمنعهم‭ ‬من‭ ‬مد‭ ‬اليد‭.‬

متسولون‭ ‬بجانب‭ ‬دوريات‭ ‬الأمن

عاطف‭ ‬الحراري

في‭ ‬منظر‭ ‬مشين‭ ‬للذوق‭ ‬العام‭ ‬اعتادت‭ ‬عليه‭ ‬شوارع‭ ‬العاصمة‭ ‬وضواحيها‭ ‬ينتشر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتسولين‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والاطفال‭ ‬كلٌ‭ ‬حسب‭ ‬موقعه‭ ‬ونوع‭ ‬وطريقة‭ ‬أسلوبه‭ ‬في‭ ‬التسول‭ ‬غير‭ ‬المباشر‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬يعرض‭ ‬عليك‭ ‬شراء‭ ‬الماء،‭ ‬والمناديل‭ ‬الورقية‭ ‬يستدر‭  ‬عطف‭ ‬المستهدف‭ ‬وقبول‭ ‬العرض‭ ‬دون‭ ‬تردد‭ ‬ليفرض‭ ‬عليك‭ ‬مساعدته‭ ‬بالمال‭ ‬ولا‭ ‬تستغرب‭ ‬عند‭ ‬رفضك‭ ‬الحديث‭ ‬معه‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أوامره‭ ‬ملاحقته‭ ‬لك‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬فنية‭ ‬متدرب‭ ‬عليها‭ ‬لجلب‭ ‬العطف‭ ‬لوقف‭ ‬السائق‭ ‬الذي‭ ‬ليس‭ ‬أمامه‭ ‬إلا‭ ‬الدفع‭ ‬مقابل‭ ‬مواصلة‭ ‬المسير‭ ‬والغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الاعداد‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬الاجهزة‭ ‬الامنية‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬مراكز‭ ‬دورياتها‭ ‬في‭ ‬الاشارات‭ ‬الضوئية‭ ‬حيث‭ ‬يستغل‭ ‬المتسولون‭ ‬الفرص‭ ‬اثناء‭ ‬توقف‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬الاشارة‭ ‬الضوئية‭ ‬الحمراء‭ ‬وهنا‭ ‬نطالب‭ ‬الجهات‭ ‬الامنية‭ ‬المختصة‭ ‬التدخل‭ ‬لانهاء‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬السلبية‭ ‬المزعجة‭ ‬التي‭ ‬تشوه‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭.‬

مساعدة‭ ‬المتسول‭ ‬ليس‭ ‬بتقديم‭ ‬المال‭ ‬فقط

أسامة‭ ‬المرادي

إنّ‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ ‬معروف‭ ‬باصالته‭ ‬وعاداته‭ ‬وتقاليده‭ ‬على‭ ‬الوقوف‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬لمن‭ ‬يحتاجها‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬ذوى‭ ‬قربى‭ ‬لا‭ ‬يقف‭ ‬الامر‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬بل‭ ‬يقوم‭ ‬الحكماء‭ ‬والخيرون‭ ‬وبكل‭ ‬فطنة‭ ‬وحكمه‭ ‬بالاختبارات‭ ‬لمعرفة‭ ‬المحتاجين‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجتهم‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬المحتاج‭ ‬مراعاة‭ ‬للحياء‭ ‬الذي‭ ‬كله‭ ‬كرامة‭ ‬وعزة‭ ‬نفس‭ ‬تسكن‭ ‬ارواح‭ ‬الفقراء‭ ‬المحتاجين‭.‬

وهذا‭ ‬ما‭ ‬نفتقره‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬ونحتاج‭ ‬اليه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الاوقات‭ ‬العصبية‭ ‬واقصد‭ ‬هنا‭ ‬ان‭ ‬نرتقي‭ ‬لثقافة‭ ‬كيف‭ ‬نقضي‭ ‬على‭ ‬التسول‭ ‬وهنا‭ ‬اخص‭ ‬تسول‭ ‬الليبيين‭ ‬ويأتى‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬نحرص‭ ‬على‭ ‬مساعدة‭ ‬المتسول‭ ‬الليبي‭ ‬ليس‭ ‬بتقديم‭ ‬المال‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬ومؤازرته‭ ‬وتشجيعه‭ ‬بالدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬والبحث‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬والطرق‭ ‬لتعليمه‭ ‬حرفة‭ ‬أو‭ ‬السعى‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬ايجاد‭ ‬وظيفة‭ ‬يتقاضى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬معاشًا‭ ‬ينجيه‭ ‬من‭ ‬شبح‭ ‬التسول،‭ ‬وطبعًا‭ ‬هذا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬المحتاج‭ ‬الذي‭ ‬تسمح‭ ‬ظروفه‭ ‬الصحية‭ ‬بممارسة‭ ‬العمل‭ ‬أما‭ ‬المحتاجون‭ ‬العاجزون‭ ‬والمرضى‭ ‬اقترح‭ ‬أن‭ ‬تتكفل‭ ‬بهم‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬يسكنون‭ ‬فيها؛‭ ‬فكل‭ ‬مدينة‭ ‬أو‭ ‬قرية‭ ‬يتوجب‭ ‬عليها‭ ‬احصاء‭ ‬العاجزين‭ ‬فيها‭ ‬وتقديم‭ ‬اسمائهم‭ ‬لأصحاب‭ ‬الخير‭ ‬والجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬فيها‭ ‬الخير‭.‬

أجبرتني‭ ‬الظروف‭ ‬على‭ ‬التسول

أرملة‭ ‬ليبية‭ :‬

والله‭ ‬يا‭ ‬أخي‭ ‬الكريم‭ ‬لم‭ ‬افكر،‭ ‬أو‭ ‬أتوقع‭ ‬ولو‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الحلم‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬يوم‭ ‬أحتاج‭ ‬فيه‭ ‬لأي‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الخبز‭ ‬والدواء‭ ‬لي‭ ‬ولأسرتي‭ ‬المتكونة‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬أطفال‭ ‬محتاجين‭ ‬للملابس‭ ‬والأحذية‭ ‬وأدوات‭ ‬الدراسة،‭ ‬وليس‭ ‬لدي‭ ‬إلا‭ ‬معاش‭ ‬زوجي‭ ‬الضماني‭ ‬المتوفي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬يغطي‭ ‬قيمة‭ ‬إيجار‭ ‬المنزل‭ ‬المقيمة‭ ‬فيه‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬أجبرتني‭ ‬الظروف‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الشغل‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان،‭ ‬أقوم‭ ‬بتنظيف‭ ‬البيوت‭ ‬واشتغل‭ ‬حضانة‭ ‬للأطفال‭ ‬ولكن‭ ‬مشكلتي‭ ‬التي‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬معاناتي‭ ‬هي‭ ‬اطفالي‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬أوفق‭ ‬بين‭ ‬الشغل‭ ‬وتربيتهم‭ ‬والاهمال‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬حقوقهم‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفعني‭ ‬وأنا‭ ‬كارهة‭ ‬له‭ ‬طلب‭ ‬المساعدة‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭ ‬لأنه‭ ‬وبكل‭ ‬صدق‭ ‬وصراحة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬لي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مقاومة‭ ‬وتوفير‭ ‬متطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬لاطفالي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬الرهيب‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬واللحوم‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬لتوفيره‭ ‬ولو‭ ‬بالحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬المعيشية‭ ‬البسيطة‭ ‬جداً،‭ ‬ولا‭ ‬أطمع‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬وأقسم‭ ‬بالله‭ ‬لو‭ ‬تحصلت‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬تضمن‭ ‬توفير‭ ‬ما‭ ‬أطلبه‭ ‬لن‭ ‬أعود‭ ‬لطلب‭ ‬المساعدة‭ ‬من‭ ‬أحد،‭ ‬لأن‭ ‬الوضع‭ ‬ليس‭ ‬كما‭ ‬يتصوره‭ ‬الكثير‭ ‬ممن‭ ‬لم‭ ‬يطالهم‭ ‬العوز‭ ‬والحاجة‭ ‬بل‭ ‬بالعكس‭ ‬تماماً؛‭ ‬فالشعور‭ ‬الذي‭ ‬أعيشه‭ ‬وانا‭ ‬محتاجة‭ ‬يدفعني‭ ‬للذل‭ ‬والمهانة‭ ‬لاطفالي‭ ‬وهم‭ ‬يشاهدون‭ ‬ما‭ ‬اتعرض‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المارة‭ ‬من‭ ‬استهزاء‭ ‬وسخرية‭ ‬تجعلني‭ ‬أتمنى‭ ‬الموت‭.‬

أساليب‭ ‬وطرق‭ ‬تقنن‭ ‬التسول

إنَّ‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬عدد‭ ‬المتسولين‭ ‬الهائل‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬ضبط‭ ‬وإحكام‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المنافذ‭ ‬الحدودة‭ ‬للبلاد‭ ‬حيث‭ ‬توفرت‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬التسيب‭ ‬البيئة‭ ‬والمناخ‭ ‬الملائمين‭ ‬لضعاف‭ ‬النفوس‭ ‬وعباد‭ ‬المال‭ ‬من‭ ‬عصابات‭ ‬ومنظمات‭ ‬الأعمال‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬التي‭ ‬عاثت‭ ‬فسادًا‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬دون‭ ‬حسيب‭ ‬ولا‭ ‬رقيب،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬هذه‭ ‬المجموعات‭ ‬بجلب‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الجنسيات‭ ‬التي‭ ‬ضاقت‭ ‬بها‭ ‬سبل‭ ‬الحياة‭ ‬وفي‭ ‬بلدانهم‭ ‬نتيجة‭ ‬الفقر‭ ‬والجهل‭ ‬والحروب‭.‬

وإدخالهم‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬شرعية؛‭ ‬فماذا‭ ‬تتوقع‭ ‬ممن‭ ‬جاء‭ ‬إلينا‭ ‬من‭ ‬البرك‭ ‬الفاسدة‭ ‬وأمراضها‭ ‬ومن‭ ‬عقليات‭ ‬جاهلة‭ ‬لم‭ ‬تتلقَ‭ ‬التعليم،‭ ‬وتعاني‭ ‬الفقر‭ ‬المدقع‭ ‬وفجأة‭ ‬وجدت‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬شعبه‭ ‬كريم‭ ‬وخيراته‭ ‬كثيرة‭ ‬ويقدم‭ ‬العون‭ ‬لكل‭ ‬سائل‭ ‬دون‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬السائل‭ ‬وهويته‭ ‬وهل‭ ‬هو‭ ‬فعلاً‭ ‬بحاجة‭ ‬للمساعدة‭ ‬أو‭ ‬لا،‭ ‬ونحن‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ ‬بطبعنا‭ ‬الكرم‭ ‬والجود‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬والعون‭ ‬لمن‭ ‬يحتاجهما‭ ‬دون‭ ‬تردد،‭ ‬ولكن‭ ‬أصبحنا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يجب‭ ‬فيه‭ ‬علينا‭ ‬التفكير‭ ‬بالعقل‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تدفعنا‭ ‬العاطفة،‭ ‬لأنه‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬التزايد‭ ‬الرهيب‭ ‬للمتسولين‭ ‬التركيز‭ ‬في‭ ‬الطرق‭ ‬والأساليب‭ ‬المتطورة‭ ‬في‭ ‬التسول،‭ ‬وكيفية‭ ‬إتقانها‭ ‬بل‭ ‬والتنافس‭ ‬فيها‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬تراه‭ ‬عاجزًا‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬بعاجز،‭ ‬ومنْ‭ ‬يدعي‭ ‬أنه‭ ‬أخرس‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬كذلك‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬ينطبق‭ ‬علي‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬وهو‭ ‬الحل‭ ‬البسيط‭ ‬والسريع‭ ‬وغير‭ ‬المكلف‭ ‬امتهان‭ ‬التسول‭.‬

منظمات‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬في‭ ‬ليبيا

عماد‭ ‬الجواشي

لم‭ ‬يعد‭ ‬التسولُ‭ ‬كما‭ ‬نعرفه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬تطور‭ ‬ووسيلة‭ ‬لكسب‭ ‬المال‭ ‬لا‭ ‬تتطلب‭ ‬رأس‭ ‬مال‭ ‬أو‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬أو‭ ‬محل‭ ‬للإيجار‭ ‬لإقامة‭ ‬نشاط‭ ‬تجاري‭ ‬أيًا‭ ‬كان‭ ‬نوعه‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬له‭ ‬مدارس‭ ‬لتدريب‭ ‬وتعليم‭ ‬فنون‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬وكيفية‭ ‬التمثيل‭ ‬بالعجز‭ ‬والبكاء‭ ‬والاستجداء‭ ‬والمراوغة‭ ‬لجذب‭ ‬انتباه‭ ‬الناس‭ ‬واستعطافهم‭.‬

ويؤسفني‭ ‬جدًا‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬إنه‭ ‬هنالك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الإجرامية‭ ‬الخفية‭ ‬منها‭ ‬منظمات‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وغيرها‭ ‬لا‭ ‬نعلمها‭ ‬ولا‭ ‬نعلم‭ ‬أهداف‭ ‬ولمن‭ ‬تعود‭ ‬تبعيتها‭ ‬تستغل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬استقطابهم‭ ‬من‭ ‬الأعداد‭ ‬المتدفقة‭ ‬من‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬توفير‭ ‬المأوى‭ ‬والغذاء‭ ‬لهم‭ ‬وتنظيمهم‭ ‬في‭ ‬مجموعات‭ ‬لكسب‭ ‬ولائهم‭ ‬وطاعتهم‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بما‭ ‬يأمرون‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬تسول‭ ‬ونصب‭ ‬واحتيال‭ ‬وعندما‭ ‬يتم‭ ‬ضبطهم‭ ‬يكون‭ ‬الأطفال‭ ‬وحدهم‭ ‬الضحية‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬أنسى‭ ‬أريد‭ ‬تقديم‭ ‬النصيحة‭ ‬لمن‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يتصدق‭ ‬بنية‭ ‬خالصة‭ ‬أن‭ ‬يتحرى‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬وصول‭ ‬مساعدته‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يستحقها‭ ‬لأنه‭ ‬قد‭ ‬نكون‭ ‬سببًا‭ ‬دون‭ ‬علمنا‭ ‬في‭ ‬إنعاش‭ ‬التجارة‭ ‬الظلامية‭.‬

التدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬سبب‭ ‬رئيس

محمد‭ ‬البادية

يعد‭ ‬التسول‭ ‬مؤشرًا‭ ‬خطيرًا‭ ‬على‭ ‬تدهور‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لكل‭ ‬بلد‭ ‬ينتشر‭ ‬فيه‭ ‬ودلالة‭ ‬واضحة‭ ‬للفقر‭ ‬والعوز‭ ‬اللذان‭ ‬هما‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬بدايته‭ ‬وفي‭ ‬رأي‭ ‬الشخصي‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬التجارب‭ ‬والدراسات‭ ‬في‭ ‬الانهيارات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬هي‭ ‬الحروب‭ ‬والتدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬للدول‭ ‬الاستعمارية‭ ‬التي‭ ‬دائمًا‭ ‬محاولاتها‭ ‬نهب‭ ‬خيرات‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬فيها‭ ‬الحروب‭ ‬فهم‭ ‬من‭ ‬يختلقون‭ ‬الحجج‭ ‬والذرائع‭ ‬المزيفة‭ ‬بهدف‭ ‬احتلالها‭ ‬واستعمارها‭ ‬وخلق‭ ‬الفوضى‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الواحد‭.‬

وهذا‭ ‬طبعًا‭ ‬بمساعدة‭ ‬وتواطؤ‭ ‬اصحاب‭ ‬الأرض‭ ‬أنفسهم‭ .‬

الانقسام‭ ‬السياسي‭ ‬زاد‭ ‬الطين‭ ‬بلة

جمال‭ ‬العاروري

إن‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬أصبحت‭ ‬واسعة‭ ‬الانتشار‭ ‬وكثيرة‭ ‬في‭ ‬أنواعها‭ ‬متقننة‭ ‬في‭ ‬أساليبها‭ ‬ومختلفة‭ ‬نواياها‭ ‬وتتعدد‭ ‬الأسباب‭ ‬والعوامل‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬انتشارها‭ ‬منها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬واخلاقية‭ ‬وللسياسة‭ ‬النصيب‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬المعضلة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬احتواء‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬الانقسام‭ ‬السياسي‭ ‬المدمر‭ ‬للأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والخلافية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وهذا‭ ‬كله‭ ‬ألقى‭ ‬بثقله‭ ‬ومعاناته‭ ‬على‭ ‬كاهل‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط‭ ‬وكل‭ ‬أحلامه‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬له‭ ‬ولأبنائه‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬تأتي‭ ‬الحاجة‭ ‬الإجبارية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬أصحاب‭ ‬الأسرة‭ ‬الكبيرة‭ ‬لمحدودي‭ ‬الدخل‭ ‬إلى‭ ‬طلب‭ ‬المساعدة‭ ‬لرعايتهم‭ ‬على‭ ‬تدبر‭ ‬أمورهم‭ ‬المعيشية‭. ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى