العمل على المجتمع المدني مسؤولية جمعية ترتقي بالوعي وتدعم الرؤى والتطلعات والجانب البيئي ضمن ما نسعى لتوعية المواطن وإشراكه معنا حول نشاط جمعية الشجرة المباركة كان لنا هذا الحوار مع الدكتور فرج محمد المقصبي وكانت بدايتنا بسؤاله:
كيف جاءت فكرة انشاء جمعية الشجرة المباركة?
يرجع فكرة انشاء الجمعية الي الدكتور/ فرج محمد المقصبي عضو هيئة تدريس بكلية الزراعة بجامعة بنغازي فقد كان لدي حلم وطموح الي تكوين جمعية تطوعية غير ربحية تهتم بالشجرة وتحافظ عليها فعرضت الفكرة علي بعض الزملاء من اعضاء هيئة التدريس بكلية الزراعة بجامعة بنغازي الذين شجعوني علي انشائها.
س/ نريد نبذة عن جمعية الشجرة المباركة ?
هي جمعية خيرية غير ربحية توعويه من المنظمات غير الحكومية التي تتبع مفوضية المجتمع المدني، تأسست في 2022.2.22 تحت رقم 1690-01- 2022022 في مدينة بنغ ازي وبقسم البساتين بكلية الزراعة جامعة بنغازي ووضعت شعار لها وهو زراعة وحماية وتطوير الأشجار.
ماهي اهداف جمعية الشجرة المباركة ?
من اجل تحقيق الشعار الذي رفعته الجمعية )زراعة وحماية وتطوير الأشجار( فقد وضعت العديد من الأهداف والوسائل لتحقيق ذلك لعل ابرزها القيام والمساهمة في حملات التشجير في كافة مناطق ليبيا واقامة الدورات في مجال الزراعة والنبات والبيئة ونشر الوعى بين أفراد المجتمع.
ماهي النشاطات التي قامت بها الجمعية ?
قامت الجمعية بالعديد من النشاطات لعل ابرزها القيام بالعديد من الدورات المجانية في المجال الزراعي والنباتي لعدة شرائح في المجتمع من المزارعين والطلبة والموظفين وربات البيوت وكانت ناجحة بامتياز بل تلقينا الكثير من الطلبات من المهتمين باقامة المزيد من الدورات وقامت الجمعية بالقاء المحاضرات التوعوية في الاحتفالات والندوات المهتمة بالزراعة والبيئة وقامت الجمعية بحملات تشجير مختلفة ولعل اهمها حملة التشجير لزراعة عشرة الأف شتلة شملت انواع نباتية مختلفة مثل الكافور والسنط والصنوبر والديدونيا واطلق علي حملة التشجير حملة المرحوم محمد سالم البرغثي وذلك بالتعاون مع جامعة بنغازي وشملت الحملة جامعة بنغازي وبعض مناطق وضواحي بنغازي كما اولت الجمعية اهتمام كبير للاحتفال بالايام العالمية التي اقرتها الامم المتحدة مثل يوم البيئة العالمي ويوم النحل العالمي.
ماهي الاتفاقيات والمذكرات التفاهم التي عقدتها الجمعية ?
حرصا من الجمعية علي التنسيق والتعاون مع الجهات المهتمة بالشجرة وحماية البيئة علي المستوي المحلي والأقليمي والعالمي فقد قامت الجمعية بعقد مذكرة تفاهم مع جمعية خذ ازرع ونحن معك للتعاون في المجال الزراعي كما قامت الجمعية بعقد مذكرة تفاهم مع جامعة بنغازي متمثلة في حاضنة اعمال جامعة بنغازي ومكتب تمكين المراة بالجامعة وشملت الاتفاقية تقديم دورات تدريبية مجانية والاشراف علي حملات التشجير بالجامعة ولتحقيق ذلك منحت جامعة بنغازي الجمعية قطعة ارض بمساحة 2 هكتار لانشاء مشتل داخل الجامعة كما قامت الجمعية بتوقيع مذكرة تفاهم مع مكتب الخدمة المجتمعية بجامعة السلام الدولية تتضمن التعاون في البرامج التوعوية واعداد محاضرات والمشاركة في حملات التشجير واعداد برامج تدريبية لطلبة الجامعة.
ماهي اهم الاعمال التي قامت بها الجمعية داخل جامعة بنغازي ?
لتنفيذ بنود مذكرة التفاهم والتي وقعت بين الجمعية وجامعة بنغازي فقد تم خلال فترة وجيزة انشاء مايعرف بالحديقة النباتية داخل الجامعة وهي تفتقر اليها جامعة بنغازي علي الرغم من ان معظم جامعات العالم تتواجد بها الحدائق النباتية وهي عبارة عن حديقة نباتية علمية لاجراء البحوث والتجارب للطلبة وطلبة الدراسات العليا واعضاء هيئة التدريس وتستفيد منها كافة التخصصات العلمية بالجامعة حيث تم تقسيم الحديقة النباتية الي عدة أقسام شملت قسم لأشجار الفاكهة وقسم لنباتات الزينة وقسم للنباتات الطبية وقسم للنباتات الطبيعية وقسم للغابات وقسم للتجارب العلمية واستطاعت الجمعية خلال فترة وجيزة ترسيخ مفهوم الحديقة النباتية في الجامعة وعلي مستوي ليبيا.
ماهي اهم العراقيل لتي واجهت الجمعية ?
العمل الخيري التطوعي غير الربحي كثيرا مايعاني من العراقيل وويكتنفه المشاكل خصوصا في غياب الدعم ولكن لتواجد منتسبين بالجمعية اقتنعوا بالعمل الخيري التطوعي الغير ربحي استطعنا تخطي كافة العراقيل
ماهي الاستحققات القادمة للجمعية ?
حاليا الجمعية تستعد لتنظيم المعرض الزراعي الأول للجمعية والذي سيكون بالتعاون مع وكيل جامعة بنغازي لشوؤن البيئة وخدمة المجتمع والذي سيكون داخل مجمع الطبيات بجامعة بنغازي والذي نسعي من خلاله لرفع المستوي التوعوي في المجتمع بأهمية زراعة الأشجار ونباتات الزينة والأشجار المثمرة في المنازل والحدائق والشوارع والاحياء والمؤسسات التعليمية وسيشارك في المعرض العديد من مشاتل الزينة والفاكهة والشركات الزراعية والصناعية ومربي نحل العسل ومزارع الزيتون والتمور والمهتمين بالنباتات الطبية.
س/ بصفتك مهتم بالنباتات والغطاء النباتي هل بالامكان التحدث عن الغطاء النباتي وخاصة منطقة الجبل الأخضر كمثال ?
تتميز ليبيا بتنوع الغطاء النباتي ويصل عدد الأنواع النباتية في ليبيا الي حوالي 2094 نوع نباتي حيث يتواجد 50% منها في منطقة الجبل الأخضر ويتميز الغطاء النباتي في الجبل الأخضر عن غيره من مناطق ليبيا بل وحتي علي مستوي الدول المجاورة وليس له نظير سوي دول جنوب اوروبا حيث يشكل نبات العرعار حوالي 80% من اجمالي اعداد الأشجار بمنطقة الجبل الأخضر بالأضافة لأشجار الشماري والبطوم والخروب والزيتون والبلوط والجداري والسدر وهذا نتيجة تميز المنطقة بظروف مناخية وطبوغرافية يتميز بها مما جعله لان يكون مركز التوطن الاول للنباتات المتوطنة حيث يتواجد بها اكثر من 54 نوع نباتي يتواجد في منطقة الجبل الأخضر ولا يتواجد في أي منطقة اخري من العالم مثل نبات الشماري ونبات الركف.
ماهي القيمة الأقتصادية والبيئية للغطاء النباتي ?
لاشك ان للغطاء النباتي في ليبيا له قيمة اقتصادية وبيئية وسياحية وخاصة منطقة الجبل الأخضر والتي بها غطاء نباتي متميز عن غيره بطول ساحل افريقيا الشمالي ويضم من مساحات الغابات والمراعي والتي لم يتدخل الأنسان في وجودها حيث هي المصدر الرئيسي للمراعي الطبيعية لنحل العسل حيث يوجد بها اكثر من 22 مرعي للنحل مثل الشماري والسدر والزعتر والاكليل والخروب والكافور حيث تتنج اجود واغلي انواع العسل مثل الحنون والشبرو والسدر والزعتر وغيرها كما يضم الغطاء النباتي الطبيعي انواعا هامة من النباتات الطبية والعطرية حيث يتواجد بها أكثر من 188 نبات طبي تستخدم في الطب الشعبي التقليدي وهناك اهمية بيئية كبيرة للغطاء النباتي في حماية التربة من الأنجراف وتنقية الهواء الجوي من التلوث وهي مأوى لكثير من الحيوانات والطيور البرية والجانب الترويحي والسياحي والتي من الممكن ان تكون منطقة سياحية لها قيمة اقتصادية علي مستوي شمال افريقيا.
ماهي اهم العوامل التي تهدد الغطاء النباتي ?
هناك مظاهر تشاهد علي تدهور ملحوظ علي حالة الغطاء الشجري والرعوي وتقلص في مساحاته فقد اظهرت العديد من الدراسات تقلص مساحات الغطاء النباتي مقارنة بما كانت عليه في بداية السبعينيات من القرن الماضي فقد اشار تقرير سابق لمنظمة الأغذية والزراعة بان مساحة الغطاء النباتي في الجبل الأخضر تبلغ 320 الف هكتار بينما تقدر مساحتها في الوقت الحاضر 299 الف هكتار فقط.
يتعرض الغطاء النباتي في ليبيا وفي الجبل الأخضر خاصة الي العديد من الضغوطات البيئية سواء بفعل العوامل الطبيعية والعوامل البشرية وتتمثل العوامل الطبيعية في طول فترة الجفاف التي تتعرض لها المنطقة وارتفاع درجات الحرارة وخاصة في الفترة من شهر مايو حتي شهر اغسطس وكذلك الفيضانات والعواصف ولعل عاصفة دانيال الاخيرة كان لها تأثير سلبي علي الغطاء النباتي واما العوامل البشرية فتتمثل في النشاطات البشرية مثل النشاط الزراعي والرعوي والصناعي أو التوسع الزراعي ولعل اخطرها قطع الأشجار والشجيرات من اجل الحصول علي مادة الفحم ويلاحظ الكمية الهائلة من مادة الفحم والتي تباع علي قارعة الطريق دون تفعيل للقوانين في معاقبة المعتدين علي الغطاء النباتي كما تلعب الحرائق دورا في تأثيرها علي الغطاء النباتي ولقد تعرضت المنطقة الي العديد من الحرائق في مناطق متعددة من الجبل الأخضر مثل رأس الهلال والوسيطة الي حرائق التهمت فيها النيران الأف من الهكتارات من الغطاء النباتي.
.
منطقة الجبل الأخضر كانت تشتهر بنبات اقتصادي مهم وجلب شهرة واسعة لاقليم برقة لدرجة انه كان يباع بما يعادل وزنه من الفضة ولقد صك علي العملات في تلك الفترة الأغريقية من تاريخ ليبيا وهذا النبات تعرض للاستزاف مما اصبح الأن من النباتات المنقرضة من ليبيا وليس من المستبعد ان ياتي يوم ونصبح نتحدث عن بعض الأنواع وقد انقرضت واختفت من ليبيا ممثل نبات الشماري او العرعار وغيرها او ان تصبح منطقة الجبل الاخضر اسما فقط وخالية من ألأخضرار.