المرأة والميراث عنوان كبير لهموم كبيرة تعاني منها جُل النساء العربيات في الدول العربية أو بالأصح الاسلامية لم نكن نحن بمعزل عنهم بالتعدي على حق النساء في الميراث في العديد من المناطق ومن منا لم يسمع بقصص مؤلمة عن نساء لقين حتفهن فقط لانهن طالن بحقهن في الميراث ففي إحدى المناطق التي ليست ببعيدة عن منطقة طرابلس تكررت ذات القصة لمرأة وام لاربعه اطفال توفي زوجها و بعد انقضاء سنة طالبت بحقها في ميراث اطفالها من ابوهم فوقف في وجهها إخوة الزوج الذكور ووالده وبعد سنوات من الكر و الفر تعدى اهل الزوج على زوجه ابنهم «الكنه» بالضرب المبرح حتى لفظت أنفاسها في صورة بشعة تترجم مدى التعدي على حكم الله وعدم الامتثال لأوامره فالله قد انصف النساء المسلمات ولكن العباد للاسف ظلموها . فقد أصبحت هذه الظاهرة من اكبر الابتلاءات التي أصابت مجتمعنا وباقي المجتمعات الإسلامية في العقود الأخيرة وهو ما تترجمه بكل تاكيد ذلك الكم الكبير من الدعاوي المرفوعه في المحاكم الشرعية المتعلقه بحكايات الميراث
فالميراث حق من الحقوق للمرأة التي أقرتها الشريعة الإسلامية قبل القوانين الوضعية، وهذا الحق يثبت لها بعد استيفاء الميراث لأركانه وشروطه وأسبابه، ولهذا نصت بعض التشريعات على تجريم التعدي على حق المرأة في الميراث، وجعلت منه جريمة عمدية يعاقب مرتكبها وفقا للقانون.فمن تكريم الإسلام للمرأة أن جَعَلَ لَها حقًّا شرعيًّا في التَّرِكَةِ الَّتي تركها موروثها، حق ثابت لها منذ خلقها في بطن أمها، ويظلّ هذا الحق واجبًا لها مهما كانت حالتها: فقيرة أو غنية، عاقلة أو مجنونة، رشيدة أو سفيهة، بنتًا أو أمًّا أو أختًا، ولا يجوز لأحد أن يحرمها من هذا إلا بموانعه الشرعية من كفر أو ردة أو قتل لموروثها.