منظماتُ المجتمع المدني تعدَّدتْ مسمياتها خلال العشر السنوات الأخيرة، حيث يوجد منها المختص في مجال معين، ومنهم تحت مسمى منظمات خيرية، رغم تعددها إلا أنها ليس لها تأثيرٌ فعال يخدم المجتمع، عدة تسأولات نطرحها في هذا التحقيق عن ما قامت به تلك المنظمات في التوعية المجتمعية ؟، وهل فعلاً تشتغل ضمن مجال تخصصها الذي أُسستْ من أجله ؟، وما هي أوجه التعاون مع القطاعات العامة ؟، ويبقى السؤال الأهم والذي لم يتم الاجابه عنه، من يأتي مصدر تمويل هذه المنظمات ؟!.
حسن محمد الطاهر مختار مدير مكتب المتابعة وتقييم لأاداء بديوان رئاسة الوزراء بالمنطقة الجنوبية..
هل يتابع المكتب مؤسسات المجتمع المدني وآلية عملها ونشاطاتها ؟
نعم مؤسسات المجتمع المدني داعم لمؤسسات الدولة التنفيدية.
المكتب يُعنى كذلك بالتقييم ؟ ماهو تقييمكم لأداء هذه المؤسسات ؟
مؤسسات المجتمع المدني ليس من مهامها تقييم الأداء؛ لكن يتم تحسين الأداء بالمبادرات والمقترحات والتوصيات من خلال التقارير السنوية للنشطات التي تقدم لمفوضية المجتمع المدني.
وماذا ينقص بعض المؤسسات المدنية لتواكب التطور المجتمعي ؟
مشكلة ليبيا اليوم الانقسام الذي وصل إلى مفوضية المجتمع المدني فالكل يدعي تبعيتها له )مجلس النَّواب والمجلس الرئاسي، ومجلس الوزراء(، وها هي مفوضية في بنغازي، ومفوضية في طرابلس، والاخطر من ذلك عدم اعتماد قانون المجتمع المدني الذي ينظم عملها..
صالح حتيتة : رئيس منظمة حقوق لتوعية القانونية :
تأسستْ المنظمة بتاريخ 1 يناير 2019.
هل المنظمة تعمل على التوعية القانونية للمجتمع بشكل عام أم للنخب القانونية فقط ؟
المنظمةُ من بين أهدافها نشر التوعية القانونية بين أفراد المجتمع، ومن أهمها مشروع التوعية القانونية من خلال ورش العمل التوعوية، والندوات وحلقات الراديو، والفيديوهات التوعوية ..
هل القوانين الليبية تحتاج إلى تنقيح وإعادة صياغتها لتلائم التطور المجتمعي ؟
نعم تحتاج ذلك.
هل حققتْ المنظمة نوعًا من التوعية في هذا المجال ؟
نعم .. وذلك من خلال العديد من الندوات التي شاركت بها المنظمة لتحليل، ودراسة القوانين واقتراح التعديلات عليها من بينها القانون رقم )5( لسنة 1987 بشأن الأشخاص ذوي الاعاقة، وقانون العمل، وغيرهما من المقترحات التي قُدِمَتْ للسلطة التشريعية من بينها مشروع ينظم عمل منظمات المجتمع المدني في ليبيا.
رواد الإدريسي مدير مكتب مؤسسات المجتمع المدني: زوارة ..
دور مؤسسات المجتمع المدني مهم ؟ كم يبلغ عددها في زوارة ؟
العدد الكلي يبلغ الـ)63( مؤسسة مسجلة، ولها رقمُ قيدٍ، واشهارٍ منها التي ما زالت نشطة، وحققتْ الأهداف التي أنشئت من أجلها، وتقوم بدورها في مجالها.ومنها لم تنجح في تحقيق أهدافها، ولم تعد تمارس نشاطها..
هل أدتْ مؤسسات المجتمع المدني دورها المنوط بها ؟
كل مؤسسة لازالت تعمل لها دورٌ مهم في مجال عملها، ولها اثر إيجابي على الفئة المستهدفة من أفراد المجتمع، أو علي البيئة، أو على الحيوانات أكرمكم الله..
هل تتابعون آلية تمويل هذه المؤسسات ؟
في الحقيقة تتبع آلية التمويل هذا موضوع يتطلب تظافر الجهود من كل الجهات ذات علاقة في الدولة وبالنسبة لبلدية زوارة بنسبة 70 % فيه تتبع وتقدم تقارير بالخصوص..
مؤسسات المجتمع المدني بكل مجالاتها شريك للجهات العامة، هل هناك تعاون بينها للعمل المجتمعي ؟
أي مؤسسة ناجحة، وحققتْ أهدافها تجد لها شراكات عديدة منها الجهات العامة، والشركات الخاصة، والمنظمات الدولية غير الحكومية والحكومية..
غزلان علي بشير : مدير مكتب منظمات المجتمع المدني جالو :
أستاذة من خلال عملكم في هذا المجال؟ كم يبلغ عدد الجمعيات، والمنظمات في البلدية؟
العدد الاجمالي للجمعيات يبلغ الـ)54(، بعضها تعمل، وأخرى لا تعمل..
54 جمعية، ما هي المجالات، أو التخصصات التى تنشط فيها ؟
تختلف مجالات العمل بين تطوعي، تدريب، تنمية مهارات، طفل، ومرأة، فنون، نخيل، وتنمية مستدامة البيئي..
هل تلك المنظمات، والجمعيات يُقدم لها دعم من أي جهة ؟
الدعم هو اجتهادٌ شخصي، أو رجال الأعمال مؤسسات حكومية..
أحمد امبارك قليوان: عضو الجمعية العمومية لفريق الدعم النفسي الاجتماعي ليبيا والمدير التنفيذي لفريق الدعم النفسي الاجتماعي فرع سبها..
من بين المنظمات المدينة قليل ما نجد منظمة تهتم بالجانب النفسي، مادور منظمتكم ضمن هذا الاطار ؟
منظمتنا تأسستْ فبراير 2015م وفي تلك الفترة كانت البلاد تعاني من عدة صراعات مسلحة، وأزمات سياسية وعديد من المؤسسات الدولية أصدرت تقارير بتردي الظروف الاجتماعية في البلد مما سينعكس كمشكلات نفسية وسلوكية على شريحة كبيرة من الناس فبدأنا بتأسيس المنظمة وعمل شراكات مع منظمات دولية لاقامة مشاريع في جانب الدعم النفسي الاجتماعي ..
ما نوع الخدمات التي تقدمها المنظمة في منطقة تحتاج لصحة نفسية سليمة خاصة في الظروف الراهنة ؟
المنظمة تقدم خدمة الدعم النفسي الاجتماعي لمستحقيها
تنفيذ الخط الساخن المجاني )1417( بالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وأسهم هذا المشروع في الوصول إلى شريحة كبيرة من الناس والاستماع إلى مشكلاتهم النفسية ومساعدتهم على تجاوزها .
تدريب الاختصاصي النفسي والاجتماعي في المستشفيات العامة، والمدارس وقد نفذ فريقنا في مدينة سبها مشروع «المرشد» بالشراكة مع وزارة التعليم، ودعم من منظمة الهجرة والاتحاد الأوروبي في تدريب مكثف لعدد 15 اختصاصيًا نفسيًا، و15 اختصاصيًا اجتماعيًا في عدد 15 مدرسة من مختلف المجالس المحلية بمدينة سبها وتجهيز مكاتب لهم داخل مدارسهم .
نفذنا العديد من أنشطة الدعم النفسي في المدارس، ورياض الأطفال داخل مدن : )سبها – طرابلس – زوارة- مصراتة – سرت(..
تعد العيادات النفسية في بعض البلديات معدومة، هل تتعاون مع المصحات النفسية من أجل شراكة مجتمعية أفضل ؟
يوجد مستشفى نفسي واحد في المنطقة الغربية، وآخر في المنطقة الشرقية ويوجد قسم داخل مستوصف الثانوية يغطي الخدمة لمناطق الجنوب كافة، نتعاون معهم في تنفيذ بعض المشاريع، وكجهة استشارية، وأما بالنسبة للعيادات الخاصة لا تتعاون معنا ولا هم لهم إلا جني الأموال في ظل تردي الخدمات في القطاع العام..
أي إضافة أستاذ :
الدولة الليبية تعد متأخرة جدًا في مجال الصحة النفسية، والمرضى يعانون من هذا الأمر وسيكون له آثارٌ سلبية مستقبلاً، والبلد محتاجة لمشروع وطني للدعم النفسي والاجتماعي لتقليل آثار الأزمات التي تعرض لها البلد طيلة السنوات الماضية، وننصح أنّ تكون لنا شراكات مع المنظمات الدولية كجهات استشارية، وداعمة لهذا المشروع ويجب متابعة هذا المشروع على مستويات عليا من الدولة ومنع العبث والفساد الإداري والمالي وتنفيذه وفق آليات صحيحة.
أميرة نوري : عضوٌ في الاتحاد النسائي بالجنوب ..
يعد الاتحاد النسائي المؤسسة المدنية الأولى في الجنوب، ماذا قدَّم الاتحاد للمرأة في الجنوب ؟
يعد الاتحاد من المنظمات التي عملت بشكل كبير جدًا على تمكين المرأة في جوانب مختلفة سياسيًا، واجتماعيًا، وثقافيًا ، واقتصاديًا من خلال العديد من المشاريع التي يقوم بها الاتحاد والتي تهدف إلى تمكين النساء، ورفع الوعي لدى النساء
إلى الآن قدَّم الاتحاد النسائي الليبي بالجنوب العديد من المشاريع الهادفة التي تستهدف النساء والفتيات سواء أكانت تمكينًا اقتصاديًا، أم تمكينًا اجتماعيًا، أم تمكينًا سياسيًا، وقام الاتحاد من خلال عمله بالعديد من الحملات التوعوية التي تهدف إلى رفع الوعي للمرأة في الجوانب )الثقافية، الصحية التي تهم المرأة(.
بذلك يمكن اعتبار أنَّ الاتحاد النسائي الليبي بالجنوب من المؤسسات النسوية الأولى التي انطلقتْ على مستوى الجنوب قدَّم الكثير للمرأة في الجنوب ككل، وفي مدينة سبها بشكل خاص..
بكل تأكيد يحتاج الاتحاد إلى دعم، هل هناك جهات مَّمولة له ؟
ولله الحمد يتعامل الاتحاد النسائي اللييي في الجنوب – سبها – مع بعض المنظمات الدولية المانحة من خلال المنح التي تقدمها هذه المنظمات بعد التقدم بمقترحات مشاريع تستفيد منها النساء والفتيات..
من خلال تخصَّصكم بالجانب النسائي، ماذا تحتاج المرأة في الجنوب تحديدًا ؟
أعتقد من خلال عملنا أنّ ما تحتاجه المرأة في الجنوب هو نفس احتياج المرأة في الشرق، أو في الغرب؛ تحتاج المرأة إلى المزيد من الدعم وإلى المزيد من العمل على مهاراتها وعلى صقل نفسها وعلى تمكين نفسها في الجانب الذي تراه مناسبًا لها سواء أكان هذا الجانب اجتماعيًا، أم ثقافيًا، أم أسريًا، أم اقتصاديًا أم قياديًا..
المرأة شريك مهم في المجتمع، هل الاتحاد قادرٌ على الأخذ بيد المرأة لتكون شريكًا له وزنه في المجتمع ؟
الاتحاد النسائي الليبي بالجنوب دائمًا بابه مفتوح داءمًا لأي امرأة راغبة في نوع من أنواع الدعم والأخذ بيدها مهما كان نوع الدعم الذي تحتاجه المرأة وكانت لدينا الكثير من البرامج التي تعمل على دعم النساء في الجانب السياسي، وحتى تكون المرأة شريكة حقيقية ولها وزن في المجتمع وهذا شعارنا منذ انطلاقنا في سنة 2012 ومن خلال أول مؤتمر أعلن فيه انطلاق الاتحاد، وهو أنّ المرأة شريكة في التحرير، شريكة في البناء كان هذا هو الهدف الذي نعمل عليه، وهو أن نجعل من النساء شركاء في بناء هذا الوطن، وشركاء في بناء هذا المجتمع المتجدَّد في أنَّ تكون المرأة أينما وجدتْ سواء أكانت في البيت أم خارجه، في منصب قيادي أم داخل مؤسسة عمل الحكومية، أم في منظمة مجتمع مدني وأينما وجدت عليها أن تكون امرأة فاعلة محقَّقة لذاتها، وكذلك ذات نفع على مجتمعا، وعلى أسرتها.