الرئيسيةرصدملف

المواطن ضايع الحلـول مؤقتـة والقانـون غايب!!

نجاح مصدق

في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬واستغلال‭ ‬أراضٍ‭ ‬لإنشاء‭ ‬مجموعات‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬أحدث‭ ‬تغييرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬المدن‭ ‬وتخطيطها،‭ ‬وشوه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأصل‭ ‬العمراني‭ ‬للمدن‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬البلاد

وقد‭ ‬لجأ‭ ‬كثيرون‭ ‬ولأسباب‭ ‬مختلفة‭ ‬لاستغلال‭ ‬مساحات‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬كامل‭ ‬للدولة،‭ ‬واستغلال‭ ‬حالة‭ ‬البلاد‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬ومتابعه‭ ‬القانون

وهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬اللحظة،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬أراضي‭ ‬الطوق‭ ‬الأخضر‭ ‬المحيطة‭ ‬بالمدينة‭ ‬لمتنفذين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬قام‭ ‬أغلبهم‭ ‬لاحقًاً‭ ‬بتقسيمها،‭ ‬أو‭ ‬بيعها‭ ‬لمن‭ ‬يتولى‭ ‬التقسيم،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬شبه‭ ‬غياب‭ ‬لمؤسسات‭ ‬التخطيط‭ ‬والعمران،‭ ‬وشبه‭ ‬انعدام‭ ‬لمناطق‭ ‬معتمدة‭ ‬يجوز‭ ‬قانونًا‭ ‬شراء‭ ‬أراضٍ‭ ‬سكنية‭ ‬داخلها،‭ ‬ونقص‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬الشقق‭ ‬الجاهزة،‭ ‬وسبات‭ ‬لأجهزة‭ ‬مكافحة‭ ‬البناء‭ ‬العشوائي‭.‬

مقاولون‭ ‬وتجار

ولم‭ ‬يقف‭ ‬المقاولون‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬بل،‭ ‬سيطروا‭ ‬على‭ ‬مزارع‭ ‬وغابات‭ ‬مملوكة‭ ‬للدولة،‭ ‬وانتهكوا‭ ‬شواطئ،‭ ‬ومناطق‭ ‬أثرية،‭ ‬بحسب‭ ‬تصريحات‭ ‬لرئيس‭ ‬مرصد‭ ‬التعديات‭ ‬على‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة‭ ‬‮«‬فوزي‭ ‬بانياس‮»‬‭ ‬في‭ ‬ورقة‭ ‬بحثية‭ ‬مدعومة‭ ‬بصور‭ ‬جوية‭ ‬‮«‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬الانتهاكات‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬تزايد‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬طرابلس،‭ ‬اكتظتْ‭ ‬المدينة‭ ‬بالسكان‭ ‬الذين‭ ‬بلغ‭ ‬عددهم‭ ‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلث‭ ‬سكان‭ ‬البلاد‭. ‬وتم‭ ‬تحميل‭ ‬المناطق‭ ‬الجديدة‭ ‬عشوائياً‭ ‬على‭ ‬طرق‭ ‬وشبكات‭ ‬كهرباء‭ ‬زراعية‭ ‬لا‭ ‬تقوى‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأعداد،‭ ‬وازداد‭ ‬حفر‭ ‬الآبار‭ ‬غير‭ ‬المرخّصة،‭ ‬واختلطت‭ ‬بعض‭ ‬مياهها‭ ‬بالصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬ووصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬البناء‭ ‬تحت‭ ‬أبراج‭ ‬الكهرباء‭ ‬عالية‭ ‬الجهد،‭ ‬دون‭ ‬تقدير‭ ‬للعواقب‭.‬

أرقام

حسب‭ ‬الدراسات‭ ‬فإن‭ ‬المساحات‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬مثلاً‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬15‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬المدينة،‭ ‬وغير‭ ‬المعتمدة‭ ‬تشكل‭ ‬16‭ ‬٪،‭ ‬فيما‭ ‬تصل‭ ‬المناطق‭ ‬غير‭ ‬المخططة‭ ‬إلى‭ ‬69‭ ‬٪،‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المخططات‭ ‬الحالية‭ ‬لا‭ ‬تستوعب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭.‬912‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‮»‬،‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬يقارب‭ ‬الـ7‭ ‬ملايين‭.‬

وإضافتْ‭ ‬الدكتوره‭ ‬رحاب‭ ‬الكوافي‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬لها‭ ‬عن‭ ‬العشوائيات‭ ‬وآثارها‭ ‬الصحية‭ ‬والبيئية‭ ‬والاقتصادية

إن‭ ‬المشكلة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسكن‭ ‬هي‭ ‬هم‭ ‬يشغل‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬النامية،‭ ‬حيث‭ ‬يمثل‭ ‬سكن‭ ‬العشوائيات‭ ‬بها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬43‭ % ‬من‭ ‬السكان‭ ‬بتلك‭ ‬الدول،‭ ‬وترتفع‭ ‬النسبة‭ ‬حسب‭ ‬تقرير‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬كلما‭ ‬انخفض‭ ‬مستوى‭ ‬الدخل‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬إذ‭ ‬يصل‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ % ‬من‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬بالدول‭ ‬الفقيرة،‭ ‬والتوقعات‭ ‬تزداد‭.‬

أظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسة‭ ‬أن‭ ‬تعريف‭ ‬العشوائيات‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬أدبيات‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬ففي‭ ‬ليبيا‭ ‬العشوائيات‭ ‬ليست‭ ‬فقد‭ ‬تلك‭ ‬الأماكن‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬والمفتقرة‭ ‬للبيئة‭ ‬الصحية‭ ‬وإنما‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬قانونية‭ ‬وفي‭ ‬بيئة‭ ‬صحية؛‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬العشوائيات‭ ‬ليست‭ ‬قاصرة‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬المدينة‭ ‬وإنما‭ ‬بداخلها‭ ‬أيضاً‭ ‬مثل‭ ‬مشروع‭ ‬7000‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬داخل‭ ‬مخطط‭ ‬مدينة‭ ‬بنغازي؛‭ ‬وارجعت‭ ‬الأسباب‭ ‬إلى‭ ‬التخطيط‭ ‬المُمنهج‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬ظهور‭ ‬العشوائيات‭ ‬مثل‭ ‬عدم‭ ‬تطوير‭ ‬القطاع‭ ‬الاسكاني‭ ‬وهذا‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مراحل‭ ‬التخطيط‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬ليبيا‭.‬

‭ ‬عدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمناطق‭ ‬الريفية‭ ‬شجع‭ ‬معظم‭ ‬السكان‭ ‬على‭ ‬الهجرة‭ ‬نحو‭ ‬المدن‭.‬

■‭ ‬انخفاض‭ ‬حجم‭ ‬القروض‭ ‬السكنية‭ ‬التي‭ ‬تمنحها‭ ‬البنوك‭ ‬للمواطنين‭.‬

‭ ‬ثقافة‭ ‬امتلاك‭ ‬المنزل‭ ‬لدى‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭.‬

‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬التشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬خاصة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالملكية‭ ‬العقارية‭ ‬وتقسيم‭ ‬الأراضي‭ ‬وتسجيلها‭.‬

الفوضى‭ ‬الأمنية

ويقول‭ ‬أحد‭ ‬سكان‭ ‬عشوائيات‭ ‬في‭ ‬مدينه‭ ‬طرابلس‭ ‬الظروف‭ ‬جبرتني‭ ‬بعد‭ ‬خروجي‭ ‬من‭ ‬سكني‭ ‬الذي‭ ‬هدم‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬وبقائي‭ ‬دون‭ ‬مسكن‭ ‬أنا‭ ‬وأسرتي‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬بيت‭ ‬صغير‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬زاره‭ ‬على‭ ‬أرض،‭ ‬وجدت‭ ‬كثيرين‭ ‬يقولون‭ ‬تابعة‭ ‬للدولة،‭ ‬وأنا‭ ‬متضرَّر‭ ‬والدولة‭ ‬لم‭ ‬تتحرك‭ ‬لتعويضي‭ ‬وحل‭ ‬معاناتي‭ ‬اليوميه،‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬مكاناً‭ ‬أشيّد‭ ‬عليه‭ ‬بيتي‭ ‬إلا‭ ‬خارج‭ ‬المخططات،‭ ‬لقد‭ ‬دُفِعت‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فثمن‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬اشتريتها‭ ‬مع‭ ‬تكلفة‭ ‬البناء‭ ‬أرخص‭ ‬من‭ ‬شقة،‭ ‬وأكثر‭ ‬مساحة‭.‬

ويضيف‭ ‬محمد‭ ‬ميلاد‭ ‬موظف‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬قانون‭ ‬59‭ ‬الخاص‭ ‬بالإدارة‭ ‬المحلية‭ ‬كان‭ ‬قائمًا‭ ‬على‭ ‬فكرتين،‭ ‬المحافظات‭ ‬والبلديات،‭ ‬وللأسف‭ ‬تم‭ ‬إرجاء‭ ‬تقسيم‭ ‬المحافظات‭ ‬واعتماد‭ ‬البلديات‭ ‬صغيرة‭ ‬الحجم‭ ‬والقدرة،‭ ‬وهذا‭ ‬بمثابة‭ ‬رصاصة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬مريض‭.‬

ويرى‭ ‬مراقبون‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬الفوضى‭ ‬الأمنية‭ ‬قد‭ ‬فاقمت‭ ‬الظاهرة‭.‬

وتشير‭ ‬التقارير‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬المتأزم‭ ‬وانتشار‭ ‬السلاح‭ ‬منذ‭ ‬سنين،‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬كف‭ ‬امتداد‭ ‬النمو‭ ‬العشوائي‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المركزية‭ ‬الإدارية‭ ‬التي‭ ‬إأسهمت‭ ‬في‭ ‬تعميق‭ ‬الأزمة،‭ ‬لأن‭ ‬الكل‭ ‬يريد‭ ‬الإقامة‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬حيث‭ ‬المؤسسات‭ ‬وفرص‭ ‬العمل‭ ‬أكثر،‭ ‬والإجراءات‭ ‬أسهل‭.‬

مساحات‭ ‬وأراضٍ

إن‭ ‬مساحة‭ ‬مدينة‭ ‬بنغازي‭ ‬كانت‭ ‬قبل‭ ‬العام‭ ‬2009،‭ ‬32‭ ‬ألف‭ ‬هكتار،‭ ‬وتبلغ‭ ‬مساحتها‭ ‬الآن‭ ‬نتيجة‭ ‬العشوائيات‭ ‬64‭ ‬ألفًا‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬نصف‭ ‬بناء‭ ‬المدينة‭ ‬خارج‭ ‬المخطط‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬وضعته‭ ‬الدولة‭.‬

ويقول‭ ‬مسؤول‭ ‬المشروعات‭ ‬في‭ ‬بنغازي‭:‬‭ ‬هناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬خارج‭ ‬المخطط‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬لا‭ ‬يتوافر‭ ‬فيها‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬التخطيطية‭ ‬للتجمعات‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الطرق‭ ‬الرئيسة‭ ‬والفرعية‭ ‬وممرات‭ ‬المشاة‭ ‬والحدائق‭ ‬ورياض‭ ‬الأطفال‭ ‬والمدارس‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬والتجارية‭ ‬والإدارية‭.‬

وما‭ ‬تشهده‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬حملات‭ ‬إزالة‭ ‬هي‭ ‬خطوة‭ ‬فالاتجاه‭ ‬الصحيح‭ ‬لإعادة‭ ‬المدن‭ ‬لشكلها‭ ‬الأصلي‭ ‬وجمال‭ ‬تخطيطها‭ ‬العمراني‭.‬

جهات‭ ‬وإدارات

أزمة‭ ‬العشوائيات‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬الدولة‭ ‬ومعالجتها‭ ‬تأتي‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬متكاملة‭ ‬لإعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬المخططات‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬موجودٌ‭ ‬في‭ ‬الرسوم‭ ‬القديمة‭ ‬لمخططات‭ ‬المدن،‭ ‬وما‭ ‬تشهده‭ ‬مدينتا‭ ‬‮«‬طرابلس،‭ ‬وبنغازي‮»‬‭ ‬من‭ ‬ازالة‭ ‬للعشوائيات‭ ‬يعد‭ ‬مرحلة‭ ‬أولى‭ ‬وأساسية‭ ‬لعمليات‭ ‬القضاء‭ ‬علىالعشوائيات‭.‬

‮ ‬ناقشت‭ ‬الحكومة‭ ‬إمكانية‭ ‬إطلاق‭ ‬مرحلة‭ ‬أولى‭ ‬من‭ ‬خطة‭ ‬قصيرة‭ ‬الأجل‭ ‬لمعالجة‭ ‬عشوائيات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬عين‭ ‬زارة‭ ‬جنوبي‭ ‬طرابلس،‭ ‬بمساحة‭ ‬22‭ ‬ألف‭ ‬هكتار،‭ ‬ومنطقة‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬في‭ ‬مدينة بنغازي‮ ‬بمساحة‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬هكتار،‭ ‬ومنطقة‭ ‬بمساحة‭ ‬سبعة‭ ‬آلاف‭ ‬هكتار‭ ‬في‭ ‬سبها‭.‬

وبدأت‭ ‬حملة‭ ‬إزالة‭ ‬المحال‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬بنيت‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تراخيص،‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬الماضي،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬مشروعات‭ ‬لتنفيذ‭ ‬طرق‭ ‬رئيسة‭ ‬تتطلب‭ ‬توسيع‭ ‬مساراتها‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬وفي‭ ‬محيطها،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتوسع‭ ‬الحملة‭ ‬لتضم‭ ‬منازل‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحياء‭.‬

وتعاونت‭ ‬جهات‭ ‬عدة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬فقد‭ ‬واصلت‭ ‬إدارة‭ ‬خدمات‭ ‬الدعم‭ ‬والإسناد‭ ‬والطوارئ‭ ‬بشركة‭ ‬‮«‬الخدمات‭ ‬العامة‭ – ‬طرابلس‮»‬‭ ‬أعمال‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬لعمليات‭ ‬التهيئة‭ ‬وفتح‭ ‬المسار‭ ‬لمشروع‭ ‬طريق‭ ‬الدائري‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الهضبة‭ ‬البدري،‭ ‬وفتح‭ ‬المسار‭ ‬لمشروع‭ ‬طريق‭ ‬الدائري‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬منطقتي‭ ‬السبعة،‭ ‬وطريق‭ ‬الشوك‭.‬

فشركة‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭ ‬وإدارة‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬والحرس‭ ‬البلدي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الحكم‭ ‬المحلي‭ ‬والداخلية‭ ‬كلها‭ ‬أجهزة‭ ‬تعمل‭ ‬معًا‭ ‬لتنفيذ‭ ‬قرارات‭ ‬بشأن‭ ‬إزالة‭ ‬العشوائيات‭ ‬وارجاع‭ ‬أراضٍ‭ ‬لأصحابها‭ ‬وفتح‭ ‬مسارات‭ ‬لطرق‭ ‬حديثة‭ ‬وجسور‭.‬

أما‭ ‬جهاز‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬أنه‭ ‬حريصٌ‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحاول‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬بشأن‭ ‬إزالة‭ ‬العشوائيات،‭ )‬مساكن،‭ ‬محال‭ ‬تجارية‭( ‬وغيرهما‭ ‬غير‭ ‬مرخصة‭ ‬أو‭ ‬مبنية‭ ‬في‭ ‬أراضٍ‭ ‬تم‭ ‬انتهاكها‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬الحروب‭ ‬وإعادتها‭ ‬لأصحابها‭.‬

احتجاج‭ ‬وغياب‭ ‬تعويضات

يعبر‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬العالم‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العاصمة‭ ‬طرابلس،‭ ‬عن‭ ‬مخاوفه‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يلقى‭ ‬محله‭ ‬التجاري‭ ‬بمنطقة‭ ‬زناتة‭ ‬نفس‭ ‬مصير‭ ‬المحال‭ ‬التي‭ ‬طالتها‭ ‬عمليات‭ ‬الإزالة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬قرقارش‭.‬

ويضيف‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬جرفت‭ ‬منازل‭ ‬السكان‭ ‬غير‭ ‬المرخصة،‭ ‬و‭ ‬وعدتهم‭ ‬بتعويضات،‭ ‬لكن‭ ‬كثيرين‭ ‬منهم‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬ينتظرون‭ ‬عمليات‭ ‬الإزالة‭ ‬في‭ ‬قرقارش‭ ‬تمت‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022،‭ ‬والسلطات‭ ‬لمحت‭ ‬خلال‭ ‬الهدم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصحابها‭ ‬سيتم‭ ‬تعويضهم،‭ ‬ولكن‭ ‬لو‭ ‬افترضنا‭ ‬جدلاً‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬صحيح،‭ ‬فلماذا‭ ‬تتم‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬بطريقة‭ ‬تشبه‭ ‬المداهمة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار؟‭! ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬تضرروا‭ ‬ولحقتهم‭ ‬خسائر‭.‬

أما‭ ‬سالم‭ ‬الزوبيك‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬سكان‭ ‬سوق‭ ‬الجمعة‭ ‬بطرابلس،‭ ‬فقال‭ ‬إن‭ ‬إزالة‭ ‬العشوائيات‭ ‬فيها‭ ‬جانب‭ ‬إيجابي،‭ ‬إذ‭ ‬تقلَّل‭ ‬من‭ ‬الزحام،‭ ‬وتنهي‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬الطرق‭ ‬والأراضي‭ ‬العامة،‭ ‬لكنه‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬تخوفه‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬عدم‭ ‬استكمال‭ ‬الحكومة‭ ‬مشروعاتها‭ ‬التنموية‭ ‬الخاصة‭ ‬بمعالجة‭ ‬أزمة‭ ‬العشوائيات‭.‬

ويضيف‭ : ‬صفة‭ ‬المؤقتة‭ ‬التي‭ ‬تلازم‭ ‬الحكومات‭ ‬تثير‭ ‬القلق،‭ ‬فكل‭ ‬حكومة‭ ‬تلغي‭ ‬إجراءات‭ ‬السابقة‭ ‬وتبدأ‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬والأحرى‭ ‬أن‭ ‬تتوجه‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬معالجة‭ ‬أزمة‭ ‬السكن‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المتضرَّرة‭ ‬من‭ ‬الحرب‭.‬

أحياء‭ ‬جنوبي‭ ‬طرابلس‭ ‬تحولتْ‭ ‬منازلها‭ ‬المدمرة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬العشوائيات،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أزمة‭ ‬مساكن‭ ‬الأحياء‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬يضطر‭ ‬لسكنها‭ ‬الفقراء،‭ ‬وهم‭ ‬الأحق‭ ‬بمعالجة‭ ‬أزماتهم‭.‬

وتظل‭ ‬العشوائيات‭ ‬أزمة‭ ‬عمرانية‭ ‬قائمة‭ ‬طالما‭ ‬الدولة‭ ‬لم‭ ‬تُفعل‭ ‬قوانينها‭ ‬والإسكان‭ ‬والتخطيط‭ ‬يقوم‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬المسارات‭ ‬وضع‭ ‬المخططات‭ ‬العمرانية‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬التنفيذ‭ ‬والمحافظة‭.‬

أما‭ ‬الوعي‭ ‬فالمواطن‭ ‬جزءٌ‭ ‬رئيس‭ ‬وأساسي‭ ‬في‭ ‬صُنع‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬خطورة‭ ‬التجاوزات‭ ‬وأهمية‭ ‬معرفة‭ ‬الوزنين‭ ‬وعدم‭ ‬تجاوزها‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى