تعطلت منظومات دفع بالبطاقة المصرفية..وكثيرون جلسوا وقد اختفت قنوات تلفزيونية..وكذلك ألغيت مواعيد طبية وتأخر وصول طلبيات..كما تأثرت مهام بعض المشرفين على مراقبة محتوى فيسبوك..وتوقفت أعداد من القطارات..وقامت شركات طيران بتسجيل الركاب ببطاقات صعود مكتوبة بخط اليد..وبعد حل مشكلة العطل تعاملت الشركات الجوية بصعوبة مع تراكم الرحلات المؤجلة والملغاة..فوفقا لتقارير متواترة أدى خلل كبير بسبب تحديث في خوادم شركة الأمن السيبراني كراود سترايك إلى توقف أنظمة المعلومات على نطاق واسع وإمتد تأثيرها إلى نظام ويندوز مايكروسوفت..والشركة لها منصة توفر تدابير استباقية لمواجهة التهديدات التكنولوجية..كما تعمل في إنتاج برامج مكافحة الفيروسات..لذا فإن وسائلها مدمجة في عدد من أنظمة وشبكات تكنولوجيا المعلومات حول العالم..وتقوم بشكل دوري بإرسال التحديثات إلى زبائنها..مع العلم إنها تستعين بالذكاء الاصطناعي لربط البنية التحتيةالرقمية..والمفارقة ظهور عيب في أنظمتها وهي التي من المفترض أن تتعامل مع أية مستجدات تقنية عند الغير..الخطأ الذي انتهى إلى ظهور ثغرة أمنية تقنية واسعة النطاق..مما جعل العالم بين خيار الإبقاء على الأنظمة القديمة أو التعاون مع بائعي البرامج ومصنعي الأجهزة وأصحاب المنظومات الحديثة على غرار كراود سترايك..خاصة في ظل عدم تأثر ملحوظ للتكنولوجيا المحلية الصنع..وهنا ربما تسببت الحادثة في تعطيل مؤقت لكن قد يتفاجيء العالم يوما بالعد التنازلي للإنترنت..خاصة أن التوقف أثار مخاوف تتعلق بعدم استعدطاد معظم الجهات العامة والخاصة لمثل هذه السيناريوهات..وتواجه الشركات أيضا تساؤلات عن كيفية تفادي انقطاع الخدمات مستقبلا بسبب انهيار التكنولوجيا التي يفترض أن تحمي أنظمتها..ويقول خبراء إن هذا الانقطاع سيحدث مجددا إلى حين دمج مزيد من خطط الطوارئ في الشبكات واستخدام أدوات بديلة أفضل..مع أهمية الإستمرار في الاحتفاظ بنسخ احتياطية للمعلومات والبرامج..في حين قد تواجه شركات التأمين مطالبات كبيرة من التعويضات الناتجة عن تذبذب الخدمات..كما أن هناك مخاوف ذات صلة من انقطاع التيار الكهربائي طويل الأمد بسبب حروب أو كوارث طبيعية مما ينعكس سلبا على انسيابية المعلومات..لذا يفكر المستثمرين اليوم في الإنتقال من أسهم التكنولوجيا الكبيرة إلى الشركات الصغرى..إذن ما حصل يجعل التقنية المتطورة تنام بعين واحدة خوفا من بدء أجهزة الكمبيوتر إغلاق نفسها تلقائياً..فقد انتظر الجميع عدة ساعات لتفسيرات لما حدث أو صدور بيانات رسمية من كراود سترايك..وقد يأتي يوم ويمتد الغموض مستقبلا نتيجة بلاك أوت تقني..بمعنى انتشار فوضى معلوماتية تائهة بين الحقيقة والزيف..وهنا تحضرني قصة الجندي الياباني الذي ظل يدافع عن جزيرة لسنوات بعد موت كل رفاقه ولم يعلم ان الحرب العالمية قد إنتهت..فهل سوف يأتي وقت على الناس يستقون فيه الأخبار من جديد من الصحف الورقية..ويرفع متصل سماعة الهاتف الأرضي لعدم جدوى النقال..وتخرج أفواج من قرية الإنترنت الصغيرة إلى جزر معزولة عن العالم الخارجي..