هانحن نعايش البؤس بعد عامين أو أكثر من جدول توحيد المرتبات .. الكل كان يترقب تلك الزيادة بأمل الخروج من نفق الديون واستحالة التعايش مع مرتب لايمكن له ان يصمد في وجه صلابة وجشع التجار لمدة نصف شهر على أكبر تحديد ..
لقد تمت معالجة المرتبات بشكل كبير إلا أننا لم نر أي إصلاح لقيمة وهيبة الدينار الليبي الذي يمثل اساس أي إصلاح اقتصادي وهو بالفعل مايمكن وصفه بالبنية التحتية لأي إصلاح ..
ولعلي سألامس أهم مسببات ضياع هيبة العملة الليبية التي من المفترض أن تكون هم من هموم كل مواطن .. وذلك بالإشارة المباشرة لمن سموا تجارا عبثا ..
حيث لم تخضع سياساتهم وتعاملاتهم لأي ضوابط كما أنهم بالأساس لايحملون هموم الوطن والمواطن ..
نحن لانحتاج فقط لعودة الضمير والإنسانية اننا نحتاج لعصى القانون الرادعة لكل المعاملات التجارية التي قضت على حياة الدينار الليبي ورصدت الأسعار كما يحلو لها دون أي حسيب او رقيب ..
التجار هم من افسد احلام المواطن في حياة بسيطة تستوعب ماتم تعديلة من قيمة المرتب .. بالفعل نحن نحتاج الى حضور الدولة في ردع احلام وكوابيس هؤلاء التجار الذين لاهم لهم إلا الربح السريع والكبير مهما كانت النتائج ..
لايمكن لأي مجتمع أن يكون مجتمع دولة ومؤسسات مالم تحتكم فيه المهن وخاصة التجارية إلى نظم قانونية ومهنية تحدد قيمه في أي سلعة.. لأنها العامل الرئيسي في استقرار الاسر ..
اننا نلاحظ غياب تام وغير مبرر للدولة في تحديد سعر الصرف وكافة السلع بما فيها رغيف الخبز الذي يمثل حد من حدود الامن القومي الغذائي لأي دولة في العالم..
لقد اتسع لهيب غلاء الأسعار ممن سموا تجارا وتجاوزوا حتي خيالنا ليصل لفحها الى كل شيء متعلق بحياتنا اليومية.. لم يبق الا الهواء الذي جعله الله متاحا لكل من خلق من عباده والا لكنا رهائن الاكسجين ..
نحن بالفعل لازلنا نئن تحت وطأة اللامبالاة وغياب الحسيب والرقيب.
كونوا_بخير