نُسب إلى المندوب الدولي عبد الله باتيللي أن الأمين العام للأمم المتحدة قبل عن مضض استقالة باتيللي من مهمته في ليبيا وذلك قبل أن يقدم آخر إفاداته عن مهمته بليبيا عندما حُددت في تنفيذ الاستحقاق الذي وزِّعت بشأنه بطاقات الاقتراع وقفل باب الترشيح وتأتي مفاجأة التأجيل بحجة القوة القاهرة لتبقى السلطة محددة الأجل بثمانية عشر شهر حتى يوم الناس هذا الذي مضى فيه من العام الرابع والعشرين أكثر من ربعه وتصميم لا لبس فيه على عدم تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة وممارسة تجمع بين التخطيط والتنفيذ وزيادة في عدد الوزراء المكلفين دون أي معلومة عمن كلفهم ولا الصلاحيات التي تُمنح عادة للمكلَّف ومدة تكليفه، الأمر الذي دفع محافظ المصرف المركزي إلى وقف المصروفات ومخاطبة مجلس النواب لفرض رسوم جديدة على بيع الدولار الذي يباع به البترول ويُغطى منه ميزان الدينار أو الجنيه كما هي التسمية التاريخية، وقد حملت إحاطة باتيللي عبارات بالغة القسوة على ما اتصف به الفرقاء الليبيين من حيث سوء الآداء والإضرار بالصالح العام حتى أنه لم يتحرّج من وصفهم بالأنانيين والذين لا هم لهم إلا مصالحهم الخاصة، كما تزامنت مع تعيين الدبلوماسية الأمريكية ذات الأصل اللبناني ستيفاني خوري المشهود لها بالكفاءة وإجادة اللغة العربية وسابقة النجاح في ما سبق أن كُلفت به وحديث عن التصميم الأمريكي المنتظر حول استقرار ليبيا الذي طال انتظاره والتخريب الذي تعددت صوره، والأطراف المشاركة فيه، الأمر الذي يجعل الأغلبية الساحقة من الليبيين ولا سيما الواعين منهم لا يخفون لومهم على هذه الدولة العظمى وما يثبت عليها من عدم الاكتراث بهذا الشعب المغلوب على أمره والمحتاج أكثر من سواه إلى لفتة تُوقف هذا العبث إن لم يكن من أجل الليبيين فلمناطق أخرى من المعيب أن تبقى محرومة، وتبقى هذه الحفنة من البشر تنفق موارد البلد على أهوائها الخاصة وشهواتها التي لا تعرف التوقف، شاملين أنفسهم وذويهم وكل من يدين لهم بالولاء أو يساعدهم على كل ما يقترفون في غير طاعة الله وإن العشم الكبير في ستيفاني خوري التي ستتولّى مهمة المندوب الدولي كاملة، ومن موقع خضوعنا للفصل السابع أن ترفع فقط من الرقابة الكفيلة بالحد من هدر المال العام للأهواء والانتباه إلى ما يبذله المجندون الأعلاميون من تبرير الإنفاق على المشاريع المُبررة بعودة الحياة دون أي مراعاة لشروط الصرف وتوفر الحد الأدنى من المنافسة، وعسى أن تُعتبر هذه السطور تعبيرا عن تقدير السيد باتيللي على صراحته ومكاشفته للمساعِدة الجديدة عن سوء الآداء ونوعية المطالب وحثا للمساعِدة السابقة على إماطة الثام عما أُشيع من اجتماعات ملتقى الحوار الذي شهدته منذ مدة مدينة جنيف ويقابل البعض ما لحقهم عنه من الأقاويل التي لن يقتلها الصمت بقدر ما سيجعل منها كرة ثلج جديدة