في ظل تزايد الأعباء اليومية التي تثقل كاهل المواطن، تبرز مشكلة التشكيك في غياب الدور الفعّال للأجهزة الرقابية كالحرس البلدي، مما يعرض المواطنين لمخاطر صحية واقتصادية جسيمة. ففي الأسواق والشوارع، يعاني المواطن من شراء أدوية غير مرخّصة، وخضراوات تُعرض في ظروف غير صحية، وسط غياب الإشراف الرقابي أو قلة حضوره الذي يضمن السلامة العامة.
نسلط الضوء على تجربة المواطن الذي يتأثر سلبًا بهذا الإهمال، وكيف أن غياب الدور الرقابي يترك فراغًا يعرض حياة النَّاس للخطر، ويطرح تساؤلات حول أهمية تفعيل الرقابة وتشديد الإجراءات لحماية المستهلكين ومدى تجاوب المواطن ووعيه..
كل براكة خضرة بتسعيرة
الحاج علي مواطن بسيط صاحب معاش تقاعدي متأخر عن موعده لأسباب منها السيولة، وأخرى يطول شرحها في هذا المقام يتجوَّل في إحدى أسواق الخضار ويشتكي
الأسعار مرتفعة يالطيف الواحد منين بيلقاها حتى الخضرة مش اللحم أسعارها كل براكة بشكل
الحاج علي ليس وحده فغيره كثر
اغلب أسواق الخضار تدار بعمالة وافدة وأسعار السوق بات تتحكم فيه هذه العمالة اكثر من الأجهزة الرقابية
يقول سالم الورفلي الخضارة ماشيين باللي في روسهم ويتحكموا في التسعيرة علي كيفهم
الحرس البلدي مش قادر عليهم وان فتش يوم أو يومين يغيب أسبوعًا أو شهرًا الأمر بحاجة لرقابة دائمة ومتابعة دورية لضبط السوق مش الاستسلام لعمالة وافدة تتحكم فيه
تجار صغار تجار كبار
في أغلب المحال التجارية والصيدليات والأسواق الكبرى هناك سلعة أو منتج يعرض بمواصفات معينة وفق آلية بيع متفق عليها وبمعايير من صندوق موازنة الأسعار
رياض علي من الزاوية تاجر مواد غذائية يقول :
الأمر متوقف على ثبات سعر الدولار والسوق يتحكم به التجار الكبار ولسنا نحن .. تأكد أي بضاعة تختفي فترة اعرف في من وراها باش تنباع بأغلى سعر والحرس البلدي والأجهزة الرقابية مش قادة تسيطر.
في حين أضاف عبد الله البوعينين صاحب مخبز
إن الحرس البلدي زياراته ليست دورية بل زيارات تفقدية في الشهر مرة أو مرتين وبصراحة أنا أبيع وفق الاشتراطات ولدي شهادة صحية ووفق المعايير احياناً أخالف على ثمن رغيف خبز أن من يؤمن في الدقيق وليست الدولة والوزن ووجود المحسنات على حمد وحميدة الحرس البلدي مش ماشي علي نفس المسطرة الواسطة والمعارف تجعل الحرس يتخطى جاري الذي يبيع في وجود محسنات ويخالفني لاني لا واسطة لدي ولست مرتشيًا
أميمة صالح تقول : الحرس البلدي عليه مراقبة كوارث المزينات وصالونات التجميل ومحال تجهيز الوجبات للسيدات الأمر كارثي والحرس يمر مرة في السنة.
شراكة ومسؤولية عالكل
الإصحاح البيئي من الأجهزة التي ترافق الحرس البلدي في اغلب دوريات التفتيش يقول محمد التربوي التحاليل لمياة الشرب المعروضة للبيع او محال بيع مياة التحلية هناك من يتجاوب معنا ومع الحرس وهناك من نقدم له تنبيه اول وثاني ولا فائدة
نحن لسنا ضد عمل المواطن ولكن صحتة وسلامة المواطن من الأمراض أمر في غاية الأهمية والحرس البلدي ليس مقصرًا في متابعة الأمر هو وغيره من الأجهزة الرقابية
وعن مدى رضى المواطن الليبي عن أداء جهاز الحرس البلدي يقول زكريا الفوني :
الحرس البلدي بصراحة نجده في متابعة دائمة ووجوده مهم ورادع مع ما يتحمله ويواجهه من صعوبات في بلد كثرت فيه العمالة الوافدة والأفارقة والسلاح .. علينا مساعدته فالأمر يبداً بوعي المواطن
شهايد صحية وانتهاء الصلاحية
تقول عليا المريني صيدلانية إنّ الحرس البلدي يزور صيدليتها بين فترة وفترة وأول ما يطلبه التراخيص وإذن المزاولة والشهائد الصحية وتواريخ صلاحية الأدوية أتمنى من الجميع التعاون في هذا الخصوص لان هذه الإجراءات تكفل السلامة للجميع
المواطن عادل يقول : أسعار الحلاقين خيالية علاوة على عدم توفر تعقيم اكثر من زبون يحلق بنفس المعدات ولا حد متابع وين الحرس بالله عليك من تجاوزات الحلاقين وأسعارهم.
وعن نوع الحلاقة وتصنيفها بين الحرس البلدي والمواطن يقول عثمان البوزيدي موظف:
الحرس البلدي عمله أصبح زي من يبات يحلم وينوض يفتش احيانا لا وجود له واحيانا تجد محال
بالشمع الأحمر
البلعزي محمد أحد عناصر الحرس البلدي يوضح بان حملات التفتيش تخرج بشكل دوري وان المتابعة والتفتيش على المطاعم والمخابز والمحال يكون الحرس البلدي ليس لوحده ويتبع الإجراءات حسب القانون فالغالب لا يتحول المخالف ونقدم تنبيهاً اولاً له وإذا تكرر الأمر يخالف ويحلل على النيابة.
في المطاعم والمخابز الصحة اهم شيء مع وجود جهاز التفتيش الصحي نقدم التقارير في حال ثبت التجاوز يتم الإغلاق بالشمع الأحمر والمخالفة
هناك تجار او خبازين متجاوبين وهناك مواطن واعٍ ولكن مشكلتنا في المواطن غير الواعي والتاجر المستغل
أما السيد جلال عيسى يقول : الحرس البلدي أتعبنا بحجة ودون حجة نجده مخالفنا الواحد خدمته رقدت من التسكير
في حين اكد المواطن علي انه اشترى بضاعة لابنته من أحد المولات التجارية كانت فاسدة ومعروضة في المول وعندما ابلغ صاحب البضاعة أجابه بان الصندوق مغلق ونحن لا نعلم ما فيه
أرقام وتقارير
ونحن نتجول بين المباني الحديثة البناء والعيادات والأسواق الكبرى تساءلنا عن الأكثر مخالفة وأنواع المخالفات فوفق تقرير تحصلنا عليه من إدارة جهاز الحرس البلدي طرابلس لعام 2023جاءت مخالفات عن الرخص العامة في 10.953مخالفة بينما24.451للشهايد الصحية في حين كانت مخالفات النظافة العامة 8663 مخالفة
والفضاء العام 3471 مخالفة اما المتحولة 579مخالفة وجاءت مخالفات اخرى مختلفة 4821
اجمالي المخالفات التي تم ضبطها لعام 2023 52.928 مخالفة
وفي مخالفات من نوع آخر جاءت الاحصائيات لتوضح ان عدد حالات التسمم 318وعدد الشكاوى20.37شكوى، في حين جاءت الشكاوى المتعلقة بالبناء في عدد665قضية شكوى وجاءت 36قضية عن فك الاختام .. اما المحال التجارية فجاء عدد المحال التي تم المرور عليها في257.256محلًا تجاريًا .. اما المحال التي تم قفلها 507محال
لا عاجبه العجب والصيام رجب
يقول أحد مسؤولي جهاز الحرس البلدي المواطن لا يمكن إرضاءه عندما ضبطنا ألعابا نارية في المولد النبوي قالوا شباب يسترزقوا وقامت الدنيا على من صادرنا بضائعهم، والخبز ايضا حين اقفلنا مخابز المواطن اول من احتج رغم ان الإقفال بسبب غلاء شوال الدقيق، فالمواطن متقلب حتى فالشكوى لا يلتزم بالحضور لا عاجبه عجب والصيام رجب الحرس البلدي مش معقب جهد
ختاماً ..
نهاية استطلاعنا جاءت شريحة الدراسة المستهدفة لـ)200( شخص40 نساء 60 رجلًا أكثر من 52 % أجابوا بان الحرس البلدي غير مستجيب للمواطن في حين 38 %اكدوا استجابته وقيامه بدوره .. اما 10 %فقالوا بتجاوب كلي من جهاز الحرس مع الشكاوى والبلاغات والضبط
الشهايد الصحية جاءت بنسبة 55 % كانت الأكثر توقًعا لدى المواطن في المخالفات بينما 39 لاستغلال فضاء وتجاوزات بناء والبقية لمخالفات أخرى.