بريطانيا تعلن الحرب الباردة الثانية على روسيا منفردة
يوم أعلن في لندن، عن وفاة المعارض الروسي، نيكولاي غلوشكوف، وهو أحد زملاء رجل الأعمال الروسي، بوريس بيرغوفسكي، الذي كان بدوره من المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلنت محطة “بزنس إف إم” الإذاعية الروسية عن وفاة غلوشكوف (69 عاماً)، في شقته في لندن، ناقلة الخبر عن محاميه ولم تذكر المحطة سبب وفاة غلوشكوف، الذي عمل سابقاً كنائب لمدير شركة الطيران الروسية “أيروفلوت”.
وسبق أن وجهت له السلطات الروسية تهماً بالفساد والاحتيال اكثر من مرة ويأتي خبر وفاة غلوشكوف بعد أسبوع من محاولة اغتيال العميل الاستخباراتي المزدوج سيرغي سكريبال بمادة سامة للأعصاب تسببت بإصابة 18 شخصاً آخرين، منهم ابنته يوليا في بريطانيا فرار غلوشكوف الي بريطانيا وكان غلوشكوف قد طلب اللجوء إلى بريطانيا عام 2004 بعد أن أفرجت عنه السلطات الروسية بعد خمس السنوات من الاعتقال بتهم الفساد .
يشار الي ان احكام قضائية طالت غلوشكوف وقضت بالسجنة لثماني سنوات غيابياً ودفع غرامة قدرها مليون روبل روسي بعد إدانته بالاحتيال على شركة “أيروفلوت” بما قدره 122 مليون دولار خلال عمله فيها كمدير مالي في تسعينيات القرن الماضي.وعلى الرغم نفي غلوشكوف لهذه الادعاءات،الا ان الروس نقلوا الحرب الي منفاة وقامو بملاحقته قضائياً في المحكمة العليا في لندن فتيل الازمة وتأتي وفاة المعارض لبوتين في خضم أزمة لا تزال مشتعلة بين بريطانيا وروسيا بعد محاولة اغتيال سكريبال، وهو العميل المزدوج السابق الذي عمل لصالح المخابرات البريطانية قبل أن يتقاعد في مدينة سالزبيري، حيث جرت محاولة اغتياله وفيما لا تزال الشرطة البريطانية تتابع التحقيقات في القضية، وتسعى للوصول الي مصدر المادة السامة المستخدمة والتي يتم تصنيعها في روسيا الغضب البريطاني والحزم الروسي رفضت روسيا مطالب بريطانيا بتفسير كيف استخدم (نوفيتشوك)، وهو غاز أعصاب طوره الجيش السوفيتي، لمهاجمة سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) في مدينة سالزبري بجنوب انجلترا ويرقد الآن هو وابنته في مستشفى في حالة حرجة منذ الرابع من مارس الحالي بعد العثور عليهما فاقدي الوعي.
وفي اطار التصعيد الدبلوماسي تستعد روسيا لطرد دبلوماسيين بريطانيين ردا على قرار رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي طرد 23 روسيا، مع تدهور العلاقات بين البلدين لتصل إلى أدنى مستوى بعد الحرب الباردة بسبب هجوم بغاز أعصاب يستخدم في أغراض عسكرية على أراض بريطانية وكانت ماي قد القت باللوم على موسكو وأمهلت 23 روسيا، قالت إنهم جواسيس يعملون تحت غطاء دبلوماسي بالسفارة الروسية في لندن، أسبوعا للرحيل ونفت روسيا أي ضلوع في الهجوم على الجاسوس السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا، ووصفت بريطانيا بأنها قوة غير مستقرة بسبب الخروج الوشيك من الاتحاد الأوروبي.
وأشارت إلى أن لندن لفقت الهجوم لتأجيج المشاعر المعادية لروسيا ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن سفير موسكو لدى بريطانيا قوله إن الدبلوماسيين الروس الذين طردتهم بريطانيا سيغادرون لندن في 20 من مارس الحالي وبشكل منفصل، بدأت الشرطة البريطانية تحقيقا في شبهة قتل مساعد روسي لرجل الأعمال الراحل بوريس بيريزوفسكي لكنها قالت إنه لا يوجد في الوقت الحالي ما يشير إلى صلة لهذا الأمر بقضية سكريبال كما تحقق في محاولة اغتيال مصرفي روسي فار من موسكو بعد سلسلة من الفضائح المالية عام 2013، حيث أطلقت عليه النار في لندن، ولكنه نجا، وألقي القبض على الجاني في موسكو كما فتحت ملف متوفي روسي آخر لاجئ في بريطانيا يدعى ألكساندر بيربيليشني، والذي اشتهر لتسريبه وثائق تدين مسؤولين روس للسلطات السويسرية.
ولم تتمكن الشرطة من تحديد سب وفاته المفاجئة ومهما كانت الحقيقة وراء هذه الوفيات التي تطاول معارضي الرئيس الروسي، يسود اعتقاد بأن نظامه قادر على فعل أي شيء. وكان غلوشكوف قد قال في مقابلته مع “ذا غارديان” إنه وبعد زوال بيرغوفسكي وليتفينينكو وباتركاتسيشفيلي “لم يبق أحد غيري وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين جدد التأكيد على موقف موسكو بأنه لا يوجد ”دليل واضح“ على أي ضلوع روسي في الهجوم ردود دولية خجولة طالبت بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا معا روسيا بتفسير للهجوم.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الروس يقفون وراء الحادث على ما يبدو وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن قمة للاتحاد الأوروبي ستناقش القضية. وأضافت أن الأولوية بالنسبة لقادة الاتحاد الأوروبي لن تكون بحث احتمال مقاطعة بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تنظمها روسيا وأضافت ميركل قبيل محادثات في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان من المتوقع أن يبحثا خلالها ردا مناسبا على الهجوم ”شواهد كثيرة تشير إلى أن روسيا مسؤولة فيما اتهم ألكسندر ياكوفينكو سفير موسكو لدى بريطانيا الاخيرة ”بإخفاء“ التفاصيل وقالت شرطة لندن إن نيكولاي جلوشكوف مساعد بيريزوفسكي لقي حتفه خنقا وإن ضباط مكافحة الإرهاب لا يزالون يقودون التحقيق وتم العثور على جلوشكوف (68 عاما) ميتا في جنوب غرب لندن يوم الاثنين وكان قد تم العثور على بيريزوفسكي مخنوقا بوشاح في حمام منزل فخم غربي لندن في مارس 2013.
كان بيريزوفسكي (67 عاما) أحد أقوى الشخصيات في روسيا في السنوات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي وقال قاض بريطاني في 2014 إنه لا يمكنه تأكيد إن كان بيريزوفسكي قتل نفسه أم كان ضحية عمل إجرامي وقالت صحيفة ديلي تليجراف نقلا عن مصادر إن المحققين البريطانيين يجرون تحقيقاتهم بناء على فرضية تفيد أن قطعة من ملابس أو أدوات زينة أو هدية مشبعة بالمادة السامة فُتحت في منزل سكريبال في سالزبري في مؤشر على مدى التوتر في العلاقات، تبادل وزراء بريطانيون وروس الإهانات .
بينما قال السفير الروسي إن لندن تحاول صرف الانتباه عن الصعوبات التي تواجهها في عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي رد وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون إن ”روسيا ينبغي أن تغرب عن وجهنا وتخرس“، مما أثار غضبا في موسكو وردت وزارة الدفاع الروسية بالقول إن وليامسون ”عقيم فكريا“ بينما قال لافروف إن وليامسون ربما ينقصه التعليم وحذر زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين من إشعال حرب باردة جديدة مع روسيا قبل توفر أدلة كاملة على تورط موسكو في الهجوم على العميل المزدوج السابق اعتبر الكرملين إقحام وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اسم الرئيس فلاديمير بوتين في قضية الجاسوس السابق سيرغي سكريبال، أمرا صادما ولا يمكن التسامح معه وقال الناطق الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف في حديث لوكالة “إنترفاكس”،: “لقد قلنا على مختلف المستويات، وبمختلف المناسبات، إن روسيا لا علاقة لها بهذه القصة.
وأي ذكر لاسم رئيسنا في هذا الصدد ليس إلا تصرفا مثيرا للصدمة لا يمكن التسامح معه من الناحية الدبلوماسية وسبق لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن وجه اتهامات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن قضية الضابط السابق في الاستخبارات الروسية والعميل المزدوج سيرغي سكريبال، الذي تقول بريطانيا إنه سمم بغاز أعصاب وقال جونسون: “ليس لدينا أي شيء ضد الروس أنفسهم. ولن تكون هناك أي روسوفوبيا (رهاب من الروس) نتيجة لما يحدث الآن”… “إن خلافنا مع الكرملين بقيادة بوتين وقراره، ونحن نرجح أن هذا كان قراره، التوجيه باستخدام غاز الأعصاب في شوارع بريطانيا وشوارع أوروبا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية .
ويعد هذا أول اتهام مباشر للرئيس بوتين على لسان مسؤول بريطاني رفيع المستوى. وفي وقت سابق كانت بريطانيا قد وجهت اتهامات لموسكو بأنها تقف وراء الحادث، واتخذت عددا من الإجراءات ضدها، بما فيها طرد دبلوماسيين وتجميد الاتصالات من جهتها، أعلنت روسيا أنها سترد على الإجراءات البريطانية التي اعتبرتها غير مقبولة وغير مبررة، وأكدت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنها وفي أول خطوة جوابية، قررت طرد فريق من الدبلوماسيين البريطانيين وان كل الخيارات مفتوحة للرد .
اعداد ابراهيم الحداد
المصادر وكالات