رأي

بطاقة بلا رصيد ومنحة بلا مستقبل

فائزة العجيلي

في‭ ‬ليبيا،‭ ‬نعيش‭ ‬مع‭ ‬الوعود‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬نعيش‭ ‬مع‭ ‬الإنجاز‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الوعود،‭ ‬منحة‭ ‬الطلبة‭ ‬الجامعيين‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬عنها‭ ‬الحكومة،‭ ‬وصُرفت‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط،‭ ‬ثم‭ ‬اختفت‭ ‬وكأنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الحكاية‭ ‬بدأت‭ ‬بقرار‭ ‬حكومي‭ ‬واضح‭: ‬دعم‭ ‬الطالب‭ ‬الجامعي‭ ‬بمبلغ‭ ‬سنوي‭ ‬يُعينه‭ ‬على‭ ‬المصاريف‭.‬

قرار‭ ‬جميل‭ ‬على‭ ‬الورق،‭ ‬لكن‭ ‬عند‭ ‬التنفيذ‭ ‬تحولت‭ ‬المنحة‭ ‬إلى‭ ‬بطاقات‭ ‬مصرفية‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬لم‭ ‬يستفد‭ ‬منها‭ ‬أغلب‭ ‬الطلبة‭ ‬أذكر‭ ‬يومها‭ ‬فرحة‭ ‬بعض‭ ‬الطلاب‭ ‬وهم‭ ‬يلتقطون‭ ‬صورًا‭ ‬مع‭ ‬بطاقاتهم‭ ‬الجديدة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكتشفوا‭ ‬أن‭ ‬البطاقة‭ ‬بلا‭ ‬رصيد،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تاريخها‭ ‬انتهى‭! ‬أي‭ ‬عبث‭ ‬هذا‭ ‬الطلبة‭ ‬محبطون‭ ‬‮«‬استلمنا‭ ‬بطاقات‭ ‬فارغة‮»‬،‭ ‬‮«‬فرحتنا‭ ‬ما‭ ‬كملتش،‭ ‬المنحة‭ ‬طلعت‭ ‬وهم‮»‬،‭ ‬كلمات‭ ‬يرددها‭ ‬الطلبة‭ ‬و‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬بدورهم‭ ‬لم‭ ‬يخفوا‭ ‬استياءهم‭ ‬‮«‬أولادنا‭ ‬محتاجون‭ ‬الدعم،‭ ‬لكن‭ ‬الدولة‭ ‬قدمت‭ ‬وعودًا‭ ‬فقط‮»‬‭ .. ‬يقول‭ ‬ولي‭ ‬امر‭ ‬المسؤولون‭ ‬يرمون‭ ‬الكرة‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬بعضهم‭: ‬الحكومة‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬ظروف‭ ‬اقتصادية،‭ ‬المصارف‭ ‬عن‭ ‬صلاحية‭ ‬البطاقات،‭ ‬والتعليم‭ ‬عن‭ ‬بيانات‭ ‬لم‭ ‬تُطابق‭. ‬لكن‭ ‬النتيجة‭ ‬واحدة‭: ‬الطالب‭ ‬خسر‭ ‬المنحة،‭ ‬وخسر‭ ‬معها‭ ‬ثقته‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وعود‭ ‬قادمة‭. ‬المنحة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مجرد‭ ‬مبلغ‭ ‬مالي،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬رمزًا‭ ‬لاهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬بطلبتها‭. ‬عندما‭ ‬تتبخر‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل،‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬رسالة‭ ‬سلبية‭: ‬‮«‬أنت‭ ‬وحدك‭ ‬أيها‭ ‬الطالب‮»‬‭ ‬اليوم،‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إجابة‭ ‬صريحة‭: ‬هل‭ ‬المنحة‭ ‬قائمة‭ ‬ومستقبلها‭ ‬واضح،‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬مجرد‭ ‬دعاية‭ ‬عابرة؟‭ ‬الصراحة‭ ‬أهون‭ ‬من‭ ‬الخداع،‭ ‬والشفافية‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬بطاقة‭ ‬بلا‭ ‬رصيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى