الرئيسية

بعد توقف لأكثر من عقد انطلاقة مركز العقـم بسبـها

شهد‭ ‬مركز‭ ‬علاج‭ ‬العقم‭ ‬بسبها،‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬16‭ ‬يناير‭ ‬الماضي،‭ ‬حفل‭ ‬إعادة‭ ‬افتتاح‭ ‬قسم‭ ‬العمليات‭ ‬ومختبر‭ ‬الأجنة‭ ‬بعد‭ ‬توقف‭ ‬دام‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬بسبب‭ ‬الحروب‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭  ‬المنطقة‭. ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬المستمرة‭ ‬لتوطين‭ ‬العلاج‭ ‬داخل‭ ‬ليبيا،‭ ‬وتخفيف‭ ‬معاناة‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يضطرون‭ ‬للسفر‭ ‬للخارج‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج‭.‬

إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬وتطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية

أكدتْ‭ ‬د‭.‬سوزان‭ ‬عامر‭ – ‬مستشارة‭ ‬المركز‭:‬

‭ ‬لقد‭ ‬استؤنف‭ ‬العمل‭ ‬بعد‭ ‬عمليات‭ ‬صيانة،‭ ‬وتجهيزات‭ ‬مكثفة،‭ ‬مع‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬بدء‭ ‬العمل‭ ‬ببرنامج‭ ‬‮«‬الحقن‭ ‬المجهري‮»‬‭ ‬قريبًا،‭ ‬بكوادر‭ ‬طبية‭ ‬وطنية،‭ ‬وأجنبية،‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬نحو‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬علاجية‭ ‬متطورة‭ ‬للمرضى‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أوضح‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬رشدي‭. ‬استشاري‭ ‬نساء‭ ‬وتوليد‭ ‬وعقم‭ ‬وأطفال‭ ‬أنابيب‭ :‬

‭ ‬إنّ‭ ‬عمليات‭ ‬الصيانة‭ ‬شملت‭ ‬تجهيز‭ ‬قسم‭ ‬العمليات،‭ ‬ومختبر‭ ‬الأجنة‭ ‬بأحدث‭ ‬المعدات،‭ ‬مما‭ ‬يتيح‭ ‬تنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬التلقيح‭ ‬الصناعي‭ ‬والحقن‭ ‬المجهري،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تقنيات‭ ‬تجميد‭ ‬الأجنة،‭ ‬والبويضات،‭ ‬لضمان‭ ‬أعلى‭ ‬معدلات‭ ‬النجاح‭ ‬للعلاج‭.‬

بدورها،‭ ‬أشارت‭ ‬د‭.‬هدى‭ ‬البوني‭. ‬أحد‭ ‬مستشاري‭ ‬المركز‭:‬

‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬لأهل‭ ‬الجنوب‭ ‬الليبي،‭ ‬مؤكدةً‭ ‬أن‭ ‬الافتتاح‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬شريحة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬الذين‭ ‬يفتقرون‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬العقم،‭ ‬ويواجهون‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬المناسبة‭.‬

تدشين‭ ‬أقسام‭ ‬جديدة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية

شهد‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬حضور‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬والجهات‭ ‬الداعمة؛‭ ‬حيث‭ ‬أشاد‭ ‬د‭.‬سعد‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬مختار‭ ‬مدير‭ ‬مكتب‭ ‬دعم‭ ‬وتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬بجامعة‭ ‬سبها‭:‬

‭ ‬بأهمية‭ ‬المركز‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬بالمنطقة‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬التوسعة‭ ‬شملت‭ ‬عدة‭ ‬أقسام‭ ‬طبية،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬قسم‭ ‬الأشعة،‭ ‬العمليات،‭ ‬مختبر‭ ‬الحقن‭ ‬المجهري،‭ ‬وقسم‭ ‬الإيواء،‭ ‬مما‭ ‬يعزَّز‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬المركز‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬طبية‭ ‬متكاملة‭.‬

في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬أكد‭ ‬عميد‭ ‬بلدية‭ ‬سبها‭ ‬الحاج‭ ‬علي‭:‬

‭ ‬إنَّ‭ ‬المركز‭ ‬عانى‭ ‬لسنوات‭ ‬من‭ ‬تعثر‭ ‬إداري‭ ‬وانقسامات‭ ‬سياسية‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬استقراره،‭ ‬لكنه‭ ‬اليوم‭ ‬يشهد‭ ‬انطلاقة‭ ‬جديدة‭ ‬بفضل‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لإعادة‭ ‬تأهيله‭.‬

كما‭ ‬دعا‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬لضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬عمل‭ ‬المركز‭ ‬بكفاءة‭ ‬عالية‭.‬

دعم‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي‭ ‬وتوطين‭ ‬العلاج‭ ‬بالجنوب

من‭ ‬جهته،‭ ‬أوضح‭ ‬د‭. ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬عثمان‭. ‬مدير‭ ‬الدعاية‭ ‬الطبية‭ ‬بشركة‭ ‬‮«‬الغزلان‭ ‬الأخضر‮»‬‭:‬

‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬تدعم‭ ‬المركز‭ ‬بتوفير‭ ‬المكملات‭ ‬الغذائية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالخصوبة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬افتتاح‭ ‬قسم‭ ‬الحقن‭ ‬المجهري‭ ‬ومختبر‭ ‬الأجنة‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬توطين‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬العلاجات‭ ‬داخل‭ ‬الجنوب‭ ‬الليبي،‭ ‬ما‭ ‬سيخفف‭ ‬من‭ ‬الأعباء‭ ‬المادية‭ ‬والجسدية‭ ‬على‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يضطرون‭ ‬للسفر‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ )‬مصر‭ ‬والأردن‭( ‬لإجراء‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭.‬

رؤية‭ ‬المركز‭ ‬وتطلعاته‭ ‬المستقبلية

في‭ ‬كلمتها‭ ‬خلال‭ ‬الحفل،‭ ‬أكدت‭ ‬د‭.‬حواء‭ ‬عادل‭ ‬علي‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬المركز‭ :‬

‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬افتتاح‭ ‬هذه‭ ‬الأقسام‭ ‬يُعد‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬نحو‭ ‬تطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬المقدمة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تدشين‭ ‬جناح‭ ‬العمليات،‭ ‬جراحة‭ ‬المناظير،‭ ‬قسم‭ ‬الأشعة،‭ ‬المختبر،‭ ‬الصيدلية،‭ ‬وقسم‭ ‬الإيواء،‭ ‬مما‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬جاهزية‭ ‬المركز‭ ‬لاستقبال‭ ‬المرضى‭ ‬وتقديم‭ ‬علاجات‭ ‬متطورة‭.‬

كما‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المركز‭ ‬يأوي‭ ‬حاليًا‭ ‬حوالي‭ ‬4700‭ ‬مريض،‭ ‬مع‭ ‬توقعات‭ ‬بزيادة‭ ‬عدد‭ ‬المستفيدين‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭.‬

تحديات‭ ‬وآفاق‭ ‬مستقبلية

ورغم‭ ‬الإنجازات‭ ‬المحقَّقة،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬المركز‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬والتمويل‭ ‬لتوفير‭ ‬المعدات‭ ‬الطبية‭ ‬الحديثة‭ ‬وتوسيع‭ ‬خدماته‭. ‬

وأعرب‭ ‬علي‭ ‬الحشيبي،‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬الفيزياء‭ ‬الطبية‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭:‬

‭ ‬عن‭ ‬تفاؤله‭ ‬بأن‭ ‬يصبح‭ ‬مركز‭ ‬العقم‭ ‬في‭ ‬سبها‭ ‬ركيزةً‭ ‬طبية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لمدن‭ ‬الجنوب،‭ ‬بل‭ ‬لليبيا‭ ‬بأكملها،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬توفر‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحديثة‭ ‬والكفاءات‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لتقديم‭ ‬أفضل‭ ‬الخدمات‭ ‬للمرضى‭.‬

ويأمل‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬والمؤسسي،‭ ‬لضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬العمل‭ ‬وتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬علاج‭ ‬العقم،‭ ‬بما‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬السكانية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬تزايد‭ ‬حالات‭ ‬العقم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى