رأي

بلغ السيل الزبد

نوري النجار

عندما‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬طرد‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬ولجنة‭ ‬مسابقاته،‭ ‬وكادر‭ )‬ليبيا‭ ‬الرياضية‭( ‬من‭ ‬الفندق‭ ‬والدفع‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬قارعة‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭  ‬أنّ‭ ‬الأمر‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬منتهاه،‭ ‬كيف‭ ‬لمن‭ ‬تم‭ ‬تكليفه‭ ‬بتسيير‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬السداسي‭ ‬الثاني‭ ‬التتويج‭ ‬أن‭ ‬يترك‭ ‬الأمور‭  ‬أنّ‭ ‬تنحدر‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬وبعد‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬منذ‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬وصول‭ ‬الفرق‭ ‬إلى‭ ‬ميلانو‭ ‬وحتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬تمضِ‭ ‬ساعة‭ ‬إلا‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬مشكلة‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬الطرد‭ ‬من‭ ‬أماكن‭ ‬الإقامة‭ ‬حدث‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬إلا‭ ‬لنا‭ ‬نحن‭ ‬الليبيين‭ ‬لان‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬والغنية‭ ‬لها‭ ‬أجندتها‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المعسكرات‭ ‬والمباريات‭ ‬ورغم‭ ‬ان‭ ‬إقامة‭ ‬السداسي‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬هي‭ ‬بدعة‭ ‬ليبية‭ ‬أسهمت‭ ‬فيها‭ ‬عديد‭ ‬الأطراف‭ ‬التى‭ ‬اخذت‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التى‭ ‬تعيشها‭ ‬بلادنا‭ ‬شماعة‭ ‬أو‭ ‬المشجاب‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نعلق‭ ‬عليه‭ ‬كل‭ ‬الأخطاء‭ ‬التى‭ ‬تعودنا‭ ‬ان‭ ‬نقوم‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يكسب‭ ‬سن‭ ‬لو‭ ‬صاد‭ ‬اللقب‭ ‬الغالي‭ ‬على‭ ‬الأندية‭ ‬الليبية‭ ‬ومحبيها‭ ‬صحيح‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬الأندية‭ ‬لها‭ ‬الاحقية‭ ‬في‭ ‬التتويج‭ ‬وهو‭ ‬متروكٌ‭ ‬لامكانات‭ ‬الفرق‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬المنافسة،‭ ‬وكرة‭ ‬القدم‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أنها‭ ‬تلعب‭ ‬في‭ ‬المستطيل‭ ‬الأخضر‭ ‬وكل‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حظوظه‭ ‬في‭ ‬الظفر‭ ‬باللقب‭ ‬والأسبوعان‭ ‬الرابع‭ ‬والخامس‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬السداسي‭ ‬لهما‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬تتويج‭ ‬أحد‭ ‬أندية‭ ‬السداسي‭ ‬وكل‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬تبقى‭ ‬الكرة‭ ‬داخل‭ ‬الملاعب‭ ‬في‭ ‬ميلانو‭ ‬وان‭ ‬لا‭ ‬يتحول‭ ‬اللعب‭ ‬من‭ ‬العشب‭ ‬الأخضر‭ ‬إلى‭ ‬نزل‭ ‬الإقامة‭ ‬في‭ ‬ميلانو‭.‬

كرة‭ ‬القدم‭ ‬لعبة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنافس‭ ‬الرياضي‭ ‬الشريف‭ ‬وكل‭ ‬الأندية‭ ‬من‭ ‬حقها‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أحقيتها‭ ‬اما‭ ‬في‭ ‬التتويج‭ ‬او‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬الأفريقية‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬المقبل‭ ‬ومباريات‭ ‬الجولتين‭ ‬الرابعة‭ ‬والخامسة‭ ‬لهما‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬البطل‭ ‬ومن‭ ‬سيرافقه‭ ‬إلى‭ ‬دوري‭ ‬الأبطال‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تأكد‭ ‬لعب‭ ‬نصف‭ ‬نهائي‭ ‬الكأس‭ ‬في‭ ‬ميلانو‭ ‬أيضا‭ ‬الكرة‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬الأندية‭ ‬والتاريخ‭ ‬يسجل‭ ‬وكل‭ ‬الليبيين‭ ‬أو‭ ‬أغلبهم‭ ‬يفهمون‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬بأدق‭ ‬تفاصيلها‭ ‬واللعب‭ ‬وفق‭ ‬أصول‭ ‬الميثاق‭ ‬الرياضي‭ ‬أمر‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬السداسي‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬المشكلات‭ ‬والصعاب‭ ‬و‭ ‬هي‭ ‬العنوان‭ ‬المصاحب‭ ‬لكل‭ ‬يومياته‭ ‬الحزينة‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬تسير‭ ‬جولاته‭ ‬الأخيرة‭ ‬وفق‭ ‬الروح‭ ‬الرياضية‭ ‬العالية‭ ‬وان‭ ‬يكون‭ ‬الفائز‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬الجولة‭ ‬الخامسة‭ ‬هو‭ ‬الاحق‭ ‬بالظفر‭ ‬باللقب‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬التمنيات‭ ‬لكل‭ ‬الفرق‭ ‬

كل‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬ميلانو‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬صمت‭ ‬رهيب‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬ميلانو‭ ‬وكأن‭ ‬الموضوع‭ ‬لا‭ ‬يستدعي‭ ‬الحديث‭ ‬عنه‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬بسيط‭ ‬إلى‭ ‬الدرجة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تستعجل‭ ‬ذلك‭ .‬

إن‭ ‬ماحدث‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أيام‭ ‬ميلانو‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عبرة‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يهان‭ .‬

تابع‭ ‬كل‭ ‬الليبيين‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬ميلانو‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬انطلقت‭ ‬الرحلة‭ ‬وما‭ ‬قبلها‭ ‬من‭ ‬عراقيل‭ ‬ومنذ‭ ‬أن‭ ‬وطأت‭ ‬اقدام‭ ‬الليبيين‭ ‬ميلانو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬او‭ ‬استعدادات‭ ‬الفرق‭ ‬وما‭ ‬لها‭ ‬وما‭ ‬عليها‭ ‬وحظوظ‭ ‬الفرق‭ ‬في‭ ‬الفوز‭ ‬باللقب‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬التعريف‭ ‬بالمدينة‭ ‬الجميلة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬اغلب‭ ‬الليبيين‭ ‬السفر‭ ‬إليها‭  ‬المغرمين‭ ‬وغير‭ ‬المغرمين‭ ‬بكرة‭ ‬القدم‭ ‬وأكيد‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬عشاق‭ ‬إما‭ ‬‮«‬الميلان‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الانتر‮»‬،‭ ‬ولهم‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬مشاهده‭ ‬الأجواء‭ ‬في‭ ‬‮«‬ميلانو‮»‬‭ ‬الكل‭ ‬كان‭ ‬ينتظر‭ ‬الاخبار‭ ‬الجميلة‭ ‬والمناظر‭ ‬الزاهية‭ ‬والحوارات‭ ‬المفيدة‭ ‬إلا‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬ذهب‭ ‬أدراج‭ ‬الرياح‭ ‬أمام‭ ‬المشهد‭ ‬المأساوي‭ ‬الذي‭ ‬شاهدنا‭ ‬ليس‭ ‬عبر‭ ‬القنوات‭ ‬التى‭ ‬تتقن‭ ‬العمل‭ ‬بمقولة‭ )‬مثل‭ ‬ما‭ ‬بدو‭( ‬المختار‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬روائع‭ ‬الفنان‭ ‬دوري‭ ‬لحام‭ ‬والكاتب‭ ‬الكبير‭ ‬محمد‭ ‬الماغوط‭ ‬لا‭ ‬اعلم‭ ‬لماذا‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الصمت‭ ‬الذي‭ ‬يخيم‭ ‬على‭ ‬القنوات‭ ‬التى‭ ‬بعثت‭ ‬بجويشها‭ ‬إلى‭ ‬ميلانو‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬المتابعة‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬هناك‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى