
من ثقب الباب
هل بالإمكان أن نصنع حدثًا دون أن تكون له أسبابه ونتائجه؟ .. وهل يعقل أن يكون المال بديلاً عن كرامة الإنسان وسمعته ..؟.
دعونا نضع المؤتمر السنوي الأول للإعلام العربي الذي انعقد ببنغازي ضمن إحدى حلقات «بودكاست»، ولنبدأ باحترافية التنظيم، وبقيمة الحدث، واستثماره في صالح الإعلام الليبي .
أن يكون هناك مؤتمرٌ للإعلام العربي في بنغازي، أو طرابلس أو سبها .. هذا شيء له قيمة حتى وإن كنا محاطين باستحقاقات واحتياجات لا حصر لها ..
ولكن أن نشتري بهذا الحدث رصيدنا المالي دون رصيدنا الإعلامي فهذا شيء يدعو للأسف .
نحن نمتلك المال السائب شيء واضح للجميع، ولكنّنا نمتلك الإعلامي الواعد والاحترافي أيضًا ..
نمتلك قنوات لا حصر لها، وفنان له تاريخ ورصيد فوق خشبة المسرح وعلى شاشة التلفاز ..
نمتلك القيمة، القيم، والتاريخ الذي كان يفترض أن يكون شعارًا لهذا المؤتمر بدل الدولار المنهمر تمامًا كما في أفراح زواج المليشيات ..
غريب جدًا أن أرى الفنان الليبي، والصحفي، والكاتب، الأديب مجرد كمبارس يختزل هذا الحدث في التقاط صورة مع نكرة صبغتْ شعرها بالأصفر وهي لا تعي معنى ليبيا، وتاريخها المعرفي، والثقافي، والصحفي قبل أن ترى مفردة الإعلامي النَّور والظهور ..
لقد حظى الفنان والإعلامي الليبي بشرف الدعوة لهذا الحدث كما حظي بتخصيص غرفة مكتملة الوجبات في الوقت الذي كان فكره مشغولًا بالقيمة السوقية لـ)جورج قرداحي، ورزان( وبقية التشكيلة التي لم تفِ في حضورها بما غتنمتْ من مكافأة ..
في كل مواسمنا الثقافية، والصحفية، والفنية وفي كل حالاتنا نستثني جلد الذات الذي هو الأساسُ في تشخيص جسدنا المنهك من الفشل وتشويه قيمنا وحضورنا ورصيدنا ..
نحن نحتاج لفرض شخصيتنا بتاريخنا وليس بالدولار..!!
كونوا بخير