حوار

بين الشهرة والفلوس

عبدالسلام عبدالله

قبل‭ ‬كل‭ ‬شي‭ ‬لابد‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬ماتعنيه‭ ‬كلمة‭ )‬البلوقر‭) ‬أو‭ (‬البلوجر‭(‬والتي‭ ‬تعني‭ ‬في‭ ‬قاموس‭ ‬الويكبيديا‭ : ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يبتكر‭ ‬محتوى‭ ‬المدونة،‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬محتوى‭ ‬شخصي‭ ‬أو‭ ‬مهني‭. ‬كما‭ ‬يعتبر‭ ‬الشخص‭ ‬المدون‭ ‬مدوَناً‭ ‬محترفاً‭ ‬إذا‭ ‬توفرت‭ ‬فيه‭ ‬بعض‭ ‬الشروط،‭ ‬مثل‭: ‬التعليق‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬وعرض‭ ‬الخبرات‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الجمهور‭ ‬والزملاء‭ ‬المدونين‭ ‬وبناء‭ ‬علامات‭ ‬تجارية‭ ‬شخصية‭.‬

والبلوغر‭ ‬ترجع‭ ‬كما‭ ‬نقرأ‭ ‬تعريفاتها‭ ‬المنتشرة‭ ‬على‭ ‬الشبكة‮ ‬‭ ‬الي‮ ‬‭ ‬كلمة‭ ‬انكليزية‭ (‬Blogger‭) ‬ومعنى‭ ‬كلمة‭ ‬بلوغر‭ ‬بالعربي‭ ‬هو‭ ‬مدون‭ ‬وهي‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬دائماً‭ ‬أن‭ ‬تبدي‭ ‬اهتمامها‭ ‬بشيء‭ ‬ما‭ ‬وتحاول‭ ‬أن‭ ‬تظهر‭ ‬رأيها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬موضوع‭ ‬من‭ ‬الموضوعات‭ ‬وعادة‭ ‬تكون‭ ‬المدونات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬تتناول‭ ‬موضوعات‭ ‬معينة‭ ‬مثل‭ ‬السفر‭ ‬الأزياء‭. ‬

ويرى‭ ‬البحاث‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬النشاط‭ ‬أن‭ ‬الربح‭ ‬من‭ ‬بلوجر‭ ‬شيء‭ ‬غير‭ ‬ثابت‭ ‬بشكل‭ ‬شهري،‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تربح‭ ‬100‭ ‬دولار،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكسب‭ ‬عشرات‭ ‬الألاف‭ ‬من‭ ‬الدولارات،‭ ‬يعتمد‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬الدخول‭ ‬الي‭ ‬تعتمدها،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬واحدة‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬ونوع‭ ‬الجمهور‭ ‬المستهدف‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الأخرى‭. ‬

شعور‭ ‬بالأهمية‭ ‬

يقدم‭ ‬الصحفي‭ ‬حمزة‭ ‬جبودة‭ ‬ملمحا‭ ‬لما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفعله‭ ‬الميديا‭ ‬في‭ ‬الجمهور‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬البلوقر‭ ‬بتوصيفه‭ ‬قائلا‭ ‬

‭(‬الشُّهرة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬سوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬لا‭ ‬تهتم‭ ‬بالمثاليات،‭ ‬أو‭ ‬المباديء‭ ‬الأخلاقية،‭ ‬ولا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بهذا‭ ‬جيد‭ ‬وهذا‭ ‬سيء،‭ ‬الشُّهرة‭ ‬على‭ ‬سوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬مرتبطة‭ ‬بإثارة‭ ‬الجدل‭ ‬ولا‭ ‬يهم‭ ‬الكيفية،‭ ‬تملك‭ ‬مواهب‭ ‬ومعلومات‭ ‬علمية‭ ‬أو‭ ‬فكرية،‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تماك‭ ‬شيء‭.. ‬عدم‭ ‬امتلاكك‭ ‬لأي‭ ‬شيء،‭ ‬لن‭ ‬يُعرقل‭ ‬شُهرتك،‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬تصرخ‭ ‬على‭ ‬الكاميرا،‭ ‬أو‭ ‬شتم‭ ‬أحدهم‭.. ‬أو‭ ‬فتح‭ ‬حوار‭ ‬على‭ ‬منصتك‭ ‬عبر‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬حول‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يدعو‭ ‬للجدل‭ ‬أو‭ ‬الغضب‭.. ‬ولا‭ ‬يهم‭ ‬أن‭ ‬يشتموك‭ ‬أو‭ ‬يتهموك‭ ‬بالتفاهة،‭ ‬لا‭ ‬يهم‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تكريمك‭ ‬أو‭ ‬احترامك،‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬لم‭ ‬يعُد‭ ‬لها‭ ‬موقع‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ “‬الإعلام‭ ‬الرقمي‭” ‬المعتمد‭ ‬أساسًا‭ ‬على‭ ‬كل

حدث‭ ‬ان‭ ‬وجهنا‮ ‬‭ ‬سؤال‭ ‬الي‭ ‬احد‭ (‬البلوقرات‭) ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اثارت‭ ‬ضجة‭ ‬في‭ ‬ظهور‭ ‬مثير‭ ‬للجدل‭ ‬أمام‭ ‬إحدى‭ ‬المناطق‭ ‬الأثرية‭ ‬بمصر،‭ ‬عن‭ ‬مغزى‭ ‬دخولها‭ ‬لعالم‭ (‬البلوقر‭) ‬مجيبة‭ ‬بسبب‭ ‬رغبتها‭ ‬في‭ ‬الشهرة‭.‬

واضافت‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يمنحها‭ ‬نفوذا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭. ‬ويمنحها‭ ‬الشعور‭ ‬بالأهمية‭.‬

ولكن‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬مربط‭ ‬الفرس؟‭ ‬كيف‭ ‬يصبح‭ ‬الظهور‭ ‬لأجل‭ ‬الظهور‭ ‬وحسب‭. ‬هناك‭ ‬نزعة‭ ‬أخرى‭ ‬لجني‭ ‬هذه‭ ‬الميزة‭ (‬المال‭) ‬أو‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬أبعد‭ ‬وهي‭ ‬توجيه‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬اقطاب‭ ‬المال‭ ‬أو‭ ‬لفت‭ ‬انتباه‭ ‬المجتمع‭ ‬الي‭ ‬ظاهرة‭ ‬أخرى‭ ‬عبر‭ ‬الظاهرة‭ ‬الأم‭.‬

ترى‭ ‬الدكتورة‭ ‬نجلاء‭ ‬محمد‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬البلوقرات‭ ‬صحيح‭ ‬لهن‭ ‬شغف‭ ‬البروز‭ ‬والشهرة‭ ‬لكنهن‭ ‬يطمحن‭ ‬للاستفادة‭ ‬منها‭ ‬فاللاتي‭ ‬يظهرن‭ ‬أمام‭ ‬الكوافيرا‭ ‬و‭ ‬السوبرماركت‭ ‬والمطاعم‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬بحياة‭ ‬الناس‭ ‬أو‭ ‬عاداتهم،‭ ‬بالتأكيد‭ ‬يضعن‭ ‬علي‭ ‬رأس‭ ‬أولوياتهن‭ ‬المكسب‭ ‬او‭ ‬المقابل‭ ‬نظير‭ ‬الجهد‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرهن‭.‬

وتعلق‭ ‬الكاتبة‭ ‬نرز‭ ‬البصير‭ ‬بالقول‭ :(‬حاجة‭ ‬كويسة‭ ‬لما‭ ‬يكون‭ ‬المحتوى‭ ‬هادف‭ ‬مش‭ ‬تافه‭ ‬ويستفادو‭ ‬منه‭ ‬المتابعين‭ ‬

او‭ ‬يمكن‭ ‬للبلوڨر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وسيلة‭ ‬فعالة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الآراء،‭ ‬و‭ ‬مشاركة‭ ‬التجارب‭ ‬الشخصية،‮  ‬‭ ‬او‭ ‬يمنح‭ ‬الفرصة‭ ‬للمستخدمين‭ ‬للربح‭ ‬من‭ ‬محتواهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإعلانات‭ ‬والتسويق‭). ‬

ولكن‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتجه‭ ‬صناعة‭ ‬المحتوى‭ ‬الي‭ ‬شئ‭ ‬هادف؟‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬او‭ ‬عكسه‭ ‬تنتجه‭ ‬العلاقة‭ ‬المتشابكة‭ ‬بين‭ ‬المجتمع‭ ‬والمعلن‭ ‬وصاحب‭ ‬رأس‭ ‬المال،‭ ‬وسيكون‭ ‬من‭ ‬المفيد‭ ‬إشراك‭ ‬صيغة‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الجمهور‭ ‬كعنصر‭ ‬محفز‭ ‬للموضوع‭ ‬اي‭ ‬ظهور‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الاعلان‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬الترويج‭ ‬الشعبي‭ ‬للفكرة،‭ ‬شرط‭ ‬الا‭ ‬تكون‭ ‬المادة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬الجدية‭ ‬ولها‭ ‬تزكية‭ ‬فعلية‭ ‬لا‭ ‬وهمية‭. ‬

يفسر‭ ‬الكثيرون‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬الإعلانات‮ ‬‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬نتيجة‭ ‬حتمية‭ ‬للصراع‭ ‬بين‭ ‬الفكرة‭ ‬والنتيجة،‭ ‬أي‭ ‬كيف‭ ‬ننتج‭ ‬أفكارا‭ ‬لها‭ ‬مردود‭ ‬مادي‭ ‬وبالتالي‭ ‬يمكن‭ ‬ترجمتها‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬مشروع‭ ‬ربحي‭ ‬معين،‭ ‬ولنقل‭ ‬قابل‭ ‬للتطبيق‭. ‬هذا‭ ‬يذكرنا‭ ‬بمطالبات‭ ‬المخرجين‭ ‬لكتاب‭ ‬السيناريو‭ ‬ان‭ ‬يكتبوا‭ ‬لهم‭ ‬أعمالا‭ ‬يمكن‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مسلسلات،‭ ‬فافضل‭ ‬السيناريوهات‭ ‬الجامعة‭ ‬بين‭ ‬قوة‭ ‬الفكرة‭ ‬وإمكانية‭ ‬التطبيق‭ ‬والذي‭ ‬يعني‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬الموضوع‭ ‬ومعطياته،‭ ‬ولاغرابة‭ ‬في‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المقاربة‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬الفعل‭ ‬ورد‭ ‬الفعل‭. ‬ارمي‭ ‬حجرا‭ ‬واسمع‭ ‬صوتا‭.‬

ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬ترصد‭ ‬أخصائية‭ ‬نفسية‭ ‬سلوك‭ ‬الفتيات‮ ‬‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تصرفات‭ ‬البلوقر‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى