الاولى

بين النقد والمجاملة .. انعدام الاستمراريــة «عقدة» المشكلة الفنية

‬فاطمة‭ ‬سالم‭ ‬عبيد‭ ‬

استكمالا‭ ‬لرؤيتنا‭ ‬عن‭ ‬المشالكل‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬حائلاً‭ ‬أمام‭ ‬استمرار‭ ‬الحركة‭ ‬الفنية‭ ‬وحيويتها‭ ‬نتوقف‭ ‬عند‭ ‬آراء‭ ‬بعض‭ ‬الكتاب‭ ‬والإعلاميين‭ ‬ووجهة‭ ‬نظرهم‭ ‬بالخصوصالبداية‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ‬الكاتب‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الزني‭ ‬الذي‭ ‬شاركنا‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬والاستمرارية‭  ‬قائلاً‭ : ‬الاستمرارية‭  ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإبداع‭ ‬أساس‭ ‬مهم،‭  ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬الكثير‭ .. ‬الاستمرارية‭  ‬أساس‭ ‬لكل‭ ‬شيء‭ ‬نتوجه‭ ‬إليه‭ ‬كي‭ ‬يثمر‭  ‬و‭ ‬إلا‭ ‬سيقف‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬معين‭ .. ‬العمل‭ ‬المسرحي‭  ‬كثقافة‭ ‬مستجلبة‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬الحدود،‭ ‬ولأنه‭ ‬كذلك‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬استمرارية‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬و‭ ‬قد‭ ‬مّر‭ ‬على‭ ‬استنباته‭ ‬عندنا،‭  ‬عقود‭ ‬عدة‭  ‬وأصبح‭ ‬بيننا‭  ‬الكاتب‭ ‬والممثل‭ ‬و‭ ‬المخرج،‭ ‬و‭ ‬باقي‭ ‬عناصر‭ ‬التكوين‭   ‬أقيمت‭ ‬المهرجانات،‭ ‬وتحت‭ ‬عناوين‭ ‬شتى‭. ‬كم‭ ‬تجاوز‭ ‬عددها‭ ‬؟،‭ ‬لو‭ ‬قام‭ ‬‮«‬شاطر‮»‬‭ ‬بعملية‭ ‬حسابية‭ ‬لربما‭ ‬اتضح‭ ‬لنا‭  ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭  ‬تقام‭ ‬كل‭ ‬خمس،‭ ‬أو‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬مرة،‭ ‬وهي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تضطلع‭ ‬بها‭  ‬‮«‬الحكومة‮»‬‭  ‬بعد‭ ‬هذ‭ ‬العمل‭ ‬المسرحي‭ ‬وكان‭ ‬منهم‭ ‬مجهودات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬وكانت‭ ‬العروض‭ ‬تتولاها‭ ‬فرق‭ ‬خاصة،‭ ‬أحب‭ ‬المنتسبون‭ ‬إليها‭ ..‬

العمل‭ ‬المسرحي‭ ‬وكان‭ ‬منهم‭ ‬مجهودات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬و‭ ‬وفقوا‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬عروض‭ ‬ناجحة‭ ‬لقيت‭ ‬إقبالاً‭ ‬كبيراً‭ ‬و‭ ‬صُفق‭ ‬لها‭ ‬طويلاً‭ ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬و‭ ‬لأسباب‭ ‬عدة،‭ ‬يعقب‭  ‬العمل‭ ‬والذي‭ ‬قد‭ ‬يعرض‭ ‬ليلية‭ ‬واحدة،‭ ‬أو‭ ‬بضعة‭ ‬ليالٍ،‭ ‬بعدد‭  ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬محدود‭ ‬من‭ ‬المشاهدين،‭ ‬أمد‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬الركود‭ ‬وهذا‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬المقر‭ ‬اللائق‭ ‬،غياب‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬تسرب‭ ‬الأعضاء،‭ ‬انتفاء‭ ‬مساندة‭ ‬حقيقية‭ ‬من‭ ‬المشاهد‭ ‬حين‭ ‬وجوده‭ ‬غياب‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬ويترتب‭ ‬على‭ ‬هذا‭  ‬نتائج‭ ‬سلبية‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬ضِعف‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الفن‭ ‬المسرحي،‭ ‬والمشاهد‭ ‬أو‭ ‬انتفائها،‭ ‬ندرًا‭ ‬ما‭ ‬يكتب‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬و‭ ‬المجلات‭ ‬عن‭  ‬المسرح،‭ ‬وبالتالي‭ ‬انتفاء،‭ ‬أو‭ ‬ندرة‭ ‬الدراسة‭ ‬النقدية‭ ‬الواعية‭  ‬للعمل‭ ‬المسرحي،‭ ‬وعناصره؛‭ ‬فغياب‭ ‬الاستمرارية‭ ‬كما‭ ‬أتضح‭ ‬تنعكس‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬المجال‭ ‬المسرحي‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ …          

من‭ ‬المعروف‭ ‬ندرة‭ ‬وجود‭ ‬النص‭ ‬المسرحي‭ ‬متكامل‭ ‬الأركان‭  ‬وندرة‭ ‬الدراسات‭ ‬النقدية‭ ‬الواعية‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية‭ ‬بالنقد‭  ‬والتحليل‭ ‬والحال‭ ‬عندنا‭ ‬وكون‭ ‬العمل‭ ‬المسرحي‭ ‬نشاطاً‭ ‬تتعامل‭ ‬معه‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬بحذر‭ ‬وربما‭ ‬رحبت‭ ‬بغياب‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬يرافقه‭ ‬عادة‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬ومنغصات‭ ‬هي‭ ‬مَجْلبة‭ ‬للقلق‭ ‬والتوتر؛‭ ‬فكانت‭ ‬الندرة‭ ‬ويلاحظها‭ ‬حتى‭ ‬غير‭ ‬المتتبع،‭  ‬ملازمة‭  ‬للنشاط‭ ‬المسرحي‭ ‬منذ‭ ‬بدايته‭ ‬حتي‭ ‬اللحظة‭ ‬وشملت‭ ‬هذه‭ ‬الندرة‭ ‬بسلبيتها‭  ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬عناصر‭ ‬العمل‭ ‬المسرحي‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬ينفي‭  ‬وجود‭ ‬من‭ ‬تناولوا‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية‭  ‬بالدراسة‭ ‬والتحليل‭ ‬موضحين‭ ‬ما‭ ‬يتصل‭  ‬بالمعالجة‭ .‬

‭ ‬الدرامية‭ ‬والبناء‭ ‬الفني‭  ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إيضاح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬المتصلة‭ ‬بالعرض‭ ‬المسرحي‭ ‬مركزين‭ ‬على‭ ‬النص‭.                     

و‭ ‬قد‭ ‬نجد‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬رأى‭ ‬ضرورة‭ ‬توضيحه‭  ‬فيما‭ ‬يصل‭ ‬بوجهة‭ ‬نظره‭ ‬ونرى‭ ‬هذا‭ ‬عند‭ ‬الكاتب‭ ‬الأستاذ‭ ‬البوصيري‭ ‬عبد‭ ‬الله‭  ‬إذا‭ ‬تولى‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭  ‬نصه‭ ‬‭)‬تحولات‭( ‬التي‭ ‬نشرها‭  ‬مؤخراً،‭ ‬في‭ ‬كتاب‭  ‬ضم‭ ‬ثلاثة‭ ‬نصوص‭ ‬مسرحية‭ ‬على‭ ‬نفقته‭ ‬الخاصة‭ .. ‬و‭ ‬ايجابية‭ ‬هذا‭  ‬الذي‭ ‬اخذ‭ ‬به‭  ‬الأستاذ‭  ‬البوصيري‭  ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الأخذ‭ ‬بيد‭ ‬القارئ‭ ‬نحو‭ ‬الوجهة‭ ‬الصحيحة،‭ ‬لاستيعاب‭ ‬النص،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬للقارئ‭ ‬أن‭ ‬يُكوّنَ‭ ‬رأياً‭ ‬خاصاً‭ ‬به‭ ‬إذ‭ ‬ليس‭ ‬ما‭ ‬يمنعه‭  ‬وهذا‭ ‬أقصد‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬الأستاذ‭ ‬البصيري‭ ‬كان‭ ‬مثمراً‭ ‬وأفادني‭ ‬كقارئ‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ .‬

  ‬وكذلك‭  ‬كان‭ ‬معنا‭ ‬الكاتب‭ ‬والقاص‭ ‬والمهتم‭ ‬بكتابة‭ ‬السيناريو‭ ‬أمين‭ ‬بورواق‭ ‬شاركنا‭ ‬قائلاً‭ :‬

موضوع‭ ‬النقد‭ ‬الفني‭ ‬هو‭ ‬نظرة‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬ما‭ ‬ليبدي‭ ‬رأيه‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تخصصه‭  ‬لظهر‭ ‬لنا‭ ‬الجيد‭ ‬والرديء،‭ ‬فما‭ ‬تم‭ ‬انتقاده‭ ‬إبدا‭ ‬الرأي‭ ‬فيه،‭ ‬والمشكلة‭ ‬التي‭ ‬نعاني‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬وفي‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬و‭ ‬استسهال‭ ‬النقد‭ ‬الذي‭ ‬تلاعب‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬شاء‭ ‬من‭ ‬أنصاف‭ ‬أو‭ ‬أرباع‭ ‬المثقفين‭ ‬وصار‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬موضوع‭ ‬أهوائهم‭ ‬ومولهم‭   ‬كما‭ ‬نجد‭ ‬المواطن‭ ‬العادي‭  ‬يبدي‭ ‬رأيه‭ ‬ونقده‭ ‬دون‭ ‬خجل‭ ‬في‭  ‬بعض‭ ‬مثل‭ ‬الأمور‭ ‬الدقيٌقة‭ ‬كالهندسة‭ ‬والطب‭ …‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬المجال‭ ‬الفني‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬العدد‭ ‬الكافي‭ ‬من‭ ‬يستحقون‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليهم‭ ‬نقادًا؛‭ ‬فأغلبهم‭ ‬متابعين‭ ‬للوسط‭ ‬الفني‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬مسرحًا‭ ‬أم‭ ‬تلفزيونًا‭ ‬أم‭ ‬موسيقى‭ ‬أم‭ ‬كتابة‭  ‬ليبدي‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬آراءه‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬ما‭ ‬بحكم‭ ‬خبرة‭ ‬متابعته‭ ‬لهذه‭ ‬الفنون‭.‬

النقاد‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬قلة،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمتخصصين‭  ‬الغالبية‭ ‬تجدهم‭ ‬مستبعدين‭ ‬عن‭ ‬مهرجاناتنا‭ ‬ومسارحنا‭ ‬واحتفالنا‭ ‬لأنهم‭ ‬بحكم‭ ‬تخصصهم‭  ‬انتقادات‭ ‬لا‭ ‬تروق‭ ‬لهم‭ ‬لأنها‭ ‬تظهر‭ ‬عيوبهم‭ ‬يريدون‭ ‬من‭ ‬يجاملهم‭ ‬،‭ ‬ليعلن‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬المهرجان‭ ‬ناجح‭  ‬وتلك‭ ‬المسرحية‭ ‬عظيمة‭ ‬والمطرب‭ ‬الفلان‭ ‬كان‭ ‬يصدح‭ ‬بصوت‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الجمال‭ ‬نقد‭  ‬بناء‭ ‬ونقد‭ ‬هّدام‭  ‬وهذا‭ ‬رأي‭ ‬شخصي‭ ‬قد‭ ‬يخالفني‭ ‬فيه‭ ‬الكثيرون‭ ‬كذلك‭ ‬أنا‭ ‬عندي‭ ‬رأي‭ ‬حول‭ ‬كلمة‭ )‬نقد‭(  ‬فالنقد‭ ‬نقد‭ ‬سواء‭ ‬أظهر‭ ‬ايجابيات‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬سلبياته‭  ‬المهم‭ ‬أنه‭ ‬سلط‭ ‬الضوء‭ ‬وحلل‭ ‬العمل‭ ‬وأظهر‭ ‬جميع‭ ‬ما‭ ‬فيه‭  ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬وثقافتنا‭ ‬البائسة‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الشخصنة‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬من‭  ‬يظهر‭ ‬سلبيات‭…  ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬نتهمه‭ ‬بأنه‭ ‬تطاول‭ ‬وهاجم‭ ‬العمل،‭ ‬و‭ ‬نيظر‭ ‬إليه‭ ‬وكأنه‭ ‬عدو‭  ‬يحاول‭ ‬إفشال‭ ‬العمل‭ ‬ومحاولة‭ ‬زعزعة‭ ‬نجاحه‭ .‬

صحيح‭ ‬لا‭ ‬نسمح‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬بأن‭ ‬ينتقد‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬متخصصاً‭  ‬لذا‭ ‬إذا‭ ‬كنا‭ ‬نريد‭ ‬نقدا‭ ‬تحركه‭ ‬ولا‭ ‬تؤثر‭ ‬فيه‭ ‬العاطفة‭ ‬والمجاملة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يحركه‭ ‬العقل‭ ‬والمنطق‭  ‬أعلم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬صعب‭ ‬قدر‭ ‬ما‭ ‬يحركه‭ ‬العقل‭ ‬والمنطق‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬،‭ ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬استمر‭ ‬فستكون‭ ‬له‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬الأيام‭  . ‬

النقد‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬المجالين‭ ‬الأدبي‭ ‬والفني‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬ضعيف،‭  ‬ونعاني‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬النقاد‭ ‬المختصين،‭  ‬وهو‭ ‬قليل‭ ‬بشكل‭ ‬اكبر‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الفني‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬قراءات‭ ‬نقدية‭ ‬في‭ ‬القصص‭ ‬والروايات،‭  ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬نجد‭ ‬نقدا‭ ‬فنيا‭ ‬لعمل‭ ‬غنائي،‭ ‬أو‭ ‬مسلسل‭ ‬أو‭ ‬مسرحية‭.‬

وهو‭ ‬نادر‭ ‬جدًا‭ ‬في‭ ‬الفنون‭ ‬التشكيلية‭ .‬

‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬الأدبية‭ ‬كان‭ ‬معنا‭ ‬الأستاذ‭ ‬مفتاح‭ ‬قناو‭ ‬الذي‭ ‬شاركنا‭ ‬الحديث‭ ‬قائلاً‭ :‬

أهم‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬النقد‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وكان‭ ‬مواكبًا‭ ‬لظهور‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬الجديدة‭ ‬الكاتب‭ ‬المرحوم‭ ‬سليمان‭ ‬كشلاف‭ ‬والكاتب‭ ‬المرحوم‭ ‬محمد‭ ‬أحمد‭ ‬الزوي،‭  ‬والكاتب‭ ‬الأستاذ‭ ‬أحمد‭ ‬عزيز،‭ ‬والمرحوم‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬هويدي‭ ‬وهؤلاء‭ ‬كتبوا‭ ‬نقدًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬موازيًا‭ ‬للأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬عاصروها‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬والموسيقى‭ ‬وباقي‭ ‬الفنون‭.‬

حاليا‭ ‬الإنتاج‭ ‬الفني‭ ‬ضعيف‭ ‬جدًا،‭  ‬نتيجة‭ ‬التوقف‭ ‬النهائي‭ ‬للمسرح‭ ‬وتوقف‭ ‬قسم‭ ‬الموسيقى‭ ‬بالإذاعة‭ ‬الوطنية‭ ‬عن‭ ‬إنتاج‭ ‬الأعمال‭ ‬الجديدة‭ ‬،‭ ‬واقتصار‭ ‬الإنتاج‭ ‬الفني‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المسلسلات‭ ‬الرمضانية‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬اغلبها‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬البناء‭ ‬الدرامي‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬ضعف‭ ‬الإنتاج‭ ‬الفني‭ ‬التلفزيوني‭ ‬وانعدام‭ ‬الإنتاج‭ ‬الغنائي‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬استثنينا‭ ‬غناء‭ ‬فرق‭ ‬الاعراس‭ ‬الشعبية‮»‬‭ ‬وتوقف‭ ‬عمل‭ ‬المسرح‭ ‬،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬تعطي‭ ‬نتيجة‭ ‬واحدة‭ ‬هي‭ ‬توقف‭ ‬النقد‭ ‬الفني،‭ ‬لأن‭ ‬النقد‭ ‬الفني‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يواكب‭ ‬حركة‭ ‬فنية‭ ‬مزدهرة،‭  ‬غير‭ ‬متوقفة‭. ‬

كما‭ ‬شاركنا‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬النقد‭ ‬الفني‭ ‬معنا‭ ‬الكاتب‭ ‬والاديب‭ ‬يوسف‭ ‬الفاندي‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬بكل‭ ‬توضيح‭ ‬وتفسير‭ ‬كيف‭ ‬انه‭ ‬يعد‭ ‬ركنًا‭ ‬اساسيًا‭ ‬وقال‭ : ‬

‭ ‬يعد‭ ‬النقد‭ ‬ركناً‭ ‬أساسياً‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬الإبداعية‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأجناس‭ ‬الأدبية،‭ ‬أو‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬المسموعة،‭ ‬والمرئية‭ ‬لأنه‭ ‬يمثل‭ ‬الجانب‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬قراءتها‭ ‬وتحليلها‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬النقد‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬التطوير‭ ‬والتوجيه‭ ‬معاً‭ ‬لموضوع‭ ‬النص‭ ‬الفني،‭ ‬وكذلك‭ ‬لأداء‭ ‬وحركة‭ ‬الفنانين‭ ‬ورؤية‭ ‬المخرج‭ ‬لنقل‭ ‬النص‭ ‬المكتوب‭ ‬إلى‭ ‬مشاهد‭ ‬سمعية‭ ‬وبصرية‭ ‬تتطعم‭ ‬بالموسيقى‭ ‬والمؤثرات‭ ‬الفنية‭ ‬الأخرى‭ ..  ‬وفي‭ ‬ليبيا‭ ‬ظهر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النقاد‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الفني‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للأعمال‭ ‬المسرحية‭ ‬مثل‭ ‬سليمان‭ ‬كشلاف،‭ ‬والراحل‭ ‬الاستاذ‭ ‬عبدالله‭ ‬هويدي،‭ ‬والبوصيري‭ ‬عبدالله،‭ ‬ومنصور‭ ‬بوشناف،‭ ‬وفي‭ ‬الأشرطة‭ ‬السينمائية‭ ‬مثل‭ ‬رمضان‭ ‬سليم،‭ ‬ولؤي‭ ‬بوغرارة‭ ‬رغم‭ ‬ندرة‭ ‬الانتاج‭ ‬السينمائي‭ ‬الليبي‭.. ‬لا‭ ‬شك‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬غزارة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الفني‭ ‬العربي‭ ‬فقد‭ ‬تمكن‭ ‬النقد‭ ‬من‭ ‬الحضور‭ ‬الدائم‭ ‬وخلق‭ ‬جسر‭ ‬تفاعلي‭ ‬مع‭ ‬النص‭ ‬والجمهور،‭ ‬وذلك‭ ‬للارتباط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬النقد‭ ‬وإنتاج‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬الإذاعية‭ ‬والمسرحية‭ ‬والسينمائية،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬ظلت‭ ‬العملية‭ ‬الانتاجية‭ ‬تتسم‭ ‬بالندرة‭ ‬والقلة‭ ‬وكذلك‭ ‬بالموسمية‭ ‬الزمنية‭ ‬سواء‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمهرجانات‭ ‬المسرحية‭ ‬والموسيقية‭ ‬أو‭ ‬البرامج‭ ‬الرمضانية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬قلة‭ ‬الانتاج‭ ‬الفني‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬قلة‭ ‬النقد‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬غيابه‭ ‬كلياً،‭ ‬وعدم‭ ‬ترسيخ‭ ‬حضوره‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نرصده‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الفني‭ ‬الليبي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬خسارة‭ ‬كبيرة‭ ‬لجميع‭ ‬الأطراف‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬انتاج‭ ‬العملية‭ ‬الابداعية‭ ‬الفنية‭.‬

ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬المهرجانات‭ ‬الفنية‭ ‬المدرسية‭ ‬والجامعية‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬الموسيقية‭ ‬أو‭ ‬المسرحية‭ ‬أو‭ ‬الفنية‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبياً‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬جداً‭ ‬على‭ ‬مضامين‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬بها‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬النقود‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تصاحبها‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬توجيهها‭ ‬وتطويرها‭ ‬وإبراز‭ ‬جمالياتها‭ ‬وسلبياتها‭. ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬النقد‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬حاضراً‭ ‬إلا‭ ‬بعودة‭ ‬هذه‭ ‬المهرجانات‭ ‬الفنية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬الأعمال‭ ‬المختلفة‭ ‬سواء‭ ‬الإذاعية‭ ‬المسموعة‭ ‬أو‭ ‬المرئية‭ ‬التلفزيونية‭ ‬أو‭ ‬المسرحية‭ ‬أو‭ ‬السينمائية‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬لتدريب‭ ‬الكتاب‭ ‬على‭ ‬المناهج‭ ‬النقدية‭ ‬وكيفية‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الأعمال‭ ‬ونقدها‭ ‬بشكل‭ ‬فني‭ ‬مدروس‭ ‬ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬القراءات‭ ‬الانطباعية‭ ‬التي‭ ‬تتسم‭ ‬غالباً‭ ‬بالمجاملة‭ ‬والمحاباة‭.‬

‭- ‬ومن‭ ‬الفنانين‭ ‬شاركنا‭ ‬الفنان‭ ‬القدير‭ ‬الهادي‭ ‬البكوش‭ ‬برأيه‭ ‬وكيف‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أساسيات‭ ‬تطور‭ ‬الدراما‭ ‬قائلا‭ :  

بالعكس‭ ‬هذا‭ ‬موضوع‭ ‬مهم‭ ‬ويخدم‭ ‬صناعة‭ ‬الدراما؛‭ ‬النقد‭ ‬الفني‭ ‬من‭ ‬أساسيات‭ ‬تطور‭ ‬صناعة‭ ‬الدراما‭ ‬ونحن‭ ‬محتاجون‭ ‬كثيرًا‭ ‬للنقد‭ ‬البناء‭ ‬الذي‭ ‬يخدم‭ ‬العمل‭ ‬الدرامي‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬نقاد‭ ‬بالمعنى‭ ‬الحقيقي‭ ‬للنقد‭ .. ‬وربما‭ ‬الموجود‭ ‬هو‭ ‬انتقاد‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬انه‭ ‬نقد‭ ‬النقد‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الخبرة‭ ‬وقراءة‭ ‬مستفيدة‭ ‬للعمل‭ ‬الدرامي‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ابعاده‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬اركانه‭ ‬الثلاثة‭ :‬

النص‭ ‬والإخراج‭ ‬والإنتاج‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬عناصر‭ ‬الانتاج‭ ‬من‭ ‬ممثلين‭ ‬وفنيين‭ ‬تقنيين‭  ‬إلى‭ ‬مستلزمات‭ ‬العمل‭ ‬الدرامي‭ ‬من‭ ‬اوكيشن‭ ‬وديكورات‭ ‬وملابس‭ ‬واكسسوارات‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬مهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬للنقد‭ ‬الفني‭ ‬ومدى‭ ‬المامه‭ ‬به‭ ‬بينما‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬ليس‭ ‬بالنقد‭ ‬الصحيح‭  ‬هناك‭ ‬نوعان‭ ‬من‭ ‬النقد‭ ‬الآن‭.. ‬منهم‭ ‬من‭ ‬ينتقد‭ ‬بحسب‭ ‬معرفته‭ ‬وتخصصه‭ ‬كان‭ ‬ينتقد‭ ‬كاتب‭ ‬و‭ ‬كاتب‭ ‬اخر‭ ‬او‭ ‬ممثل‭ ‬ينتقد‭ ‬زميله‭ ‬او‭ ‬مخرج‭ ‬ينتقد‭ ‬مخرجًا‭ ‬وهنا‭ ‬يكون‭ ‬النقد‭ ‬اما‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬فعلا‭ ‬يتناول‭ ‬المنتقد‭ ‬لمعرفة‭ ‬الناقد‭ ‬بهذه‭ ‬المهمة‭ ‬او‭ ‬يكون‭ ‬مجادلة‭ ‬لإثبات‭ ‬بأنه‭ ‬الأفضل‭ ‬لو‭ ‬حل‭ ‬محله‭ ‬او‭ ‬تدخل‭ ‬أمور‭ ‬أخرى‭ ‬كالغيرة‭ ‬والحقد‭ ‬والهوية‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬نقدًا‭ ‬بل‭ ‬انتقاد‭ ‬هدام‭ ‬عموما‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لنقاد‭ ‬مثل‭ ‬احمد‭ ‬عزيز‭ ‬ولؤي‭ ‬ابوغرارة‭ ‬وغيرهما‭ ‬ممن‭ ‬ابتعدوا‭ ‬عن‭ ‬المجال‭.‬

الحركة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬أن‭ ‬تنجب‭ ‬ناقدًا‭ ‬متخصصًا‭ ‬وهذه‭ ‬دعوة‭ ‬للشباب‭ ‬أن‭ ‬يحاولون‭ ‬دراسة‭ ‬منهجية‭ ‬النقد‭.‬

شكرًا‭ ‬للصحيفة‭ ‬على‭ ‬تناولها‭ ‬لهذا‭ ‬الموضوع‭ ‬المهم‭  ‬نحن‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬برز‭ ‬بعض‭ ‬المخرجين‭ ‬الشباب‭ ‬وبعض‭ ‬الممثلين‭ ‬الشباب‭ ‬وبعض‭ ‬التقنيين‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬استطاعوا‭ ‬ان‭ ‬يثبتوا‭ ‬مقدرتهم‭ ‬وتفوقهم‭ ‬ولكننا‭ ‬محتاجون‭ ‬لعناصر‭ ‬أخرى‭ ‬مهمة‭ ‬للرفع‭ ‬بالحركة‭ ‬الفنية‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬نفتقدها‭ ‬الآن‭ ‬ومنهم‭ ‬الناقد‭ ‬المتخصص‭ ‬وايضا‭ ‬نحتاج‭ ‬للمنتج‭ ‬الفني‭ ‬المتخصص‭ ‬ومشرف‭ ‬عام‭ ‬الانتاج‭ ‬المتخصص‭ ‬ومديري‭ ‬الانتاج‭ ‬المتخصصين‭ ‬حتى‭ ‬تكتمل‭ ‬حلقة‭ ‬صناعة‭ ‬الدراما‭ ‬الحقيقية‭.. ‬شكرا‭ ‬لكل‭ ‬الشباب‭ ‬الصادقين‭ ‬والمميزين‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الدراما‭ ‬بليبيا‭ ‬الحبيبة‭ 

وشكرا‭ ‬لكل‭ ‬قلم‭ ‬صادق‭ ‬وصحفي‭ ‬مجتهد‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭  .‬

‭ – ‬وشارك‭ ‬الاعلامي‭ ‬القدير‭ ‬أستاذ‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬شعماش‭ ‬قائلا‭ :‬

‭ ‬النقد‭ ‬الادبي‭ ‬هو‭ ‬تذوق‭ ‬الفن‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭  ‬بمعنى‭  ‬أن‭ ‬الناقد‭ ‬يرى‭ ‬العمل‭  ‬الفني‭ ‬رؤية‭ ‬صحيحه‭ ‬بحيث‭ ‬يفسره‭ ‬للمتلقي‭ ‬ويكشف‭ ‬له‭ ‬مضامينه‭ ‬الجميلة‭ ‬باعتباره‭ ‬قراءة‭ ‬وتحليلًا‭ ‬شاملًا‭  ‬للعمل‭ ‬الفني‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جوانبه‭ ‬

النقد‭ ‬الأدبي‭ ‬هو‭ ‬دراسة‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬العمل‭ ‬والتصميم‭ ‬والأسلوب‭ ‬ويكتبه‭ ‬الناقد‭ ‬ويقرأه‭ ‬الفنان‭ ‬كما‭ ‬يقرأه‭ ‬القارئ‭ ‬العادي‭ ‬وقد‭ ‬يصل‭ ‬هذا‭ ‬النقد‭ ‬بين‭ ‬الفنان‭ ‬والناقد‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الخلاف‭ ‬بسبب‭ ‬تضارب‭ ‬الآراء‭ ‬بعدم‭ ‬رضى‭ ‬الناقد‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬رضى‭ ‬الفنان‭ ‬على‭ ‬رأي‭ ‬الناقد‭ ‬وهذا‭ ‬يقودنا‭ ‬إلى‭ ‬مقارنة‭ ‬بين‭ ‬النقد‭ ‬في‭ ‬القدم‭ ‬والنقد‭ ‬الآن‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬النقد‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬متمركزًا‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الصحافة‭ ‬والاعلام‭ ‬صحبة‭ ‬متخصصين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬أما‭ ‬الان‭ ‬فنجد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النقاد‭ ‬الذين‭ ‬يمتهنون‭ ‬هذه‭ ‬الصفة‭ ‬فقط‭ ‬لأنهم‭ ‬يتمتعون‭ ‬بميزة‭ ‬الجرأة‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬وحفظهم‭ ‬لبعض‭ ‬المفردات‭ ‬الصحفية‭ ‬والاعلامية‭ ‬والفنية‭ ‬مع‭ ‬كامل‭ ‬احترامنا‭ ‬لأصحاب‭ ‬المهنة‭ ‬الحقيقين‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬الفن‭ ‬الحقيقي‭ ‬لما‭ ‬يصحبه‭ ‬من‭ ‬إحباط‭ ‬للفنان‭ ‬عندما‭ ‬يعطى‭ ‬الشيء‭ ‬لغير‭ ‬أهله‭.‬

‭ ‬‭- ‬وكذلك‭ ‬شاركنا‭ ‬برأيه‭ ‬الفنان‭ ‬القدير‭ ‬رمضان‭  ‬كازوز‭  ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬الموضوع‭ ‬بكل‭ ‬اسهاب‭ ‬قائلا‭ :‬

بالنسبة‭ ‬للنقد‭ ‬الفني‭ ‬يوجد‭ ‬لدينا‭ ‬نقاد‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬استحياء‭ ‬يستمعون‭ ‬ويشاهدون‭ ‬الاعمال‭ ‬جيدها‭ ‬والسيء‭ ‬فيها‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يتكلمون‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬ولا‭ ‬يكتبون‭ ‬ومن‭ ‬أساسيات‭ ‬نجاح‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬هو‭ ‬نقده‭  ‬سلبا‭ ‬او‭ ‬ايجابا‭ ‬دون‭ ‬مجاملة‭ ‬لاحد‭ ‬فقط‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬الناقد‭ ‬ملمًا‭ ‬بالشعر‭ ‬الغنائي‭ ‬ومتابعًا‭ ‬له‭ ‬وكذلك‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬دراية‭ ‬بالعلوم‭ ‬الموسيقية‭  ‬من‭ ‬مقامات‭ ‬وطبوع‭ ‬واوزان‭  ‬والوان‭ ‬مختلفة‭ ‬ومن‭ ‬اهم‭ ‬ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬الطابع‭ ‬واللون‭ ‬الليبي‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬عليه‭ ‬الأغنية‭ ‬الليبية‭ ‬وكذلك‭ ‬يجب‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أشباه‭ ‬الملحنين‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬لهم‭ ‬لونًا‭ ‬في‭ ‬الحانهم‭ ‬ولكنهم‭ ‬يقتطعون‭ ‬جملًا‭ ‬موسيقية‭ ‬من‭ ‬اعمال‭ ‬وألحان‭ ‬لفنانين‭ ‬اخرين‭ ‬ويطلقون‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬اسم‭ ‬لحن‭ ‬وهذا‭ ‬تعدٍ‭ ‬عن‭ ‬اجتهاد‭ ‬واعمال‭ ‬المبدعين‭ ‬يستحق‭ ‬التنبيه‭ ‬عليه،‭ ‬وكثيرا‭ ‬هي‭ ‬الاعمال‭ ‬المأخوذة‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬سواء‭ ‬بقصد‭ ‬او‭ ‬بعدم‭ ‬دراية‭ ‬او‭ ‬تأثر‭ ‬لدرجة‭ ‬ان‭ ‬يختفي‭  ‬الملحن‭ ‬الذي‭ ‬اخذ‭ ‬لحن‭ ‬من‭ ‬غيره‭ ‬او‭ ‬جملة‭ ‬علما‭ ‬بان‭ ‬من‭ ‬يصل‭ ‬ويأخذ‭ ‬من‭ ‬غيره‭  ‬في‭ ‬لحنه‭ ‬يعتبر‭ ‬العمل‭ ‬مسروقًا‭.‬

وهناك‭ ‬ظاهرة‭ ‬اخرى‭ ‬وهي‭ ‬وضع‭ ‬كلمات‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬لحن‭ ‬شعبي‭ ‬قديم‭ ‬او‭ ‬عمل‭ ‬مشهور‭ ‬ويكتب‭ ‬عليه‭ ‬الحان‭ ‬فلان‭ ‬وتوزيع‭ ‬فلان؛‭ ‬ايضا‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يكتب‭ ‬توزيع‭ ‬فلان‭ ‬والعمل‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬به‭ ‬توزيع‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬على‭ ‬سنتره‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬واحد‭ ‬ويسمى‭ ‬موسيقيا‭ ‬الميلودي‭ ..‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يكون‭ ‬فيه‭ ‬التوزيع‭ ‬في‭ ‬خطوط‭ ‬اخرى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬خطوط‭ ‬مثلا‭ ‬خط‭ ‬للكمناجات‭ ‬وخط‭ ‬للتشيلو‭ ‬وخط‭ ‬لأآات‭ ‬نحاسية‭  . ‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬خطوط‭ ‬الصولوهات‭ ‬للآلات‭ ‬الفردية‭ ‬وعلم‭ ‬التوزيع‭ ‬علم‭ ‬بذاته‭ ‬هناك‭ ‬التوزيع‭ ‬الآلي‭ ‬والتوزيع‭ ‬الهرموني،‭ ‬وتوزيع‭ ‬الأصوات‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬نسمعها‭ ‬في‭ ‬خطوط‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬ادائها‭ ‬وبشكل‭ ‬تتوافق‭ ‬فيه‭ ‬نغمات‭ ‬التوزيع‭ ‬دون‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬ميلودي‭ ‬أو‭ ‬اساس‭ ‬الحن‭.‬

الحديث‭ ‬يطول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭  ‬وكم‭ ‬اتمنى‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬شعبة‭ ‬للنقد‭ ‬الموسيقي‭ ‬في‭ ‬كليات‭ ‬الفنون‭ ‬والمعاهد‭ ‬الموسيقية‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬جمال‭ ‬الدين‭ ‬الميلادي‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬ومعهد‭ ‬علي‭ ‬الشعالية‭ ‬في‭ ‬بنغازي‭ ‬ومعهد‭ ‬الفنون‭ ‬بسبها‭ ‬كما‭ ‬اتمنى‭ ‬أن‭ ‬تتأسس‭ ‬لجنة‭ ‬بقسم‭ ‬الموسيقى‭ ‬من‭ ‬أساتذة‭ ‬قدماء‭ ‬لهم‭ ‬خبرة‭ ‬ويحفظون‭ ‬الاعمال‭ ‬الغنائية‭ ‬قدميها‭ ‬وحديثا‭  ‬لتقييم‭ ‬اي‭ ‬عمل‭ ‬قبل‭ ‬تسجيله‭ ‬وبعد‭ ‬تسجيله‭ ‬بقاعات‭ ‬التسجيل‭ ‬الموسيقية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬اي‭ ‬ملحن‭ ‬في‭ ‬شبهة‭ ‬السرقة‭ ‬او‭ ‬اخذ‭ ‬اي‭ ‬جملة‭ ‬موسيقية‭ ‬من‭ ‬غيره‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى