رصد

بيوت الرحمن .. للعبادة لا للترفيه !!

وداد بلعيد

إنما‭ ‬يعمر‭ ‬مساجد‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬ءامن‭ ‬بالله‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬المباركة‭ ‬تمتليء‭ ‬المساجد‭ ‬بالمصلين‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬ملاحظات‭ ‬يجب‭ ‬ذكرها‭ ‬لكى‭ ‬نقلل‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭  ‬فى‭ ‬مساجدنا‭ ‬حيث‭ ‬يأتي‭ ‬المصلون‭ ‬وبالأخص‭ ‬النساء‭ ‬بالأطفال‭ ‬الرضع‭ ‬وأثناء‭ ‬الصلاة‭ ‬يصرخ‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬وهذا‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬الإمام‭ ‬والمصلين‭ ‬والأطفال‭ ‬يصابهم‭ ‬أحيانا‭ ‬القلق‭ ‬والضجر‭ ‬لأنهم‭ ‬لايعرفون‭ ‬أن‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬هم‭ ‬فيه‭ ‬مسجد‭ ‬ولا‭ ‬تستطيع‭ ‬الأم‭ ‬أو‭ ‬الأب‭ ‬السيطرة‭ ‬عليهم‭ ‬لأنه‭ ‬مشغول‭ ‬بالصلاة‭ ‬وسينشغل‭ ‬مع‭ ‬الأمام‭ ‬وقد‭ ‬يضطر‭ ‬ذلك‭ ‬الأم‭ ‬لقطع‭ ‬الصلاة‭ ‬لتهدية‭ ‬الأطفال‭ ‬أو‭ ‬لمنعهم‭ ‬من‭ ‬فعل‭ ‬شيء‭ ‬يزعج‭ ‬المصلين‭ ‬ولكن‭ ‬هيهات‭  ‬ومن‭ ‬الصعب‭ ‬ذلك‭ ‬ولربما‭  ‬يمنع‭ ‬المصلين‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬مع‭ ‬الأمام‭ ‬وتدبر‭ ‬الآيات‭ ‬التى‭ ‬تقرأ‭ ‬أثناء‭ ‬الصلاة‭ ‬وأحيانا‭ ‬كثيرة‭ ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬تضطر‭ ‬لأن‭ ‬تقطع‭ ‬صلاتها‭ ‬خشية‭ ‬على‭ ‬ابنائها‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬أو‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬المسجد‭ ‬وهى‭ ‬تصلي‭.‬

نذكر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المساجد‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬للحصر‭ ‬نجد‭ ‬مسجد‭ ‬الحسين‭ ‬بغوط‭ ‬الشعال‭ ‬به‭ ‬أطفال‭ ‬كثر‭ ‬حيث‭ ‬يخرجون‭ ‬من‭ ‬بيوتهم‭ ‬ويعتقدون‭ ‬أن‭ ‬المساجد‭ ‬للعب‭ ‬واللهو‭ ‬فيتجولون‭ ‬فى‭ ‬أركان‭ ‬المسجد‭ ‬ويحدثون‭ ‬فوضى‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها‭ ‬ويشير‭ ‬الإمام‭ ‬دائما‭ ‬عبر‭ ‬مكبر‭ ‬الصوت‭  ‬بعدم‭ ‬اصطحاب‭ ‬الاطفال‭ ‬الذين‭ ‬لايعرفون‭ ‬تأدية‭ ‬الصلاة‭ ‬ولكن‭ ‬لايعيرون‭ ‬لملاحظاته‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ .‬

وأحيانا‭ ‬يكون‭ ‬الدور‭ ‬العلوي‭ ‬الخاص‭ ‬بالنساء‭ ‬مسقوف‭ ‬بالخشب‭ ‬وأثناء‭ ‬السجود‭ ‬يسجدون‭ ‬بصوت‭ ‬عال‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬هذا‭ ‬الصوت‭ ‬على‭ ‬المصلين‭ ‬فى‭ ‬الدور‭ ‬السفلي‭.‬

وأحيانا‭ ‬أخرى‭ ‬بعض‭ ‬السيدات‭  ‬يتحدثن‭ ‬لبعضهن‭ ‬البعض‭ ‬وهذا‭ ‬جعل‭ ‬بعض‭ ‬المصلين‭ ‬يتجهون‭ ‬إلى‭ ‬مساجد‭ ‬أخرى‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬بيوتهم‭ ‬وشوارعهم‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬الهدوء‭ ‬أثناء‭ ‬الصلاة‭ ‬لكي‭ ‬يستمعوا‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬وهناك‭ ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬يتعطرن‭ ‬ويبدين‭ ‬زينتهن‭ ‬أثناء‭ ‬الخروج‭ ‬للمساجد‭ .‬

ولاحظت‭ ‬أيضا‭ ‬منهن‭  ‬من‭ ‬تصطحب‭ ‬مدبرة‭ ‬المنزل‭ ‬للأهتمام‭ ‬بالأطفال‭ ‬بالمسجد‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تهتم‭ ‬بهم‭ ‬ببيتها‭.‬

وقد‭ ‬يحدث‭ ‬بين‭ ‬معشر‭ ‬الرجال‭ ‬جدل‭ ‬ومشاجرات‭ ‬أثناء‭ ‬الصلاة‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬لحد‭ ‬الضرب‭ ‬وقد‭ ‬راينا‭ ‬مشهد‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعي‭ ‬وكذلك‭ ‬عبر‭ ‬الشاشات‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬المشاهد‭ ‬بين‭ ‬الكبار‭ ‬والأطفال‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ .‬

والكثير‭ ‬من‭ ‬الملاحظات‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬التخفيف‭ ‬منها‭ ‬تدريجيا‭ ‬حتى‭ ‬تنتهى‭ ‬تدريب‭ ‬النشىء‭ ‬على‭ ‬الصلاة‭ ‬الصحيحة‭ ‬وتأديبهم‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬بيوت‭ ‬الله‭ ‬واحترام‭ ‬المصلين‭.‬

كان‭ ‬للشيخ‭ ‬محمد‭ ‬الربو‭ ‬رأي‭ ‬فى‭ ‬الموضوع‭:‬

حيث‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬المساجد‭ ‬بيوت‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬الأرض‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭  ‬قال‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬فى‭ ‬محكم‭ ‬كتابه‭ )‬وأن‭ ‬المساجد‭ ‬لله‭ ‬فلا‭ ‬تدعو‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬أحد‭(.‬

وبإعتبار‭ ‬إن‭ ‬المؤمن‭ ‬بطبيعته‭ ‬يجد‭ ‬فى‭ ‬المسجد‭ ‬الملاذ‭ ‬الآمن‭ ‬والسكينة‭ ‬والطمانية‭ ‬تجده‭ ‬يهرب‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬الحياة‭ ‬والتزاماتها‭ ‬ومتاعبها‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬السكينة‭ ‬والطمأنية‭ ‬والراحة‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬يفأجا‭ ‬ببعض‭ ‬المنغصات‭ ‬التى‭ ‬تعكر‭ ‬عليه‭ ‬صفو‭ ‬هذه‭ ‬السكينة‭ ‬والأطمئنان‭ ‬مثل‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يحدثه‭ ‬بعض‭ ‬المصلين‭ ‬من‭ ‬ضوضاء‭ ‬واصوات‭ ‬تكون‭  ‬سببا‭ ‬فى‭ ‬الإزعاج‭ ‬ومنهم‭ ‬الأطفال‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬التكليف‭ ‬فيعملون‭ ‬ضوضاء‭ ‬تكون‭ ‬سببا‭ ‬فى‭ ‬أزعاج‭ ‬المتعبد‭ ‬أحيانا‭ ‬بإصطحاب‭ ‬الأطفال‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬التكليف‭ ‬فيعبثون‭ ‬بالمسجد‭ ‬وممتلكاته‭ ‬ومرافقه‭ ‬وخلق‭ ‬جو‭ ‬غير‭ ‬مناسب‭ ‬للعبادة‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬المرور‭ ‬أمام‭ ‬المصلي‭ ‬أثناء‭ ‬تأدية‭ ‬صلاته‭ ‬وهذا‭ ‬منهي‭ ‬عنه‭ ‬،ومن‭ ‬ذلك‭ ‬حديث‭ ‬الدنيا‭ ‬الذى‭ ‬عادة‭ ‬مايكون‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المصلين‭ ‬د‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يستشعرون‭ ‬قدسية‭ ‬المكان‭ ‬والأحترام‭ ‬اللازم‭ ‬وغالبا‭ ‬نجد‭ ‬هذه‭ ‬السلبية‭  ‬بين‭ ‬النساء‭ ‬ونحن‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬وأغلب‭ ‬نسائنا‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬ترتاد‭ ‬المساجد‭ ‬وتتجة‭ ‬لصلاة‭ ‬التراويح‭ ‬وخاصة‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬يصطحبن‭ ‬بناتهن‭ ‬الصغار‭ ‬وأحيانا‭ ‬تصل‭ ‬الأمور‭ ‬حتى‭ ‬لمرافقة‭ ‬مدبرات‭ ‬المنازل‭ ‬اللاتى‭ ‬مكانهن‭ ‬الطبيعي‭ ‬المنزل‭ ‬ويقمن‭ ‬بالحديث‭ ‬والكلام‭ ‬فى‭ ‬الدنيا‭ ‬ومايتعلق‭ ‬بالأسواق‭ ‬والأسعار‭ ‬والدنيا‭ ‬عامة‭ ‬ويتناسون‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬ليس‭ ‬مكانا‭ ‬لحديث‭ ‬الدنيا‭ ‬لأستعراض‭ ‬الماكولات‭ ‬ولا‭ ‬المشروبات‭ ‬ولاغيره‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬للعبادة‭ ‬وفضلا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬يكن‭ ‬سببا‭ ‬فى‭ ‬خلق‭ ‬جو‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬التى‭ ‬تعكر‭ ‬صفو‭ ‬المتعبد‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الذكور‭ ‬أو‭ ‬الأناث‭ .‬

أمام‭ ‬هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬وغيرها‭ ‬لهذا‭ ‬كان‭ ‬لزاما‭ ‬على‭ ‬الأخوة‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬أنفسهم‭ ‬بصفه‭ ‬خاصة‭ ‬ثم‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬الأوقاف‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬على‭ ‬المساجد‭ ‬ومراكز‭ ‬التحفيظ‭ ‬بوضع‭ ‬الضوابط‭ ‬والأسس‭ ‬وتتابعها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشرفين‭ ‬والمتابعين‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى