رأي

تاريخ الألعاب الأولمبية

ناجي الحربي

كونها‭ ‬مظهرًا‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬العبادة‭ ‬الوثنية‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬الثاني‭ ‬قد‭ ‬أمر‭ ‬بهدم‭ ‬جميع‭ ‬المعابد‭ ‬الوثنية،‭ ‬وظلًت‭ ‬تذكر‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬كتابات‭ ‬المؤرخين‭ ‬حتى‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬الميلادي‭ ‬حيث‭ ‬يشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بريطانيا‭ ‬نظمت‭ ‬مسابقات‭ ‬رياضية‭ ‬منحتها‭ ‬هذا‭ ‬الاسم،‭ ‬ثم‭ ‬لحقت‭ ‬بها‭ ‬فرنسا،‭ ‬و‭ ‬اليونان‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المسابقات‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬دولية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬كان‭ ‬‮«‬ميناس‭ ‬مينويديس‮»‬‭ ‬يدرس‭ ‬اللغة‭ ‬اليونانية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬باريس‭ ‬فنشر‭ ‬بالفرنسية‭ ‬عملا‭ ‬أدبيا‭ ‬تضمن‭ ‬دعوة‭ ‬لاحياء‭ ‬المسابقات‭ ‬الاولمبية‭ ‬،‭ ‬استجاب‭ ‬لها‭ ‬لاحقاً‭ ‬البارون‭ ‬بيير‭ ‬دي‭ ‬كوبيرتان‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬سكرتيرا‭ ‬عاما‭ ‬لهيئات‭ ‬الرياضة‭ ‬الفرنسية‭ ‬عندما‭ ‬حاول‭ ‬الأخير‭ ‬تبرير‭ ‬هزيمة‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬ضد‭ ‬بروسيا‭ ‬1870‭-‬1871‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬سبب‭ ‬هزيمة‭ ‬الفرنسيين‭ ‬يعود‭ ‬لعدم‭ ‬تمتعهم‭ ‬بتدريب‭ ‬جيد‭ ‬فأراد‭ ‬أن‭ ‬يحسن‭ ‬تدريبهم‭ ‬كما‭ ‬أراد‭ ‬توحيد‭ ‬الاقوام‭ ‬والشعوب‭ ‬و‭ ‬توحيد‭ ‬الشباب‭ ‬بالرياضة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬و‭ ‬كان‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬إحياء‭ ‬هذه‭ ‬الألعاب‭ ‬يحقق‭ ‬الهدفين‭ ‬،‭ ‬فتحدث‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬السربو‭ ‬ن‭ ‬16‭-‬23‭ ‬يونيو‭ ‬1894‭ ‬ووجه‭ ‬أفكاره‭ ‬الى‭ ‬مستمعين‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬و‭ ‬هكذا‭ ‬قرر‭ ‬المؤتمرون‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬إحياء‭ ‬هذه‭ ‬الألعاب‭ ‬فتم‭ ‬تنظيم‭ ‬أول‭ ‬العاب‭ ‬اولمبية‭ ‬حديثة‭ ‬1896‭ ‬في‭ ‬أثينا‭ ‬و‭ ‬شُكّلت‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬اللجنة‭ ‬الاولمبية‭ ‬العالمية‭ ‬باول‭ ‬رئيس‭ ‬مقدوني‭ ‬ديميتري‭ ‬فيكيللا‭ ‬و‭ ‬الامين‭ ‬العام‭ ‬كوبرتين‭ ‬و‭ ‬اعضاء،‭ ‬وخلافاً‭ ‬لرغبة‭ ‬كوبرتين‭ ‬لم‭ ‬تمنع‭ ‬الألعاب‭ ‬الحرب‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬الألعاب‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬توقفت‭ ‬خلال‭ ‬الحربين‭ ‬كما‭ ‬أثرت‭ ‬فيها‭ ‬عوامل‭ ‬سياسية‭ ‬و‭ ‬استخدمت‭ ‬للدعاية‭ ‬السياسية‭ ‬عام‭ ‬1936‭ ‬في‭ ‬برلين‭ ‬من‭ ‬هتلر‭ ‬و‭ ‬النازيين‭ ‬و‭ ‬تاثرت‭ ‬في‭ ‬80‭ ‬19بالسياسة‭ ‬بعد‭ ‬تدخل‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬افغانستان‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬هكذا‭ ‬لم‭ ‬تسر‭ ‬على‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬رسمه‭ ‬له‭ ‬الإغريق‭ ‬الأوائل‭ .‬

و‭ ‬يشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العلم‭ ‬أو‭ ‬الراية‭ ‬الأولمبية‭ ‬ترمز‭ ‬بحلقاتها‭ ‬الخمس‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬قارات‭ ‬العالم‭ ‬الحديث‭ ‬أما‭ ‬ألوانها‭ ‬فهي‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬تمثل‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬علم‭ ‬كل‭ ‬دولة،‭ ‬أمّا‭ ‬شعارها‭ ‬فهو‭ ‬منقول‭ ‬عن‭ ‬الكلمات‭ ‬اللاتينية‭ : ‬Citius‭, ‬altius‭ , ‬fortius‭ ‬وتعني‭) ‬أسرع،‭ ‬أعلى،‭ ‬أقوى‭( ‬وقد‭ ‬اقترحه‭ ‬‮«‬دي‭ ‬كوبرتان‮»‬‭ ‬نقلا‭ ‬عن‭ ‬صديق‭ ‬له‭ ‬كان‭ ‬راهبًا‭ ‬في‭ ‬كنيسة‭ ‬واعتبره‭ ‬دي‭ ‬كوبرتان‭ ‬برنامجاً‭ ‬للجمال‭ ‬الاخلاقي‭ ‬وأضاف‭ ‬إليه‭ ‬الشعار‭ ‬الآخر‭ ‬المهم‭ ‬و‭ ‬هو‭ : ‬ليس‭ ‬المهم‭ ‬الربح‭ ‬بل‭ ‬المشاركة‭ / ‬أهم‭ ‬شيء‭ ‬ليس‭ ‬الفوز‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬المشاركة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬ليس‭ ‬المهم‭ ‬النصر‭ ‬بل‭ ‬النضال‭ ‬والقتال‭ ‬جيدًا‭ .. ‬عن‭ ‬أ‭. ‬د‭ . ‬محمد‭ ‬المبروك‭ ‬الذويب‭ ‬الراجحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى