
زمان ثمانينيات إلى منتصف التسعينيات، وسكان طرابلس المركز، ولا داعي لذكر أسماء المناطق فنحن أبناء حزامها نعرفوا بعضنا، كان ذهابنا للبحر يكاد يكون يوميًا، وكان قصّرنا ففي الأسبوع مرتين، لم يكن الأمر شاقًا، وكنّا نسموها )تبحيرة(، وهذه عكس )زردة، وتزريدة( فلهذه الأخيرة حديث آخر .
)التبحيرة( مع العصر شورت ثلاث أرباع .. وتي شيرت وسبيدرو .. والأخير ضروري منه فطرابلس عز بحرها
)السكوليو(.
برج بو ليلة .. العين الزرقة .. المقطوعة .. القراقشة بونواس السياحية
و)ياحسرة يا قصرية(.
كان بحر طرابلس نظيفًا ولم تكن مدينتنا تزدحم بالسكان ..
كانت )التبحيرة( ساهلة ساكو خفيف فيه ملابس السباحة، قفة سعف، عدة سلاطة، وبذخ كان حكة تن ودلاعة .. وكان الوالدة راضية عليك )الله الله( تعبيلك غذاك في )السفرطاس( ثلاثة أدوار .. ولو ريحته، ماتروحش للحوش خير، ودور وين تبات.
)التبحيرة( كعابي أغلب الأحيان، ومرات يوصلك جارك، ومش عيب كان وقفنا سيارة ع الطريق .
وبالنسبة لينا سكان شارع الجمهورية المسافة مثلًا من الشارع للعين الزرقاء، خطوتين بس، كنا نعرف حتى وقت المد، والجزر فندخل إلى جزر العين على الأقدام نتخطى الصخور الزلقة )سبيدروات صح طبعًا( كنا محملين حينها بعدة غدانا المية والوزن الزائد كله، ونقضي يومنا كاملًا وأجسادنا داخل البحر، إلى أن يحين الليل وموعد الخروج ..
يختلف الأمر حينها فالمد في قمته وصار عميقًا البحر الآن، ولأنه لا أوزان زائدة نحملها فكنا نخرج سباحة، وكان راحتْ حاجة فلا يهم لربما نجدها اليوم التالي اأو الذي يليه المهم يوم صيفي جميل وفي مدينتنا السمحة وقضيناه .
لا يهم شي إلا )السفرطاس(
كان راح
راح علينا صيف عام كامل