إضافةً إلى الجهود السابقة في الاهتمام بالأدب الشعبي الليبي الشفاهي وتحديدًا الأمثال الشعبية التي تواترت إلينا من أسلافنا، ومن أجل توثيقها وحفظها خوفًا عليها من الاندثار، أو الضياع أقيم حفل توقيع كتاب:
)الأمثال الطرابلسية( للمؤلفتين الأستاذة «أسماء الأسطى» وشقيقتها الأستاذة «نزيهة الأسطى»، وثقتا فيه أكثر من أربعة آلاف مثلاً من المتداول على ألسنة النَّاس في مدينة طرابلس التي ولدا وعاشا فيها وثقا ما حفظتاه، فالمدينة التي يتوافد إليها الجميع من كل مكان، من المحملين بتجاربهم وصياغاتهم لأقوال مأثورة، وأمثال شعبية تغدو بمثابة الحكمة، مما يستشهد بها عادةً في كثير من المواقف المشابهة، أو بها يُختتم النقاش حول أمر ما، أو تكون القول الفصل لأي جدل، فإذا ما لاقت القبول، شاعتْ بين الأهالي وذاعتْ.
حفل توقيع الكتاب أقيم السبت الماضي الموافق 28 ديسمبر 2024م، في القبة الفلكية بطرابلس، حظي بحضور كبير من جمهور المهتمين بهذا الموضوع ومن المثقفين، استهلتْ الأمسية الكاتبة أ.أسماء الأسطى بتقديم لمحة عن ظروف الإصدار.
وأشارت إلى اختيار عنوانه )الأمثال الطرابلسية( وليس الأمثال الليبية، نظرًا لحدود تغطية التجميع لمادة الكتاب من مدينة طرابلس فقط، وتوثيق ما يتداول بين الناس فيها من حكم أمثال، أيضًا خصوصية المكان بوصفها مدينة ساحلية تعيش على البحر، ومنه تستمد وجودها الذي انعكس في عديد أمثالها ناتج عن علاقتها بالبحر، وأدواته، وعوالمه
كـ)الشبكة، والفلوكة، والرايس، والحوت(.
أيضًا ركزت على جهود الاستشراق «الألماني والايطالي والفرنسي» في ريادته على توثيق تراثنا من الأمثال، ولم تغفل عرض بعض من أمثال الطائفة اليهودية كمكون عاش ضمن النسيج البشري في المدينة.
وأضافت أنّ بداية التجميع يعود إلى عام 1978م بصدور كتاب )الأمثال الشعبية الليبية( للكاتب الراحل «محمد حقيق»، وما تتبعته بالاضافات على هوامشه مما لم يدون فيه من الأمثال حتى تضاعف مرارًا ووجب عندها ضرورة هذا الإصدار، ووجوبه.
وكان للأستاذ «يوسف الغزال» مداخلةٌ قيمة تضمنت نبذة عن عرض بعض من أغلفة الكتب التي اهتمتْ بالأمثال الليبية وريادتها.
وتطرق إلى أنّ الأمثال في مجملها متشابهة بين مدن ليبيا مع الاختلاف في
اللهجة، أو في النطق، موضحًا التأثر الكبير والتشابه مع ما يتداول من أمثال في الدول الشقيقة كـ)تونس ومصر ( والدول المجاورة.
وتمت اتاحة المجال أمام منظمة «حياة» لدعم مرضى السرطان، وجمعية رعاية الأسرة، للتعريف بنشاطهما حيث سيعود ريع وأرباح بيع الكتاب لصالح هاتين المنظمتين، بعد ذلك اختتمت الأمسية بالشكر لمن تعاون معهما وللضيوف على حضورهم للحفل ثم اصطفوا بغية توقيع الكتاب لهم من الكاتبتين.