رأي

جدارية المشترك الأبرز

صالح قدربوه

يوجد الإنسانُ قرب الإنسان في الحياة التي تتسع لجميع النَّاس، لكل منهم قدره وقدرته وإرادته وفعله، لكن ما يجعلهم متشابهين في معنى الوجود ليس هو ما يشتركون فيه من الهيأة الجسمانية، أو الطبائع النفسية، أو الاتجاهات العقلية، ولا حتى الحيل التي يحاولها الجميع للنجاة من المصائر غير المحببة؛ فما يجعلهم متشابهين حقًا هو الاختلاف العميق ما بينهم، وهو ما يجعل بيئة عيش البشر حيوية وقابلة للاستمرار بضرورة التعايش، والأمثلة في باقي أمم الأرض واضح يصح أن يكون الدليل والشاهد.

إن ما يميز حياة من يتواصلون وهم يحملون أدنى قدر من الاختلاف هو الخمول، وضعف الدافعية، ومن هذه الأوساط ينتج في الغالب السخط الذي يولد في المستقبل ولادة الدكتاتور.

أما البيئة التي يسود فيها التنوع والتمايز والاختلاف هي مناخ غير عنفي في الأساس؛ شرط ألا يكون هذا الاختلاف مبنيًا على وهم امتياز العرق أو الأيديولوجيا، أو النفوذ، فالاختلاف الذي أعنيه هنا هو التنوع في المهارات والملكات ووجهة النظر العقلانية، مع ضرورة أن ينبع من فلسفة الوعي التي بإمكانها استيعاب هذا التنوع وتحقيق الاشتراك في الحياة دون تطرف ولا مغالبة.

علينا أن نستوعب عالمًا من فسيفساء التنوع الإرادي الذي تدفعه القدرات، ولا بأس أن يقترب حينها ذوو الاهتمام المشترك ويكونوا مجموعاتهم لكن دون ذلك الفكر الشاذ المسمى وهم التفوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى