جمعة عتيقة يكتب.. هل مات بابلو نيرودا مسموماً
“بابلو نيرودا” ذلك الطود الشامخ و الذي لا يحتاج منا الى تعريف او تقديم، فقد قدم نفسه من مواقع الصدق و الالتزام و معانقة قضايا الانسان في كل مكان.. و شهد بأنه قد عاش منسجماً و متوافقاً مع قناعاته و مبادئه.. كنا نعتقد وما وقر في ذاكرتنا انه مات بمرض السرطان غير ان تصريحاً صدر اخيراً عن إبن أخيه لوكالة انباء (نيوفتسي) ذكر فيه ان عمه الشاعر المعروف لم يمت بمرض السرطان و إنما مات (مسموماً). فقد ذكر (رودولفوريس) بأن الهيكل العظمي للشاعر الفقيد يحوي على مواد تثبت انه قد اعطي سماً أدى الى وفاته و هو ما اظهره التحقيق الذي طالب به الحزب الشيوعي التشيلي للتحقق من سبب موت الشاعر الذي تم مهاجمة بيته من قبل عسكر (بينوشيه) دكتاتور تشيلي و القي عليه القبض بعد مقتل الرئيس (سلفادور اليندي) إثر الانقلاب العسكري التشيلي المدعوم من أمريكا.. وحينها تم التعتيم على سبب الوفاة الحقيقي وأذيع رسمياً بعد ذلك انه مات بالسرطان. واليوم و امام الوقائع الجديدة و التصريح الصريح و الصارخ من ابن شقيق الشاعر المغدور يتضح جلياً ما كان واضحاً بتعتيم مقصود بأن الولايات المتحدة الامريكية لم و لن تكف عن عداء دفين لآمال الشعوب وعن استهدافها للكلمة الحرة بكل الأساليب و الوسائل من بينها “السم الزعاف”..
رحم الله نريودا.. كان نبراساً مضيئاً و منارة منيرة في طريق الإنسانية.. الذي جعله الحقد الأمريكي (يموت ببطء) و هو عنوان قصيدة شهيرة له بهذا العنوان يقول فيها:
يموت ببطء من لا يسافر
من لا يقرأ
من لا يسمع الموسيقى
من لا يعرف كيف يجد شيئاً
بعينيه
يموت ببطء
من يحطم كبرياءه
من لا يرغب في مساعدة احد
فهل يموت من كتب هذه الكلمات الخالدة؟!