جهاز تنمية وتطوير مدينة غدامس: هيبة :هدفنا صيانة الموروث وحين اتيحت الفرصة تحصلنا على الجائزة
زكريا العنقودي
مشروع إدارة التراث الثقافي في ليبيا MALICH وهو مبادرة تعاونية بين كلية «كينجز» لندن، بالتعاون مع جهاز تنمية وتطوير مدينة غدامس، ومؤسسة «قصر النيل» في القاهرة، ومصلحة الآثار الليبية، وممولة من قبل منظمة «ألف»: التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع، هو المشروع الفائز بالجائزة الكبرى للدورة الرابعة من جائزة «إيكروم» الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية .. وفقاً لتقرير لجنة التحكيم، فقد فاز هذا المشروع بالجائزة الكبرى باعتباره مشروعاً شاملاً يدير التراث الثقافي في منطقة غدامس، مع التركيز على التعاون المجتمعي وبناء القدرات، ويعالج تحديات الترميم وإعادة تأهيل المباني التقليدية الطينية وإدارتها بشكل فعال، ومتكامل لخدمة المجتمع المحلي.
بهذه الكلمات، ولهذه الأسباب، وعلى صفحتهم الرسمية أعلنت «إيكروم» الشارقة حصد جهاز تنمية، وتطوير مدينة غدامس الجائزة الكبرى من جوائز إيكروم للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية آواخر العام 2024، متفوقة بذلك على 18 مشروعًا، من دول )الإمارات، البحرين، تونس، السعودية، سوريا، عمان، فلسطين، قطر، لبنان، مصر، واليمن(.
ولتسليط الضوء أكثر على الجائزة واهميتها ومحاور أخرى كان لـ)فبراير( حوار مع أ. عبدالسلام المهدي هيبة / رئيس جهاز تنمية وتطوير مدينة غدامس …
ما الأهداف الرئيسة لمشروع إدارة التراث في مدينة غدامس ؟
المشروع .. يهدف إلى إعداد الكوادر الفنية والحرفية والمهنية، من خلال إقامة دورات تدريبية في مجال حفظ التراث، وأيضاً مساعدة مواقع التراث العالمي الخمس في ليبيا المدرجة في قائمة الخطر للخروج من القائمة، تسليط الضوء على الموروث الثقافي بليبيا بصفة عامة،تسويق وإشهار الموروث الثقافي، مساعدة الباحثين والنقاد والمراكز المتخصصة لإجراء أبحاثهم ودراساتهم جمع وأرشفة، وميكنة الموروث الثقافي إعداد دليل سياحي موحد
كيف أسهم المشروع في حماية التراث الثقافي في منطقة غدامس بشكل خاص؟
أسهم المشروع في حماية التراث بمنطقة غدامس بتدريب الكوادر وتوعية المواطنين والزوار والسواح على أهمية هذا الموروث والمحافظة عليه وإشراك مؤسسات المجتمع المدني في هذه العملية.
ما أهم التحديات التي واجهتكم خلال تنفيذ المشروع؟، وكيف تم التغلب عليها؟
أهم التحديات اللي صادفتنا بداية المشروع كان فترة الكورونا، فكان هنالك صعوبة في الاتصال والتواصل مع الشركاء، وكذلك مركز تراث العالم «لأيكموس»، واللجان الاستشارية، والحمد لله وفضله من خلال منصة التواصل الاجتماعي الزووم، تم إنجاز كل الأعمال وبكل مهنية والحمد لله، هذه الصعوبة الأولى، الصعوبة الثانية الرفع المساحي للمباني باعتبارها منهارة نسبياً، أو بنسبة عالية كانت هناك صعوبة لرفع المساحة لها بعض الخرائط الأولية لمبانٍ، كما كانت عليه سابقًا؛ حيث تمت الاستعانة بكبار السن، وأيضاً الخبراء لتبيان ملامح هذه المباني، صعوبة الحصول على المعلومات والوثائق ذات العلاقة بالمشروع، من الصعب جدا، في النهاية تحصلنا على بعض الوثائق وبعض الخرائط وبعض المخطوطات تدل على حدود هذه الممتلكة، وهذا المقر،..
كيف تم اختيار منطقة غدامس لتكون محورًا لهذا المشروع؟
لم يكن اختيار غدامس عشوائياً، بل أتى لأهميتها كموقع تراث عالمي مسجل لدى اليونسكو، ويعتبر حالياً موقعًاا مهددًا بالخطر، وهو الموقع الوحيد في ليبيا كموقع تراث عالمي من ضمن الخمسة إرث أجدادنا، وبأيادٍ ليبية وسواعدها، بينما المواقع الأخرى تعد آثارًا أو مواقع طبيعية جبال أكاكوس تعتبر مواقع طبيعية، بينما آثار لبدة وشحات و صبراتة؛ فهي آثار رومانية وإغريقية ويونانية
كيف تم إشراك المجتمع الغدامسي في هذا المشروع؟
تم إشراكهم من خلال مؤسسات مجتمع المدني، وأيضا من خلال اللجان شكلناها منذ بداية المشروع، وإشراك المرأة من بداية حتى نهاية المرحلة النهائية وهي التشطيب النهائي للمشروع أو مرحلة الزخرفة ما يسمى عندنا «الزنجفور»، وأهمية التعاون المجتمعي كان أول سبب لنجاح هذا المشروع..
ما أهمية التعاون المجتمعي في نجاح مشاريع الحفاظ على التراث؟، وكيف انعكس ذلك على مشروعكم؟
أهميته في جمع المعلومات والاستشارات الفنية للأهالي مما يعزز ثقتهم في المشروع والقائمين عليه ويعتبر حافزًا للتعاون المستقبلي معهم، وانعكس ذلك التعاون إيجابا حيث تم إنجازه في وقت وجيز بكل مهنية وحرفية..
ما هي التقنيات الحديثة التي تم استخدامها في المشروع؟ وكيف أسهمت هذه التقنيات في تحسين عملية الحفاظ على التراث؟
تم استخدام عديد التقنيات الحديثة لإنجاح تنفيذ المشروعات منها الرفع المساحي، معدات وآلية الرفع المساحي،أعمال المجسات، أعمال المناولة، تصنيع مواد البناء، وأيضا معدات الأمن والسلامة، من ضمن التقنيات تم استخدام الدرونز للتصوير وبرامج الحاسوب لإعداد ورسم الخرائط والرفع والمسح كلها تعد تقنيات حديثة استخدمناها لإنجاز هذا العمل.
كيف تم ضمان استدامة المشروع بعد انتهاء المرحلة الحالية؟
لضمان استدامة المشروع بعد انتهاء المرحلة الحالية، سنقوم بأعمال تجهيز والتأتيت وتوفير معدات والتقنيات اللازمة لعمل المبني كمركز للزوار بالمدينة القديمة، حيث سيسهم في تقديم كل البيانات والمعلومات الأثرية بالمدينة للزائر والسائح والباحث وسيتم ربطه بمنظومات مؤهلة للتواصل مع مواقع التراث العالمي وأيضا لبعض الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات وغيرها..
كيف يمكن تقييم الأثر الاقتصادي والاجتماعي للمشروع على المجتمع الغدامسي؟
يتم تقييم الأثر الاقتصادي والاجتماعي بعد التسويق لهذه المنتوجات التقليدية والتعريف بها محليا ودوليا، وسيسهم في تحفيز الأهالي بضرورة الاهتمام بممتلكاتهم..
كيف أثرت جائزة إيكروم-الشارقة على المشروع وعلى المؤسسة المنفذة له؟
أثرت جائزة «أيكروم» على القائمين بالمشروع إيجابيا بحيث إنه لم يكن المستهدف المشاركة مسبقًا، لكن كان هدفنا إدامة وصيانة للموروث الثقافي، ولكن أتيحت لنا الفرصة وشاركنا وتحصلنا على الجائزة الأولى مما يؤكد و يعزز مكانة المؤسسة وشركائها بالاستمرار في هذه الأعمال .
ما أهمية هذه الجائزة في تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي في ليبيا والمنطقة العربية؟
تسليط الضوء على الموروث الثقافي وتحفيز الدولة والمجتمع المدني والأهالي لدعم المؤسسات القائمة على مثل هذه المشاريع
ما هي خططكم المستقبلية لتوسيع نطاق المشروع؟ وهل هناك مناطق أخرى في ليبيا تستحق الاهتمام؟
سيتم توسيع نطاق عمل المشروع ونقله ليشمل مواقع التراث العالمي الخمس بليبيا لبدة، صبراتة، شحات و اكاكوس لإستدامتها والمحافظة عليها، أيضاً من المستهدف توسع المناطق الجبلية والمدن التاريخية في ليبيا.
كيف يمكن للمواطن المساهمة في حماية التراث الثقافي في بلده؟
من الأهمية القصوى شعور المواطن بالإنتماء وكذلك الوعي لأهمية المحافظة على التراث و المساهمة في ذلك.
برأيك ما الدور الذي يجب على الحكومة القيام به لدعم مشاريع الحفاظ على التراث الثقافي؟
يجب أن يكون للحكومة دور فعال في دعم الجهات القائمة على حماية الموروث الثقافي ومنحها المخصصات والميزانيات اللازمة لإستمرار العمل في الحفاظ على التراث المادي للدولة الليبية وإشراك العاملين في هذا المجال في المؤتمرات والندوات المحلية والدولية ذات العلاقة بالتخصص
ما هي التحديات التي تواجه قطاع الحفاظ على التراث في ليبيا بشكل عام؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
عدم تخصيص الموازنات اللازمة للعمل بالرغم من مطالباتنا الدائمة والمتكررة، عدم وعي الجهات الضبطية والمسؤولة من حيث التعديات والانتهاكات التي تحدث من حين لآخر على المواقع الأثرية وتخريبها جهلا أو عمدا، ضرورة دعم الجهات المعنية كالشرطة السياحية و الشرطة الزراعية و مأموري الضبط القضائي للقيام بدورهم و أداء واجباتهم على افضل صورة .
كيف يمكن تحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث الثقافي والتنمية الاقتصادية و السياحية ؟
هذان أمران لا بد أن يسيرا في خطين متوازيين لتحقيق التوازن بينهما بما يخدم تحقيق كموارد إقتصادية بديلة عن النفط ااذي يعد المورد الرئيس والوحيد للدولة.
هل كان هناك أي تعاون دولي وشراكات مع مؤسسات دولية في مجال الحفاظ على التراث.؟
هذا التعاون يحتاج للكثير من التفاهم للإتفاقيات الدولية التي كانت ليبيا جزءًا منها وهي إتفاقية 1972 و إتفاقية عام 2003 الدولة الليبية ملتزمة بتسديد كافة الاشتراكات دون الإستفادة من هذه الإتفاقيات إلا بالقدر الضيئل اللذي لا يذكر.