رصد

حجز السيارة إجراء تنظيمي أم نـشاط ربــــحي؟!

محمد الزرقاني

في‭ ‬مساء‭ ‬هادئ‭ ‬من‭ ‬أمسيات‭ ‬طرابلس،‭ ‬أنهى‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬المطبوعات‭ ‬مهمته‭ ‬الميدانية‭ ‬في‭ ‬العاصمة،‭ ‬وتوجّه‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬توقف‭ ‬مركبته‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬طريق‭ ‬الشط‭ ‬قرب‭ ‬المدينة‭ ‬القديمة‭. ‬وما‭ ‬أن‭ ‬وصلوا‭ ‬حتى‭ ‬فوجئوا‭ ‬باختفاء‭ ‬السيارة،‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬أثر‭ ‬للكسر‭ ‬أو‭ ‬العبث،‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬الشارع‭ ‬يعج‭ ‬بالمارة‭ ‬والمركبات‭ ‬كالمعتاد‭. ‬البحث‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬المكان‭ ‬لم‭ ‬يُفضِ‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة،‭ ‬ليقرر‭ ‬الفريق‭ ‬التوجّه‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬دوريات‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬حيث‭ ‬أفاد‭ ‬أحد‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬بأن‭ ‬المركبة‭ ‬سُحبت‭ ‬بواسطة‭ ‬ساحبة‭ ‬حديثة‭ ‬تابعة‭ ‬لرجال‭ ‬المرور،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تفسير‭ ‬لسبب‭ ‬الحجز‭ ‬أو‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬أمرت‭ ‬به‭.‬

هذا‭ ‬المشهد‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬استثناءً‭. ‬ففي‭ ‬طرابلس،‭ ‬تتكرر‭ ‬حالات‭ ‬سحب‭ ‬المركبات‭ ‬يومياً‭ ‬لعشرات‭ ‬المواطنين،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬السؤال‭ ‬الأكثر‭ ‬تكراراً‭ ‬على‭ ‬ألسنة‭ ‬الجميع‭: ‬هل‭ ‬تحول‭ ‬حجز‭ ‬السيارات‭ ‬من‭ ‬إجراء‭ ‬تنظيمي‭ ‬إلى‭ ‬نشاط‭ ‬ربحي‭ ‬غير‭ ‬معلن؟

شوارع‭ ‬العاصمة‮…‬‭ ‬شهادات‭ ‬تنطق‭ ‬بالواقع

في‭ ‬شارع‭ ‬عمر‭ ‬المختار،‭ ‬وقف‭ ‬“محمد”‭ ‬بجانب‭ ‬سيارته‭ ‬التي‭ ‬حُررت‭ ‬لها‭ ‬مخالفة،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬عشرات‭ ‬المركبات‭ ‬الأخرى‭ ‬المتوقفة‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقترب‭ ‬منها‭ ‬أحد‭. ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬إحساسه‭ ‬بالغربة‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات،‭ ‬وهو‭ ‬يصف‭ ‬كيف‭ ‬أصبحت‭ ‬الإجراءات‭ ‬الروتينية‭ ‬اليومية‭ ‬للمواطنين‭ ‬أشبه‭ ‬بحلبة‭ ‬متاهة‭. ‬وفي‭ ‬ميزران،‭ ‬رصد‭ ‬أحد‭ ‬أصحاب‭ ‬المقاهي‭ ‬مرور‭ ‬شاحنة‭ ‬صغيرة‭ ‬تتوقف‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬ترفع‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬إلى‭ ‬خمس‭ ‬عشرة‭ ‬سيارة‭ ‬خلال‭ ‬دقائق‭ ‬معدودة‭ ‬وتغادر،‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬إشعار‭ ‬أو‭ ‬تحذير،‭ ‬ليجد‭ ‬الناس‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬بحث‭ ‬شاقة‭ ‬عن‭ ‬مركباتهم‭ ‬التي‭ ‬اختفت‭ ‬فجأة‭.‬

هكذا‭ ‬تتحول‭ ‬المخالفة‭ ‬البسيطة،‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬يمكن‭ ‬تسويتها‭ ‬بغرامة‭ ‬بسيطة،‭ ‬إلى‭ ‬عبء‭ ‬يثقل‭ ‬كاهل‭ ‬المواطن‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المال‭ ‬أيضاً،‭ ‬إذ‭ ‬يدفع‭ ‬المواطن‭ ‬خمسين‭ ‬ديناراً‭ ‬ليستعيد‭ ‬مركبته،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬تواصل‭ ‬أو‭ ‬آلية‭ ‬واضحة‭ ‬تُعلمه‭ ‬بسبب‭ ‬الحجز‭ ‬أو‭ ‬مكان‭ ‬نقل‭ ‬المركبة‭.‬

الشركة‭ ‬الخاصة‮…‬‭ ‬من‭ ‬تعاون‭ ‬مؤقت‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬دخل‭ ‬ثابت

في‭ ‬البداية،‭ ‬كان‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬إدارة‭ ‬المرور‭ ‬وشركة‭ ‬خاصة‭ ‬لنقل‭ ‬المركبات‭ ‬بمثابة‭ ‬حل‭ ‬مؤقت‭ ‬لنقص‭ ‬معدات‭ ‬المرور،‭ ‬وفق‭ ‬مصادر‭ ‬مطلعة‭. ‬لكن‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬إلى‭ ‬نشاط‭ ‬اقتصادي‭ ‬ثابت،‭ ‬إذ‭ ‬ارتبطت‭ ‬أرباح‭ ‬الشركة‭ ‬بعدد‭ ‬السيارات‭ ‬المحجوزة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭. ‬موظف‭ ‬داخل‭ ‬الشركة‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬عملهم‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬تحدده‭ ‬إدارة‭ ‬المرور،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬يُظهر‭ ‬نموذجاً‭ ‬اقتصادياً‭ ‬بسيطاً‭: ‬كل‭ ‬سيارة‭ ‬تُسحب‭ ‬تمثل‭ ‬دخلاً‭ ‬إضافياً‭ ‬للشركة،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬الرقابة‭ ‬والشفافية،‭ ‬يتحول‭ ‬الحجز‭ ‬من‭ ‬خدمة‭ ‬داعمة‭ ‬إلى‭ ‬نشاط‭ ‬ربحي‭ ‬قائم‭ ‬بذاته‭.‬

المواطن‮…‬‭ ‬الحلقة‭ ‬الأضعف

“عبدالسلام”،‭ ‬صاحب‭ ‬محل‭ ‬،‭ ‬يروي‭ ‬تجربته‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اضطر‭ ‬لدفع‭ ‬خمسين‭ ‬ديناراً،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬دخله‭ ‬ليومين‭ ‬كاملين،‭ ‬ليستعيد‭ ‬سيارته‭. ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يرَ‭ ‬أي‭ ‬لوحة‭ ‬تحذيرية،‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أخطأ،‭ ‬فإن‭ ‬القرار‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬الحجز‭ ‬هو‭ ‬الإجراء‭ ‬الأول‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬عادلاً‭ ‬في‭ ‬نظره‭. ‬رحلة‭ ‬استعادة‭ ‬مركبته‭ ‬بدت‭ ‬له‭ ‬كأنها‭ ‬متاهة‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬لها،‭ ‬تبدأ‭ ‬بزيارة‭ ‬الشركة،‭ ‬ثم‭ ‬المرور،‭ ‬ثم‭ ‬العودة‭ ‬للشركة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬قبل‭ ‬الوصول‭ ‬أخيراً‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬الحجز‭ ‬حيث‭ ‬انتهت‭ ‬عملية‭ ‬الاسترجاع‭ ‬بالدفع‭. ‬وغالباً‭ ‬ما‭ ‬تُنجز‭ ‬العملية‭ ‬كلها‭ ‬دون‭ ‬تحرير‭ ‬مخالفة‭ ‬رسمية،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تبين‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭.‬

القانون‭ ‬واضح‮…‬‭ ‬والتطبيق‭ ‬غائب

استشار‭ ‬التحقيق‭ ‬ثلاثة‭ ‬محامين‭ ‬متخصصين،‭ ‬أكدوا‭ ‬أن‭ ‬الحجز‭ ‬القانوني‭ ‬يشترط‭ ‬وجود‭ ‬لوحات‭ ‬منع‭ ‬واضحة،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الوقوف‭ ‬مؤثراً‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬المرور،‭ ‬مع‭ ‬تحرير‭ ‬مخالفة‭ ‬رسمية‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬بالحجز،‭ ‬وإبلاغ‭ ‬صاحب‭ ‬المركبة‭ ‬أو‭ ‬ترك‭ ‬إشعار‭ ‬في‭ ‬المكان‭. ‬لكن‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬يُظهر‭ ‬أن‭ ‬الحجز‭ ‬أصبح‭ ‬الخيار‭ ‬الأول‭ ‬وليس‭ ‬الأخير،‭ ‬ما‭ ‬يحوّل‭ ‬إجراءً‭ ‬استثنائياً‭ ‬إلى‭ ‬قاعدة‭ ‬عامة،‭ ‬ويثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬عن‭ ‬الشرعية‭ ‬القانونية‭ ‬لهذه‭ ‬الممارسة‭.‬

حين‭ ‬يتحول‭ ‬القرار‭ ‬الإداري‭ ‬إلى‭ ‬منفعة‭ ‬اقتصادية

خبراء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬يندرج‭ ‬ضمن‭ ‬نموذج‭ ‬معروف‭ ‬دولياً‭ ‬يُسمى‭ ‬“الاستحواذ‭ ‬التجاري‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬تنظيمي”‭. ‬ويظهر‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬غياب‭ ‬الإفصاح‭ ‬المالي‭ ‬عن‭ ‬نشاط‭ ‬الشركة،‭ ‬واحتكارها‭ ‬للخدمة،‭ ‬وانعدام‭ ‬الرقابة‭ ‬المستقلة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬البيئة‭ ‬الحضرية‭ ‬المختنقة‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭ ‬أشبه‭ ‬بساحة‭ ‬مفتوحة‭ ‬لحالات‭ ‬الحجز‭ ‬المتكررة‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف،‭ ‬تصبح‭ ‬عملية‭ ‬سحب‭ ‬المركبات‭ ‬نشاطاً‭ ‬اقتصادياً‭ ‬له‭ ‬خصائص‭ ‬السوق،‭ ‬ويُنظر‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬استثمار‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المواطنين‭.‬

رواية‭ ‬المرور‮…‬‭ ‬بين‭ ‬الواجب‭ ‬والضغط

مصدر‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المرور‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬ازدحام‭ ‬طرابلس‭ ‬القاتل‭ ‬يجعل‭ ‬التدخل‭ ‬السريع‭ ‬ضرورياً،‭ ‬وأن‭ ‬الشركة‭ ‬الخاصة‭ ‬تمتلك‭ ‬المعدات‭ ‬التي‭ ‬تفتقر‭ ‬إليها‭ ‬الإدارة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يبرر‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬خدماتها‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تبقى‭ ‬أسئلة‭ ‬عديدة‭ ‬بلا‭ ‬إجابة،‭ ‬خصوصاً‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأسباب‭ ‬غياب‭ ‬اللوحات‭ ‬التحذيرية‭ ‬وعدم‭ ‬الإعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬عن‭ ‬الرسوم،‭ ‬ما‭ ‬يترك‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الإرباك‭ ‬والشك‭.‬

مدينة‭ ‬بلا‭ ‬مواقف‮…‬‭ ‬أصل‭ ‬الازدحام‭ ‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬فهم‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬العمراني‭ ‬لطرابلس،‭ ‬حيث‭ ‬الشوارع‭ ‬الضيقة،‭ ‬وغياب‭ ‬المواقف‭ ‬العامة،‭ ‬يدفع‭ ‬السكان‭ ‬إلى‭ ‬التوقف‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬غير‭ ‬مخصصة،‭ ‬ليس‭ ‬عن‭ ‬اختيار،‭ ‬بل‭ ‬عن‭ ‬اضطرار‭. ‬ويصبح‭ ‬الوقوف‭ ‬العشوائي‭ ‬سلوكاً‭ ‬واقعياً‭ ‬أكثر‭ ‬منه‭ ‬مخالفة‭ ‬قانونية،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬حاجة‭ ‬المدينة‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬تنظيمية‭ ‬حقيقية‭ ‬ومستدامة‭.‬

إصلاح‭ ‬التوقف‭ ‬المخالف‭  ‬خطوات‭ ‬ممكنة

معالجة‭ ‬الأزمة‭ ‬تبدأ‭ ‬بنشر‭ ‬عقود‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الشركة‭ ‬وإدارة‭ ‬المرور‭ ‬للعلن،‭ ‬وتوضيح‭ ‬الأساس‭ ‬القانوني‭ ‬للرسوم،‭ ‬وتثبيت‭ ‬لوحات‭ ‬منع‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المواقع،‭ ‬واعتماد‭ ‬سياسة‭ ‬تحذير‭ ‬مسبق‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬عملية‭ ‬سحب‭. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬تحرير‭ ‬المخالفة‭ ‬أولاً‭ ‬ثم‭ ‬اللجوء‭ ‬للحجز‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الضرورة،‭ ‬مع‭ ‬فتح‭ ‬قنوات‭ ‬فعّالة‭ ‬لتلقي‭ ‬شكاوى‭ ‬المواطنين،‭ ‬وإنشاء‭ ‬مواقف‭ ‬رسمية‭ ‬مدفوعة‭ ‬برسوم‭ ‬رمزية‭ ‬لتخفيف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الشوارع،‭ ‬وهي‭ ‬خطوات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬الحجز‭ ‬العشوائي‭.‬

خمسون‭ ‬ديناراً‭ ‬تكشف‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تُخفي

القضية‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬بقيمة‭ ‬مالية‭ ‬محددة،‭ ‬بل‭ ‬بأزمة‭ ‬ثقة‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والجهات‭ ‬الإدارية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬الشفافية‭ ‬وتداخل‭ ‬المصالح‭. ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬دفع‭ ‬المبلغ‭ ‬واستعادة‭ ‬المركبة،‭ ‬تبقى‭ ‬المشكلات‭ ‬قائمة،‭ ‬إذ‭ ‬تُظهر‭ ‬كل‭ ‬عملية‭ ‬حجز‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لإجراءات‭ ‬بسيطة‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬نشاط‭ ‬ربحي‭ ‬غير‭ ‬معلن‭ ‬يفاقم‭ ‬معاناة‭ ‬المواطنين‭. ‬وبينما‭ ‬تستمر‭ ‬الشاحنة‭ ‬في‭ ‬جولاتها‭ ‬اليومية،‭ ‬تظل‭ ‬كل‭ ‬مركبة‭ ‬تُسحب‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬أكبر‭ ‬لم‭ ‬تُكتب‭ ‬نهايتها‭ ‬بعد،‭ ‬وتبقى‭ ‬طرابلس‭ ‬أمام‭ ‬تحدٍ‭ ‬مزدوج‭: ‬تنظيم‭ ‬المرور‭ ‬وإعادة‭ ‬الثقة‭ ‬إلى‭ ‬الشارع‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى