رأي

حكومة .. وكفى !!

ناجي الحربي

ولأنَّ‭ ‬خروجي‭ ‬كان‭ ‬ملحًا،‭ ‬وقفتُ‭ ‬على‭ ‬ناصية‭ ‬الشارع‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬لحظات‭ ‬حتى‭ ‬وقفتْ‭ ‬‮«‬حافلة‭ ‬ربع‮»‬‭ ‬بها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬يبدو‭ ‬أنهم‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬حوارات‭ ‬ساخنة‭ ‬حول‭ ‬شكل‭ ‬الدولة‭ ‬ونظام‭ ‬الحكم‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬النظام‭. ‬ركبتُ‭ ‬ثم‭ ‬جلستُ‭ ‬مستمعًا‭ ‬لنقاشاتهم‭ ‬المثيرة‭.‬

قال‭ ‬أحدهم‭ ‬وكان‭ ‬عشريني‭ : ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬يهمني‭ ‬شكل‭ ‬الحكومة،‭ )‬ليبرارية،‭ ‬إسلامية،‭ ‬علمانية،‭ ‬كرنكاطية‭( ‬المهم‭ ‬السيد‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬بقاؤه‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬وفق‭ ‬دستور،‭ ‬وقوانين‭ ‬ولوائح‭ ‬مجمع‭ ‬عليها،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬يربح‮»‬‭. ‬أيضًا‭ ‬لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أعلق‭ ‬صورته‭ ‬في‭ ‬المربوعة،‭ ‬أو‭ ‬تحتويها‭ ‬أطرٌ‭ ‬فخمة‭ ‬في‭ ‬المكاتب،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الساحات‭ ‬والميادين،‭ ‬ولا‭ ‬أرغب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬له‭ ‬قشرة‭ ‬وجه‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬التلفزيون،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬الصحف‭ ‬والجرائد‭. ‬غايتي‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬مقنطة‮»‬‭ ‬تهتم‭ ‬بالصحة،‭ ‬والتعليم،‭ ‬والسياحة،‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والبيئة،‭ ‬وتولى‭ ‬قطاع‭ ‬الشباب‭ ‬رعاية‭ ‬خاصة،‭ ‬وتؤمن‭ ‬بالتعدَّدية،‭ ‬وحرية‭ ‬المرأة،‭ ‬وبالعربي‭ ‬الفصيح‭ ‬نريد‭ ‬العيش‭ ‬كما‭ ‬يعيش‭ ‬سكان‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬وأمان‭ ‬وسلام‭ ‬وطمأنينة،‭ ‬عندما‭ ‬سمعتُ‭ ‬عبارة‭ ‬حرية‭ ‬المرأة‭ ‬شعرتُ‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬شعيراتِ‭ ‬رأسي‭ ‬قد‭ ‬انتصبتْ‭ ‬و‭ ‬ارتفعتْ‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬حسدي،‭ ‬وأحسستُ‭ ‬بأن‭ ‬الدم‭ ‬يتدفق‭ ‬في‭ ‬عروقي‭ ‬بقوة‭ ‬وقلتُ‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬نفسي‭ : ‬هذا‭ ‬جيلٌ‭ ‬صعبٌ‭ ‬جدًا،‭ ‬رغم‭ ‬تدني‭ ‬ثقافته‭ ‬الموروثة‭ ‬عن‭ ‬أربعين‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬الظلام،‭ ‬والجهل،‭ ‬والتخلف‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬طموحاته‭ ‬تفوق‭ ‬الخيال،‭ ‬وتذكرتُ‭ ‬التضحيات‭ ‬خلال‭ ‬ثمانية‭ ‬أشهر‭ ‬متتالية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬وتحرير‭ ‬كامل‭ ‬تراب‭ ‬ليبيا،‭ ‬وقررتُ‭ ‬تسليم‭ ‬مفاتيح‭ ‬السيارة‭ ‬لابني‭ ‬ومعها‭ ‬إذن‭ ‬تجول‭ ‬مفتوح،‭ ‬بالطبع‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬عاقل‭ .. ‬لمن‭ ‬الإذن‭ ‬المفتوح‭ ‬؟‭!.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى