فنون

حويل : أربعة عقود من العطاء

فاطمة سالم عبيد

نصافح‭ ‬اليوم‭ ‬فنانًا‭ ‬جال‭ ‬بصوته‭ ‬الدافيء‭ ‬الحنون‭ ‬مع‭ ‬الأغنية‭ ‬الليبية‭ ‬الأصيلة‭ ‬ربوع‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭  ‬رحلة‭ ‬فنية‭.‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬نسرد‭ ‬رحلته‭ ‬الفنية‭ ‬ندعو‭ ‬له‭ ‬بالشفاء‭ ‬والعافية‭ ‬لأنه‭ ‬يمر‭ ‬بوعكة‭ ‬صحية‭  ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬نسرد‭ ‬رحلته‭ ‬التي‭  ‬زار‭ ‬عبرها‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬صدح‭ ‬بصوته‭ ‬يردد‭ ‬جميل‭ ‬الكلمات،‭ ‬وروعة‭ ‬الألحان‭ ‬مع‭ ‬عذوبة‭ ‬صوته‭ ‬الشجي؛‭ ‬إنه‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬محمد‭ ‬الهوني،‭ ‬وهذا‭ ‬اسمه‭ ‬الحقيقي،‭ ‬حينما‭ ‬التحق‭ ‬بالفن‭ ‬غير‭ ‬اسمه‭ ‬إلى‭ )‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬حويل‭( ‬متزوج‭ ‬وله‭ ‬أولادٌ‭ ‬ولم‭ ‬يحترف‭ ‬أيٌ‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬المجال‭ ‬الفن‭ .‬

سيرته‭ ‬الذاتية

حويل‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬1929م‭ ‬ولد‭ ‬بطرابلس‭ ‬عاش‭ ‬وترعرع‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬القديمة‭ ‬زنقة‭ ‬‮«‬قوس‭ ‬المفتي‮»‬‭.‬

‭ ‬بدايته‭ ‬الفنية‭ ‬كانت‭ ‬بحفظه‭ ‬لأغاني‭ ‬الزمازمات‭ ‬في‭ ‬الأفراح‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يحضرها‭ ‬رفقة‭ ‬والدته؛‭ ‬بدأ‭ ‬يغني‭ ‬لأقرانه‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الذي‭ ‬اعتبرهم‭ ‬جمهوره‭ ‬الأول،‭ ‬والذين‭ ‬منحوه‭ ‬الدافع‭ ‬للانطلاق‭ ‬نحو‭ ‬مجال‭ ‬الفن‭ ‬ثم‭ ‬بدأ‭ ‬الغناء‭ ‬في‭ ‬الأفراح‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬أهله‭.‬

المدرسة‭ ‬الفنية‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬موهبته‭ ‬وتعلمه‭ ‬أصول‭ ‬الغناء‭ ‬كالنت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حضوره‭ ‬لأفلام‭ ‬المطربين‭ ‬الكبار‭ ‬أمثال‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬فريد‭ ‬الأطرش‭ ‬والفنان‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬والراحلة‭ ‬ليلى‭ ‬مراد‭ ‬في‭ ‬سينما

‭)‬الغرفة‭( ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬بيتهم‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬القديمة‭.‬

انهى‭ ‬دراسته‭ ‬الابتدائية‭ ‬ثم‭ ‬دخل‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬لمساعدة‭ ‬أسرته؛‭ ‬حيث‭ ‬اشتغل‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مهن‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬كان‭ ‬شغله‭ ‬فى‭ ‬الدباغة،‭ ‬ونسج‭ ‬النَّول،‭ ‬والنسيج‭…       

‭ ‬المدرسة‭ ‬الفنية‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬صقلت‭ ‬موهبة‭ ‬الفنان‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬هي‭ ‬انضمامه‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬في‭ ‬ملتقاهم‭ ‬بفندق‭ )‬سيالة‭( ‬حيث‭ ‬يجتمع‭ ‬الكتَّاب‭ ‬و‭ ‬الملحنون‭ ‬والنقاد‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الفندق‭ ‬ويعرضون‭ ‬أعمالهم‭ ‬ويتناقشون‭ ‬فيها‭.‬

رحلة‭ ‬الفن‭ ‬والإبداع‭ ‬الفني‭  

انضم‭ ‬للإذاعة‭ ‬بعد‭ ‬افتتاحها‭ ‬1957م‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انخراطه‭ ‬بالفن‭  ‬أصبح‭ ‬له‭ ‬أصدقاء‭ ‬وزملاء‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الفني‭ ‬منهم‭: ‬

الراحل‭ ‬محمود‭ ‬الشريف،‭ ‬والراحل‭ ‬سلام‭ ‬قدري،‭ ‬ومحمد‭ ‬أبو‭ ‬قرين،‭ ‬والراحل‭  ‬محمد‭ ‬مرشان،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭….‬

‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تغنى‭ ‬بها‭ ‬منها‭ ‬عمل‭ ‬قدمه‭ ‬للإذاعة‭ ‬كان‭ ‬يحمل‭ ‬عنوان‭ ‬‭)‬يا‭ ‬مشكاي‭(‬‭ ‬قام‭ ‬بتلحينه‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬مرشان،‭  ‬وبصم‭ ‬كلماته‭ ‬الشاعر‭ ‬علي‭ ‬السني

إلى‭ ‬جانب‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬السبعينيات‭ ‬قدَّم‭  ‬مئات‭ ‬الأغاني‭ ‬الفنية‭ ‬الرائعة؛‭ ‬كما‭ ‬لحن‭     ‬لغيره‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬مثل‭:‬

أغنية‭ ‬‭)‬صبَّح‭ ‬عليكَ‭ ‬الورد‭(‬‭ ‬التي‭ ‬تغنى‭ ‬بها‭ ‬الراحل‭ ‬الفنان‭ ‬نوري‭ ‬كمال،‭ ‬وأغنية‭ ‬راحلة‭ ‬يا‭ ‬راحلة‭ ‬تغنى‭ ‬بها‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬علي‭ ‬القبرون،‭ ‬وأغنية‭ ‬‭)‬سيد‭ ‬العيلة‭(‬‭ ‬التي‭ ‬تغنت‭ ‬بها‭ ‬الفنانة‭ ‬المصرية‭ ‬ثناء‭ ‬ندا‭.‬

لحن‭ ‬له‭ ‬الراحل‭ ‬كاظم‭ ‬نديم،‭ ‬والراحل‭  ‬محمد‭ ‬مرشان،‭ ‬ومحمد‭ ‬الدهماني‭  ‬والراحل‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬حقيق‭ ‬لحن‭ ‬له‭ ‬عملًا‭ ‬واحدًا‭.‬

كان‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬فرقة‭ ‬المألوف‭ ‬والموشحات‭ ‬بفرقة‭ ‬الإذاعة‭ ‬ثم‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬المؤسسين‭ ‬لفرقة‭ )‬الشروق‭(‬،‭ ‬واشتغل‭ ‬مدرسًا‭ ‬لمادة‭ ‬‮«‬المألوف‮»‬‭ ‬بمعهد‭ ‬جمال‭ ‬الدين‭ ‬الميلادي‭.‬

يعد‭ ‬فناننا‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬الفنانين‭ ‬الذين‭ ‬تميزوا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأربعين‭ ‬سنة‭ ‬الماضية‭ ‬وقدَّم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأغاني‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬الليبي‭ ‬الخالد‭ …‬

‭ ‬هذه‭ ‬مجموعة‭ ‬الأغاني‭ ‬التي‭ ‬شنف‭ ‬بها‭ ‬أُذن‭ ‬المستمع‭ ‬الكريم،‭ ‬و‭ ‬وجدت‭ ‬أصداءً‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬ليبيا‭ ‬الحبيبة‭  …..‬

‭* ‬ابتهال‭ ‬الله‭ ‬هو‭ ‬الرحمن

‭* ‬ابتهال‭ ‬أنى‭ ‬اتجهت‭ ‬قلت‭ ‬يا‭ ‬جبار

‭* ‬ابتهال‭ ‬سبحانك‭ ‬اللهم

‭* ‬ابتهالات‭ ‬دينية‭ – ‬بصاحبة‭ ‬العود

‭* ‬إلتموا‭ ‬الأحباب

‭* ‬الوفاة‭ ‬يا‭ ‬ريدي

‭* ‬أفراح‭ ‬الماضي‭ ‬راح

‭ * ‬ليلة‭ ‬زفاف‭ ‬

‭* ‬ليه‭ ‬يا‭ ‬زمان‭ ‬

‭* ‬محتاجلك‭ ‬أكثر‭ ‬كوني‭ ‬معايا

‭* ‬مكاتبي‭ ‬العِشرة

‭* ‬من‭ ‬فكرك‭ ‬بالحب

‭* ‬نفسي‭ ‬عزيزة‭ ‬ما‭ ‬تروم‭ ‬الجافي

‭* ‬يا‭ ‬زنقتها‭ ‬قوليلها

‭* ‬يا‭ ‬صبح‭ ‬يا‭ ‬نسمة

‭* ‬يا‭ ‬من‭ ‬هجرتي

وله‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬الرائعة‭ ‬وهذه‭ ‬الأغاني‭ ‬الجميلة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬أغانيه‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬كثيرًا‭:‬

‭- ‬‮«‬نفسي‭ ‬عزيزة‮»‬‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬المرحوم‭ ‬بشير‭ ‬أحمد‭ ‬‭:‬

نفسي‭ ‬عزيزة‭ ‬ما‭ ‬تروم‭ ‬الجافيما‭ ‬تلين‭ ‬كانش‭ ‬للحبيب‭ ‬الصافي

النفس‭ ‬عندي‭ ‬وحلة

غير‭ ‬الزين‭ ‬ما‭ ‬تبيه‭ ‬ولا‭ ‬تشبحله

وتنزل‭ ‬على‭ ‬النَّوار‭ ‬زي‭ ‬النحلة

و‭ ‬تبدأ‭ ‬تحوم‭ ‬عليه‭ ‬غير‭ ‬تفافي

ما‭ ‬ندلل‭ ‬بيها

وتصعب‭ ‬على‭ ‬يقول‭ ‬ما‭ ‬نبيها

مترفعة‭ ‬ما‭ ‬ترومش‭ ‬مجافيها

واللي‭ ‬ما‭ ‬يكنلها‭ ‬الحب‭ ‬الصافي

والله‭ ‬نفس‭ ‬عفيفه

مثلتها‭ ‬بالورد‭ ‬ولت‭ ‬كيفه

وعود‭ ‬القماري‭ ‬يا‭ ‬مليح‭ ‬الصيفة

اللي‭ ‬يعزها‭ ‬بالحب‭ ‬بيه‭ ‬تكافي‭.‬

تم‭ ‬تكريم‭ ‬المطرب‭ ‬المخضرم‭ ‬‮«‬عبداللطيف‭ ‬حويل‮»‬‭ ‬بمسرح‭ ‬الكشاف،‭ ‬بحضور‭ ‬لفيف‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬والمهتمين‭. ‬الحفل‭ ‬كان‭ ‬بإشراف‭ ‬إذاعة‭ )‬صوت‭ ‬طرابلس‭(‬،‭ ‬وشركة‭ )‬أعالي‭ ‬البحار‭(‬،‭ ‬وجمعية‭ ‬

‭)‬إحياء‭ ‬التراث‭ ‬الموسيقى‭(  ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬نشطاء‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬والمهتمين‭ ‬بالفنون‭.‬

وضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإصدارات‭ ‬تحمل‭  ‬عنوانًا‭ ‬موحدًا‭ ‬لها‭ ‬وهو‭  ‭)‬أسلطين‭ ‬الأغنية‭ ‬الليبية‭(‬‭ ‬التي‭ ‬بدأ‭ ‬الكاتب‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬بشير‭ ‬عزيز‮»‬‭ ‬العمل‭ ‬عليها‭  ‬يوجد‭ ‬بالمكتبات‭ ‬الآن‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السلسلة‭ ‬حيث‭ ‬خصص‭ ‬الكاتب‭ ‬كتابًا‭ ‬عن‭ ‬سيرة‭ ‬الفنان‭ ‬القدير‭ ‬‮«‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬حويل‮»‬،‭ ‬يحمل‭ ‬الإصدار‭ ‬عنوان‭ : ‬‭)‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬حويل‭ .. ‬عميد‭ ‬الطرب‭(. 

الكتاب‭ ‬مع‭ ‬أنه‭ ‬صيغ‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬سيرة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أيضًا‭ ‬تناول‭ ‬حياة‭ ‬الفنان‭ ‬بالبحث،‭ ‬والدراسة‭ ‬بالإضافة‭ ‬لدعم‭ ‬الإصدار‭ ‬بالوثائق‭ ‬والصور‭ .‬

  ‬تمتد‭ ‬تجربته‭ ‬الغنائية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬عامًا‭ ‬قدَّم‭ ‬فيها‭ ‬الأغنية،‭ ‬والابتهال‭ ‬والموشح‭ ‬والمألوف،‭ ‬والإنشاد‭ ‬الديني‭ ‬ويبقى‭ ‬ويظل‭ ‬الفنان‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭  ‬حويل‭ ‬رائدًا‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الأغنية‭ ‬الليبية‭ ‬الأصيلة‭ ‬وفارسها‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬عمره‭ ‬ومتعة‭ ‬بالصحة‭ ‬والعافية‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى