نصافح اليوم فنانًا جال بصوته الدافيء الحنون مع الأغنية الليبية الأصيلة ربوع ليبيا في رحلة فنية.
قبل أن نسرد رحلته الفنية ندعو له بالشفاء والعافية لأنه يمر بوعكة صحية في هذه الرحلة نسرد رحلته التي زار عبرها عدة دول عربية صدح بصوته يردد جميل الكلمات، وروعة الألحان مع عذوبة صوته الشجي؛ إنه الفنان الكبير عبد اللطيف محمد الهوني، وهذا اسمه الحقيقي، حينما التحق بالفن غير اسمه إلى )عبد اللطيف حويل( متزوج وله أولادٌ ولم يحترف أيٌ من أبنائه المجال الفن .
سيرته الذاتية
حويل من مواليد 1929م ولد بطرابلس عاش وترعرع في المدينة القديمة زنقة «قوس المفتي».
بدايته الفنية كانت بحفظه لأغاني الزمازمات في الأفراح التي كان يحضرها رفقة والدته؛ بدأ يغني لأقرانه من الأطفال الذي اعتبرهم جمهوره الأول، والذين منحوه الدافع للانطلاق نحو مجال الفن ثم بدأ الغناء في الأفراح دون علم أهله.
المدرسة الفنية الأولى التي أسهمت في صقل موهبته وتعلمه أصول الغناء كالنت من خلال حضوره لأفلام المطربين الكبار أمثال الفنان الراحل فريد الأطرش والفنان الراحل محمد عبدالوهاب والراحلة ليلى مراد في سينما
)الغرفة( القريبة من بيتهم في المدينة القديمة.
انهى دراسته الابتدائية ثم دخل مجال العمل لمساعدة أسرته؛ حيث اشتغل في عدة مهن من بينها كان شغله فى الدباغة، ونسج النَّول، والنسيج…
المدرسة الفنية الثانية التي صقلت موهبة الفنان عبد اللطيف هي انضمامه لمجموعة من الفنانين في ملتقاهم بفندق )سيالة( حيث يجتمع الكتَّاب و الملحنون والنقاد في ذلك الفندق ويعرضون أعمالهم ويتناقشون فيها.
رحلة الفن والإبداع الفني
انضم للإذاعة بعد افتتاحها 1957م من خلال انخراطه بالفن أصبح له أصدقاء وزملاء في المجال الفني منهم:
الراحل محمود الشريف، والراحل سلام قدري، ومحمد أبو قرين، والراحل محمد مرشان، وغيرهم من الفنانين….
ومن بين الأعمال الفنية التي تغنى بها منها عمل قدمه للإذاعة كان يحمل عنوان )يا مشكاي( قام بتلحينه الفنان الراحل محمد مرشان، وبصم كلماته الشاعر علي السني
إلى جانب أنه في السبعينيات قدَّم مئات الأغاني الفنية الرائعة؛ كما لحن لغيره من الفنانين مثل:
أغنية )صبَّح عليكَ الورد( التي تغنى بها الراحل الفنان نوري كمال، وأغنية راحلة يا راحلة تغنى بها الفنان الراحل علي القبرون، وأغنية )سيد العيلة( التي تغنت بها الفنانة المصرية ثناء ندا.
لحن له الراحل كاظم نديم، والراحل محمد مرشان، ومحمد الدهماني والراحل عبد المجيد حقيق لحن له عملًا واحدًا.
كان أحد أعضاء فرقة المألوف والموشحات بفرقة الإذاعة ثم أصبح من المؤسسين لفرقة )الشروق(، واشتغل مدرسًا لمادة «المألوف» بمعهد جمال الدين الميلادي.
يعد فناننا عبد اللطيف من كبار الفنانين الذين تميزوا على مدار الأربعين سنة الماضية وقدَّم الكثير من الأغاني التي أصبحت من التراث الليبي الخالد …
هذه مجموعة الأغاني التي شنف بها أُذن المستمع الكريم، و وجدت أصداءً داخل وخارج ليبيا الحبيبة …..
* ابتهال الله هو الرحمن
* ابتهال أنى اتجهت قلت يا جبار
* ابتهال سبحانك اللهم
* ابتهالات دينية – بصاحبة العود
* إلتموا الأحباب
* الوفاة يا ريدي
* أفراح الماضي راح
* ليلة زفاف
* ليه يا زمان
* محتاجلك أكثر كوني معايا
* مكاتبي العِشرة
* من فكرك بالحب
* نفسي عزيزة ما تروم الجافي
* يا زنقتها قوليلها
* يا صبح يا نسمة
* يا من هجرتي
وله غيرها من الأعمال الفنية الرائعة وهذه الأغاني الجميلة هي من أشهر أغانيه التي نجحت كثيرًا:
- «نفسي عزيزة» من كلمات المرحوم بشير أحمد :
نفسي عزيزة ما تروم الجافيما تلين كانش للحبيب الصافي
النفس عندي وحلة
غير الزين ما تبيه ولا تشبحله
وتنزل على النَّوار زي النحلة
و تبدأ تحوم عليه غير تفافي
ما ندلل بيها
وتصعب على يقول ما نبيها
مترفعة ما ترومش مجافيها
واللي ما يكنلها الحب الصافي
والله نفس عفيفه
مثلتها بالورد ولت كيفه
وعود القماري يا مليح الصيفة
اللي يعزها بالحب بيه تكافي.
تم تكريم المطرب المخضرم «عبداللطيف حويل» بمسرح الكشاف، بحضور لفيف من الفنانين والمهتمين. الحفل كان بإشراف إذاعة )صوت طرابلس(، وشركة )أعالي البحار(، وجمعية
)إحياء التراث الموسيقى( بالتعاون مع بعض نشطاء المجتمع المدني، والمهتمين بالفنون.
وضمن مجموعة من الإصدارات تحمل عنوانًا موحدًا لها وهو )أسلطين الأغنية الليبية( التي بدأ الكاتب «أحمد بشير عزيز» العمل عليها يوجد بالمكتبات الآن الجزء الأول من هذه السلسلة حيث خصص الكاتب كتابًا عن سيرة الفنان القدير «عبد اللطيف حويل»، يحمل الإصدار عنوان : )عبد اللطيف حويل .. عميد الطرب(.
الكتاب مع أنه صيغ على شكل سيرة إلا أنه أيضًا تناول حياة الفنان بالبحث، والدراسة بالإضافة لدعم الإصدار بالوثائق والصور .
تمتد تجربته الغنائية لأكثر من 40 عامًا قدَّم فيها الأغنية، والابتهال والموشح والمألوف، والإنشاد الديني ويبقى ويظل الفنان عبد اللطيف حويل رائدًا من رواد الأغنية الليبية الأصيلة وفارسها أطال الله تعالى في عمره ومتعة بالصحة والعافية.