دفي صمت الليل، وبين همساتِ الوحدة، سمعتُ صوتًا لم أعتده… لم يكن خارجيًا، بل ينبضُ بداخلي. كان قلبي يتكلم.
قال ليّ: “تعبتُ من التظاهرِ، ومن الابتساماتِ المزيفة، ومن دفن الحنين في الأعماق.”
أجبته بحزنٍ ،لكنّني أحميكَ… لا أريدكَ أن تنكسرَ.”
همسَ بنبرةٍ دافئة:“ ولِمَ الخوف من الانكسار؟ أليس في الدموع شفاء؟”
سكتّ لحظة، وعندما قرَّرتُ أن أسمع قلبي،
حين تكلم قال ليّ بصوتٍ خافت:
“أنا موجوعٌ أنا وحدي، وأحتاجكِ أن تكوني ليّ حاضنة، لا مجبرة على الصمت..
قال: “دعني أكون حُرًّا… دعني أحبُّ، أشتاق، وأحزن، وأفرح… دون أقنعة، دون خوف.”
في تلك الليلة، غمضتُ عينيّ وتركتُ له المجال. كانتْ كلماته ليستْ ككلمات البشر، بل كأنها نُسجتْ من نبضٍ ومن أنينٍ قديم.
قال ليّ: “أتذكرين أول خيبة؟ حين خذلوكِ دون وداعٍ؟ أنا من ظلّ يحمل الذكرى، بينما أنتِ تمضين وكأن شيئًا لم يكن.
تنهدتُ وقلتُ: كنتُ أظن أن النسيانَ قوة.
فقال: النسيانُ ضعف أحيانًا، أما المواجهة فهي الشجاعةٌ الحقيقية.
أخبرني عن كل لحظة صمتتُ فيها عن حقي، وكل مرة ابتسمتُ فيها وقهري يمزقني بصمتٍ.
قال: “لا أطلب منكِ أن تضعفِي، فقط اسمحي ليّ أن أتنفّس..”
وفي تلك الليلة، ومنذ أن تكلّم قلبي، تغيّرتُ.
لم أعد أخجل من دموعي، ولا أعتذر عن مشاعري.
بل أكتب حين أتألم، وأتكلم حين أختنق، لم تكن مجرد محادثة بيني وبين قلبي..بل كانت مصالحة أن أعيش بنبض صادق ومشاعر حقيقية
لأن قلبي… أخيرًا تكلّم.