أقيمتْ خلال الأيام الماضية فعاليات مهرجان الخريف السياحي الدولي في دورته الـ)28( بمدينة هون تحت شعار: )تعدَّد الموروث في الهوية الواحدة(.
استقبل أهل مدينة هون ضيوفهم بكل تهليل وترحاب.
صحيفتنا كعادتها سباقة لمتابعة مثل هذه المهرجانات هذا العرس التراثي الجميل الذي تحتفي به مدينة هون كل عام وتستقبل الزور من كل ربوع وطننا الحبيب كان هذا العام مميزًا بالحضور سواء من قبل المهتمين بالفن والثقافة والتراثي الشعبي الأصيل، أم من الجمهور.
مكان الاحتفال كان بمنتزه «الفوارة» ومن بين الأشياء التراثية القديمة التي لها عشاق وكانت حاضرة بالمهرجان مع جماليات التراثية القديمة والحديثة بدار بركوس التراثية وغيرها من المنشط التي كانت تقام هنا وهناك بالأحياء الشعبية؛ حيث كان معنا أ.أحمد بركوس البحث التراثي الذي تحدث إلينا قائلاً :
الحقيقة وكما شاهد جميع الحضور كانت هذه الدورة مميزة ومنظمة شاركت كل شرائح المجتمع ومنهم الشباب البداية مع المعارض الفنية منها المعرض الذي احتواء على مجموعة رائعة من القطع التاريخية، والتراثية التي تحكي حكايات المدينة، وأصالتها والجميع كانوا جاهزين وعاشوا أجواء التراث والفن والثقافة في قلب مدينة هون ومعارض مهرجان الخريف السياحي الدولي كانت جاهزة تستقبلكم بأجمل التحف التراثية والفنون الشعبية من مختلف أنحاء ليبيا من الحرف اليدوية الأصيلة إلى المعروضات الفنية الحديثة، كل زاوية تحكي قصة من تاريخنا العريق وهذه تجربة فريدة واستمتعوا بعروض خاصة تعكس التنوع الثقافي لهويتنا الليبية ويعد هذا الحدث الكبير الذي يجمع الماضي بالحاضر )مهرجان الخريف هون ليبيا تراث – فن – ثقافة(.
جاء افتتاح المعرض والبداية كانت في «دار بركوس» للتراث الليبي القديم يرافقه القديم الجديد؛ فعندما تدخل إلى الدار تجد بها أعداد هائلة من الادوات الخاصة الزراعة، والطهو والفرش المنزلي التراثي مع تلك النقوش الجميلة وغيرها من الأدوات والاشياء التراثية التي لها زمن طويل.
وهذه الدار التراثية يأتي إليها الزوار بين الحين والآخر لأن التراث يعشقه الكثير، وكذلك تم عرض السيارات العتيقة المشاركة، وصور من العرس الشعبي الذي ترى فيه المحبة مع الجيران، ويبرز واضحًا في هداياهم الأصيلة من قبل عائلتي )الغول، والسمانة( يقدمون هدية تراثية قيمة.
وهنا أيضًا نشاهد أطفالنا ماذا رسموا؟، ومعرض للفن التشكيلي وكان الاستمتاع في جو مليء بالإبداع والمرح ومع اقامة ورشات رسم مميزة وأنشطة للأطفال تتيح فرصة التعبير عن مواهبهم الفنية.
كما انطلق في اليوم التالي معرض الكتاب والرسم والتصوير في بيت الثقافة ومع هذا الجو البديع تمتع كل الزوار بمجموعة متنوعة من الكتب والأعمال الفنية، وأيضًا كانت لهم فرصة مقابلة الفنانين والمصورين المحليين …
أ. أحمد حدثنا عن ثالث أيام المهرجان؟، وما حدثت فيه من أجواء فنية تراثية ؟
كانتْ الأجواءُ في اليوم الثالث تحمل صور أفراح النجع بكل فخر وسعادة، حيث شاركتْ مدرسة «روح العطاء» لذوي الاحتياجات الخاصة في حفل بهيج أبدع طلابنا في تقديم عروض مميزة تعكس إمكاناتهم الرائعة وطاقاتهم الإيجابية، ومن خلال صحيفتكم نشكر كل القائمين على هذا الحدث المميز ولجميع من أسهم في رسم البسمة على وجوه طلابنا الأعزاء…
واشار أ. أحمد في حديثه …
أن هناك فقراتٍ ترفهية جاءت عبر هذا السؤال .. هل تحب التصوير وتود مشاركة أجمل لحظاتك في رالي الخريف؟ الآن فرصتك، وهنا جاءتْ مشاركات مع أجمل صورة التقطتها خلال الرالي …
وهنا يصل بنا الحديث عن اليوم الختامي للعراس التقليدي بمدينة هون، وكيف تلبس ثوب العرس مع أهل العروس وهو اليوم الرابع «يوم المرواح» يوم زفة العروس لعريسها في جمعٍ من أهلها وجيرانها وأحبابها وتمشيط العروس عشية يوم المرواح «14» السالف وتثبت بالطنقوش وهو تاج بالقماش الأحمر المرصع بالذهب، والفضة ولبس الثوب الأبيض «البفتة» دلالة على نقاء أصلها وشرفها. أما الحُلي «الخرص، والبغمة، والحجل، والعقد، والمنزقة، والمطاويح» ويتم تغطية وجهها بالأحمر البودري, ويوضع فوق رأسها الوزرة الصفراء والمقنعة أصلها وشرفها.
وفي اليوم الخامس للعرس يطلق عليه «يوم الصباحية»
حيث تلبس العروسة اللباس نفسه تُزين العروس ويُكشف عن وجهها، وتأتي النساء قليلة من أهلها للمباركة لها يقوم أهل العريس؛ فوسط الأحباب والجيران والاقارب برقصة الصباحية «النخيخة» ورقصة الحظ «الحز»
وتقام في عشية اليوم الأول من العرس بعد عقد القران ويجسدها مجموعة من الرجال على هيئة صفين ويقودهم واحد، تبدأ في دار العريس ومن ثم تنتقل إلى دار العروس ترجلاً وعلى ألحان وأغانٍ خاصة تختلف عن بقية الألحان في العرس الشعبي الهوني…
وهل كانت هناك مناشط أخرى غير التي تحدث عنها ؟
هناك عدة مناشط متعدَّدة منها الدعم لفعاليات ومناشط مهرجان «الخريف بهون» هنا رأى الشاعر الراحل السنوسي حبيب أن تضاف قيمة أخرى لمنشطه التي تهتم بالشأن الثقافي والفني من خلال استضافة أدباء وكتَّاب، والشعراء والمفكرين والفنانين حيث تم تتويج لتلك التظاهرة والعرس السنوي الذي ينتظره أهالي هون جميعهم بفارغ الصبر كي يعم الفرحُ وتسود البهجة كافة مناحي الحياة، ومظاهرها بالمدينة وما حولها ومنذ ذلك التاريخ استمر الملتقى ضمن فعاليات المهرجان؛ حيث تولى القائمون على إدارة جمعية )ذاكرة المدينة(، وفعالياتها استضافة ضيوف الملتقى وإدارته بعد وفاة الراحل السنوسي حبيب وداعميه من النشطاء والفاعليات الثقافية حيث كان الأعزاء الدكتور نجيب الحصادي، والاستاذان يوسف الغزال، ويوسف خشيم والفنان حسين زوبي الصانع الليبي ضيوف مهرجان الخريف هذا العام في دورته الثامنة والعشرين، والملتقى في نسخته الثامنة عشر حيث كانت محاضرة الدكتور نجيب عن «الذكاء الاصطناعي» وما تحوم حوله من هواجس، ومحاضرة الأستاذ يوسف الغزال عن تقنية المحافظة على المقتنيات الشعبية، وحصة الأستاذ يوسف خشيم عن السيرة الذاتية للفنان عمر مسعود وعلاقته الفنية والانسانية به..
وعلاقته الفنية والانسانية به وتضمن الملتقى الثقافي لهذا العام براحًا فنيًا تمثل باستضافة الفنان المبدع والمتألق حسين زوبي الصانع الليبي، عازف آلة القانون الشهير والمتميز، الذي اطرب بعزفه الممتع والشيق اسماع الحضور وتذكيرهم بأغنيات ذات وقع وصدى لدى الحضور فكان لحضورهم وعطائهم الجميل والمبهر الأثر الطيب عند الحضور وفعاليات المهرجان كافة، فالشكر موصول لضيوفنا الاعزاء الذين شرفوا المهرجان ومنحوا أهله وزائريه المتعة والبهجة والفرح المستحق …
تعتز إدارة مدرسة )روح العطاء( بتكريم إدارة مدرسة «الاشراقة» لذوي الاحتياجات الخاصة الاستاذ محمد صالح العطشان، ورئيس المهرجان على دعمهم ورحابة صدرهم لمشاركتنا في مهرجان الخريف …
وهنا أكد أ. أحمد في حديثه لنا :
من اللحظات المميزة في المهرجان قارة عافية للفروسية
حيث كان المهرجان لوحة من الأصالة والفخر، حيث قدَّم الفرسان عروضًا مبهرة، وسط أجواء حماسية وحضور مميز وهناك في بعض الصور التي ترافق هذا اللقاء الطيب بها بعض اللحظات الرائعة التي عشناها بالمهرجان، نأمل أن تنال إعجابكم، ونتطلع لرؤيتكم في فعاليات قادمة مليئة بالتراث والإثارة مهرجان الفروسية تراث أصالة…
ومن بين المشاركين كان معنا دور عرض روضة )الزهور( الذين أبدعوا في تنظيم وإعداد هذا العمل المميز ولقد أسعدوا قلوب الأطفال، وأضافوا بهجة وسعادةً للحضور الكريم الأطفال كما نشكر إدارة الروضة على دعمها المتواصل واهتمامها بتقديم الأفضل لأبنائنا بفضل جهود وتفاني نجح العرض في ترك بصمة لا تُنسى، فالهم منا كل الامتنان والتقدير …
كما احتفى المهرجان الخريف السياحي بمشاركة مركز ليبيا المميز حيث قدم اهداءً يجسد تنوع التراث الليبي، ويبرز جماله الفريد.
وعبر هذه الكلمات نقول للجميع شكرًا على هذا المهرجان الرائع الذين جمع كل الفئات العمرية من أحبابنا الليبيين وهذا التألق البديع مع الفن الليبي الأصيل وربي يدوم علينا الفرح ….