قانون

خيط رفيع !!

حميدة القمودي

في‭ ‬الفضاء‭ ‬الرقمي‭ ‬أصبحت‭ ‬الكلمة‭ ‬تكتب‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬وتنشر‭ ‬في‭ ‬ثوان‭ ‬وتحدث‭ ‬أثرا‭ ‬لايمحى‭ ‬بسهولة‭ ‬فبين‭ ‬منشور‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬رأي‭ ‬وآخر‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬أذى‭ ‬أو‭ ‬تشهير‭ ‬يقف‭ ‬خيط‭ ‬رفيع‭ ‬ليفصل‭ ‬بين‭ ‬الحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬والجريمة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬خط‭ ‬لا‭ ‬يفهمه‭ ‬إلا‭ ‬القليل‭ ‬يتجاوزونه‭ ‬دون‭ ‬قصد‭ ‬أو‭ ‬وعي‭.‬

ومع‭ ‬الانتشار‭ ‬الواسع‭ ‬لاستخدام‭ ‬النت‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بات‭ ‬الكثير‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬السوشل‭ ‬ميديا‭ ‬ملكية‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬مايكتب‭ ‬وينشر‭ ‬فيها‭ ‬يدخل‭ ‬ضمن‭  ‬الحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬ولكن‭ ‬مالا‭ ‬يعرفه‭ ‬هؤلاء‭ ‬أن‭ ‬للقانون‭ ‬رأي‭ ‬آخر‭ ‬فكل‭ ‬منشور‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬دليل‭ ‬إدانة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تضمن‭ ‬إساءة‭ ‬أو‭ ‬تهديد‭ ‬أو‭ ‬نشر‭ ‬معلومة‭ ‬تخص‭ ‬خصوصية‭ ‬الغير‭.‬

ففي‭ ‬الزمن‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬فيه‭ ‬الرأي‭  ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬آلاف‭ ‬الناس‭ ‬نقف‭ ‬لنتساءل‭ ‬متي‭ ‬يكون‭ ‬مانكتبه‭ ‬تعبيرا‭ ‬مشروعا‭ ‬عن‭ ‬الرأي؟

ومتى‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬جريمة‭ ‬الكترونية‭ ‬يعاقب‭ ‬عليها‭ ‬القانون؟

ملفنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬يفتح‭ ‬باب‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬آلية‭ ‬تصنيف‭ ‬المحتوى‭ ‬الإلكتروني‭ ‬كجريمة‭ ‬ودور‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬المتابعة‭ ‬والتقصي‭ ‬والرؤية‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬ووعي‭ ‬المواطن‭ ‬كيف‭ ‬يعرف‭ ‬حقوقه‭ ‬وحدود‭ ‬حريته‭ ‬وخلق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬حرية‭ ‬الكلمة‭ ‬ومسؤوليتها‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى