لم أتوقع كما لم يتوقع الكثيرون بأن تقفز الدولة فجأة حسب تقديري على رؤوس أصابعها وتباشر في إنشاء طرق ومسارات في أحياء سكنية مكتظة يحيط بها مؤسسات وعقارات تتساوى ومئات الملايين من الدينارات..
نعم هو حديث يذكر ومقالة تستحق النشر..
ماحدث من شغل ميداني لشركة الخدمات العامة طرابلس ولغيرها من أجهزة خدمات الدولة خلال الفترة الأخيرة يستحق الإشادة والوقوف عندها احتراما وتقديرا.. ليس لأنه مجرد مسارات طرقية أو بضع كيلو مترات بسيطة تم إنشاؤها وتخطيطها وانارتها..
ولكن لعدة اعتبارات أخرى أراها في تقديري تشبه إلى حد كبير تطويع الحديد بالنار..
ولنحاول أن نقرأ مشهد الانجاز هذا حتى قبل انطلاقته..
التخطيط العمراني في طرابلس وضواحيها والذي يتم تنفيذه حاليا هو في حقيقة أمره تخطيطا يعود لأكثر من عشرين سنة.. وهو وحتى تلك الفترة لم يكن سهلا وبقي مجرد هدم لغرض التطوير.. لوجود التزامات مالية كانت شبه بسيطة سابقا ولكنها أصبحت ضخمة حاليا.. بالاضافة إلى بعض الاشكاليات التي تتعلق بأهمية بعض المؤسسات الموجودة في هذه المسارات وغير ذلك..
والسؤال الذي كان محيرا.. كيف لدولة في نظر مواطنيها عاجزة عن الإنجاز أن تقوم بمثل هذه المشاريع الضخمة والتي تعذر إنشاؤها في فترات سابقة كانت فيها متماسكة أمنيا وماديا..
ماحدث في عديد المشاريع التي أقيمت داخل طرابلس لايمكن أن يكون مجرد شغل ميداني عابر.. بل بالعكس هو إنجاز في أصعب الظروف أثبت دون أي مجال للشك بأن هناك من يداوم على عمله طيلة اربع وعشرين ساعة في وقت سجلت فيه عديد المؤسسات مشاهد سيئة في التسيب الاداري والوظيفي كما اثبتت بأن الدولة تمرض ولاتموت وبأنها قادرة على أن تصحو رغم النعاس الشديد..
ولعلني هنا أطرح بعض الأمثلة في هذا السياق كمشروع عودة الحياة وتوسعة طريق 11 يونيو.. فما كان مستحيلا في فترة قريبة سابقة أصبح حقيقة وفي أصعب الظروف
هذا لو كنا منصفين في حق أنفسنا
كونوا بخير