رأي

دوام أربع وعشرون ساعة

محمد الرحومي

لم‭ ‬أتوقع‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يتوقع‭ ‬الكثيرون‭ ‬بأن‭ ‬تقفز‭ ‬الدولة‭ ‬فجأة‭ ‬حسب‭ ‬تقديري‭ ‬على‭ ‬رؤوس‭ ‬أصابعها‭ ‬وتباشر‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬طرق‭ ‬ومسارات‭ ‬في‭ ‬أحياء‭ ‬سكنية‭ ‬مكتظة‭ ‬يحيط‭ ‬بها‭ ‬مؤسسات‭ ‬وعقارات‭ ‬تتساوى‭ ‬ومئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدينارات‭..‬

نعم‭ ‬هو‭ ‬حديث‭ ‬يذكر‭ ‬ومقالة‭ ‬تستحق‭ ‬النشر‭..‬

ماحدث‭ ‬من‭ ‬شغل‭ ‬ميداني‭ ‬لشركة‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭ ‬طرابلس‭ ‬ولغيرها‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬خدمات‭ ‬الدولة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬يستحق‭ ‬الإشادة‭ ‬والوقوف‭ ‬عندها‭ ‬احتراما‭ ‬وتقديرا‭.. ‬ليس‭ ‬لأنه‭ ‬مجرد‭ ‬مسارات‭ ‬طرقية‭ ‬أو‭ ‬بضع‭ ‬كيلو‭ ‬مترات‭ ‬بسيطة‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬وتخطيطها‭ ‬وانارتها‭..‬

ولكن‭ ‬لعدة‭ ‬اعتبارات‭ ‬أخرى‭ ‬أراها‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬تشبه‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬تطويع‭ ‬الحديد‭ ‬بالنار‭..‬

ولنحاول‭ ‬أن‭ ‬نقرأ‭ ‬مشهد‭ ‬الانجاز‭ ‬هذا‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬انطلاقته‭..‬

التخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬وضواحيها‭ ‬والذي‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذه‭ ‬حاليا‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬أمره‭ ‬تخطيطا‭ ‬يعود‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭.. ‬وهو‭ ‬وحتى‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬سهلا‭ ‬وبقي‭ ‬مجرد‭ ‬هدم‭ ‬لغرض‭ ‬التطوير‭.. ‬لوجود‭ ‬التزامات‭ ‬مالية‭ ‬كانت‭ ‬شبه‭ ‬بسيطة‭ ‬سابقا‭ ‬ولكنها‭ ‬أصبحت‭ ‬ضخمة‭ ‬حاليا‭.. ‬بالاضافة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الاشكاليات‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بأهمية‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسارات‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭..‬

والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬محيرا‭.. ‬كيف‭ ‬لدولة‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬مواطنيها‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬الإنجاز‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬الضخمة‭ ‬والتي‭ ‬تعذر‭ ‬إنشاؤها‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬سابقة‭ ‬كانت‭ ‬فيها‭ ‬متماسكة‭ ‬أمنيا‭ ‬وماديا‭..‬

ماحدث‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬داخل‭ ‬طرابلس‭ ‬لايمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مجرد‭ ‬شغل‭ ‬ميداني‭ ‬عابر‭.. ‬بل‭ ‬بالعكس‭ ‬هو‭ ‬إنجاز‭ ‬في‭ ‬أصعب‭ ‬الظروف‭ ‬أثبت‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬للشك‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يداوم‭ ‬على‭ ‬عمله‭ ‬طيلة‭ ‬اربع‭ ‬وعشرين‭ ‬ساعة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سجلت‭ ‬فيه‭ ‬عديد‭ ‬المؤسسات‭ ‬مشاهد‭ ‬سيئة‭ ‬في‭ ‬التسيب‭ ‬الاداري‭ ‬والوظيفي‭ ‬كما‭ ‬اثبتت‭ ‬بأن‭ ‬الدولة‭ ‬تمرض‭ ‬ولاتموت‭ ‬وبأنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تصحو‭ ‬رغم‭ ‬النعاس‭ ‬الشديد‭..‬

ولعلني‭ ‬هنا‭ ‬أطرح‭ ‬بعض‭ ‬الأمثلة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬كمشروع‭ ‬عودة‭ ‬الحياة‭ ‬وتوسعة‭ ‬طريق‭ ‬11‭ ‬يونيو‭.. ‬فما‭ ‬كان‭ ‬مستحيلا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬قريبة‭ ‬سابقة‭ ‬أصبح‭ ‬حقيقة‭ ‬وفي‭ ‬أصعب‭ ‬الظروف

هذا‭ ‬لو‭ ‬كنا‭ ‬منصفين‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬أنفسنا

كونوا‭ ‬بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى