التصحر أحد المخاطر الطبيعية المؤثرة باجتياحها للمناطق الزراعية والرعوية وهو ناتج عن عوامل طبيعية وأخرى بشرية ،ومن اهم اسبابه
التغيرات المناخية والرعي الجائر وقطع الأشجار والاحتطاب وتوسع الزراعة
و للحد من هذه الظاهرة . دعم البرامج الوطنية لمكافحة التصحر وتوطين التقنيات الحديثة الملائمة لليبيا واجراء البحوث العلمية لاستنباط انواع نباتية مناسبة للبيئة المحلية .
صحيفة فبراير كان لها حوار مع الدكتور/ علي عياد الكبير
عضو هيئة تدريس جامعة طرابلس دكتوراة في الجغرافيا الطبيعية
/ماهي الأسباب الرئيسة لانتشار التصحر .
بداية سأتحدث عن التصحر والحزام الأخضر- التصحر هو عملية تدهور الأراضي في المناطق الجافة والشبه جافة نتيجة لعوامل مثل تغير المناخ والأنشطة البشرية- يؤدي التصحر إلى فقدان التربة الخصبة وتدهور النظم البيئية، مما ينتج عنه انخفاض إنتاجية الأراضي الزراعية والرعوية- أهم عوامل التصحر هي الجفاف، والرعي الجائر، والزراعة غير المستدامة، والتوسع العمراني، وقطع الغابات- ينتشر التصحر بشكل كبير في مناطق العالم الجافة وشبه الجافة، مثل أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.الحزام الأخضر هو مبادرة دولية لمكافحة التصحر عن طريق زراعة وإنشاء أحزمة خضراء واسعة.- الفكرة هي إنشاء ممرات خضراء عبر القارات لإعادة تشجير المناطق المتصحرة وحماية الأراضي الزراعية- أهم أمثلة على الحزام الأخضر هي “الحزام الأخضر العظيم” في الصين و”حزام الساحل” في أفريقيا ،وليبيا كانت لديها تجربة ناجحة في حملات التشجير منذ العهد الاستعمار الايطالي وبعدها استمرت هذه الحملات في عهد المملكة الليبية ،ولكن للاسف الشديد تم القضاء على ألف من أشجار هذا الحزام الاخضر وخاصة في مناطق جنوب طرابلس وجبل نفوسة ومنطقة القربولي وغنيمة والجبل الاخضر وغيرها من المناطق بطرق غير قانونية.- تساعد هذه المبادرات في استعادة الغطاء النباتي، تحسين خصوبة التربة، وتحقيق التنمية المستدامة في المناطق المتضررة من التصحر. حيث تتمثل الأسباب البشرية في الضغوط الناتجة عن الزيادة السكانية، والممارسات الخاطئة وغير المراعية لقدرات النظم البيئية وطبيعة التربة، مثل الرعي الجائر وتجريف التربة الزراعية وإزالة الغابات وتحويل المجاري المائية وأنشطة التعدين، وردم أو تجفيف المسطحات المائية.
و الاستغلال الجائر للغابات وإزالة الأشجار مما يؤثر على تماسك تربة الأرض. و الاستغلال المفرط للتربة من خلال النشاط البشري.
ويرجع السبب الرئيسي في انتشار التصحر هو تغير المناخ والأنشطة البشرية، ويمكن تفصيل ذلك كما يلي:
1. تغير المناخ:
- ارتفاع درجات الحرارة والجفاف المتزايد في المناطق الجافة وشبه الجافة نتيجة التغير المناخي.
- انخفاض معدلات هطول الأمطار وانتظام الأنماط المطرية في هذه المناطق.
- تقلص الغطاء النباتي والتربة الخصبة بسبب الجفاف المتزايد.
2. الأنشطة البشرية:
- الرعي الجائر وإفراط استخدام الأراضي الرعوية.
- الزراعة غير المستدامة وإفراط في استخدام الأراضي الزراعية.
- قطع الغابات والتوسع العمراني العشوائي.
- سوء إدارة الموارد الطبيعية والممارسات الخاطئة.
يعد التصدي لآثار تغير المناخ والتنمية المستدامة للأنشطة البشرية من أهم الحلول لمواجهة مشكلة التصحر على المستوى العالمي.
/مخاطر التغيرات المناخية وكيف نواجهها.
. لقد أصبح موضوع التغير المناخي والتصدي له مثار اهتمام كبير في الآونة الأخيرة. هناك مجموعة من المخاطر الرئيسية المرتبطة بالتغير المناخي والتي تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لها:
ارتفاع درجات الحرارة
ارتفاع مستوى سطح البحر
تدهور التنوع البيولوجي
تأثيرات على الصحة العامة
للتصدي لهذه المخاطر، هناك مجموعة من الإجراءات الرئيسية التي يجب اتخاذها على المستويات الدولية والوطنية والمجتمعية:
الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عن طريق الاستثمار في الطاقات المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة.
2. تطوير خطط للتكيف مع آثار التغير المناخي، مثل بناء البنية التحتية المرنة وإدارة الموارد المائية.
3. تعزيز التنوع البيولوجي وحماية النظم البيئية الطبيعية.
4. تحسين الاستعداد والاستجابة للكوارث الناجمة عن تغير المناخ.
5. تعزيز البحث العلمي والابتكار في مجال تقنيات التخفيف والتكيف.
يتطلب مواجهة هذا التحدي الكبير تضافر الجهود على جميع المستويات. فالتعاون بين الدول والمجتمعات والأفراد أمر حاسم للتعامل مع مخاطر التغير المناخي.حيث شاركت في مؤتمر الأطراف 28 المقام في دبي 2023 ، وكان كل الاهتمامات الرئيسة لهذا المؤتمر كيف يتم تقليل الانبعاثات الدافئة من غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان وغيرها التي تساهم في ارتفاع درجة الحرارة في العالم ،وليبيا ضحية الدول الصناعية التي لديها صناعات عملاقة وتساهم في تلوث الهواء الجوي.
هل هناك علاقة مابين التصحر وتغير المناخ .
نعم، هناك علاقة مباشرة بين التصحر وتغير المناخ. فالتصحر هو تراجع أو تدهور واسع النطاق للأراضي الجافة نتيجة عوامل طبيعية وبشرية مثل الجفاف وغير ذلك. أما تغير المناخ فيشير إلى التغيرات الطويلة الأجل في أنماط الطقس والمناخ عبر العقود والقرون.
وقد تبين أن التصحر يُساهم بشكل كبير في تغير المناخ من خلال الآتي:
1. تخفيض قدرة الأراضي على امتصاص وتخزين الكربون، مما يزيد من انبعاثات غازات الدفيئة.
2. انخفاض تغطية النباتات والتربة، مما يقلل من عكس الإشعاع الشمسي وارتداده إلى الفضاء، وبالتالي زيادة امتصاص الحرارة.
3. تقليل هطول الأمطار وزيادة درجات الحرارة، مما يفاقم ظاهرة التصحر.
في المقابل، فإن تغير المناخ يساهم في تفاقم ظاهرة التصحر من خلال الجفاف المتزايد وتقلبات الأحوال الجوية التي تسببت في العديد من موجات التسونامي وضرب سواحل بعض الدول مخلف آلاف الضحايا، وكما حدث في منطقة في مدينة درنة في سبتمبر2023 إعصار دانيال الذي خلف آلاف الضحايا وتدمير مئات من المساكن والبنية التحتية لمدينة درنة بعد انهيار سد بومنصور اكثر هطول الأمطار الغزيرة التي تراوحت مابين 200-400 ملميتر في خلال 12 ساعة.
في رأيك هل للتعليم والاستثمار في البحث العلمي والتكنولوجيا دور في مكافحة التصحر.
نعم، الاستثمار في التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا له دور مهم في مكافحة التصحر وتخفيف آثاره. هناك عدة طرق يساهم بها هذا الاستثمار: البحوث العلمية: تساعد البحوث في فهم أسباب ومسببات التصحر بشكل أفضل، مما يمكّن من وضع استراتيجيات فعالة لمكافحته.
. التقنيات المتطورة
التعليم والتوعية
نقل المعرفة والخبرات
. التخطيط والرصد: استخدام التقنيات الحديثة في رصد وتحليل بيانات التصحر يساعد في وضع خطط ومبادرات فعالة.
لذلك فإن الاستثمار في هذه المجالات أمر حيوي لمكافحة التصحر والتصدي لتأثيراته السلبية على البيئة والمجتمع..
ماهي الحلول المقترحة للتصدي لظاهرة التصحر في ليبيا ؟
هناك عدة حلول مقترحة لمواجهة ظاهرة التصحر في ليبيا:. تنفيذ برامج زراعة الأشجار والنباتات الصحراوية المقاومة للجفاف في المناطق المتضررة. هذا يساعد في استعادة الغطاء النباتي وحماية التربة.تعزيز إدارة المراعي والرعي الرشيد من خلال وضع ضوابط وحصص للرعي في المناطق الحساسة. هذا يساعد في منع الرعي الجائر.
تطبيق ممارسات الزراعة المستدامة كالحراثة الحفاظية وتحسين إدارة المياه والتربة. هذا يساعد في الحد من تدهور الأراضي الزراعية. إعادة تأهيل واستصلاح الأراضي المتدهورة باستخدام التقنيات الحديثة كالبذور المحسنة والتشجير المناسب. تنفيذ برامج التوعية والتدريب للمزارعين والرعاة على ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي.. تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمشاركة الخبرات والحلول المبتكرة لمكافحة التصحر.
إنشاء نظام فعال لرصد ومتابعة ظاهرة التصحر باستخدام التقنيات الحديثة كالاستشعار عن بعد.تنفيذ هذه الحلول بشكل متكامل ومستدام سيساهم بشكل كبير في الحد من مشكلة التصحر في ليبيا.
وبحمد الله تم إطلاق مبادرة غرس 100مليون من أشجار الغابات المختلفة التي تقاوم البيئة الصحراوية منها المثمرة حسب التوزيع من قبل المتخصصين في مجال مكافحة التصحر وتم الإعلان عن هذه المبادرة من خلال مؤتمر الأطراف 28 بدبي ، وكما كنت ضيف في التلفزيون عبر قناة العربي منذ سنتين وكان اللقاء يتمحور عن التغيرات المناخية وحملات التشجير وأعلن بأن ليبيا تستوعب 100 مليون شجرة للحد من ظاهرة تدهور الأراضي ومقاومة التصحر.
هل للتصحر ثاتيرات بيئية واجتماعية واقتصادية؟
/بالطبع، التصحر له آثار كبيرة على الحالة الاجتماعية والاقتصادية للمناطق المتأثرة. بعض الآثار الرئيسة هي:الآثار الاجتماعية- انخفاض إنتاجية الأراضي الزراعية، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج الغذائي وارتفاع أسعار الأغذية. هذا يؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائي للسكان، وخاصة أولئك الذين يعتمدون على الزراعة والرعي.- هجرة السكان من المناطق المتصحرة إلى مناطق أخرى، مما يؤدي إلى تفكك المجتمعات المحلية وتآكل الثقافات التقليدية.- ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في المناطق المتأثرة بالتصحر.- زيادة التوترات والنزاعات على الموارد المتناقصة مثل الأراضي والمياه.
الآثار الاقتصادية:
- انخفاض إنتاجية الأراضي الزراعية وتدهور الأراضي الرعوية
- زيادة تكاليف إنتاج المحاصيل وتربية الماشية
- انخفاض القيمة الاقتصادية للأراضي المتأثرة بالتصحر.
- تكاليف عالية لتنفيذ مشاريع إعادة تأهيل الأراضي المتصحرة.
- تأثير سلبي على البنية التحتية والنشاطات الاقتصادية الأخرى في المناطق المتأثرة.
بشكل عام، التصحر له انعكاسات اجتماعية واقتصادية سلبية كبيرة على المجتمعات المتضررة، مما يتطلب جهود وطنية ودولية مكثفة للحد من هذه الظاهرة والتعامل مع آثارها، وعندما تتدهور فإن التأثير على الناس والماشية والبيئة يمكن أن يكون مدمراً..