نمضي إلى محطة أخرى سبرًا لعوالم حواء التي لا نعرفها عندما تغلق البابَ خلفها عائدة من الوظيفة، لتبدأ في استلام مهمة هي عبارة عن مجموعة مهام متعدَّدة زوجة، وأختاً، وأماً، وربة بيت ..
حوارنا مع د: صفية بن سعود المتخصصة في مجال الإعلام
صفية ربة المنزل تحاول وتسعى إلى تحقيق التوازن بين أعباء الوظيفة والمسؤوليات الأسرية بحيث لا تؤثر إحداهما على الأخرى، أو يحدث تقصير في إحدى المهمتين وبالفعل كل هذا يتوقف على تنظيم الوقت و تقليص بعض الأمور الاجتماعية أما عن ما تتعرض له المرأة العاملة من ضغوط مقارنة بربة البيت ومع كامل احترامي لربات البيوت فأنا أرى من وجهة نظري بأن المرأة العاملة هي الأكثر تنظيما وقدرة على إدارة الوقت و عدم هدره في ما لا يعنيها أو يعود عليها بالنفع فهي تعرف و تقدر جيدا قيمة كل دقيقه و ساعة، وعليه فهي شديدة الحرص على عدم إضاعة الوقت حتى لا تتراكم و لا تتزاحم عليها المهام و الواجبات……. ليست هناك شروط محددة او شروط خاصة للحياة الزوجية السعيدة من الممكن أن تفرق بين كون المرأة عاملة أو ربة منزل السعادة الزوجية واحدة لا تتجزأ انا أستغرب من ربط البعض بين بقاء المرأة في بيتها لتحقق السعادة لأسرتها هذا غير حقيقي ولا واقعي فجميعنا يعلم أن هناك بيوت تعيسة و بيوت حدث بها طلاق و أخرى بها مشاكل لا حصر لها برغم أن الزوجة لا تعمل والعكس صحيح برأيي السعادة الأسرية تتوقف على حجم الاحترام والتقدير والمودة المتبادل بين الزوجين والابناء فيما بعد…. من الصعب أن تجبر المرأة على أن تلغي كيانها الوظيفية بدون أن تكون هذه القناعة نابعة من ذاتها و مقتنعة تمام الاقتناع بأنها لم ولن تستطيع أن توفق بين مهامها و مسئولياتها كأم و زوجة و من جهة أخرى كسيدة عاملة حينها فقط من الممكن أن تتوقف المرأة و بملئ إرادتها و قناعتها عن العمل بدون أن تشعر بأنها مجبرة أو مسلوبة الحرية في اتحاد قراراتها المصيرية….. للاسف الشديد المجتمع الليبي مازال كما هو برغم المحاولات الكثيرة التي تقوم بها المرأة ولكن مجتمعنا مازال يحافظ على موروثه الفكري الذي يقوم المرأة و يحجمها ولا يراها سوى ربة منزل فقط حتى وإن سمح لها بالدخول إلى سوق العمل فهو يحدد لها بعض المهام و يسعى جاهدا لسلبها باقي الأعمال و الوظائف و التي يراها من وجهة نظره أنها للذكور فقط …. الحديث عن الطموح والنجاح والأفكار الجديدة والمتطورة هذا موضوع جميل جدا و مهم جدا للطرفين وخاصة المرأة التي تحرم في أحيان كثيرة من ممارسة حقها الطبيعي في طرح أفكارها عليه يجب دعم المرأة سواءا كانت ربة منزل أو عاملة وتقديم الدعم و المساندة لها لما تملكه من طموح و موهبة مبدعة في عدة مجالات لكن للاسف لم تستثمر بعد بالشكل المطلوب والائق و بدون استغلال بعض جهات أو بعض مؤسسات أو جمعيات ظاهرها ينادي بدعم المرأة بينما نجد باطنها يسوق لشخوص معينة و محددة غايتها و غرضها خدمة مصالحها الذاتية و الشخصية فقط …. مفهوم التحرر المجتمعي هذا يحتاج منا لندوات ومحاضرات توعوية كبيرة لا يمكن أن نختزله في سطور ولكن من وجهة نظري أرى أن مجتمعاتنا العربية لم تعي و لم تفهم بعد المعنى الحقيقي للتحرر لذلك نرى ما نراه الآن من انحلال و تفسخ أخلاقي و فكري تحت مسمى حرية الفكر و الرأي لكن هناك فرق كبير بين الحرية المسؤولة و بين التحرر الغير مسئول والذي تغيب عنه الرقابة الأسرية بضوابطها وعقلانيتها و منهجها السليم المبني على أسس نابعة من ديننا الإسلامي الحنيف الذي كرم الإنسان بالعقل و منحه حرية الاختيار بدون امتهان لنفسه أو كرامته بينما ما نراه الآن بعيد كل البعد بعيد تماما عن المعنى السامي و النبيل للحرية كقيمة إنسانية عظيمة منحها الله لنا…. وأخيرا وليس اخرا اشكرك جدا أيتها المرأة العاملة والام العظيمة والطالبة المجدة و المثابرة الصحفية المتألقة العزيزة فايزة العجيلي على هذا الحوار الممتع والمفيد تمنياتي لك بالتوفيق والنجاح الدائم يارب العالمين.