
على درجة عالية من المهنية، وما ينقصنا هو الاستمرارية في
توفير العلاج الكيماوي .. القسم يشتغل بكامل سعته السريرية، وفي العيادة تقدم خدمة لأكثر من 100 حالة يوميا .. خلال العام 2024م سجلنا عدد 1090 حالة جديدة، وخلال شهري يناير وفبراير من العام الحالي سجلنا عدد
166 حالة جديدة…
الزيادة المضطردة في الإصابة بالأورام مخيفة، وهذا
يتطلب من الجهات ذات العلاقة إجراء البحوث والدراسات
المعرفة الأسباب الرئيسة للإصابة
… لا يخفى على أحدٍ في الدولة الليبية مسؤولاً كان، أم مواطنًا المعاناة التي يتكبدها مرضى الأورام، وذووهم بسبب نقص جرعات العلاج الكيماوي.
وكثيرة هي المرات التي يتناهى إلى مسامعنا بأن نقص الجرعات جعل ذوي المرضى يضطرون بتوفيرها على نفقتهم الخاصة والله يعلم )كيف دبروا أمورهم(، مع نقص السيولة.
هذا ما يجعلنا نقف على القول المتداول بين النَّاس )من يمرض ربي يصبره، واللي عنده مریض تمرض معاه أسرته بكاملها(، على الرغم من وجود مراكز متخصصة وأقسام العلاج مرضى الأورام في كُبريات المستشفيات
تقابلها جهود تبذل من قبل العناصر الطبية، والطبية المساعدة من أجل تقديم خدمة للمرضى إلا أن ضعف الإمكانات في بعض الأحيان تجعلهم عاجزين عن تقديم شيء سوى التشخيص، ومنح العلاج في حال توفره، ما يجعل مقدمي الخدمة أطباء، وتمريض في موقف محرج مع المرضى وذويهم لعدم توفر العلاج الكيماوي.
كثيرة هي الاستفسارات التي ترد لبريد الصفحة من المواطنين حول أسباب عدم توفير جرعات العلاج الكيماوي .. الأمر الذي جعلنا نلملم أوراقنا ونتجه صوب قسم «الأورام كبار» والتقينا رئيس القسم الدكتور كلثوم الواعر التي وضعتنا في صورة آلية عمل قسم الأورام عندما سألناها فأجابتْ بكل شفافية ..
ماذا لو تحدثينا عن قسم الأورام والخدمات التي يقدمها للمرضى ؟! …
د. كلثوم الواعر :
قسم «الأورام كبار» افتتح عام 1996م ولازال يقدم خدماته وفق الامكانات المتاحة رغم كل الظروف التي مرت بها البلاد لن يتوقف يومًا عن تقديم الخدمة لمرضاه، وتشرف عليه نخبة من العناصر الطبية، والطبية المساعدة المشهود لها بالمهنية على مختلف الدرجات العلمية .. فالقسم استمر في تقديم خدماته منذ نشأته حتى الآن .
هل الحالات التي تقدم لها الخدمة من مدينة طرابلس فقط ؟!
د. كلثوم الواعر :-
قسم الأورام بالمستشفى الجامعي طرابلس يقدم خدماته للمرضى لجميع مناطق ليبيا باعتباره مرجعية طبية إلى جانب حالات المتابعة، كما يتم إيواء الحالات من مراكز الأورام الأخرى مثل :
صبراتة، مصراتة، غريان، مركز طرابلس.. وهذا يثقل كاهل القسم.. ومعظم حالات اللوكيمياء التي يتطلب إيواءها عناية خاصة جدًا، وفترة إيواء طويلة .. يتم تحويلها للمستشفى الجامعي طرابلس، ويوجد لدينا بالقسم حاليًا عدد 6 حالات لوكيمياء حادة تحظى بالمتابعة على مدار الساعة.
هل لديكم إحصائية بعدد الحالات الجديدة؟! …
د. كلثوم الواعر :
نعم لدينا وعلى سبيل المثال عددُ الحالات الجديدة التي سجلناها خلال العام 2023 1170 حالة، بينما عام 2024م قمنا بتسجيل 1090 حالة جديدة، وخلال الثلاثة الأشهر الأولى من العام الحالي 2025م تم تسجيل عدد 166 حالة جديدة، وهذه أرقام مخيفة من وجهة نظري في عيادة الجامعي طرابلس فقط فما بالك في أقسام، ومراكز علاج الأورام الأخرى.
هذا للعيادة، فماذا عن القسم؟!…
د. كلثوم الواعر :-
بالنسبة للقسم يشتغل بكامل طاقته الاستيعابية بسعة 35 سريرًا، ولا يوجد لدينا سرير شاغر، ومَنْ يُمنح له أذن خروج تلقائيًا يتم إيواء حالة جديدة، والطاقم الطبي، والطبي المساعد يقدم خدماته على مدار الساعة ونشتغل بما يمليه علينا ضميرنا، وما ينقصنا هو الأدوية وبعض التحاليل.
ما مدى تعاون إدارة المستشفى مع القسم ؟!…
د. كلثوم الواعر :-
إدارة المستشفى تولي اهتمامًا خاصًا بالقسم وتبذل قصارى جهدها لتوفير احتياجاته من أدوية ومواد تشغيل للمختبر، والنقص في الجرعات يرجع لتذبذب توفيره من جهاز الامداد الطبي، وهيئة مكافحة السرطان أرسلت رسائل طمأنة مؤخرًا بتوفير العلاج الكيماوي خلال الأسابيع والأشهر القادمة، وهذا سيُسهم بشكل مباشر في تسريع شفاء المرضى عندما تتوفر جرعات الكيماوي بشكل منتظم.
هل لديكم إحصائية بالحالات التي تقدم لها خدمة في عيادة متابعة مرضى الأورام ؟!…
د.كلثوم الواعر :-
بالتأكيد كما عرجت سالفًا كل الحالات التي تقدم لها خدمة في القسم والصيدلية، والعيادة يتم تسجيلها أول بأول، فالعيادة تستقبل يوميًا من 60 – 140 حالة تشمل حالات الكشف ومنح جرعات العلاج الكيماوي والتحاليل، وفي حال توفر العلاج يُمنح للمرضى من صيدلية العيادة على سبيل المثال:
خلال شهر ديسمبر عام 2024م عدد الحالات التي قدمت لها خدمة 867 نساءً، وعدد 633 رجالًا وخلال شهر يناير من العام الحالي 2025م الحالات التي قدمت لها خدمة طبية في العيادة 986 نساءً، وعدد 529 رجالًا، وخلال شهر فبراير الماضي 1030 نساءً، وعدد 718 رجالاً.
ما السبب في رأيك توجه المرضى للعلاج في الخارج وعلى نفقتهم الخاصة في بعض بعض الأحيان؟ .. هل لعدم كفاءة الطبيب الليبي في التشخيص .. أم لعدم توفر العلاج ؟!…
د. كلثوم الواعر :-
نقص الامكانات هو السببُ، وفي المجمل كل الحالات التي تم تشخيصها من قبل أطباء القسم وتوجهت للعلاج في الخارج ثم رجعت لاستكمال علاجها عندما وجدوا التشخيص والعلاج نفسه، في بلادنا يوجد الأطباءُ الأكفاء والتمريض التخصصي،
ما ينقصنا هو الاستمرارية في توفير العلاج الكيماوي، والامكانات لضمان شفاء المريض كي لا تحدث له مضاعفات، وعلى سبيل المثال عند توقف العلاج وعدم توفيره بانتظام يرجع المريض لنقطة الصفر، وهذا يؤرقنا ويصيبنا بالاحباط .
دكتورة .. أخيرًا ما السببُ في رأيك للزيادة المضطردة خلال السنوات الأخيرة في الإصابة بالأورام ؟! …
د. كلثوم الواعر :
لا يوجد سببٌ معينٌ للإصابة بالأورام لمختلف الأعمار )رجال ونساء(، ومن خلال التخصص فعلاً هناك تزايد ملحوظٌ في الإصابة بمرض السرطان، ومن هذا المنطلق أدعو الجهات ذات العلاقة متمثلة في وزارة الصحة والمركز الوطني لمكافحة الأمراض وغيرهما بتكليف مراكز بحثية متخصصة باعداد البحوث والدراسات الدقيقة لمعرفة أسباب الإصابة بالمرض واتخاذ إجراءات احترازية لعدم الإصابة .