تتشابك خيوط المسؤولية والتفاني في خدمة مرضى الأورام. وفي هذا السياق، يبرز جهاز الإمداد الطبي كشريك استراتيجي لا غنى عنه في توفير الأدوية المتخصصة التي يحتاجها المرضى بشدة، فالعلاقة بين الجهاز وتأمين أدوية الأورام ليست مجرد عملية توريد وتوزيع، بل هي شراكة حقيقية تهدف إلى ضمان حصول كل مريض على العلاج اللازم بجودة عالية وفي الوقت المناسب.
صحيفة )فبراير( كان لها حوارٌ مع الدكتورة نورا صالح الترهوني إدارة المتابعة بجهاز الامداد الطبي.
ما الآلية المتبعة لدى جهاز الإمداد الطبي لاستيراد أدوية الأورام؟، وما الدول، أو الشركات المعتمدة للاستيراد؟
جهاز الامداد الطبي هو جهاز تنفيذي يقوم بتنفيذ كل مخرجات العطاء العام، ومن خلال الإدارات المختصة بالجهاز تتم عملية مخاطبة الشركات الموردة التي تم الترسية عليها من قبل لجنة العطاء لأجل بدء عمليات التوريد بعد استكمال كل الإجراءات المتعلقة بفتح اعتماد هذه الشركة لدى مصرف ليبيا المركزي وكل الشركات التي تمتْ مخاطبتها مسجلة لدى إدارة الصيدلة، ومعتمدة من قبل وزارة الصحة .
هل جهاز الإمداد الطبي يقوم حاليًا باستيراد أدوية العلاج الكيميائي من الهند، أو العراق؟، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي أنواع الأدوية التي يتم استيرادها من كل منهما؟
لم يتم توريد أي دواء من أدوية العلاج الكيماوي من دولة العراق من قبل أما من دولة الهند فتم التوريد منها وفق ترسية لجنة العطاء العام.
كما أود التوضيح أن جهاز الامداد الطبي ليس له علاقة بالترسية على الشركات الموردة لأنه ليس من اختصاص الجهاز، وهو اختصاص لجنة العطاء العام .
هل صحيح أن جهاز الإمداد الطبي قام باستيراد أدوية علاج كيماوي من العراق تبين لاحقًا أنها غير صالحة للاستخدام الآدمي؟ وما الفرق في جودته بينه وبين الدواء الهندي؟
من قبل لم يتم توريد أي صنف من أدوية علاج الكيماوي من العراق، وللتوضيح إن ملف علاج أدوية الاورام استلم بالكامل من قبل هيئة مكافحة السرطان، وهو المسؤول على هذه الادوية جهاز الامداد الطبي ليس من اختصاصك معرفة جودة العلاج وهذا اختصاص ادارة الصيدلة.
ما المعايير التي يعتمد عليها الجهاز في اختيار الدول التي يتم منها استيراد أدوية العلاج الكيميائي؟
ليس من اختصاص جهاز الامداد الطبي اختيار الشركات المصنّعة.
هل توجد صعوبات تعترض عملية استيراد أدوية الأورام؟ والكيفية التي يتم التغلب عليها لضمان توفرها؟
عندما يتم مخاطبة الشركة لتوريد أدوية الأورام يتم رد الشركة بموعد شحنة الأدوية ويتوقف على الكمية المطلوبة، ومدة تصنيعها والعراقيل التي توجه الجهاز، هي موافقة الجهات الرقابية على توريد هذه الاصناف.
ما المدة الزمنية التي تستغرقها عملية استيراد أدوية الأورام منذ الطلب حتى وصولها إلى المستشفيات، والمراكز الصحية؟.
يعتمد على خطة التوريد وفترة التصنيع.
هل هناك نظام لمراقبة وتتبع تواريخ صلاحية أدوية الأورام في المخازن والمستشفيات؟
يتم متابعة تواريخ صلاحية ادوية الأورام بشكل دوري من قبل المختصين بالمخازن ومن خلال «كرت الصنّف» الموجود لكل صنف بالمخازن وصرف الأدوية يتم اتباع نظام FEFO وهو اقرب صلاحية أول الأولية للصرف .. أما بخصوص المستشفيات فتتم المتابعة مع مديري إدارة الصيدلة لدى المستشفيات مع استخدام النظام المتبع نفسه لدى الجهاز .
ما أنواع أدوية الأورام التي يقوم الجهاز بتوفيرها بشكل أساسي؟، وهل تغطي هذه الأنواع الاحتياجات العلاجية للأورام الشائعة في ليبيا؟.
معظم أدوية الأورام على مختلف اختصاصها وحسب نوع الورم يتم التوريد إذا تم الترسية عليه من قبل لجنة .. وكما قلتُ سابقًا إنّ ملف للأورام حاليًا استلم من قبل هئية مكافحة السرطان فهي المسؤول عليه.
كيف يضمن جهاز الإمداد الطبي وصول أدوية الأورام لمستحقيها في مختلف أنحاء ليبيا؟
يقوم الجهاز بتوزيع هذه الأدوية فور وصولها وبعد الحصول على الافراج الرقابي من قبل مركز الرقابة على الأغذية والادوية.
كيف يتم تخزين ونقل العلاج الكيميائي لضمان الحفاظ على جودته وفعاليته حتى وصوله للمرضى؟ وهل هناك رقابة على هذه العمليات؟
يتم نقل هذا الادوية عبر شاحنة نقل خاصة بهذه الادوية وحسب درجة حرارة تخزين الادوية، ويتم مراقبتها من قبل لجنة الفحص بجهاز الامداد الطبي، ولجنة التفتيش المكلفة من قبل الجهاز.
خــتــامًــا ..
إنّ توفير الأدوية ليس مجرد عملية لوجستية، بل هو إلتزامٌ إنساني، وأخلاقي تجاه المرضى، والمجتمع ككل، ومن هذا المنطلق فإن تعزيز الشفافية، وتحسين آليات التوزيع، وتطوير البنية التحتية للجهاز، تمثل خطوات حاسمة نحو تحقيق نظام صحي قوي ومستدام يلبي احتياجات المواطنين في كل ربوع البلاد.
ويبقى الأملُ معقودًا على استمرار جهاز الإمداد الطبي في الاضطلاع بدوره المحوري، وتعزيز التعاون مع كافة الجهات المعنية لتحقيق الأمن الدوائي المنشود، وضمان حصول كل مريض على الدواء في الوقت المناسب.
