
أختتمت فعاليات مهرجان جرمة السياحي الدولي في دورته السابعة، وسط أجواء احتفالية تجمع بين الفن والتراث والتاريخ، وحضور لافت لزوار قدموا من مختلف مناطق الجنوب الليبي. وجاءت هذه الدورة تحت شعار «ذاكرة التاريخ ونبض السياحة»، في محاولة لإعادة تسليط الضوء على الموروث العريق الذي تختزنه وادي الحياة منذ قرون.
وتحتضن القرية التراثية بمدينة جرمة الأثرية مختلف الأنشطة المرافقة للحدث، بعد أسابيع من التحضيرات التي شملت تجهيز الفضاءات وتنسيق العروض، في صورة تعكس حيوية المنطقة ورغبتها في استعادة مكانتها السياحية والثقافية.
استمر المهرجان لثلاثة أيام متتالية، تتنوع خلالها الفعاليات بين عروض فنية تراثية، ومشاهد تجسّد الحياة القديمة في جرمة، وجلسات حكاية تستعيد الذاكرة الشعبية، إلى جانب أجنحة للحرفيين وصناع المنتجات التقليدية التي تعكس مهارات متوارثة عبر الأجيال. كما تشهد الساحات المفتوحة أمسيات سمر ولقاءات تجمع الزوار بأهالي المنطقة في مزيج يحيي روح المكان وعمق حضارته.
ويأتي تنظيم هذه الدورة في سياق سعي متواصل لإبراز المقومات السياحية والصحراوية للجنوب، وإحياء حضارة الجرمنت التي تُعد إحدى العلامات الفارقة في التاريخ الليبي. كما يشكل المهرجان فرصة لتعزيز التواصل الثقافي بين المشاركين وتعميق الوعي بأهمية التراث باعتباره جزءاً من الهوية ورافداً للتنمية السياحية.
ويأمل المهتمون بالشأن الثقافي أن يساهم هذا الحدث السنوي في دعم الحركة السياحية الداخلية، وفتح آفاق جديدة أمام اكتشاف الجنوب الليبي كوجهة ثرية بالتاريخ، نابضة بالطبيعة، ومهيأة لاستقبال مشاريع ثقافية وسياحية واعدة.



