محطة
ارتسمت فوق جغرافية ليبيا ملامح مدينة درنة ليعلو وجهها الحزين ابتسامة رضا لكل من اتبع خارطة طريق الوطن شعبا ودولة..أفواج الليبيين ولت وجوهها معنويا وماديا صوب قبلة وطنية واحدة..فزعة في وقتها فاقت كل ما تغنى به الشعراء وكتبه المؤرخون عن جمال المدينة وطيبة أهلها..وقبلها جلس ذلك الشاب العشريني ليضع ورقة في زجاجة بمجرد غمر السيل للمكان..ليرد عليه الليبيون فورا أن رسالتك قد وصلت..
وبنقلة إلى الضفة الأخرى تؤكد الفيضانات التي اجتاحت درنة وما جاورها ما تشير إليه الدراسات من أن اعاصير البحر المتوسط نادرة الحدوث ومن الصعب اكتشافها..ومن المستبعد أن تصل قوة أية عاصفة إلى مستوى إعصار من الدرجة الأولى..ويبلغ نشاط إعصار دانيال ذروته إن حدث بين شهري سبتمبر ويناير..كما يتفق الخبراء على أن ظواهر طبيعية على غرار دانيال تكون واقعة مفاجأة من حيث عدم القدرة عادة على التنبؤ بشدتها واثارها..فالطبيعة تظل تغلب علم التوقعات..وغالبا ماتفوق إمكانيات مواجهة الكوارث العالمية قدرة الموارد الوطنية لمعظم الدول وتتطلب مساعدات دولية..وتظل التحديات الآنية بعد كل كارثة متمثلة في القدرة على إدارة الأزمة من حيث تنسيق الاستجابة للمعونات محليا وخارجيا من توفير الحماية والمأكل والمشرب والمسكن والملبس والعناية الطبية والرعاية الاجتماعية ومكافحة احتمال انتشار الاوبئة..أما سابقا
فقد نبهت منظمة الأرصاد الجوية العالمية إلى أن ظاهرة احترار المناخ العالمي هي سبب رئيسي لمزيد من الكوارث..
ونشهد اليوم تواتر دعم أصدقاء ليبيا..ومايحدث من جهود وطنية هذه الأيام مزج الطابع الرسمي مع الشعبي..فلم تعد ليبيا أربعة اتجاهات بل إتجاه واحد سارت فيه مواكب إغاثة لها أول وليس لها آخر ليقف مواطن ليبي مسن كما سجلت إحدى الفيديوات رافعا يده محييا قوافل كل حدب وصوب وقد غمره الحماس ليتردد الصدى في وديان درنة بعد أن صرخ «هذا وقتها»..