رأيرياضة

من الواقع

علي العزابي

(كارثة..فاجعة.طامة..)تعجز قواميس ومفرادات اللغة عن وصف  ما حدث في مدينة درنة ليلة الحادي عشر من سبتمبر الجاري جراء  الطوفان الذي أغرق المدينة الذي فاق في قوته وشدته وسرعته ما يعرف بالفيضان كما شخصه الجيولوجي أبوبيضة  في تحليله لما وقع  وخلف آلاف الضحايا الذين قضوا ونحسبهم عند الله شهداء. وندعو للناجين والجرحى والمصابين بالشفاء.

وبحجم ما خلفته  الكارثة  من صدمة  ودمار  فهي قد أيقظت فينا مشاعر النخوة والأخوة التي فاق منسوبها وسرعتها سرعة المياه التي غمرت المدينة.

فقد توحدت القلوب بعد أن انهدت السدود وأصبحت  درنة  ترند ومصب المحبة الذي وحد الليبيين وكسر حواجز الفرقة والإنشقاق والتباعد الي الألفة والتعاضد والتقارب.

فارتال  الفزعة  وهبة الخوت  من أقصى الجنوب وغرب ووسط الوطن  هي من أعلنت ساعة الصفر باتجاه الشرق محملة بما يمكن حمله من  ماء وغداء ودواء وكساء. وكل ما يلزم ويغيث أهلنا في درنة.

أنديتنا ومنتسبوها على مختلف مسمياتها كانت السباقة في هذه الهبة وحولت مقارها إلى غرفة عمليات لتلقي الدعم والمساعدات وتنادى اللاعبون فيما بينهم وشكلوا جسر تواصل مع إخوتهم وزملائهم في المنطقة الشرقية لإيصال ما يتم جمعه والتبرع به من أموال لصالح مستحقيه. المتضررين من الفاجعة والناجين منها.

الوطن الليبي أصبح كالجسد الواحد إذا مسه قرحٌ فقد مس الوطن بأكمله.

جرح درنة الزاهرة الغائر أصاب كيان الوطن بل الإنسانية قاطبة وزلزل عرشها بما خلفه من دمار هائل لاتحتمله القلوب الضعيفة ولاقبل لها به ولا حتى من يملكون رباطة الجأش يصمودون أمام هذه النازلة التي  حلت بنا  وحولت مدينتا الغالية وارفة الظلال وجنة الأزهار الي ركام  وحطام، لكن أملنا في الحياة  وبعودة مدينتا الى مجدها وزهوها باق ما  بقت  شمس دنيانا وما أشرقت صباحاتنا و تعاظم حبنا وإشتد  وفاضت قريحة شعراؤنا عشقا متيما لزاهرتنا عروس جبلنا ومنبت إبداعنا ورمز وحدتنا وأيقونتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى