رأي

رفع سقف الطموح

نوري النجار

ط

من‭ ‬حق‭ ‬أي‭ ‬منتخب‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬والتتويج‭ ‬بالألقاب،‭ ‬ومنتخبنا‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬المنتخبات‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تتذوق‭ ‬طعم‭ ‬الوصول‭ ‬للنهائيات‭ ‬العالمية‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1930‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬نالت‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬شرف‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬أهم‭ ‬محفل‭ ‬عالمي‭.‬

وأول‭ ‬مشاركة‭ ‬للعرب‭ ‬كانت‭ ‬لمصر‭ ‬عام‭ ‬1934‭ ‬وآخرها‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬الشقيق‭ ‬من‭ ‬انجاز‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬الأخيرة‭ ‬التى‭ ‬اقيمت‭ ‬بقطر‭ ‬ووصوله‭ ‬لدور‭ ‬النصف‭ ‬النهائي‭ ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬تاريخية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬العربية‭ ‬والأفريقية‭ ‬وكرة‭ ‬القدم‭ ‬الليبية‭ ‬التى‭ ‬تجاوزت‭ ‬عامها‭ ‬السبعين‭ ‬مازالت‭ ‬تتحسس‭ ‬الخطى‭ ‬نحو‭ ‬كرة‭ ‬قدم‭ ‬حقيقية‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬بناء‭ ‬منتخب‭ ‬قوي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬مقارعة‭ ‬المنتخبات‭ ‬العربية‭ ‬والافريقية‭ ‬القوية‭ ‬وافتكاك‭ ‬ورقة‭ ‬العبور‭ ‬إلى‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬والتتويج‭ ‬باللقب‭ ‬الافريقي‭ ‬وهو‭ ‬طموح‭ ‬شرعي‭ ‬لنا‭ ‬ولكل‭ ‬المنتخبات‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬من‭ ‬حال‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬الليبية‭ ‬لا‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتفاءل‭ ‬بالوصول‭ ‬الكأس‭ ‬العالم‭ ‬لان‭ ‬الوعود‭ ‬والأحلام‭ ‬والطموحات‭ ‬التى‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬أحلام‭ ‬اليقظة،‭ ‬واللعب‭ ‬على‭ ‬عواطف‭ ‬محبي‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬انها‭ ‬لن‭ ‬تستمر‭ ‬طويلاً‭ ‬لأن‭ ‬رحلة‭ ‬التصفيات‭ ‬وخلال‭ ‬مشاركة‭ ‬ليبيا‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬لأن‭ ‬دغدغة‭ ‬العواطف‭ ‬واللعب‭ ‬على‭ ‬وتر‭ ‬المستقبل‭ ‬الزاهر،‭ ‬والوصول‭ ‬للبطولات‭ ‬والتتويج‭ ‬بها‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الصحفية،‭ ‬وإنما‭ ‬بالعمل‭ ‬والعمل‭ ‬ثم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تصحيح‭ ‬مسابقات‭ ‬الفئات‭ ‬السنية‭ ‬التى‭ ‬تعانى‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬الفئات‭ ‬السنية‭ ‬الغائبة‭ ‬عن‭ ‬المحافل‭ ‬الافريقية‭ ‬والعالمية‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ‭   .‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الفرعي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬بطرابلس‭ ‬وتشمل‭ ‬انديته‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬بين‭ ‬الاتحادات‭ ‬الفرعية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬عمومًا‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬والتتويج‭ ‬بالبطولات‭ ‬الافريقية‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمل‭ ‬قاعدي‭ ‬مدروس‭ ‬تكون‭ ‬فيه‭ ‬الفئات‭ ‬السنية‭ ‬هي‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬الفئات‭ ‬السنية‭ ‬من‭ ‬اهمال‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬يجعل‭ ‬رفع‭ ‬سقف‭ ‬الطموح‭ ‬بالوصول‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬والتتويج‭ ‬الأفريقي‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬جرعة‭ ‬مسكنة‭ ‬لمحبي‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الليبية‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬رحلة‭ ‬التصفيات‭ ‬الافريقية‭ ‬او‭ ‬تصفيات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬وعدم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المحفلين‭ ‬حتى‭ ‬يعود‭ ‬الوجع‭ ‬وبألم‭ ‬أشد‭.‬

نحن‭ ‬اليوم‭ ‬لسنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬الى‭ ‬آلو‭ ‬سيسه‭ ‬ولسنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬التتويج‭ ‬الافريقي‭ ‬ورغم‭ ‬اننا‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬متقدم‭ ‬من‭ ‬رحلة‭ ‬التصفيات‭ ‬المؤهلة‭ ‬الى‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬قبل‭ ‬الجولتين‭ ‬الاهم‭ ‬من‭ ‬التصفيات‭ ‬امام‭ ‬انجولا،‭  ‬والكاميرون‭ ‬وهما‭ ‬مفتاح‭ ‬الوصل‭ ‬لاي‭ ‬من‭ ‬المنتخبات‭ ‬الثلاثة‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬طموحات‭ ‬‮«‬الكاب‭ ‬فيردي‮»‬‭ ‬كطرف‭ ‬رابع‭ ‬يراوده‭ ‬حلم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الوصول‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬منتخبنا‭ ‬أمرًا‭ ‬صعب‭ ‬المنال‭ ‬لمنتخبنا‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬ولكل‭ ‬المنتخبات‭ ‬وتبقى‭ ‬الكاميرون‭ ‬صاحبة‭ ‬أفضل‭ ‬الحظوظ‭ ‬للمرور‭ ‬الى‭ ‬النهائيات‭ ‬بتاريخها‭ ‬،‭ ‬ومحترفيها‭.‬

ما‭ ‬أجمل‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الواقع‭ ‬والحديث‭ ‬عن‭ ‬امكاناتنا‭ ‬وقدرات‭ ‬ومدى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقه‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نرفع‭ ‬سقف‭ ‬الطموح‭ ‬إلى‭ ‬منتهاه‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬بداية‭ ‬صحيحة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬نصل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬القادمة‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬القادمة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬نتوج‭ ‬باللقب‭ ‬الأفريقي‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬نصل‭ ‬أصلاً‭ ‬إلى‭ ‬النهائيات‭ ‬لكن‭ ‬تكون‭ ‬انطلاقة‭ ‬حقيقية‭ ‬نضع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الليبية‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى