الاولى

رمضــــــــان في الغربـــة

كتب:حازم الناعمي

تجمعات‭ ‬الجالية‭ ‬المسلمة‭ ‬تخفف‭ ‬من‭ ‬شعورنــــــــــــــا‭ ‬بالوحدة

كيف‭ ‬يستعدون‭ ‬له‭ ‬ومن‭ ‬أين‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬مستلزماته‭ ‬؟‭ ‬

وهل‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬سهل‭ ‬؟

كيف‭ ‬يستقبلونه‭ ‬وكيف‭ ‬يمارسون‭ ‬فيه‭ ‬طقوسهم‭ ‬وعباداتهم‭ ‬وعاداتهم‭ ‬؟

‭ ‬وهل‭ ‬يعيق‭ ‬ش‭ ‬حياة‭ ‬المغتربين‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بأجواءه‭ ‬ونفحاته‭ ‬والتزود‭ ‬منه‭ ‬بالخيرات‭ ‬؟

وكيف‭ ‬يودعونه‭ ‬بعيد‭ ‬فطر‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الفرح‭ ‬والاحتفال‭ ‬ولا‭ ‬يتميز‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬السنة‭ ‬إلا‭ ‬بإقامة‭ ‬شعيرة‭ ‬صلاة‭ ‬العيد‭ ‬وفي‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال‭ ‬اجتماعات‭ ‬عائلية‭ ‬تقام‭ ‬صبيحته‭ ‬على‭ ‬استحياء‭ ‬في‭ ‬صالات‭ ‬رياضية‭ ‬او‭ ‬حدائق‭ ‬ومتنزهات‭ ‬؟

تساؤلات‭ ‬تجول‭ ‬بخاطر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬المغتربين‭ ‬

المغترب‭ ‬‮«‬س،‭ ‬ص‮»‬‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬طرابلس‭ ‬مقيم‭ ‬في‭ ‬ألمانيا

قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬العادات‭ ‬فتوقيت‭ ‬العمل‭ ‬يصعب‭ ‬علينا‭ ‬ذلك

قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬العادات‭ ‬فتوقيت‭ ‬العمل‭ ‬يصعب‭ ‬علينا‭ ‬ذلك

الاستعداد‭ ‬لشهر‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬الغربة‭ ‬يكون‭ ‬قبل‭ ‬قدومه‭ ‬بأسبوع‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬حيث‭ ‬أقوم‭ ‬بشراء‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬مثل‭ ‬الدقيق،‭ ‬الكسكسي،‭ ‬والزيت‭ ‬من‭ ‬المتاجر‭ ‬التركية،‭ ‬نظرًا‭ ‬لصعوبة‭ ‬توفر‭ ‬بعض‭ ‬المنتجات‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭. ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المستلزمات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬اعتدت‭ ‬على‭ ‬استلامها‭ ‬من‭ ‬أهلي‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬مثل‭ ‬زيت‭ ‬الزيتون‭ ‬ودبس‭ ‬التمر‭ ‬‮«‬الرُب‮»‬‭ ‬لتحضير‭ ‬العصيدة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الزميطة‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬وجبة‭ ‬فطور‭ ‬مغذية‭. ‬كما‭ ‬تصلني‭ ‬أحيانًا‭ ‬بعض‭ ‬المنتجات‭ ‬الرمضانية‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬السحلب‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والعائلة‭.‬

بشكل‭ ‬عام،‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المستلزمات‭ ‬ليس‭ ‬سهلًا‭ ‬دائمًا،‭ ‬لكن‭ ‬يمكن‭ ‬تدبير‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المتاجر‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬استيراد‭ ‬بعض‭ ‬المنتجات‭ ‬من‭ ‬الوطن‭.‬

أبدأ‭ ‬رمضان‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬العبادة‭ ‬وقراءة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬حيث‭ ‬يشغلني‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الطقوس‭ ‬الأخرى،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬أوقات‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬لا‭ ‬تتكيف‭ ‬مع‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬إذ‭ ‬يبدأ‭ ‬الدوام‭ ‬عادة‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬7‭:‬00‭ ‬صباحًا‭ ‬وحتى‭ ‬4‭:‬00‭ ‬مساءً‭. ‬وبما‭ ‬أنني‭ ‬أعيش‭ ‬بمفردي،‭ ‬فإنني‭ ‬أقضي‭ ‬معظم‭ ‬وقتي‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭ ‬والعبادة،‭ ‬وأميل‭ ‬إلى‭ ‬إعداد‭ ‬وجبات‭ ‬سريعة‭ ‬بسبب‭ ‬ضيق‭ ‬الوقت‭.‬

يوجد‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬أقطنها‭ ‬مسجد‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬الصديق‭ ‬الذي‭ ‬يجتمع‭ ‬فيه‭ ‬المسلمون‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬ويتشاركون‭ ‬فيه‭ ‬الطعام،‭ ‬ما‭ ‬يخلق‭ ‬أجواء‭ ‬اجتماعية‭ ‬جميلة،‭ ‬أحيانًا‭ ‬أفطر‭ ‬على‭ ‬تمر‭ ‬وحليب‭ ‬وأحيانًا‭ ‬أخرى‭ ‬أشاركهم‭ ‬طعامهم‭ ‬في‭ ‬المسجد،‭ ‬وعندما‭ ‬لا‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬الطعام‭ ‬قبل‭ ‬المغرب‭ ‬فإنني‭ ‬أستفيد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التجمعات‭ ‬وأجوائها‭ ‬الإيمانية‭ ‬الدافئة‭.‬

رغم‭ ‬صعوبة‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬الغربة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬الجالية‭ ‬المسلمة‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬الشعور‭ ‬بالوحدة‭ ‬ويضفي‭ ‬روح‭ ‬رمضان‭ ‬على‭ ‬المغتربين‭.‬

عادةً،‭ ‬أقضي‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬في‭ ‬بلدي‭ ‬ليبيا،‭ ‬حيث‭ ‬أطلب‭ ‬إجازة‭ ‬لمدة‭ ‬أسبوعين،‭ ‬أحدهما‭ ‬قبل‭ ‬العيد‭ ‬والآخر‭ ‬بعده‭. ‬لكن‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬السنوات،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬حالت‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬دون‭ ‬ذلك،‭ ‬ما‭ ‬اضطرني‭ ‬للبقاء‭.‬

يقام‭ ‬العيد‭ ‬في‭ ‬الجامع‭ ‬الكبير،‭ ‬وهو‭ ‬تحفة‭ ‬معمارية‭ ‬تجمع‭ ‬مختلف‭ ‬الجاليات‭ ‬المسلمة،‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬مسجد‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭ ‬الصديق،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬ويسع‭ ‬مئات‭ ‬المصلين‭ ‬الذين‭ ‬يجتمعون‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجنسيات،‭ ‬مما‭ ‬يضفي‭ ‬على‭ ‬العيد‭ ‬أجواء‭ ‬مميزة،‭ ‬رغم‭ ‬بساطتها‭ ‬مقارنة‭ ‬بأعياد‭ ‬الوطن،‭ ‬ومن‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬العيد‭ ‬هنا‭ ‬رؤية‭ ‬الأطفال‭ ‬المسلمين‭ ‬يلعبون،‭ ‬مما‭ ‬يمنح‭ ‬إحساسًا‭ ‬مختلفًا‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭.‬

لكن‭ ‬هذين‭ ‬العامين‭ ‬العيد‭ ‬يحمل‭ ‬حزنًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬بسبب‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬خصوصًا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬الشعور‭ ‬بالعيد‭ ‬موجود،‭ ‬لكن‭ ‬الألم‭ ‬على‭ ‬الضحايا‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬يجعل‭ ‬الفرحة‭ ‬ناقصة‭.‬

في‭ ‬الغربة،‭ ‬نشعر‭ ‬بارتباط‭ ‬عاطفي‭ ‬أكبر‭ ‬بأوطاننا‭ ‬ونتابع‭ ‬الأخبار‭ ‬عن‭ ‬كثب،‭ ‬مما‭ ‬يجعلنا‭ ‬أكثر‭ ‬تأثرًا‭ ‬بالمآسي‭ ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ربما‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬الغربة‭ ‬نفسها،‭ ‬حيث‭ ‬يصبح‭ ‬الحنين‭ ‬للوطن‭ ‬مضاعفًا،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭.‬

المغترب‭ ‬‮«‬ا‭ . ‬ق‮»‬‭ ‬26‭ ‬سنة‭ ‬مقيم‭ ‬في‭ ‬باريس

بالنسبة‭ ‬للاستعداد‭ ‬لرمضان‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬مفيش‭ ‬استعداد‭ ‬فرغم‭ ‬عظمة‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬وأهميتها‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬تكون‭ ‬كباقي‭ ‬الأيام‭ ‬خصوصاً‭ ‬للشباب‭ ‬ورمضان‭ ‬يكون‭ ‬زي‭ ‬الأيام‭ ‬العادية‭ ‬والتغير‭ ‬علينا‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬كوننا‭ ‬صايمين‭.‬

وبالنسبة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مستلزمات‭ ‬رمضان‭ ‬يعتبر‭ ‬سهل‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬أوروبا‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬الأسواق‭ ‬الشرقية‭ ‬والعربية‭ ‬واللحم‭ ‬الحلال‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬يعتبر‭ ‬شبه‭ ‬متوفر‭.‬

وبالنسبة‭ ‬لاستقبال‭ ‬رمضان‭ ‬هو‭ ‬أكيد‭ ‬مستحيل‭  ‬تكون‭ ‬الاجواء‭ ‬زي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬ومع‭ ‬العائلة،‭ ‬لكن‭ ‬نحاولوا‭ ‬احنى‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭ ‬نجتمعو‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬وانديرو‭ ‬أجواء‭  ‬البلاد‭ ‬واللمة‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعبادات‭ ‬تكون‭ ‬صعبة‭ ‬شوية‭ ‬بسبب‭ ‬طبيعة‭ ‬العمل‭ ‬والدوام‭ ‬اللي‭ ‬يغطي‭ ‬في‭ ‬اغلب‭ ‬ساعات‭ ‬النهار،‭ ‬أحياناً‭ ‬تقدر‭ ‬تدير‭ ‬العبادات‭ ‬والصلوات‭ ‬في‭ ‬وقتها‭ ‬ووقتك‭ ‬ومديرك‭ ‬يسمحلك‭ ‬وأحياناً‭ ‬ما‭ ‬تقدرش‭.‬

وبالنسبة‭ ‬للعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬تقدر‭ ‬اتقول‭ ‬انه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تديرها‭ ‬كلها‭ ‬وتواضب‭ ‬عليها،‭ ‬لكن‭ ‬بقدر‭ ‬المستطاع‭ ‬نحاولوا‭ ‬ما‭ ‬نسيبوهاش،‭ ‬نجتمعوا‭ ‬ونحاولوا‭ ‬نفرحو‭ ‬بأجواء‭ ‬رمضان‭.‬

بالنسبة‭ ‬للشعائر‭ ‬الدينية‭ ‬نقيموا‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬الأحيان‭ ‬والمساجد‭ ‬الحمدالله‭ ‬تعتبر‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدن‭ ‬اوروبا،‭ ‬ومع‭ ‬وجود‭ ‬جاليات‭ ‬عربية‭ ‬ومسلمة‭ ‬توجد‭ ‬أجواء‭ ‬رمضانيه‭ ‬جيدة،‭ ‬طبعا‭ ‬مش‭ ‬حتكون‭ ‬كأجواء‭ ‬ليبيا‭ ‬لكن‭ ‬الحمد‭ ‬لله‭.‬

وأما‭ ‬بالنسبه‭ ‬لتوديع‭ ‬رمضان‭ ‬واستقبال‭ ‬العيد‭ ‬نحاولوا‭ ‬نجتمعو‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬ونعيدو‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬صغار‭ ‬وكبار‭ ‬وشباب‭ ‬وعائلات‭ ‬الحمدالله‭ ‬مزال‭ ‬فينا‭ ‬الخير‭ ‬ونتلاقوا‭ ‬ونعيدو‭ ‬على‭ ‬بعض،‭ ‬صح‭ ‬العيد‭ ‬صعب‭ ‬شوية‭ ‬لما‭ ‬تكون‭ ‬متغرب‭ ‬بسبب‭ ‬الاشتياق‭ ‬للعائلة‭ ‬والاقارب‭ ‬والأصحاب‭  ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬التجمع‭ ‬مع‭ ‬الجاليات‭ ‬الليبية‭ ‬والمسلمة‭ ‬يخفف‭ ‬الانسان‭ ‬على‭ ‬روحه‭ ‬الحنين‭ ‬للبلاد‭ ‬و‭ ‬أجوائها،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬للجالية‭ ‬الليبية‭ ‬نديرو‭ ‬في‭ ‬تجمعات‭ ‬عائلية‭ ‬في‭ ‬اغلب‭ ‬المناسبات‭ ‬والاعياد‭ ‬اما‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬مثلا‭ ‬السفارة‭ ‬او‭ ‬القنصلية‭ ‬او‭ ‬في‭ ‬المزارع‭ ‬والحدائق‭ ‬العامة،‭ ‬وتكون‭ ‬الاجواء‭ ‬عائلية‭ ‬وجميلة‭.‬

المغترب‭ ‬‮«‬س‭ . ‬ي‮»‬‭ ‬39‭ ‬سنة‭ ‬كندا

استعد‭ ‬لشهر‭ ‬رمضان‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬اليومين‭ ‬الأخيرين‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬شعبان‭ ‬،‭ ‬وأحصل‭ ‬على‭ ‬مستلزماته‭ ‬من‭ ‬المحال‭ ‬العربية‭ ‬والامر‭ ‬يعتبر‭ ‬ميسر‭ ‬وسهل،‭ ‬طبعا‭ ‬نستقبله‭ ‬بفرح‭ ‬وشغف‭ ‬ونمارس‭ ‬فيه‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬التقصير‭ ‬نظرا‭ ‬لاختلاف‭ ‬الوضع‭ ‬عن‭ ‬بلادنا‭ ‬الإسلامية‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬يعتبر‭ ‬عائق‭ ‬هنا،‭ ‬اما‭ ‬عن‭ ‬الاستمتاع‭ ‬به‭ ‬فتعتبر‭ ‬اقل‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬المسلمين‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬المتعة‭ ‬تكون‭ ‬بين‭ ‬الاهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ينقصنا،‭ ‬ونودعه‭ ‬بحزن‭ ‬لفراق‭ ‬انيس‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬يحل‭ ‬محله‭ ‬النمط‭ ‬الركيك‭ ‬مع‭ ‬اول‭ ‬ايام‭ ‬العيد‭ ‬حيث‭ ‬نستفيق‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬وددنا‭ ‬الا‭ ‬نعود‭ ‬اليه‭ ‬زد‭ ‬عليها‭ ‬عيد‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬فرحة‭ ‬العائلة

المغتربة‭ ‬‮«‬هـ،‭ ‬س‮»‬40‭ ‬سنة‭ ‬مقيمة‭ ‬في‭ ‬فرنسا

بالنسبة‭ ‬لاحتياجات‭ ‬ولوازم‭ ‬رمضان‭ ‬للبيت‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬تعتبر‭ ‬متوفرة‭ ‬بنسبة‭ ‬75‭% ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الأسواق‭ ‬والمحلات‭ ‬العربية‭ ‬والشرقية‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬مدن‭ ‬أوروبا‭ ‬والبضاعة‭ ‬اللي‭ ‬فيها‭ ‬تغطي‭ ‬احتياجات‭ ‬البيت‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬والباقي‭ ‬يتم‭ ‬ارساله‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الأهل‭ ‬لانني‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬محافظة‭ ‬على‭ ‬عاداتنا‭ ‬الرمضانية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المأكولات‭ ‬والمشروبات‭ ‬والحلويات‭ ‬الليبية،‭ ‬وماشية‭ ‬بنفس‭ ‬نظامي‭ ‬وطريقة‭ ‬معيشتي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التحضير‭ ‬لرمضان‭ ‬والطبخ‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬تعليم‭ ‬أبنائي‭ ‬عاداتنا‭ ‬وأكلنا‭ ‬ونظامنا‭ ‬في‭ ‬رمضان،‭ ‬نفطروا‭ ‬ونتعشوا‭ ‬ونصلوا‭ ‬التراويح‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬زي‭ ‬بالزبط‭ ‬ما‭ ‬نديرو‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬بس‭ ‬ما‭ ‬فيش‭ ‬سهر‭ ‬لان‭ ‬في‭ ‬قراية‭ ‬وخدمة‭ ‬الصبح،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬للعيد‭ ‬نفس‭ ‬الشي‭ ‬نحضرله‭ ‬من‭ ‬أواخر‭ ‬رمضان‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬تجهيز‭ ‬الحلويات‭ ‬الليبية‭ ‬التقليدية‭ ‬وشراء‭ ‬ملابس‭ ‬وألعاب‭ ‬العيد‭ ‬وزينة‭ ‬المنزل،‭ ‬ويوم‭ ‬العيد‭ ‬نفيقوا‭ ‬بكري‭ ‬باش‭ ‬زوجي‭ ‬وأبنائي‭ ‬يحضروا‭ ‬نفسهم‭ ‬لصلاة‭ ‬العيد‭ ‬وأنا‭ ‬نحضر‭ ‬أكلاتنا‭ ‬التقليدية‭ ‬ولما‭ ‬يرجعوا‭ ‬من‭ ‬الصلاة‭ ‬نعيدوا‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬ونفطروا‭ ‬ونعطي‭ ‬صغاري‭ ‬عيديتهم‭ ‬ونتواصلوا‭ ‬مع‭ ‬الأهل‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬ونعيدوا‭ ‬عليهم،‭ ‬طبعاً‭ ‬رغم‭ ‬انه‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬يوم‭ ‬فرح‭ ‬بس‭ ‬الفرحة‭ ‬تكون‭ ‬ناقصة‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬لان‭ ‬الإنسان‭ ‬مهما‭ ‬يدير‭ ‬مستحيل‭ ‬يقدر‭ ‬يعيش‭ ‬فرحة‭ ‬العيد‭ ‬بروحه‭ ‬زي‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يعيش‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬بلاده‭ ‬بين‭ ‬أهله‭ ‬وناسه‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى