يُعنى بالقاصرات مَنْ هي تحت الثامنة عشرة ، ويعتقد البعض في ليبيا أنّ الفتاة إذا وصلتْ سن العشرين ولم تتزوج تبدأ في القلق من أن يفوتها القطار، و كلما تزوجت الفتاة وهي أصغر يعد ذلك فخرًا لها، وتتفاخر كأنها قد حصلت على وسام ملكة جمال العالم.
للأسف المجتمع يغرس في الفتاة أفكار الزواج وهي في الثانية عشرة، ويجعل منها راغبة بالزواج في سن مبكر دون أي اعتراضات بل إنها تبدأ في الحزن حين ترى من حولها اللاتي في عمرها يتزوجن وهي ما زالت بالرغم من أن عمرها لم يصل الثامنة عشرة بعد.
تنشأ الفتاة وتتجهز لأن تتزوج في ذلك السن المبكر وهي لا تعي أنهم يسرقوا منها حياتها بل تكون فرحة وسعيدة ولا تعي فداحة سذاجتها تلك إلا بعد أن تتزوج ويسقط على رأسها الزواج بمسؤوليته حينها تستيقظ أن الزواج بكل ما فيه أكبر منها، ومن أن تتعامل معه، ومن هنا تختفي روحها الطفولية فجأة لتحل محلها تلك الروح الكهلة التي يجب عليها أن تتعامل مع تلك المسؤولية الضخمة كل ما تحتاجه تلك الفتيات عوائل تحافظ عليهن ويتم توعيتهن أن الزواج في ذلك العمر ليس جيدًا ابدًا لا سيما في عصرنا الحالي، وأن يتم بناء ووضع ثقافة وطموحات بداخلهن غير الزواج المبكر حيث إن الفتاة منهن أكبر طموحاتها أن تتزوج لا أن تكمل دراستها وذلك لعدم الوعي من الكبار في العائلة المشكلة هي صدمتها حين تعي أنها كانت تلك طموحاتها الأكبر، وأنها لم تعش حياتها وتستمتع بها حينها يكون كل شيء قد فات، وتلك الفرحة واللفهة اللي نشأت بها وخرجت من بيت أبيها تحملها تتحوَّل إلى حسرة على عمرها الذي ضاع باكرًا.
وللاسف يتم نبذ المطلقات لأنهن مطلقات لا شيء غير ذلك، ودون سبب إلا أنهن مطلقات يتم اتهامها مباشرة دون معرفة حتى بأن الخطأ الذي أدى إلى الطلاق كان منها، كما أنها تصبح غير صالحة للزواج إلا من رجل أرمل، أو مطلق، أو زوجة ثانية، أو لرجل معيوب.
المرأة في مجتمعي تتحمل الكثير من الزوج فقط لكي لا تصبح مطلقة، وتصبح سيئة السمعة بالنسبة لمجتمعها، هناك عائلات قانونهم )ممنوع الطلاق( لأنه فضيحة بالنسبة لهم فتجبر المرأة على أن تتحمل ما يحدث لها
وعلى المطلقة أن تتزوج بعد أن تتطلق حتى لو كانت لا تريد وترغب في تربية أطفالها والعيش في سلام واستقلال لكن للأهل والمجتمع رأيًا آخر، سيتم نبذها من كل الجهات وستقع العيون على كل تصرفاتها، وسيبدأ الجميع في مراقبتها من أن تنفلت وتخرج إلى طريق السوء
لا ينفع معهم أنها تريد أن تحتوي نفسها وأطفالها وتتعافى من نكسة الطلاق حتى تجد الشخص المناسب لتتزوج مرة أخرى، لا ينفع معهم هذا التفسير أبدًا وهي في ريعان شبابها يحكم عليها المجتمع بذلك اللقب، وتصبح غير صالحة للزواج من رجل أعزب فكل العوائل تريد لأبنائها ذات الثامنة عشرة وما تحت.
فتبدأ تنهال عليها عروض الزواج من الرجال المتزوجين، والمطلقين، أو الآرامل، أو رجل معيوب لا يستطع أن يتزوج فتاة صغيرة السن.
ألا يبدو كل ذلك عنوسة في عقول المجتمع وليس في تلك الشابات اللواتي هن أجمل فترة عمرية كالورود التي يكتمل تفتحها تمامًا ولكي تنتهي تلك المشكلات السخيفة على المجتمع أن يقدّر بناته ولا يقبل بتزويج ابنته القاصر ولا أن يسمح بأن تتم معاملة المطلقة بذلك الشكل ولا أن تنبذ ذات الثلاثين وما فوق.
لكي تنتهي تلك المشكلات على العوائل أن تنمي ثقافة التعليم في بناتهم .