زينب أبوزيان: عن الأسرة ليس شرطًا أن تلغي ذاتك !!
حاورتها: فائزة العجيلي
المنزل نقطة الانطلاق للعمل الدؤوب وتجديد النشاط مع بداية كل يوم جديد
من بين الأساسيات المهمة في الحياة المنزلية وجود التوافق
تعرف ضيفتنا نفسها بالقول انها إنسانة محبة للحياة والعائلة تعشق السفر لأنه يجدد الطاقة ويبعث الحيوية لديها تحب الحياة الاجتماعية وتميل للهدوء والسكينة تقوم بواجباتها المنزلية بروح المسؤولية تعد الوجبات الغذائية في المطبخ وتستمتع بالأكل مع أفراد عائلتها وتتجاذب أطراف الحديث معهم على السفر.
تهتم بنظافة البيت وتقوم بأعمالها اليومية على أكمل وجه تسهر على راحة عائلتها تحب أبناءها كثيرًا وأحفادها أكثر تعشق الطبيعة لذلك تحب غرس الورد والازهار في الفناء وتسقيها وأجمل أوقاتها اجتماعها مع العائلة والاستمتاع بكل ما هو جميل وممتع باختصار هي ربة منزل من الطراز الأول..
وفي سؤالنا لها عن الفرق بين المرأة التقليدية والعاملة تعلق : المرأة التقليدية تنحصر ضغوطها بالروتين اليومي في البيت باعتبارها ربة بيت ومسؤولة عن أفراد الأسرة بالكامل؛ فهي تقوم بواجباتها نحوهم وحجم الضغط الذي تواجهه منتصرة في إطار عملها اليومي داخل البيت وهذا يحتاج إلى تركيز في جانب واحد وهو الرعاية الأسرية مع تنوع الواجبات من دون التفكير في تحقيق ذاتها .
أما فيما يخص المرأة العاملة؛ فهي واقعة تحت ضغط العمل داخل وخارج البيت والمطلوب منها تنظيم وقتها والتنسيق بين واجباتها المنزلية تجاه أسرتها وبين عملها خارج البيت الذي يتطلب منها مزيدًا من الوقت والجهد.
المرأة العاملة تضيف إلى مسؤولياتها المنزلية أعباء العمل الذي يشغل حيزًا من تفكيرها وتركيزها وتنظيم واجباتها بحيث يجب عليها إنجاز عملها على اكمل وجه من دون أن يؤثر عمل على الآخر وبالمقابل تبحث لنفسها عن أخذ قسط من الراحة والهدوء بعد عناء يوم عمل طويل ..
« رؤيتي الذاتية للمنزل . . هو الملاذ الوحيد والمكان الطبيعي الذي أجد فيه الراحة النفسية والهدوء والسكينة بعد تعب وضغط العمل المنزل هو نقطة الانطلاقة للعمل الدؤوب وتجديد نشاط مع بداية كل يوم جديد المنزل هو الذي يمنحك السعادة والشعور بالاطمئنان ويغذيك بالأفكار الايجابية التي تنطلقين منها كل يوم وتحددي بها أهدافك..
ومن جانب اخر ترفق ابوزيان جملة من النصائح بقولها 🙁ومن بين الأساسيات المهمة في الحياة المنزلية وجود التوافق إضافة إلى الحب والانسجام بين الطرفين وتفهم طبيعة الآخر وحتى بين أفراد العائلة بالكامل بحيث يقوم كل فرد بدوره في العائلة وواجباته تجاهها.
فالتفاهم أساس الحياة لذا يجب أن تكون لغة الحوار هي الفيصل والنقاش البناء ضروري لترك مساحة للتعبير عن وجهة نظر ما؛ وتقبل الرأي الآخر وبكل روح رياضية يجب أن يكون مبدأ التعاون بينهم موجودًا لا نقول للمرأة مكانك البيت وأنتِ خلقتِ للانجاب فقط والعمل بالمنزل بالعكس كلمات جميلة تقال في حقها تجعل الحياة أجمل مثلا أنتِ خلقتِ من أجل أن نكون سعداءً معًا ونجاحك هو نجاحنا معًا نصنع الحياة فدعم كل طرف للآخر وتشجيعه وتبني أفكاره يجعل الحياة المنزلية فسحة جميلة ..
وأضافت أبوزيان أنه ليس بالضرورة أن تلغي المرأة ذاتها المهنية لصالح زوجها أو أبنائها حتى تحقق لهم السعادة لان سعادتهم يفترض أن تكون منبثقة من سعادتها كونها تعتبر فرد من العائلة ونجاحها يسعدهم وهذا يرجع القول بأن التفاهم والتوافق وتقبل الطرف الآخر ودعمه وتشجيعه وتبني أفكاره هي من أساسيات الحياة المنزلية والذي يعطي للمرأة وخاصة العاملة الدفع للنجاح والتألق وتحمل مسؤولياتها تجاه بيتها وعملها مع القدرة على تنظيم وقتها وايضا مبدأ التعاون داخل الأسرة الذي يوجب على افرادها مساعدتها وتشجيعها وتخفيف العبء عليها فكرة الالغاء من أجل إسعاد الآخرين سوف تؤثر سلبا على حياتها وعلى تفكيرها وعلى سلوكها كونها تخلت عن مبادئها لتحقيق ذاتها وشعورها بفقدان شخصيتها المستقلة ..
وفي حديثها عن الأطر القانوية الداعمة لحقوق المرأة ترى في الغالب أن الموروث والتقاليد والأعراف هي معتقدات راسخة في عقليات البعض الذي يراها معايير إجتماعية تبنى عليها مفاهيم الأخلاق والتربية وحب التمسك بها والعمل عليها هي من باب المبدأ بصحة هذه المفاهيم والقناعة بترسيخها وجدوى تطبيقها.
وهذه المفاهيم في حد ذاتها تقيد أحلام المرأة وطموحاتها وتطمس أفكارها لان في منظورها ان ما تطالب به المرأة يتنافى مع القيم والأخلاق في المجتمع و التي رسختها هذه المفاهيم داخل المجتمع وما توارثته الاجيال عبر مراحل من الزمن وهذا ما يجعل المرأة بحاجة إلى أطر قانونية تنصف أحلامها وتحمي كيانها كونها مواطنة لها حقوق وعليها واجبات .. فالقانون يكفل الحقوق والحريات ومن حقوق المرأة ممارسة حياتها العملية والمشاركة السياسية والحياة المدنية والتعبير عن الرأي وخوض التجربة وتحقيق الذات لذا يجب على المرأة المطالبة بقانون يحميها من ممارسات قد تعيق طموحاتها واحلامها وينصفها لتحقيق ذاتها واستقلاليتها ..
اما المراهنة على تغير مفهوم العقلية وتطورها وتقبلها لطموحات المرأة في ظل التسابق الزمني بين التطور عبر الاجيال وبين ما تصبو إليه المرأة وما تسعى إلى تحقيقه من رؤى وافكار وطموح واحلام قد تشعرها بالسعادة ربما يكون صعبا بعض الشي وان حدث ذلك سيكون بطئيا مع تطور مراحل الحياة وتغير النظرة للمرأة عموما .. القانون مفتاح الحل وهو الذي يفتح الآفاق لتغير العقلية نظرتها للمرأة وتحترم طموحها ..
إن مفهوم التحرَّر لدي .. هو المفهوم الفكري .. الفكر هو غذاء للروح وبالنسبة لي التحرر هو تحقيق الذات وتكوين الشخصية المستقلة و العمل على تطويرها وتثقيفها وإعطاء النفس حقها بالاستمتاع بجمال الطبيعة وحب الاستكشاف والفسح وإطلاق العنان للافكار الايجابية لرسم الأهداف والسعي لتحقيقها دون قيود طالما المبادئ على اسس سليمة وحب المشاركة بالعمل الخيري و الإنساني و مشاركة الآخرين مشكلاتهم ومساعدتهم لتحقيق اهدافهم وذاتهم وإعطاء مساحة لهم لطرح أفكارهم فمبدأ التحرر عندي هو مبدأ التمسك بحريتي دون التعدي على حرية الآخرين و مبدأ التعايش وتقبل الاخر والاحترام المتبادل مع الحفاظ على ما اكتسبته في مجالات مختلفة ..