
في زوايا المطارات الليبية، وخلف مكاتب الحجز، وعلى مدرجات الطائرات، يقف رجال ونساء أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن من خلال عملهم في الخطوط الجوية الليبية. وجوه أنهكتها السنون، وأيادٍ تعبتْ من الإمساك بعجلة مؤسسة كانت يومًا ما فخرًا لكل ليبي. هؤلاء الموظفون، الذين ظلّوا أوفياء لمهنتهم رغم العواصف، يعانون في صمتٍ لا يسمعه أحد، ولا يشعر به إلا من عاش مرارة الانتظار الطويل لراتبٍ لا يكفي، أو لحياةٍ كريمة باتت حلمًا بعيد المنال..تواصلنا مع بعض الموظفين بالشركة :
تخـاذل الجميـع وحـــــــــــــــده الليبي داعمــــــاً للــــنــــاقل الوطنــــــــي
زينب خميس مضيفة جوية سبها :
أولاً نشكركم على هذا المتابعة للخطوط الليبية ، تعينت في الشركة عام 2001 حينها كانت الشركة تقدم خدماتها حيت تقوم برحلات إلى أوروبا منها مانشستر ولندن وبعض الدول العربي دبي والسعودية ومصر وتونس والأردن وتركيا كان لديها عدة وجهات وعدة محطات ، الآن لديها 4 محطات فقط تونس القاهرة والإسكندرية وإسطنبول ، بالنسبة للمرتبات كانت تصرف يوم 25 في الشهر ولكن بعد الحروب دمر الأسطول وترجعت خدمات الشركة، سابقاً كان لدى الشركة أسطول من الطائرات كبيرة من المصانع مباشرة ، بسبب تأخر صرف المرتبات لم نستطيع قادرين على المعيشة والعلاج والإيجار ومتطلبات العائلة رغم هذا سنعمل وستبقى الخطوط وتخدموا حتى من غير مرتبات ولاء للوطن والشركة الأم لن نتخلى عنها في محنتها ..
موظف بمطار بنينا ، بنغازي :
اللجنة برنامج قامت بيه الإدارة في بنغازي ربما كان الأفضل من الناحية المالية ، قبل اللجنة كانت المرتبات تنزل لكل الموظفين الذي يعمل والذي مرتاح في البيت العملية كانت فوضى ومحسوبية تم تغيير الإدارات وقامت اللجنة بعمل تقليص عدد الموظفين في مطار مثلاً 80 موظف كانوا يأتون للعمل تم تقليص العدد إلى 40 بالتراضي من يرغب بالعمل ويوجد موظفين لديهم مصدر دخل آخر ويتم تحديد قيمة المعاش للعاملين ..
الحل سهل وصعب في نفس الوقت الخطوط لديها فائض ملاك وظيفي الخطوط أخرجت قوائم للتقليص الحقيقة فيها ظلم لبعض العاملين ..
لو تم تقليص عدد الموظفين بدون هدر حقوق المستغنين عن خدماتها بأن الدولة تقوم بتأمين وظائف للشباب لان لديهم شهادات ويستحقون فرصة ، الخطوط تحتاج كذلك لعدد من الطائرات لتنهض من جديد لأنها لديها خبرات تنافس بها السوق العالمي ..
يوسف محمد عكش :مرحل جوي في إدارة العمليات الجوية : ورئيس نقابة المرحلين الجويين :
الخطوط الليبية بها 4000 موظف من طرابلس وبنغازي وسبها يعملون بها أقلهم متعين اكثر من 20 سنة ماضية ينتظرون صرف مرتباتهم المتأخرة ورائهم عائلات ،سابقاً كانوا الموظفين نسبياً مرتاحين مادياً والشركة تقدم لهم كذلك العلاج عبر بطاقات التأمين في ليبيا وخارجها في تونس والاردن ومصر وتركيا ,الآن الوضع متأزم موظفون ينتظرون أمام الخزينة لتصرف لهم مرتباتهم الوضع كارثي نحتاج لوقفة جادة للشركة وحلحلة ازمتها التي تمر بها ..
عبدالحفيظ الزائر : رئيس مكتب الأجور والمرتبات بالمنطقة الجنوبية ، عضو نقابي بالشركة :
من عام 1/1/2021 إلى الآن لم يتقاض الموظفون مرتباتهم مشكلتنا ليست سياسية مشكلتنا حكومة لم تدعم الشركة بحجة الفساد المالي نحن شركة وطنية ) حاسب المسؤول عن بالفساد ( هذه شركة الشعب وليست ملك أحد شركة يعيش منها أكثر من 5000 عائلة يعني 50،000 من البشر الحياة معدومة فمنهم من عنده أمراض وديون ومتطلبات معيشية حالة من )الإذلال( أكرر مشكلتنا ليست اقتصادية أنها مشكلة سياسية، الشركة محاربة وهذا الواقع وممنهج لا ننكر الحقيقة ،نريد اجابة )ليش( دولة لديها موارد لماذا لا تدعم الشركة؟ ..
وصلت الحالة لمعظم الموظفين عليهم ديون تصل إلى 40,000 ، تحصل أزمات للشركات وطنية في الدول الأخرى ولكن يتم دعمها لأنها تدعم سيادة دولة لقد حكموا علينا بالموت هذا الواقع ..
مطالبنا بسيطة )نجروا وراء لقمة العيش( وتعليم وصحة والخدمات الأساسية للحياة ..
نطالب من رئيس الوزراء والحكومة حقوقنا مرتباتنا المستحقة المتأخرة كذلك صيانة الطائرات ودعم شامل للخطوط الجوية الليبية ..
من بين الموظفين كابتن ومدرب في الشركة : قريباً أصل لسن التقاعد اشتغلتُ في الشركة منذ زمن وعاصرتُ كل مراحل الشركة ، لكن هذه أزمة ومختنق تمر به الشركة وعدم صرف المرتبات ترتب عليه أعباء شخصية اعمل على السيارة وبعض الاعمال الاخرى حتى اوفر مستلزمات البيت والعائلة ، سابقاً تحصلت على عرض بأحد الخطوط ولكن انتمائي للشركة حال دون ذلك، الى سن التقاعد لن أتركها ونتمنى أن تقف الخطوط مرة أخرى لأنها شركة عريقة وتستحق الدعم ..
جمال محمد متقاعد : عملتُ في الخطوط الليبية في إدارة العمليات الجوية ثم تأهلتُ على الترحيل الجوي مع نخبة من العاملين في كل التخصصات التي تعمل في الخطوط ، تعرضتْ الخطوط خلال مسيرتها الى عدة عقبات أثرت سلباً على ادائها كشركة عريقة، تقاعدتُ بعد تعذر دفع الرواتب عام 2020 وكذلك نظراً لظروفي الصحية، مع العلم إني اخذت كل مستحقاتي المالية من الشركة الآن الشركة تمر بأزمة وأنا اتواصل مع بعض الزملاء ويشتكون من عدم صرف مراتبهم رغم هذا هم يعملون وفاءً للشركة، نأمل أن تقف الجهات المعنية في الدولة للشركة لأنها شركة عريقة وتمثل كل الليبيين ..
توجهنا إثر ذلك إلى الأخت نور الهدى مدير مكتب المدير العام للخطوط الليبية
نأمل منكم إعطاءنا نبذة مختصرة عن الشركة ولما تدنت الخدمات ؟
نحن خسرنا اسطولًا كبيرًا من الحرب وما كانش فيه تعويض للخسائر وحاليًا نخدموابطائرتين فقط يعني لا نقوم بتسديد ضرائب لا الأمور التشغيلية الثانية
الشركة حاليًا تسعى أن تنطلق في مواعيدها و حسب الجدول المتبع وهناك تحسن في ذلك منذ أشهر
ما دور الدولة في الموضوع الخسائر؟
نحن نقوم بإرسال مراسلات وحتى الآن لم نتلقَ أي إجراء أو حاجة رسمية .
الخدمات التي تقدم للمواطن بطائرتين هل انتم راضين عليها كشركة؟
مافيش حد يرضا لشركة تخدم بالوضع هذا بس حتي بطائرتين قاعدين نطلعوا في الوقت الصحيح والمناسب والمحدد خصوصًا من بعد استلام المدير العام الجديد
ما دور شركات التأمين في الخسائر اللي تكلمتِ عليها؟
شركات التأمين ماتدفعش اضرار الحرب التي عندنا مأمنة على خواص معينة
ماهو وضع الشركة الفني والاإاري والمالي؟
نحن نسير فيها باقل الامكانات الموجودة عندنا الذي يهمنا أن شركتنا تقعد واقفة ماتطيحش
هل عدد الموظفين يتناسب مع الوضع الحالي؟
لا ابدًا ليس متوافقًا لاننا نخدموا بطائرتين كما اسلفت
ايضا كان لنا لقاء مع هيثم جويلي مدير الإعلام بشركة الخطوط الليبية .. الذي وجهنا له السؤال التالي:
سرقة الكوادر الفنية من الشركة لماذا ؟
سرقة الكوادر الفنية المتميزة من الشركة الأم لماذا؟
إذا كنتِ تبحثين عن أسباب عامة لظاهرة انتقال الكوادر الفنية بين الشركات في مجال الطيران، فهناك عدة عوامل شائعة في السوق التنافسية، مثل:
- عروض أفضل )رواتب، مزايا، فرص تدريب(.
- بيئة عمل أكثر استقرارًا، أو تطورًا.
- خطط تطوير مهني واضحة في الشركات المنافسة.
هل موظفو الشركة الافريقية لا يتقاضون مرتباتهم ؟
كطرف خارجي لستُ اعمل فيها، لا يمكنني تأكيد أو نفي أي معلومات حول أوضاع الموظفين في شركة الخطوط الجوية الأفريقية، وذلك حفاظًا على حقوق الأطراف وعدم انتهاك قوانين حماية البيانات والخصوصية.
لا يمكنني تقديم معلومات، لكن أنصحك بالتواصل مع الشركة الخطوط الجوية الافريقية مباشرة أو الجهات الرقابية المختصة للحصول على إجابة دقيقة.
اين ذهبت بقية الطائرات الخطوط الجوية الليبية؟
شهد أسطول الخطوط الجوية الليبية تراجعًا كبيرًا خلال العقد الماضي، حيث تفاقمت أزمته بسبب النزاعات المسلحة التي أعقبت عام 2011 .
ما حدث للطائرات هو التعطيل والتلف بسبب النزاعات:
– تعرضت عديد الطائرات لأضرار جسيمة أثناء الاشتباكات في المطارات الليبية، خاصة خلال معارك 2014 و2019.
هل وضعتم آلية للنظر في رواتب الموظفين لان هناك قولين ان الرواتب ضعيفة جدًا؟
نحن في الخطوط الجوية الليبية نحرص على اتباع سياسات شفافة وعادلة فيما يخص رواتب الموظفين، حيث تخضع هيكلة الأجور والمزايا للمعايير القانونية والتنظيمية المعمول بها في ليبيا، بالإضافة إلى مقارنات بسوق العمل المحلي والدولي في قطاع الطيران.
يتم مراجعة الرواتب والمزايا بشكل دوري وفقًا للوائح الداخلية للشركة، مع الأخذ في الاعتبار العوامل الاقتصادية وأداء الشركة والقدرة المالية، وذلك بما يضمن تحقيق التوازن بين حقوق الموظفين واستدامة العمل.
نؤكد التزامنا بحقوق العاملين وسنواصل العمل على تحسين ظروفهم الوظيفية بما يتناسب مع الإمكانات والسياسات المعتمدة.
ما خطتكم لتطوير الشركة ؟
للإجابة عن سؤالكم حول خطة تطوير الخطوط الجويةالليبية، نود التأكيد على أن أي خطط استراتيجية لتطوير الشركة تخضع لإجراءات رسمية دقيقة وفقًا للقوانين واللوائح المنظمة، وبالتنسيق الكامل مع الجهات الرقابية والمسؤولة في الدولة.
كل هذه الخطط تخضع للتقييم من قبل الجهات المختصة في الدولة، بما يضمن اتخاذ القرارات وفقًا للمصلحة العامة والضوابط القانونية.
الحملة الإعلامية التي قمتم بها إلى أي شيء تهدف؟
الحملة الإعلامية التي تم تنظيمها لدعم الخطوط الجوية الليبية جاءت كتعبير طبيعي وعفوي من أبناء الشعب الليبي الذين يرون في الناقل الوطني رمزاً للهوية والسيادة، وهو ما يعكس ارتباطهم العميق بوطنهم ومؤسساته، هذا الدعم الشعبي يُظهر مدى الوعي بأهمية تعزيز مؤسسات الدولة، خاصة تلك التي تمثل الليبيين أمام العالم، ونحن نثمن كل المبادرات الشعبية التي تُظهر حب الوطن والحرص على مصلحته دون أي توجيه أو تخطيط مسبق.
واخيرًا ..
أضيف ما ترى انه يستحق النشر!!
وعن أهمية عودة الحياة للخطوط الليبية أود أن اقول:
)إن ضياع أسطول طيران الخطوط الجوية الليبية( يمثل خسارة كبيرة لليبيا، ليس فقط من الناحية الاقتصادية بل أيضًا من الناحية الثقافية والسيادية.
و أريد ان أضيف ايضًا، كان أسطول طيران الخطوط الجوية الليبية رمزًا للكبرياء الوطني والتميز، وكان له دور مهم في ربط ليبيا بالعالم وتعزيز التبادل التجاري والثقافي .
نأمل أن يتم العمل على استعادة وتطوير أسطول الطيران الليبي يحمل اسم الوطن وشعارها المميز بين شركات طيران العالم ليعود كما كان رمزًا للعزة والكرامة الوطنية، وليسهم في تعزيز الاقتصاد الليبي وتحقيق تطلعات الشعب الليبي نحو مستقبل أفضل.
كلمة الختام :
ولأن الإنسان لا ينفصل عن مشاعره، فقد ترك هذا الوضع اثاراً عميقة على النفوس كثير من الموظفين يعيشون في توتر دائم، لا يعرفون كيف يواجهون التزاماتهم ولا كيف يفسرون لأطفالهم غياب الأمان ، وآخرون اضطروا للبحث عن مصادر دخل أخرى، رغم ارتباطهم العاطفي بهذه المؤسسة هناك من لا يزال يأتي إلى عمله يوميًا بدافع الحب والانتماء، لا بدافع الأجر، وكأنهم يقولون: ما زلنا نحمل الأمل، وإن خذلتنا الظروف.
لكن، وسط هذا الصمت، هناك صوت يجب أن يُسمع موظفو الخطوط الليبية لا يطالبون بالمستحيل، بل يطالبون بأبسط الحقوق:
راتب في وقته، تأمين صحي يحفظ كرامتهم، بيئة عمل محترمة، وإدارة شفافة لا تتغير بتغير المزاج السياسي.
يريدون أن تُعاد لهم كرامتهم، وأن يُنصفوا بعد سنوات من الإنهاك.
إن إنقاذ هذه الشريحة من المواطنين، ليس فقط إنقاذًا لأشخاص ظلمهم الواقع، بل هو استثمارات في مؤسسة وطنية تحمل من التاريخ والرمزية ما لا يمكن تجاهله.
فهل آن الأوان أن تُفتح هذه الملفات بعين الإنصاف والضمير؟ وهل سنرى يومًا قريبًا تعود فيه الخطوط الليبية، ومعها كرامة من خدموها بإخلاص؟
خطـوطنا ليست مـــــواصلات
بل هي هوية وسيـــــــادة
سائق طيار يعمل
«ديلفري» خدمات توصيل!
منذ 1-1-2021
لم تصرف مرتباتنا