كوميديا ساخرة .. قدمها لنا مسرح ورشة بنغازي للفنون المسرحية.. خرجت بعد ساعتين إلا عشر دقائق من مسرح «أبولونيا» الفسيح والمريح دون أن أشعر بالملل.. لكنني حملت معي هموم الوطن، والمواطن في قالب كوميديا سوداء .. جسدت الواقع وبأسلوب حداثوي تمثيلاً وإخراجًا كتبته المبدعة نجلاء الأمين التي تحاول أن تحيي المسرح رغم ما تعانيه من فقد وصعوبات لكنها تكافح من أجل بث الحياة في الحركة الفنية ..
كان الممثل فرج عبدالكريم الشخصية الأبرز في هذا العمل قد ذكرني بتألقه في مسرحية المستشفى .. وكانت سلوى المقصبي كعادتها بنت مسرح وتعرف كيف تتعامل مع الركح .. وكان سالم عيسى الفنان الملتزم متوجعًا بألم فقد رفيقه صالح الأبيض .. فقد كان منطفئًا وهذا الشعور لا يدركه إلا من يعرف العلاقة بين سالم، وصالح.. وكان حمد الغرباوي بقفشاته التي عرفت عنه خفيف الظل كعادته..
الجميل في هذا العمل الوجوه الجديدة التي سيكون لها الشأن المهم في مسرحنا..
هذا العمل المتواضع في التأثيث المسرحي العميق في رسائله كان وراؤه المخرج العملاق والفنان محمد الصادق .. شكرًا لفريق العمل مع ملاحظة أن العشرة دينارات ليست كثيرة في عمل مسرحي كبير يستحق المشاهدة ويستحق تصويره وتسويقة فالبقاء دائمًا للأعمال التي تمس وتلمس أحاسيس المتلقي ..