تعد المناهج التعليمية العنصر المهم في العملية التربوية وهي المعبر الأساسي للثقافة والمعرفة، وهي منبر للإصلاح والتحدي، والمواجهة وفق المتغيرات التي تمكن الطالب من التميز والابداع .
من السهل أنّ نبني أي صرح ولكن من الصعب أنّ نبني العقول، وإن نجحنا في هذا نكون قد خلقنا جيلًا مبدعًا قادرًا على التميز بقيم فكرية، ودينية، وثقافية؛ فالاستثمار البشري أهم استثمار للتنمية والتقدم لأي دولة.
حملنا أسئلتنا وتوجهنا إلى «إدارة المناهج» بوزارة التربية والتعليم حيث التقينا د. سيف النصر بالحسن مدير عام مركز المناهج التعليمية والبحوث العلمية.
المناهج وما يقال عنها من ضرورة تمحيصها وإعادة النظر فيها كونها لا تتماشى مع المجتمع، ولا تقدر الفروق الفردية بين الطلاب باعتبار الطالب هو الوسيلة لتوظيف المنهج وكون العام الدراسي عام الجودة والتميز هل يعني أنّ المنهج أهم عنصر في التميز ؟
المنهجُ هو جزءٌ من العملية التعليمية، وأكيد هدفنا هو التطوير؛ والتطوير يأتي تدريجيًا، وما نسعى إليه الآن في هذا العام حاولنا ادخال «الميكنة» على سبيل المثال اللغة الإنجليزية للصفوف الأولى، والتربية الإسلامية ادخلنا «البركود» الذي يتيح للطالب أن يسمع النطق السليم سواء القرآن الكريم، أو الإنحليزي الأجزاء التطويرية الأخرى لدينا مركز إداري يسعى لإعادة الصف، وغالبًا التطوير يأتي من الملاحظات التي تريد لنا من التوجيه التربوي ومن الخبراء ومن ثم يتم التعديل، ومن العام القادم بإذن الله عندنا خطة طموحة لإدخال «الذكاء الاصطناعي» أو ما يسمى «الوضع المعزَّز» لتلافي النقص في معامل «الفيزياء، والكيمياء» ويتيح للطالب عن طريق هاتفه الاطلاع على الدروس، ويعفي أولياء الأمور من دروس التقوية والانفاق الزايد، وضعف المعلم.
ما هي الأُسس النظرية لتقييم مناهج حديثه ؟
الحقيقة على ضوء الملاحظات التي تأتينا من الموجهين والمعلمين، وهذا جزء من تحسين المناهج الجزء الآخر الخبراء يسعون للاطلاع على مناهج الدول المجاورة الإقليمية، أو غيرها للدخول إلى «الميكنة» وعندنا أمثلة لدينا فريق يشتغل على «الذكاء الاصطناعي» ربما ندخلها في العام القادم وهذا العام استفدنا من أغلفة المناهج، وزرع قيم للتعريف بمدننا، وقرانا الليبية .
سمعنا أنكم اطلقتم منصة المنهح الليبي ؟
المنصة ليست خاصة بمركز المناهج، ولكن نحن نقوم بتزويد المنصات بالمعلومات ودورنا توفير الكتاب المدرسي، والمنهج.
هل هذا يعني أنه سيتم الاستغناء عن الكتاب المدرسي ؟
لا اعتقد لأن حتى الدول التي سبقتنا في هذا المجال في العام الماضي «السويد» تراجعتْ عن الاستغناء عن الكتاب المدرسي لأن العالم رأى أنّ المنهج الورقي ضرورة لا بد منها في «التابلت» والكتب الإلكترونية لأنه اظهر ضعف الطالب في الكتابة، والقراءة ولا بديل عن الكتاب .. أما عمليات التطوير الآن يتم فيها التركيز أكثر على المهارات الحياتية قمنا بمسح عام لمناهحنا وهل تحوي المهارات الحياتية على القيم، وقد قام الخبراء بزرع مهارة المفاوضة، والتفكير الناقد وضفنا أغلفة الكتاب أيضا كتب النشاط ركزنا عليها هذا العام من مسرح، ورياضة، ومعامل.
الآن ولأول مرة حاولنا نشتغل على مناهج «الصم والبكم» شكلنا فريقًا يشتغل عليها تواجهنا تحديات بالتأكيد سواء المتعلقة بالتكاليف أو المخصصات المالية التي نستخدمها لتطوير المناهح وللعلم لم يخصص لنا حتى دينار للكتاب المدرسي أيضًا البنية التحتية لأن مواكبة التغيير، والتطوير الإلكتروني والمعرفي يحتاج فالمدارس ليست حكرًا على المعرفة، المعرفة الآن متدفقة من جميع الجوانب، الهاتف والنت لن نخاف على أولادنا إذا طبقنا سياسة التحصين بالقيم، والدين.
وقضية المناهج هنا قضية حساسة تخضع لمعايير ونحن هذا هدفنا
هل تم تقسيم المنهج حسب الخطة الدراسية ؟
نعم بكل تأكيد الخطة صدرتْ، وتم تقسيمها، واليوم احضروا ليّ مسودة التقسيم .
هل راعيتم كثافة المناهج، والوعاء الزمني، ومستوى التلميذ، والطالب ؟
لا الشكاوى كلها من الوعاء الزمني نحن قلصنا بعض الدروس خاصة «التاريخ، والجغرافيا» الوعاء الزمني ٤٥ دقيقة لا يكفي، في العام الماضي جربنا اليوم الدراسي الكامل على )١٢( مؤسسة تعليمية كانت الحصة مدتها ساعة تتخللها حصة لصيقة خارج الفصل، والتجربة كانت ناجحة، وعملنا ورشة بالخصوص ولكن الأمر يحتاج لبنية تحتية، ودوامًا، ومعلمًا كفؤ، ومدارس نموذجية وساحات، ومعامل، ومناشط ووجبتي « إفطار، وغذاء» وهذا يحتاج لتكاتف الدولة وليست وزارة التعليم لوحدها.
قاطعته : غزارة المنهج وطوله والوعاء الزمني لا يمكن بعض المعلمين من اكمال المنهح ؟
في الدول التي تطبق اليوم الكامل يدرسوا في ١٤٠٠ ساعة في العام نحن ندرس في ٨٤٠ ساعة، وبالنسبة لتقليص المنهح حاولنا تقديم عدة مقترحات قمنا بعمل ما يسمى الخرائط الذهنية كل درس تعطى فيه العناصر الأساسية ثم ندخل في الدرس نفسه وقطعنا فيه شوطًا كبيرًا مع الخبراء، خاصة في الجغرافيا والتاريخ
قاطعته
حتى اللغة الإنجليزية بعيدة عن القيم والعادات ؟
لا بالعكس كان فيه درس «التاتينك» تم الغاؤه، وتم اعادة صف الدروس والغاء الدروس المكرَّرة في الإنجليزي، وتراتيبية الدروس
لماذا ألغيتْ مادة «التربية الوطنية» ؟
ألغيتْ في أعوام مضت لكن الآن مقرَّرة تحت المجموع وقد شكلنا لها فريقًا، وهي مهمة.
هل المنهح تم تقسيمه بمعايير الجودة ؟
لدينا إدارة كاملة تُسمى «إدارة المناهج» بها خبراء، وبها قسم مختص بالجودة، مناهجنا قوية ربما هناك عوامل تضعفها مثل ضعف المعلم، والوعاء، والدليل تحصل طلابنا ومدارسنا على تراتيب متقدمة في كل المجالات على مستوى العالم، والقول إنّ ليبيا خرجتْ من التصنيف ليس صحيحًا، لأن البيانات لم تصل في وقتها لكن منهجنا وتراتيبنا فتؤهلنا للتقييم.
التعليم الإلكتروني ماذا عنه ؟
التعليم العام ليس له بديلًا، أما التعليم الإلكتروني عن بعد هو وسيلة مساعدة في الازمات الحروب وفي كورونا وهذا التعليم وفر الكثير .. هناك دول استمرت فيه لأن لديها بنية تحتية وتستطيع أنّ تواجه الأزمات.
قاطعته
هل يعني أنه سيتم التعامل مع الطالب عن بُعد؟
نعم التعامل مع الطالب عبر المنصات يرجعلها الطالب، وولي الأمر وهو «تعليم تفاعلي» مربوط مباشرة مع المعلم نحن مازلنا بدائيين رغم أنّ الإدارة استحدثتْ «التعليم الإلكتروني»، ومازلنا نحبو في خطوات رغم أنّ المنصات التعليمية حتى التعليم الخاص دخل فيها وهي ليستْ بديلًا عن التعليم، ولكنها وسيلة مساعدة
في سنوات مضتْ كان درس «عمر بن الخطاب» مكرَّرًا في مادتي «التاريخ، والتربية الإسلامية» وفي كتاب القراءة نفس المادة السيرة الذاتية والغزوات، ما ردكَ عن التكرار ؟
لم اسمع بهذا، ولكن لو هو موجود أكيد سيتم معالجتها وجميع الملاحظات تؤخذ بعين الاعتبار
السؤال الأهم ما استعدادتكم للعام الدراسي الجديد ؟، وهل تم توفير الكتاب المدرسي لجميع المراحل ؟
الكتاب في نفس الوقت الذي يورد يتم توزيعه بدينا العقود والترسية بداية شهر يوليو الماضي، الآن أمامي موقف طلبته يوم أمس فهناك شركات وردتْ ١٠٠ في المية والمعدلات مقبولة والشحنات تصل تباعًا وتوزع فور وصولها، وزعنا لـ)أوباري، والشاطي، والكفرة، وتازربو، وبنغازي( في الوقت نفسه، الاستلام يتم بفحص من قبل الخبراء هل هي مطابقة للمواصفات وحتى هذه اللحظة الشحنات توزع بشكل مرضي، واتوقع خلال الأسبوع القادم كل الكميات ستكون متوفرة قبل بداية العام الدراسي.
أين تمتْ طباعة الكتاب المدرسي ؟
طبعًا بتعليمات من رئاسة الوزراء العطاء كله كان لشركات وطنية لكن للاسف الأغلب لم يكن له القدرة على طباعة الكتاب محليًا، واضطروا للطباعة خارج ليبيا مع أننا نتمنى أنَّ يتم طباعة الكتاب في مصانع مخصَّصة للطباعة وحتى في زمن الوزارات المتعاقبة كان يطبع الكتاب في الخارج ولم ترسخ هذه الصناعة محليًا لأن راس المال كان ضعيفًا والأذونات لم تعطَ في وقت مبكر من قبل الجهات الرقابية، لأن استيراد الورق يحتاج فترة زمنية طويلة وتخزينه وانتطار ارساء العطاء والفترة المتاحة في هذا الامر هو )٤٥( يومًا فقط وهي غير كافية صراحةً، وهذه تعد سياسة دولة يفترض رسمها لترسيخ الصناعة، وبالعكس جيراننا دول أفريقية مغلقة ربما تطبع كتبها في مصانعنا لكن الرأس مال الفردي لا يمكنه تحقيق ذلك لأنه يحتاج لاستبتاب أمني، وعقد شراكة مع الخارج، في الوقت الحالي لو تم اعطاء العمل لشركات وطنية حتكون التكلفة أقل بالشراكة، أو الاستقلالية لأن السوق طلب، وعرض، وربح، وخسارة.
ما هي أهداف المناهج ؟
من الناحية النظرية يفترض أنّ تكون استرتيجية للجهات التشريعية للدولة هناك لجنة ترسم السياسات الكبرى في المنهج مثلاً ما هو المطلوب نحن عندما يصل الطالب للمرحلة الثانوية نركز على الرغبة الطالب يريد الإنجليزي نركز على التحدث بطلاقة وليس «القرمر» القواعد، وإذا رايته منحرفًا لا بد أنَّ نوجهه من خلال المنهج بمواضيع في مادة «التربية الإسلامية» لذا لا بد أنّ تكون هناك سياسة نريد ترسيخها في ذهن الطالب ورغم أن هذه السياسة مفقودة لأنها تحتاج مكانًا مخصصًا هناك اجتهادات تراكمية في مناهجنا حتى لو عملنا مسحًا نحن لدينا قيمٌ من الناحية الدينية، والأخلاقية ربما دول كثيرة تفتقر لهذا وبعد المسح النتيحة مرضية رغم تركيزنا على أنّ المدرسة ليس حكرًا على المعرفة في هذا العالم المفتوح وهدفنا هو التحصين من الناحية الدينية خاصة وهي أكبر مهمة.
عن التعليم الديني .. هل منهج التعليم الديني هو نفس منهج التعليم العام ؟
في السنوات الماضية لا .. ولكن الآن ولأول مرة توحد التعليم الديني مع التعليم العام المنهج نفسه لأنه لم يكن لنا سيطرة كاملة على التعليم الديني الآن توحيد المنهح انجاز عظيم منهج معتدل على نهج أهل البلاد حسب القرآن الكريم، والسنة .
هل أنتم راضون عن محتوى المنهج ؟
نحن راضون بالرغم من أن بعض المواد تحتاج لإعادة نظر
أمس اجتمعنا مع لجنة «مجمع اللغة العربية»، واجتمعنا مع جميع القطاعات نريد ايادي متكاتفه وعندما نتصل بأصحاب المصلحة تكون عندي صورة متكاملة ولما أجرينا «استطلاعات الرأي»، والمسح لمحتوى مناهجنا وجدنا أن مناهجنا مرضية جدًا، وهو عمل بشري يحتاج لمعلم كفؤ وبيئة مناسبة ودعم مستمر طبعًا لن نصل لمرحلة الكمال، فالكمال لله وحده
هل المنهج يؤهل الطالب لسوق العمل ؟
كلنا درسنا المنهح نفسه، وسوق العمل عرض وطلب ليس هناك ما يبرَّر أنّ وزارة التعليم تؤهل الطالب لسوق العمل تؤهله لأي مركز نعم ولو كان ذلك صحيحًا لاقفلت جميع المعاهد، والجامعات العلمية، والطالب هو من يختار السوق بعد تخرجه لكن الهدف ليس توجيهه لسوق عمل نحن نخلق إنسانًا متعلمًا نعم متمكنًا ليعمل في أي مجال يناسبه ويتماشى مع قدراته وأنا ضد أن تخرج الدولة وتحيل لسوق عمل معين .
كلمة أخيرة ..
اتقدم بجزيل الشكر لكل صحفي كتب حرفًا، واجتهد، ولكم صحيفة «فبراير» بكل كادرها، ولمنصة «فبراير»، واتمنى لها النجاح ولكل أعضاء الهئية العامة للصحافة وكل صحفنا.