الرئيسية

سيولة .. خبراء .. خطة لحلحلـة الأزمة

سالمة الشعاب

سيولة‭ .. ‬

منذ‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬لوحظ‭ ‬تراجعٌ‭ ‬متواصلٌ‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬العُملة‭ ‬المتداولة‭ ‬إلى‭ ‬إجمالي‭ ‬احتياطيات‭ ‬المصارف‭ ‬لدى‭ ‬المركزى‭ ‬حيث‭ ‬انخفضت‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬تجاوزت‭ ‬‮«‬1‭.‬4‭ : ‬1‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬‮«‬0‭.‬8‭ : ‬1‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬هذا‭ ‬التراجعُ‭ ‬تزامن‭ ‬مع‭ ‬رفع‭ ‬نسبة‭ ‬الاحتياطي‭ ‬القانوني‭ ‬من‭ ‬20‭% ‬إلى‭ ‬30‭%‬،‭ ‬وزيادة‭ ‬حجم‭ ‬الودائع‭ ‬الإضافية‭ ‬لدى‭ ‬المركزي،‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬إجمالي‭ ‬يقارب‭ ‬50‭% ‬من‭ ‬ودائع‭ ‬المصارف‭.‬

هذه‭ ‬التطورات‭ ‬أدتْ‭ ‬إلى‭ ‬انكماش‭ ‬فعلي‭ ‬في‭ ‬السيولة‭ ‬المتاحة‭ ‬داخل‭ ‬النظام‭ ‬المصرفي،‭ ‬رغم‭ ‬بقاء‭ ‬إجمالي‭ ‬القاعدة‭ ‬النقدية‭ ‬شبه‭ ‬ثابت،‭ ‬نتيجة‭ ‬انتقال‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السيولة‭ ‬من‭ ‬التداول‭ ‬إلى‭ ‬حسابات‭ ‬مجمدة‭ ‬داخل‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭.‬

عمليًا‭ ‬سحب‭ ‬الفئات‭ ‬النقدية‭ ‬‮«‬1،‭ ‬5،‭ ‬20،‭ ‬50‮»‬دينارًا،‭ ‬وإعادة‭ ‬إصدار‭ ‬عُملة‭ ‬بديلة‭ ‬بقيمة‭ ‬أقل‭ ‬‮«‬25‭ ‬مليارًا‭ ‬مقابل‭ ‬47‭ ‬مليارًا‮»‬‭ ‬مسحوبة‭ ‬خفّض‭ ‬القاعدة‭ ‬النقدية‭ ‬بنحو‭ ‬22‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭.‬

ووفقًا‭ ‬لحسابات‭ ‬المضاعف‭ ‬النقدي‭ ‬فقد‭ ‬انخفض‭ ‬عرض‭ ‬النقود‭ ‬بمقدار‭ ‬يقارب‭ ‬23‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬دينار،‭ ‬نتيجة‭ ‬الانكماش‭ ‬في‭ ‬B‭ ‬وارتفاع‭ ‬rr‭.‬

بناءً‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات،‭ ‬فإن‭ ‬نقص‭ ‬السيولة‭ ‬بالمصارف‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭:‬

‭- ‬ارتفاع‭ ‬متطلبات‭ ‬الاحتياطي‭ ‬القانوني‭ ‬والإضافي‭ ‬‮«‬احتجاز‭ ‬نقدي‭ ‬داخل‭ ‬المركزي‮»‬‭.‬

‭- ‬انخفاض‭ ‬نسبة‭ ‬العُملة‭ ‬المتداولة‭ ‬إلى‭ ‬الاحتياطي‭ ‬لما‭ ‬دون‭ ‬‮«‬1‭.‬1‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬قيّد‭ ‬تدفق‭ ‬النقد‭ ‬للسوق‭.‬

‭- ‬خلل‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬عملية‭ ‬سحب،‭ ‬وإعادة‭ ‬إصدار‭ ‬العُملة‭ ‬دون‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬حجم‭ ‬السحب‭ ‬والضخ‭.‬

ويتوقع‭ ‬أنْ‭ ‬ضخ‭ ‬عُملة‭ ‬إضافية‭ ‬بقيمة‭ ‬14‭ ‬مليار‭ ‬دينارًا‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬2025،‭ ‬و21‭ ‬مليارًا‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬2026،‭ ‬سيرفع‭ ‬النسبة‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬1‭.‬6‭ :‬‭ ‬1‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُرجّح‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬التوازن‭ ‬إلى‭ ‬القاعدة‭ ‬النقدية،‭ ‬ويُخفف‭ ‬أزمة‭ ‬السيولة‭ ‬تدريجيًا‭.‬

وأخيرًا‭ .. ‬أزمة‭ ‬السيولة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬هي‭ ‬نتيجة‭ ‬لاختلال‭ ‬هيكلي‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬القاعدة‭ ‬النقدية،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬حجمها‭ ‬الكلي،‭ ‬إذ‭ ‬أدى‭ ‬تراكم‭ ‬الاحتياطيات‭ ‬لدى‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬مقابل‭ ‬تراجع‭ ‬العُملة‭ ‬المتداولة‭ ‬إلى‭ ‬تقليص‭ ‬السيولة‭ ‬الفعلية‭ ‬المتاحة‭ ‬للجمهور‭. ‬وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬مكونات‭ ‬القاعدة‭ ‬النقدية‭ ‬وضبط‭ ‬نسب‭ ‬الاحتياطي‭ ‬القانوني‭ ‬والاختياري‭ ‬تمثل‭ ‬المفتاح‭ ‬الأساسي‭ ‬لاستعادة‭ ‬الاستقرار‭ ‬النقدي‭ ‬و‭ ‬الاستقرار

خبراء‭ ‬ليبيون‭ ‬يقدمون‭ ‬خطة‭ ‬لحل‭ ‬الأزمة‭ ‬

‭ ‬إطار‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬المالية‭ ‬والنقدية‭ ‬في‭ ‬ليبيا

ملخص‭ ‬تنفيذي‭ ‬

يرى‭ ‬فريق‭ ‬الخبراء‭ ‬الليبيين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬أنّ‭ ‬الإيرادات‭ ‬النفطية‭ ‬المحدَّد‭ ‬الرئيس‭ ‬لدخل‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬نفطٍ‭ ‬هابطة‭ ‬عالميًا‭ ‬يُرجَّح‭ ‬فيها‭ ‬تراجع‭ ‬متوسط‭ ‬السعر‭ ‬إلى‭ ‬5560‭ ‬دولارًا‭ ‬برميل‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الثلاثة‭ ‬المقبلة‭ ‬ما‭ ‬يضع‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬الهشّة‭ ‬أصلًا‭ ‬تحت‭ ‬ضغطٍ‭ ‬إضافي،‭ ‬ويُلزم‭ ‬باعتماد‭ ‬هذا‭ ‬الافتراض‭ ‬أساسًا‭ ‬لإعداد‭ ‬موازنة‭ ‬واحدة‭ ‬للعام‭ ‬2026‭ ‬مع‭ ‬سيناريوهات‭ ‬توتر‭ ‬‮«‬55‭/‬50‭/‬45‮»‬‭ ‬وآليات‭ ‬ضبط‭ ‬تلقائي‭ ‬للإنفاق‭ ‬الجاري‭ ‬والتنموي‭. ‬إنّ‭ ‬جوهر‭ ‬الاستجابة‭ ‬هو‭ ‬ضبط‭ ‬وتقنين‭ ‬الانفاق‭ ‬الحكومي‭ ‬عبر‭ ‬موازنة‭ ‬واقعية‭ ‬وواحدة‭ ‬علي‭ ‬مستوى‭ ‬البلاد‭ ‬مع‭ ‬توحيد‭ ‬العمل‭ ‬بحساب‭ ‬الخزانة‭ ‬الموحد‭ ‬لكلفة‭ ‬الإيرادات‭ ‬والنفقات‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬الرقابة‭ ‬الفورية،‭ ‬ويطبق‭ ‬القانون‭ ‬لتمويل‭ ‬العجز‭ ‬دون‭ ‬تمويل‭ ‬نقدي‭ ‬تضخمي،‭ ‬ويُنشأ‭ ‬إطار‭ ‬استدانة‭ ‬سيادي‭ ‬مستقل‭ ‬تشغيليًّا‭ ‬عن‭ ‬عمليات‭ ‬الانفاق‭ ‬يعوَّل‭ ‬عليه‭ ‬لتوفير‭ ‬التمويل‭ ‬لعجز‭ ‬الموازنة،‭ ‬وفي‭ ‬اطار‭ ‬القانون‭ ‬وبما‭ ‬يحمي‭ ‬أصول‭ ‬مصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي‭ ‬ويبعده‭ ‬عن‭ ‬التأثير‭ ‬المباشر‭ ‬لتمويل‭ ‬العجز‭ ‬المستمر‭. ‬بالتوازي،‭ ‬يستعيد‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬أدواته‭ ‬الأساسية‭ ‬عبر‭ ‬تفعيل‭ ‬سعر‭ ‬الخصم‭ ‬لتعقيم‭ ‬السيولة‭ ‬وتنشيط‭ ‬الائتمان‭ ‬المنتج،‭ ‬وضرورة‭ ‬رفع‭ ‬مصداقية‭ ‬البيانات‭ ‬والامتناع‭ ‬عن‭ ‬الإعلانات‭ ‬غير‭ ‬الرسمية،‭ ‬وتشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬المخاطر‭ ‬وتتبع‭ ‬المستفيد‭ ‬الحقيقي‭ ‬وربط‭ ‬المصارف‭ ‬بالجمارك‭ ‬والضرائب‭ ‬للحدّ‭ ‬من‭ ‬المضاربة‭ ‬والجرائم‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭.‬

تدارس‭ ‬الخبراء‭ ‬الاقتصاديون‭ ‬الليبيين‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬بلادنا‭ ‬ويوجهون‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بسلامة‭ ‬واستقرار‭ ‬النظام‭ ‬الاقتصادي‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬التركيز‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الي‭ ‬ضرورة‭ ‬السعي‭ ‬لإصلاح‭  ‬المالية‭ ‬العامة،‭ ‬وضبط‭ ‬فوري‭ ‬لإنفاق‭ ‬الحكومات‭ ‬وتعزيز‭ ‬شفافيته‭.‬

وعلى‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬رفع‭ ‬كفاءة‭ ‬أداء‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬شفافية‭ ‬عمليات‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي،‭ ‬ويوجه‭ ‬الخبراء‭  ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تبني‭ ‬إطار‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬المالية‭ ‬والنقدية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬يقوم‭ ‬علي‭ ‬معالجات‭ ‬تأخذ‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭ ‬الآتي‭: ‬

  ‬أوضاع‭ ‬صعبة‭ ‬تتطلب‭ ‬انضباطًا‭ ‬سريعًا‭ ‬ومتزامنًا

يشهد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الارتباك‭ ‬وفقدان‭ ‬الاتزان‭ ‬المؤسسي‭ ‬انعكس‭ ‬بشكل‭ ‬خطير‭ ‬علي‭ ‬عدة‭ ‬مستويات‭ : ‬

‭ ‬‭ ‬ماليًا‭:‬‭ ‬توسّع‭ ‬إنفاقي‭ ‬جارٍ‭ ‬مرتفع‭ ‬بلا‭ ‬إطارٍ‭ ‬مُلزِم،‭ ‬غياب‭ ‬موازنة‭ ‬عامةمُقَرّة‭ ‬ذات‭ ‬مستهدفات‭ ‬واضحة‭  ‬وتراكم‭ ‬التزامات،‭ ‬وتآكل‭ ‬الحيّز‭ ‬المالي‭ ‬لتنمية‭ ‬مستدامة،‭ ‬وهشاشة‭ ‬الإيراد‭ ‬بسبب‭ ‬اعتماد‭ ‬شبه‭ ‬أحادي‭ ‬على‭ ‬‮«‬النفط‮»‬‭ ‬تجعل‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬شديدة‭ ‬الانكشاف‭ ‬لدورات‭ ‬تقلب‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭  .‬

  ‬نقديًا‭ – ‬مصرفيًا‭:‬‭ ‬اضطراب‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الدينار‭ ‬الليبي،‭ ‬اتساع‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬السعرين‭ ‬الرسمي‭ ‬والموازي،‭ ‬تعطل‭ ‬أدوات‭ ‬السياسة‭  ‬‮«‬معدل‭ ‬العائد‭ ‬و‭ ‬تعقيم‭ ‬السيولة‮»‬،‭ ‬تباطؤ‭ ‬الائتمان‭ ‬المنتج‭ ‬توسع‭ ‬سيطرة‭ ‬الفساد‭ ‬بعمليات‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبي،‭ ‬وضعف‭ ‬القدرة‭ ‬لمنظومة‭ ‬المدفوعات‭ ‬الالكترونية‭. 

‭ ‬‭ ‬خارجيًا‭ – ‬تجاريًا‭:‬‭ ‬إدارة‭ ‬مُجزّأة‭ ‬للتجارة‭ ‬الخارجية‭ ‬وضعف‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬الاعتمادات‭ ‬والجمارك،‭ ‬والضرائب،‭ ‬والمصارف‭ ‬ووجود‭ ‬شبهات‭ ‬بفساد‭ ‬واسعة‭ ‬مما‭ ‬يُبقي‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبي‭ ‬مرتفعًا‭ ‬ويغذّي‭ ‬التسعير‭ ‬الموازي‭ ‬للسلع‭ ‬رغم‭ ‬الاستيراد‭ ‬بالسعر‭ ‬الرسمي‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬توسع‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬السعر‭ ‬الرسمي‭ ‬والسعر‭ ‬بالسوق‭ ‬الموازي‭. 

‭ ‬‭ ‬اجتماعيًا‭ – ‬معيشيًا‭:‬‭ ‬ضغط‭ ‬متصاعد‭ ‬على‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية،‭ ‬وتشظّي‭ ‬أدوات‭ ‬الدعم‭ ‬بما‭ ‬يُبدّد‭ ‬الموارد‭ ‬ولا‭ ‬يصل‭ ‬بدقةٍ‭ ‬للفئات‭ ‬الأشد‭ ‬احتياجًا،‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬القبول‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لأي‭ ‬إصلاح‭ . ‬

‭ ‬‭ ‬مؤسسيًا‭ :‬‭ ‬انقسام‭ ‬مؤسسي‭ ‬يضعف‭ ‬الانضباط‭ ‬والمساءلة،‭ ‬وبيانات‭ ‬غير‭ ‬مكتملة‭ ‬ومتأخرة‭ ‬تُربك‭ ‬التوقعات،‭ ‬ومخاطر‭ ‬فساد‭ ‬تُرافق‭ ‬قنوات‭ ‬صرف‭ ‬غير‭ ‬مُحكَمة‭ ‬وضعيفة‭ ‬الرقابة‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبي‭ ‬وعمليات‭ ‬التوريد‭  ‬للسلع‭ ‬والخدمات‭ ‬و‭ ‬العقود‭ ‬الحكومية‭ . ‬

هذه‭ ‬الصورة‭ ‬تجعل‭ ‬الاستدامة‭ ‬المالية‭ ‬هدفًا‭ ‬لا‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬عبر‭ ‬موازنة‭ ‬منضبطة‭ ‬وشفافة‭ ‬بمستهدفات‭ ‬واضحة،‭ ‬ومصرف‭ ‬مركزي‭ ‬فعّال‭ ‬يستعيد‭ ‬قدرة‭ ‬أدواته‭ ‬النقدية‭  ‬ومصدقتيه‭ ‬امام‭ ‬الليبيين،‭ ‬وحكومات‭ ‬تُدير‭ ‬الإنفاق‭ ‬عبر‭ ‬قنوات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزها‭ ‬وتلتزم‭ ‬بالنشر‭ ‬الدوري‭ ‬للبيانات‭  ‬والمعلومات‭ ‬وتحرص‭ ‬علي‭ ‬رفع‭ ‬كفاءة‭ ‬وشفافية‭ ‬الايرادات‭.‬

وعليه‭ ‬فان‭ ‬فريق‭ ‬الخبراء‭ ‬الليبيين‭ ‬الاقتصاديين‭  ‬وشعورًا‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬يتطلب‭ ‬أن‭ ‬يرسل‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬والسياسيين‭ ‬والمهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬العام‭ ‬الليبي‭ ‬بان‭ ‬ينبه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬لإصلاح‭ ‬عاجل‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬ارجاع‭ ‬العمل‭ ‬بالقواعد‭ ‬الأساسية‭ ‬المنظمة‭ ‬لإيقاع‭ ‬عمل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الآتي‭: ‬

المحورالأول‭: ‬إصلاح‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬ 

إصلاح‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬هو‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي‭ ‬من‭ ‬الوضع‭ ‬المتردي‭ ‬الذي‭ ‬تزدهر‭ ‬فيه‭ ‬عمليات‭ ‬خارج‭ ‬الاطار‭ ‬القانوني‭ ‬المنظم،‭ ‬ولذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬علي‭ ‬أسس‭ ‬شفافة‭ ‬و‭ ‬قابلة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬و‭ ‬القياس‭ ‬الفوري‭ ‬و‭ ‬الرقابة‭ ‬الفاعلة‭ ‬و‭ ‬الوقتية‭ .‬

ويجب‭ ‬عدم‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬السيلان‭ ‬دون‭ ‬موازنة‭ ‬عامة‭ ‬موحدة‭ ‬ومتوازنة‭ ‬معتمدة‭ ‬تكون‭ ‬المرجعية‭ ‬لقياس‭ ‬ومراقبة‭ ‬الانفاق‭ ‬العام‭ ‬بالدولة‭ ‬الليبية‭ ‬وتتركز‭ ‬متطلبات‭ ‬إصلاح‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الآتي‭:‬

التحوط‭ ‬لهبوط‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬عالميًا‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬موازنة‭ ‬2026‭ :‬‭ ‬

‭- ‬التوقعات‭ ‬العالمية‭ ‬لأسعار‭ ‬النفط‭ ‬تؤكد‭ ‬أننا‭ ‬ندخل‭ ‬لمرحلة‭ ‬يتراجع‭ ‬فيها‭ ‬متوسط‭ ‬سعر‭ ‬النفط‭ ‬عالميًا‭ ‬إلى‭ ‬نطاق‭ ‬55‭-‬60‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الثلاثة‭ ‬المقبلة،‭ ‬ما‭ ‬يضاعف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الوضعٍ‭ ‬المالي‭ ‬الهش‭ ‬أساسًا‭ ‬بليبيا‭.‬

لذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬إدراج‭ ‬هذا‭ ‬الافتراض‭ ‬أساسًا‭ ‬لإعداد‭ ‬موازنة‭ ‬2026‭ ‬مع‭ ‬تبنّي‭ ‬سيناريوهات‭ ‬توتّر‭ ‬ضمن‭ ‬نطاق‭ ‬سعري‮«‬55‭/‬50‭/‬45‮»‬‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭.‬

‭-‬إطار‭ ‬استدانة‭ ‬سيادي‭ ‬مستقل‭ ‬لتمويل‭ ‬العجز‭ ‬بالموازنة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسعير‭ ‬جاذب‭ ‬ومخاطر‭ ‬مُدارة،‭ ‬تحتاج‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬إلى‭ ‬هيكل‭ ‬دين‭ ‬واضح‭ ‬ومستقل‭ ‬تشغيليًا‭ ‬عن‭ ‬جهاز‭ ‬إدارة‭ ‬الانفاق‭ ‬الحكومي،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬انضباط‭ ‬دورة‭ ‬2014‭ ‬2018‭ ‬التي‭ ‬نفذها‭ ‬مصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي،‭ ‬لتمويل‭ ‬العجز‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عبر‭ ‬سلفة‭ ‬مؤقتة‭ ‬من‭ ‬مصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي،‭ ‬وفقًا‭ ‬للقانون‭ ‬بشرط‭ ‬تسوية‭ ‬أي‭ ‬سلفة‭ ‬سابقة،‭ ‬أو‭ ‬التوجه‭ ‬للسوق‭ ‬بإصدار‭ ‬أدوات‭ ‬دين‭ ‬حكومي‭ ‬منضبطة،‭ ‬وشفافة‭ ‬وليس‭ ‬عبر‭ ‬طباعة‭ ‬النقود‭ ‬إذا‭ ‬تطلب‭ ‬الأمر‭.  

ضبط‭ ‬الانفاق‭ ‬العام‭ ‬بالدولة‭ ‬الليبية

‭-‬وضع‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الضوابط‭ ‬لكبح‭ ‬جماح‭ ‬الرغبة‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬الانفاق‭ ‬الجاري‭ ‬والتنموي‭ ‬عبر‭ ‬تحديد‭ ‬ضوابط‭ ‬منظمة‭ ‬بقواعد‭ ‬تفصيلية‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية‭. ‬

‭-‬الشروع‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬إصلاح‭ ‬دعم‭ ‬الطاقة‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬واضح‭ ‬ومنظم‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬اطلاق‭ ‬منظومة‭ ‬الأمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لتعويض‭ ‬الليبيين‭ ‬عن‭ ‬الرفع‭ ‬التدريجي‭ ‬لأسعار‭ ‬الوقود‭ ‬والطاقة‭. ‬

‭- ‬وضع‭ ‬مستهدفات‭ ‬مصاحبة‭ ‬للأنفاق‭ ‬التنموي‭ ‬ومؤشرات‭ ‬قياسه‭ ‬وتعزيز‭ ‬شفافيته‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬موازنة‭ ‬البرامج‭ ‬والأداء‭ ‬والرقابة‭ ‬المصاحبة‭ ‬الفاعلة‭.‬

‭-  ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تقييد‭ ‬كافة‭ ‬النفقات‭ ‬الحكومية‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬عبر‭ ‬منظومة‭ ‬إلكترونية‭ ‬تحت‭ ‬اطار‭ ‬حساب‭ ‬الخزانة‭ ‬الموحد‭ ‬تسمح‭ ‬لوزارة‭ ‬المالية‭ ‬والتخطيط‭ ‬بمتابعة‭ ‬فورية‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬آلية‭ ‬للتقارير‭  ‬والرقابة‭ ‬المستمرة‭. ‬

‭-‬تضمين‭ ‬عمليات‭ ‬إيرادات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬بشكل‭ ‬فوري‭ ‬بحساب‭ ‬الخزانة‭ ‬الموحد‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬عملية‭ ‬تصدير‭ ‬للنفط‭ ‬والغاز‭ ‬بشكل‭ ‬فوري‭ ‬من‭  ‬قبل‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‭ ‬ومما‭ ‬يسهل‭ ‬الرقابة‭ ‬والتحقَّق‭ ‬المستمر‭. ‬

المحور‭ ‬الثاني‭ : ‬رفع‭ ‬كفاءة‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬النقدية

استعادة‭ ‬دور‭ ‬أدوات‭ ‬السياسة‭ ‬النقدية‭: ‬

‭- ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يستعيد‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬والقطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬وبيئة‭ ‬الاستثمار‭ ‬بليبيا‭ ‬أدوات‭ ‬إدارة‭ ‬السياسة‭ ‬النقدية‭ ‬الأساسية‭ ‬وعلى‭ ‬راسها‭ ‬إعادة‭ ‬تفعيل‭ ‬معدل‭ ‬الاستثمار‭  ‬ليعمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬بدائل‭ ‬التمويل‭ ‬والاستثمار‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬احتساب‭ ‬تكلفة‭ ‬الفرص‭ ‬البديلة‭ ‬بالاقتصاد؛‭ ‬فتفعيلها‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬والقطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬تفعيل‭ ‬سياسة‭ ‬هامش‭ ‬الإيداع‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬تعميم‭ ‬السيولة‭ ‬ويعزَّز‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬النظام‭ ‬المصرفي‭ ‬على‭ ‬استخدمها‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬السوق‭ ‬المصرفي‭ ‬بين‭ ‬المصارف‭ ‬بما‭ ‬يسمح‭ ‬باستقرار‭ ‬السيولة‭ ‬النقدية‭ ‬بالقطاع‭ ‬المصرفي‭.  

‭- ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءة‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬ونشر‭ ‬البيانات‭ ‬الاحصائية،‭ ‬وتحرى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإفصاح‭ ‬والشفافية‭.‬

‭- ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬استقلالية‭ ‬القرار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمالي‭ ‬والنقدي‭ ‬وحيادتيه‭ ‬التامة‭ ‬عن‭ ‬التجاذبات‭ ‬السياسية‭ ‬والجهوية‭. 

‭- ‬اعتبار‭ ‬استكمال‭ ‬مستهدفات‭ ‬برنامج‭ ‬الشمول‭ ‬المالي‭ ‬مطلباً‭ ‬أساسيًا‭ ‬وأسبقية‭ ‬لبرنامج‭ ‬التحوّل‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬والدفع‭ ‬الإلكتروني‭. 

‭-‬ضرورة‭ ‬اضطلاع‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬التنفيذية‭ ‬بالقيام‭ ‬بمسؤولياتها‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬اللازمة‭ ‬للتوجه‭ ‬نحو‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬يتحمل‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬منفردًا‭.‬

  – ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬التقيد‭ ‬بالإنفاق‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ميزانية‭ ‬عامة‭ ‬معتمدة،‭ ‬وأنْ‭ ‬تكون‭ ‬تقديرات‭ ‬الانفاق‭ ‬العام‭ ‬وبرمجته‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الدخل‭ ‬المتوقع‭ ‬‮«‬دخل‭ ‬النفط‭ ‬والموارد‭ ‬السيادية‭ ‬الأخرى‭ ‬غير‭ ‬النفطية‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬مقترح‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬متوازنة‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬وأن‭ ‬يلتزم‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي،‭ ‬بأحكام‭ ‬قانون‭ ‬المصارف‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتمويل‭ ‬اي‭ ‬عجز‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬اثناء‭ ‬التنفيذ‭. 

‭- ‬عدم‭ ‬المساس‭ ‬بسعر‭ ‬صرف‭ ‬الدينار‭ ‬الليبي،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين‭- ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الآن،‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬استقراره‭. 

  – ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬لإعادة‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي،‭ ‬وفي‭ ‬الدينار‭ ‬الليبي،‭ ‬بتفعيل‭ ‬حسابات‭ ‬الاستثمار‭ ‬المصرفي‭ ‬لزبائن‭ ‬المصارف‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬المصارف‭. 

‭ – ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬بل‭ ‬ويمتنع‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬عن‭ ‬الدخول‭ ‬كما‭ ‬أسهم‭ ‬أو‭ ‬مؤسس‭ ‬لأي‭ ‬كيان‭ ‬اقتصادي‭ ‬جديد،‭ ‬ويكتفي‭ ‬بإعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬القائم‭ ‬منها‭ ‬حاليًا‭ ‬والتي‭ ‬يشوبها‭ ‬التعثر،‭ ‬والالتزام‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬وتنفيذ‭ ‬السياسة‭ ‬النقدية‭. 

‭ – ‬إلغاء‭ ‬الضريبة‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬سعر‭ ‬الصرف،‭ ‬التزاماً‭ ‬بأحكام‭ ‬القضاء‭ . ‬

مصداقية‭ ‬البيانات‭ ‬والاتصال‭ ‬بالسوق‭.‬

‭-‬على‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬يوسع‭ ‬من‭ ‬شفافية‭ ‬تقاريره‭ ‬تتضمن‭ ‬تتبع‭ ‬آليات‭ ‬إدارة‭ ‬السيولة‭ ‬بالقطاع‭ ‬المصرفي،‭ ‬وتتناول‭ ‬تفاصيل‭ ‬إدارة‭ ‬حركة‭ ‬النقد‭ ‬الكاش‭ ‬بين‭ ‬المصارف‭ ‬وعبر‭ ‬منظومات‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬وضرورة‭ ‬أن‭ ‬يصاحبها‭ ‬العمل‭ ‬بأدوات‭ ‬إدارة‭ ‬السيولة‭ ‬بالسوق‭ ‬المصرفي‭. ‬

‭-‬على‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬يوضح‭ ‬بالتفصيل‭ ‬الفروقات‭ ‬بين‭ ‬الحساب‭ ‬الجاري‭ ‬وميزان‭ ‬المدفوعات‭ ‬ومنهجية‭ ‬إعادة‭ ‬تقييم‭ ‬احتياطيات‭ ‬الذهب‭ ‬والأصول‭ ‬الأجنبية‭ ‬وكيفية‭ ‬إدارة‭ ‬حساباته‭ ‬وتوزيع‭ ‬عوائده‭. ‬

‭-‬على‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كمنبرٍ‭ ‬إعلامي‭ ‬للإعلان‭ ‬عن‭ ‬سياساته‭ ‬وبرامجه،‭ ‬وأن‭ ‬يكتفي‭ ‬باستخدام‭ ‬موقعه‭ ‬الرسمي‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬أخباره‭. 

‭ ‬مجابهة‭ ‬المضاربة‭ ‬ورقابة‭ ‬مصرفية‭ ‬فعالة‭: ‬

‭- ‬لا‭ ‬بد‭ ‬لمصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬يبذل‭ ‬جهدًا‭ ‬واضحًا‭ ‬وشفافًا‭ ‬ومعلنًا‭ ‬لتحديد‭ ‬أسباب‭ ‬تضخم‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬العُملة‭ ‬الأجنبية‭ ‬المستمر،‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬المخاطر‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الانحراف‭ ‬الخطير‭ ‬في‭ ‬معادلة‭ ‬الطلب‭ ‬والعرض‭ ‬واتخاذ‭ ‬الخطوات‭ ‬الجادة‭ ‬لمعالجته‭ ‬بواقعية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يستفحل‭ ‬الأمر‭ ‬وينعكس‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬الدينار‭ ‬الليبي‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة،‭ ‬ويدمر‭ ‬السلم‭ ‬والاستقرار‭ ‬المجتمعي‭. ‬

‭-‬على‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬عبر‭ ‬المنظومة‭ ‬المصرفية‭ ‬أن‭ ‬يطور‭ ‬آليات‭ ‬تتبع‭ ‬المستفيد‭ ‬الحقيقي‭ ‬للنقد‭ ‬الأجنبي‭ ‬وتعزيز‭ ‬الامتثال‭ ‬بالمصارف‭ ‬عبر‭ ‬ربطه‭ ‬بالجمارك‭ ‬والضرائب‭ ‬وتفعيل‭ ‬منظومات‭ ‬الإنذار‭ ‬المبكر‭ ‬للطلبات‭ ‬الشاذة‭.‬

‭-‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬آليات‭ ‬السلامة‭ ‬المصرفية‭ ‬عبر‭ ‬اختبارات‭ ‬ضغط‭ ‬للملائة‭ ‬والقدرة‭. ‬

‭-‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬مسارات‭ ‬مصرفية‭ ‬مُلزمة‭ ‬لتسويات‭ ‬التجارة‭ ‬الخارجية‭ ‬والعمليات‭ ‬الداخلية‭. ‬

‭- ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التحوَّل‭ ‬نحو‭ ‬لدفع‭ ‬الألكتروني‭ ‬مدعومًا‭ ‬بنشر‭ ‬الثقافة‭ ‬وتعزيز‭ ‬ثقة‭ ‬المودعين‭ ‬وتوفير‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬الضرورية‭  ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬يتولى‭ ‬مصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي‭ ‬كامل‭ ‬العبء‭ ‬لوحده‭ ‬وأن‭ ‬ترصد‭ ‬عملياتها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المصارف‭ ‬وشركات‭ ‬الدفع‭ ‬بشكل‭ ‬منتظم‭. ‬

ختامًا‭ .. ‬يؤكد‭ ‬الخبراء‭ ‬الليبيون‭ ‬الاقتصاديون‭ ‬على‭ ‬أنَّ‭ ‬طريق‭ ‬الاستدامة‭ ‬المالية‭ ‬والنقدية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬موازنة‭ ‬عامة‭ ‬موحدة‭ ‬ومنضبطة‭ ‬وشفافة‭ ‬تُقنّن‭ ‬الإنفاق‭ ‬الجاري،‭ ‬وتعيد‭ ‬ترتيب‭ ‬الأولويات‭ ‬نحو‭ ‬الاستثمار‭ ‬ذي‭ ‬العائد،‭ ‬وتُلزم‭ ‬كل‭ ‬جهة‭ ‬بقنوات‭ ‬صرف‭ ‬إلكترونية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزها‭ ‬مع‭ ‬نشر‭ ‬دوري‭ ‬للبيانات‭.‬

ويتكامل‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬استعادة‭ ‬كفاءة‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬عبر‭ ‬تفعيل‭ ‬أدوات‭ ‬السياسة‭ ‬النقدية‭ ‬‮«‬معدل‭ ‬الاستثمار‭ ‬وتعقيم‭ ‬السيولة‮»‬‭ ‬لفتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬الاستثمار‭ ‬ليسهم‭ ‬بفعالية‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬الفرص‭ ‬الاستثمارية‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬الليبي،‭ ‬ورفع‭ ‬مصداقية‭ ‬البيانات‭ ‬والاتصال‭ ‬بالسوق،‭ ‬وتشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬المصرفية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬المخاطر‭ ‬وتتبع‭ ‬المستفيد‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبي‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬المضاربة‭ ‬والجرائم‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭.‬

وفي‭ ‬المدى‭ ‬المنظور‭ ‬تُطالَب‭ ‬الحكومات‭ ‬القائمة‭ ‬بـضبط‭ ‬فوري‭ ‬للإنفاق‭ ‬وفق‭ ‬مستهدفات‭ ‬معلنة‭ ‬قابلة‭ ‬للقياس،‭ ‬وتعزيز‭ ‬شفافية‭ ‬العقود‭ ‬الحكومية‭ ‬بكافة‭ ‬اشكالها،‭ ‬وتعميم‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬في‭ ‬المعاملات‭ ‬الحكومية‭ ‬كوسيلة‭ ‬لنشره‭ ‬مع‭ ‬تخفيض‭ ‬تكاليفه،‭ ‬وتمهيد‭ ‬شبكة‭ ‬أمان‭ ‬اجتماعي‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬إصلاح‭ ‬سعري‭ ‬لحماية‭ ‬الفئات‭ ‬الهشة‭.‬

هذه‭ ‬الحزمة‭ ‬المتزامنة‭ ‬هي‭ ‬الأقدر‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬الثقة‭ ‬بالدينار‭ ‬وتسكين‭ ‬فجوة‭ ‬السعرين،‭ ‬وتحويل‭ ‬ثروة‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬إلى‭ ‬استدامةٍ‭ ‬حقيقيةٍ‭ ‬يشعر‭ ‬بها‭ ‬المواطن‭ .. ‬صدر‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬نوفمبر‭ ‬2025

فريق‭ ‬الخبراء‭ ‬الليبيين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬

د‭. ‬سليمان‭ ‬الشحومي‭-‬منسقًا‭. ‬د‭.‬محمد‭ ‬أبوسنينة‭-‬عضوًا‭.‬د‭. ‬عزالدين‭ ‬عاشور‭ – ‬عضوًا‭. ‬د‭. ‬محمد‭  ‬الشحاتي‭ – ‬عضوًا‭. ‬أ‭. ‬ثريا‭ ‬الطويبي‭ – ‬عضوًا‭. ‬أ‭. ‬إدريس‭ ‬الشريف‭ – ‬عضوًا‭. ‬أ‭. ‬إبراهيم‭ ‬قرادة‭ – ‬عضوًا‭. ‬أ‭. ‬محمد‭ ‬الصافي‭ – ‬عضوًا‭. ‬د‭. ‬حميدة‭ ‬أبوروينة‭ – ‬عضوًا‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى