الرئيسيةتقارير

سيول 2024 غضبت الطبيعة .. وغابت الدولة

منى الساحلى

ككل‭ ‬شتاء‭ ‬نفس‭ ‬المشهد‭ ‬الذي‭ ‬تعود‭ ‬عليه‭ ‬الليبيون‭ ‬من‭  ‬كل‭ ‬عام‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬نجد‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬أعنف‭ ‬من‭ ‬المواسم‭ ‬الماضيه‭ ‬خاصه‭ ‬ان‭ ‬الشبح‭ ‬درنة‭ ‬بات‭ ‬يدق‭ ‬جرس‭ ‬الخطر‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬اول‭ ‬زخات‭ ‬المطر‭ ‬فمع‭ ‬نزول‭ ‬الغيث‭ ‬النافع‭ ‬غرقت‭ ‬معظم‭ ‬شوارع‭ ‬طرابلس‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬ساعة‭ ‬ورافقتها‭ ‬الخسائر‭ ‬المادية‭ ‬والكبيرة‭ ‬للمواطنين‭ ‬من‭ ‬سيارات‭ ‬وبيوت‭ ‬ومحلات‭ ‬تجارية‭ ‬فمع‭ ‬صورة‭ ‬جوية‭ ‬لمدينة‭ ‬طرابلس‭ ‬وماجاورها‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬قد‭ ‬تعرضت‭ ‬لفيضانات‭ ‬وسيول‭ ‬ولكنها‭ ‬للأسف‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬أمطار‭ ‬موسمية‭ ‬قوية‭ ‬استمرت‭ ‬لساعات‭ ‬كان‭ ‬فكان‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬كفيل‭ ‬بأن‭ ‬يثبت‭ ‬مدى‭ ‬انهيار‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المتهالكة‭  ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬عامة‭ ‬وليس‭ ‬طرابلس‭ ‬فقط‭ ‬فمياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬اختلطت‭ ‬بمياه‭ ‬الأمطار‭ ‬ودخلت‭ ‬للمنازل‭.‬

‭ ‬الصور‭ ‬و‭ ‬مقاطع‭  ‬الفيديوات‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬وثقت‭ ‬غرق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أحياء‭ ‬مدينة‭ ‬طرابلس‭ ‬وترهونة‭ ‬وغيرها‭ ‬وكورنيش‭ ‬حي‭ ‬الأندلس‭ ‬وسوق‭ ‬الجمعة‭ ‬إلى‭ ‬تاجوراء‭ ‬الى‭ ‬بحيرة‭ ‬البيفي‭ ‬العظيم‭ ‬كما‭ ‬يحلو‭ ‬للعديد‭ ‬تسميتها‭ ‬إلى‭ ‬الطريق‭ ‬السريع‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬طريق‭ ‬عودة‭ ‬الحياة‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الغرق‭ ‬الكلي‭ ‬لمثلث‭ ‬الترسانة‭ ‬والإشارة‭ ‬الضوئية‭ ‬أولاد‭ ‬الحاج‭ ‬والطريق‭ ‬السريع‭ ‬عند‭ ‬جسر‭ ‬الحشان‭ ‬باتجاه‭ ‬الغرب‭ ‬إلى‭ ‬جسر‭ ‬الاستقلال‭ ‬باتجاه‭ ‬الشرق‭ ‬وجسر‭ ‬مثلث‭ ‬عويتي‭ ‬وزناته‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬جامع‭ ‬الصقع‭ ‬وجزيرة‭ ‬المدار‭ ‬وهو‭ ‬مصرح‭ ‬به‭ ‬رسميا‭ ‬مكتب‭ ‬شؤون‭ ‬المرور‭ ‬لمديرية‭ ‬أمن‭ ‬طرابلس‭ ‬وهو‭ ‬كذلك‭ ‬ما‭ ‬اعترف‭ ‬به‭ ‬الناطق‭ ‬باسم‭ ‬شركه‭ ‬المياه‭  ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬اعلام‭ ‬حين‭ ‬قال‭  ‬‮«‬إن‭ ‬شبكة‭ ‬طرابلس‭ ‬عجزت‭ ‬عن‭ ‬استيعاب‭ ‬الهطول‭ ‬الغزير‭ ‬للأمطار‭ ‬نتيجة‭ ‬ارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬المياه‮»‬‭ ‬

فقد‭ ‬غمرت‭ ‬مياه‭ ‬السيول‭ ‬غالبية‭ ‬أحياء‭ ‬ترهونة،‭ ‬وحولت‭ ‬بعض‭ ‬طرقها‭ ‬إلى‭ ‬أودية،‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشخاص‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬واحدة‭ ‬وخروج‭ ‬المستشفى‭ ‬الرئيسي‭ ‬عن‭ ‬الخدمة‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬الحلول‭ ‬التي‭ ‬تجريها‭ ‬الشركه‭ ‬العامة‭ ‬المياه‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬هي‭ ‬حلول‭ ‬جزئيه‭ ‬وقصيرة‭ ‬المدى‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬خطط‭ ‬في‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عوائق‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ ‬منها‭ ‬انهيار‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬أكل‭ ‬عليها‭ ‬الدهر‭ ‬وشرب‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬تناسب‭ ‬التغيرات‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬عبر‭ ‬العقود‭ ‬الطويلة‭ ‬الماضية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قلة‭ ‬التمويل‭ ‬والبناء‭ ‬العشوائي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يخضع‭ ‬لأي‭ ‬رقابة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التعديات‭ ‬المذكورة‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التصريف‭ ‬ونتيجة‭ ‬تكرار‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬مشهد‭ ‬غرق‭ ‬الشوارع‭ ‬والأحياء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬بل‭ ‬ازدادت‭ ‬سوءا‭ ‬عام‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭ ‬تصريف‭ ‬المياه‭ ‬بل‭ ‬ومعظمها‭ ‬كانت‭ ‬مجرد‭ ‬حلول‭ ‬انيه‭ ‬ومؤقته‭ ‬من‭ ‬شفط‭ ‬المياه‭ ‬بالصهاريج‭ ‬مثلا‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الحقيقه‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬الا‭ ‬الطين‭ ‬بله‭ ‬عندما‭ ‬تقوم‭ ‬بتفريغ‭ ‬حمولتها‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬تصريف‭ ‬الأمطار‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬تراكم‭ ‬الأوساخ‭ ‬وسد‭ ‬الشبكات‭ ‬

ففي‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وخاصة‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬تتكرر‭ ‬مشكلة‭ ‬المواطن‭ ‬مع‭ ‬مشاكل‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬لتردي‭ ‬شبكات‭ ‬التصاريف‭ ‬وتهالكها‭ ‬ومضي‭ ‬عقود‭ ‬طويله‭ ‬على‭ ‬انشاؤها‭ ‬مع‭ ‬عمليات‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والمشاريع‭ ‬الضخمه‭ ‬التي‭ ‬تنفذ‭ ‬حاليا‭ ‬والمواطن‭ ‬هو‭ ‬الضحية‭ ‬الأولى‭ ‬نظرا‭ ‬لمعاناته‭ ‬مع‭ ‬اغلاق‭ ‬معظم‭ ‬الأحياء‭ ‬والشوارع‭ ‬الرئيسة‭ ‬وتعطل‭ ‬معظم‭ ‬الخدمات‭ ‬بها‭ ‬وكل‭ ‬جهة‭ ‬تلقي‭ ‬بمسؤوليتها‭ ‬على‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬وهكذا‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تتحول‭ ‬هذه‭ ‬الشوارع‭ ‬الى‭ ‬بحار‭ ‬يغرق‭ ‬فيها‭ ‬المواطن‭ ‬و‭ ‬ممتلكاته‭ ‬من‭ ‬سيارات‭ ‬ومنازل‭ ‬وبشر‭ ‬كذلك‭ ‬وهو‭ ‬ماحذرت‭ ‬منه‭ ‬بلدية‭ ‬طرابلس‭ ‬المركز‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المرات‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬تلوث‭ ‬المياه‭ ‬بالصرف‭ ‬الصحي‭ ‬‮«‬الآبار‭ ‬السوداء‮»‬‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬متفرقه‭ ‬من‭ ‬مدينه‭ ‬طرابلس‭ ‬ومن‭ ‬ناحيه‭ ‬أخرى‭ ‬خطر‭ ‬حفر‭ ‬هذه‭ ‬الآبار‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وزيادة‭ ‬الفرصه‭ ‬لتأثير‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬وخطرها‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اتضح‭ ‬جليا‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬سقوط‭ ‬الأمطار‭ ‬الأخيرة‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬عندما‭ ‬طفحت‭ ‬مياه‭ ‬الآبار‭ ‬السوداء‭ ‬وغمرت‭ ‬معظم‭ ‬الشوارع‭ ‬والبيوت‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬اذا‭ ‬فالمواطن‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬أزمه‭ ‬غرق‭ ‬الشوارع‭ ‬وهنا‭ ‬أنا‭ ‬لم‭ ‬أبرر‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العقود‭ ‬وتقاعسها‭ ‬عن‭ ‬صيانة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬قنوات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬وربطها‭ ‬بشكل‭ ‬مدروس‭ ‬بقنوات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬المباشر‭ ‬وهنا‭ ‬فالمواطن‭ ‬معذور‭  ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬بديلا‭ ‬عن‭ ‬حفر‭ ‬قنوات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬مع‭ ‬حفر‭ ‬الآبار‭ ‬الإرتوازية‭ ‬وما‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬طرابلس‭ ‬بالذات‭ ‬كالقدر‭ ‬المثقوب«زي‭ ‬الكسكاس‭ ‬للأسف‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬حتما‭ ‬ما‭ ‬سيؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬الطبيعة‭ ‬الجيولوجية‭ ‬للمنطقة‭ ‬وسيجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬لمخاطر‭ ‬الطبيعة‭ ‬من‭ ‬زلازل‭ ‬وفيضانات‭ ‬وسيول‭ ‬لاقدر‭ ‬الله‭  ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬كارثة‭ ‬تلوث‭ ‬مياه‭ ‬الأبار‭ ‬المنزلية‭ ‬بمياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬متفرقة‭ ‬بمدينة‭ ‬طرابلس‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تدق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المواطن‭ ‬وذلك‭ ‬بحسب‭ ‬نتائج‭ ‬وحدة‭ ‬مختبر‭ ‬تحليل‭ ‬المياه‭ ‬بديوان‭ ‬البلدية‭ ‬الذي‭ ‬أثبت‭ ‬وجود‭ ‬مؤشرات‭ ‬التلوث‭ ‬بمياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬وكذلك‭ ‬مخالفة‭ ‬المواصفات‭ ‬الليبية‭ ‬القياسية‭ ‬لمياه‭ ‬الشرب‭ ‬رقم‭ ‬82‭ ‬لسنة‭ ‬2015‭ ‬

مع‭ ‬الإشارة‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الملوثاث‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬نتيجة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المياه‭ ‬الملوثة‭ ‬بالصرف‭ ‬الصحي‭ ‬سواء‭ ‬للشرب‭ ‬أو‭ ‬الإستحمام

‮«‬وحدة‭_‬مختبر‭_‬تحليل‭_‬المياه‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬مايطرح‭ ‬السؤال‭ ‬المُلح‭ ‬ماهو‭ ‬الحل‭. ‬

المواطن‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬من‭ ‬الحل‭ ‬شي‭.‬

فالخطاب‭ ‬اذا‭ ‬موجه‭ ‬الى‭ ‬جهات‭ ‬الاختصاص‭.. ‬البلديات‭. ‬التخطيط‭ ‬العمراني‭… ‬الإسكان‭ ‬والمرافق‭..‬

التى‭ ‬عليها‭ ‬التحرك‭ ‬بأسرع‭ ‬وقت‭..‬

‭( ‬فالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬الحالية‭ ‬غير‭ ‬ملائمة‭ ‬لتوفير‭ ‬الأساس‭ ‬لتنمية‭ ‬ليبيا‭. ‬وتركز‭ ‬رؤية‭ ‬إحياء‭ ‬ليبيا‭ ‬2030‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬حديثة‭ ‬ذات‭ ‬كفاءة‭ ‬وفعالية‭ ‬لدعم‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬والتنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭.. ‬وسيتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬معالجة‭ ‬الفوارق‭ ‬في‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬قدرات‭ ‬البلديات‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬بتطبيق‭ ‬اللامركزية‭ ‬على‭ ‬السلطات‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية،‭ ‬والتخطيط‭ ‬السليم‭ ‬للتنمية‭ ‬الحضرية‭.‬

فمن‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬وجود‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عال‭ ‬لتحقيق‭ ‬الإنتاجية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭. ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬تأسيس‭ ‬صندوق‭ ‬تمويل‭ ‬وطني‭ ‬ضخ‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬المركزية،‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬البلديات‭ ‬والمحليات‭ ‬في‭ ‬ليبيا؛‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬التحولية‭ ‬سَتُسِهِم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الرخاء‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين‭. ‬وبالإمكان‭ ‬تقاسم‭ ‬تكلفة‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تُنْجَز‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الآلية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬تضامني‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية‭ ‬والبلديات‭ ‬والمحليات‭.‬

إن‭ ‬قيام‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬بأعمال‭ ‬حفر‭ ‬شبكات‭ ‬صرف‭ ‬المياه‭ ‬لبيوتهم‭ ‬الجديدة‭ . ‬وتركيبها‭ ‬بشكل‭ ‬مغلوط‭ ‬ومخالف‭ ‬على‭ ‬الشبكات‭ ‬القديمة‭ ‬المتهالكة‭ ‬وغياب‭ ‬أعمال‭ ‬النظافة‭ ‬الدورية‭ ‬لقنوات‭ ‬تصريف‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ .. ‬وصيانة‭ ‬المتعطل‭ ‬منها‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬لانهيار‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وتجمع‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬على‭ ‬الطرقات‭.‬

إن‭ ‬موضوع‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬موضوع‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬وشائك‭ .. ‬ومنها‭ ‬مشاريع‭ ‬صيانة‭ ‬المياه‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والذي‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬أنابيب‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬وأن‭ ‬الحلول‭ ‬المتفذة‭ ‬كلها‭ ‬حلول‭ ‬مؤقتة‭ ‬والحل‭ ‬على‭ ‬الأغلب‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬الا‭ ‬بتخطيط‭ ‬مجاري‭ ‬خاصه‭ ‬بالصرف‭ ‬الصحي‭ ‬تبدأ‭ ‬بإنشاء‭ ‬وحدات‭ ‬معالجة‭ ‬رئيسة‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬المدينة‭ ‬و‭ ‬تكون‭ ‬خطوط‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬بأحجام‭ ‬كبيرة‭ ‬تستوعب‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬تتبع‭ ‬الشوارع‭ ‬و‭ ‬الطرق‭ ‬الرئيسة‭  ‬تقسم‭ ‬المدينة‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭  ‬و‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تتم‭ ‬تغطية‭ ‬منطقةو‭ ‬ربطها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ربط‭ ‬كامل‭ ‬المدينة‭ ‬و‭ ‬نتخلص‭ ‬نهائيا‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬الآبار‭ ‬السوداء‭ …. ‬طبعا‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬مياه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تلوث‭ ‬مجانية‭ ‬آلية‭ ‬أن‭ ‬نتخلص‭ ‬نهائيا‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬التلوث‭  ‬بغير‭ ‬هذا‭ ‬كل‭ ‬باقي‭ ‬الحلول‭ ‬تلفيقيه‭ …‬

فالموضوع‭  ‬كبير‭ ‬وبات‭  ‬من‭  ‬الضروري‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬متكامل‭ ‬لصرف‭ ‬الصحي‭  ‬و‭ ‬توسيع‭ ‬المخطط‭ ‬العام‭ ‬و‭ ‬اعتماده‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قريب‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬اعتماد‭ ‬قانون‭ ‬يجرم‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬حواف‭ ‬الأودية‭ ‬والبناء‭ ‬قرب‭ ‬ممرات‭ ‬السيول‭ ‬والأودية‭ ‬الذى‭  ‬يمثل‭ ‬أكبر‭ ‬خطر‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬سيول‭ ‬كبيرة‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة‭ ‬فقط‭ ‬لأن‭ ‬حوالى‭ ‬70‭%  ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الفيضانات‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬رمي‭ ‬النفايات‭ ‬والبناء‭ ‬الفوضوي‭ ‬بحواف‭ ‬الوديان‭ ‬خلاصة‭ ‬القول‭ ‬إننا‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬تحد‭ ‬صعب‭ ‬لمعادلة‭ ‬طرفيها‭ ‬متكون‭ ‬من‭ ‬غضب‭ ‬الطبيعة‭ ‬ومن‭ ‬إهمال‭ ‬ولامبالاة‭ ‬الانسان‭ ‬معا‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى