رأي

شباب اتكاليون

د. غادة محمد حميد

تنشأ‭ ‬الاتكالية‭ ‬أخي‭ ‬القارئ‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬ويساعد‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬الوالدان‭ ‬أنفسهم؛‭ ‬فرغبات‭ ‬الأبناء‭ ‬كثيرة‭ ‬وطلباتهم‭ ‬أوامر‭ ‬فيشبون‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فمن‭ ‬أين‭ ‬يأتون‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفس؟‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬يلام‭ ‬الشباب‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬من‭ ‬توجيههم‭ ‬التوجيه‭ ‬المحفز‭ ‬ونصح‭ ‬الآباء‭ ‬بالمقابل‭ ‬بإشراك‭ ‬أبنائهم‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمارسنه‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬المنزل‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭ ‬طرد‭ ‬الاتكالية،‭ ‬فالاتكالية‭ ‬إخوتي‭ ‬القراء‭ ‬هي‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الغير‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬أمر‭ ‬يريده‭ ‬الشخص،‭ ‬فاليوم‭ ‬بعض‭ ‬شبابنا‭ ‬‮«‬اتكاليون‮»‬‭ ‬لدرجة‭ ‬لا‭ ‬تتصور،‭ ‬فلو‭ ‬حصل‭ ‬لهم‭ ‬بأن‭ ‬يمارس‭ ‬عنهم‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬نشاطاتهم‭ ‬العلمية‭ ‬والعملية‭ ‬أو‭ ‬الحياتية‭ ‬لجعلوه‭ ‬يمارسها،‭ ‬فللأسف‭ ‬لو‭ ‬يستطيعون‭ ‬جعل‭ ‬نواب‭ ‬يحضرون‭ ‬عنهم‭ ‬المدارس،‭ ‬ويدرسون‭ ‬عنهم‭ ‬لفعلوا‭ ‬ذلك،‭ ‬جل‭ ‬ما‭ ‬يطلبه‭ ‬الشباب‭ ‬اليوم‭ ‬ينفذ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬يطلبه‭ ‬الشباب‭ ‬وبالطبع‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذه‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬يضرهم‭ ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬الآباء،‭ ‬إنهم‭ ‬يحبون‭ ‬أبناءهم‭ ‬فيشترون‭ ‬لهم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ويلبون‭ ‬لهم‭ ‬كل‭ ‬متطلباتهم،‭ ‬فهل‭ ‬الحب‭ ‬يكون‭ ‬بالخضوع‭ ‬إلى‭ ‬أوامر‭ ‬الشباب‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬قيمتها‭ ‬وماهيتها،‭ ‬وآثارها‭ ‬السلبية؟‭.‬

للأسف‭ ‬فلقد‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬تتمثل‭ ‬بالعجز‭ ‬عن‭ ‬ترتيب‭ ‬فراشنا‭ ‬وإعداد‭ ‬طعامنا‭ ‬بأنفسنا‭ ..‬الخ‭ ‬أعلم‭ ‬أنها‭ ‬أمور‭ ‬بسيطة‭ ‬ولكنها‭ ‬تكبر‭ ‬مع‭ ‬الإنسان‭ ‬وتبدأ‭ ‬بالتفاقم‭ ‬مع‭ ‬تقدمه‭ ‬في‭ ‬العمر،‭ ‬فيجب‭ ‬علينا‭ ‬معالجتها‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬فندائي‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬أب‭ ‬وأم‭ ‬أن‭ ‬يساعدا‭ ‬أبناءهم‭ ‬على‭ ‬تخطي‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬فهي‭ ‬تبدأ‭ ‬بملاحظاتهم‭ ‬وتنتهي‭ ‬بنصائحهم،‭ ‬فليس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يطلبه‭ ‬الابن‭ ‬منكم‭ ‬يكون‭ ‬لازماً‭ ‬عليكم‭ ‬تحقيقه،‭ ‬واعلموا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬حبكم‭ ‬له،‭ ‬بل‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ضعف‭ ‬المراقبة‭ ‬عليه،‭ ‬فنحن‭ ‬أصبحنا‭ ‬نتمنى‭ ‬كل‭ ‬الأمنية‭ ‬بأن‭ ‬تقفوا‭ ‬بجانبنا‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬والتي‭ ‬بنظري‭ ‬هي‭ ‬خطيرة‭ ‬ولكن‭ ‬حلها‭ ‬سهل‭ ‬جداً‭ ‬وهو‭ ‬بين‭ ‬أيديكم‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى