وتزاحموا حولي لأنسى أنّني وحدي
وأنسى أنّهم ليسوا رفاقي
أين منهم ما تضجّ به البنفسجة المحوطة بالطحالبِ
أين منهم غيمتي ومدار أغنيتي
وإن كانوا سياجاً لي
أقاسمهم على مضض زماني
أين منهم ما اجترحت من المعاني
أين منهم ما أضمّ وما أُعدّ وما أرى
هم باعة متجوّلون
دوابهم أهلي
بضاعتهم بلادي
باعة متجوّلون
تركتهم في الظلّ يقتسمون محصول المديح
ويملأون بطونهم بحروف اسْمي والعلفْ
كم حاولوا أن يقتفوا أثري لمحوي
واكتفوا كرهاً
بمضغ حروف اسْمي في الزوايا والغرفْ
لن يقدروا أن يقتفوا آثار حزن جامح
لن يقدروا أن يقتفوا أثر التحامي بالمنارة
وهي تسقط
وامتزاجي بالدم المسفوك في غيمات أهلي
وانصهاري في غياهب نقمتي
لن يقدروا أن يقتفوا أثر ارتفاعي بالكلام إلى كلامي
باعة متجوّلون
تعلّموا كلّ اللغات وما استطاعوا نسخ ظلّ قصيدتي
سيحاولون مُجَدّداً
وسيخسؤون ويقنعون من الغنيمة بالأسفْ
فأنا الألِفْ».