رأي

شهر للمغفرة والباقي لجهنم

محمد الرحومي

من‭ ‬المأثور‭ ‬المتداول‭ ‬عند‭ ‬نبتات‭ ‬الصبر‭ ‬من‭ ‬الشيوخ‭ ‬والعجائز‭ ‬أن‭ ‬الجنة‭ ‬تبي‭ ‬والنار‭ ‬تبي‭..‬

النار‭ ‬أيضا‭ ‬تطالب‭ ‬بحقوقها‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يصطفون‭ ‬طوابير‭ ‬من‭ ‬شر‭ ‬أعمالهم‭ ‬خلال‭ ‬الاشهر‭ ‬الحرم‭ ‬وأشهر‭ ‬العبادات‭ ‬التي‭ ‬تزداد‭ ‬فيها‭ ‬شراهتم‭ ‬لدمائنا‭ ‬وأجسادنا‭ ‬التي‭ ‬احترقت‭ ‬من‭ ‬لهيب‭ ‬اسعارهم‭ ‬على‭ ‬سلع‭ ‬حياتنا‭ ‬الاساسية‭ ‬وهذا‭ ‬طبعا‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬الاشهر‭ .. ‬

النص‭ ‬الخطابي‭ ‬الديني‭ ‬سواء‭ ‬الواعظ‭ ‬أو‭ ‬نص‭ ‬الترهيب‭ ‬والترغيب‭ ‬هو‭ ‬أيضا‭ ‬يحتاج‭ ‬لتوعية‭ ‬وفهم‭  ‬إلى‭ ‬ماهو‭ ‬أهم‭ ‬وأجدى‭ ‬لحياتنا‭ ‬اليومية‭..‬

نحن‭ ‬نحتاج‭ ‬فعلا‭ ‬لعودة‭ ‬الضمير‭ ‬والإنسانية‭ ‬بعد‭ ‬مافقدنا‭ ‬الجانب‭ ‬القانوني‭ ‬الرادع‭ ‬الذي‭ ‬يتابع‭ ‬ويدافع‭ ‬عن‭ ‬حقوقنا‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭..‬

لايمكن‭ ‬لأي‭ ‬مجتمع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مجتمع‭ ‬دولة‭ ‬ومؤسسات‭ ‬مالم‭ ‬تحتكم‭ ‬فيه‭ ‬المهن‭ ‬وخاصة‭ ‬التجارية‭ ‬إلى‭ ‬نظم‭ ‬قانونية‭ ‬ومهنية‭ .. ‬لأنها‭ ‬العامل‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬الاسر‭ ‬او‭ ‬اضرابها‭..‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬غائبة‭ ‬تماما‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬والسلع‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬رغيف‭ ‬الخبز‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬هب‭ ‬ودب‭ ‬وامتهن‭ ‬تجارة‭ ‬المواشي‭ ‬مثلا‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬تاجر‭ ‬خردوا‭……………………………………………………….‬ت‭.. ‬يشتري‭ ‬ويبيع‭ ‬كيما‭ ‬يريد‭ ‬ويشاء‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬رادع‭..‬

إننا‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬نفحات‭ ‬شهر‭ ‬الخير‭ ‬والبر‭ ‬والإحسان‭.. ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬مازلنا‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭  ‬لهيب‭ ‬اسعار‭ ‬ممن‭ ‬سموا‭ ‬تجارا‭ ‬وتجاوزوا‭ ‬حتي‭ ‬خيالنا‭ ‬ليصل‭ ‬لفيحها‭ ‬الى‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬متعلق‭ ‬بحياتنا‭ ‬اليومية‭.. ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬الا‭ ‬الهواء‭ ‬الذي‭ ‬جعله‭ ‬الله‭ ‬متاحا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬من‭ ‬عباده‭ ‬والا‭ ‬لكنا‭ ‬رهائن‭ ‬الاكسجين‭ .. ‬نحن‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬صفدت‭ ‬فيه‭ ‬شياطين‭ ‬الجن‭ ‬لنكون‭ ‬مائدة‭ ‬مستديرة‭ ‬لشياطين‭ ‬الانس‭ ‬

‭#‬كونوا‭_‬بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى